زيارة الزمن والذنوب
في برودة العمر تنثني الهمة وتموت الحماقة ... تغترف النفس من الزمن غرفة ً , فيذوب فيها العمر ثملاً , زيارة الزمن في الأمس ووهن الأنا في يومك هذا , تنفلق ذاكرة طفل ... وتستشري ذكرى شباب ذهبْ ... كان ذهبياً براقْ .. فأصبحَ فضياً صد ِءاً , كأنه إبريق تراثْ , أو أيقونة َ كنيسة , ً هجرها قساوستها , وربما محرابٌ , هجره الإمام , تنقلب الزيارة ُ على الزائر , وتقدح شكسات طفولية , ورعونة َ مراهق , ترتسم إبتسامة الزمن , على شفاه مزقتها إبتسامة عمر , وشفاه سحقتها سحنة قهر , فيتسائل الزائر في حضرة المزار ... زمن مضى ..؟؟ .. أم حاضر واهن ..؟؟ ... هـَر ِم َ السؤال حين ولـِدْ ... إيه ٍ يا فلان ... !! .. كم جمعتَ ليومك هذا ..؟؟ وكم بقي لتجمع .. ؟؟ قبركَ قريبْ .. ورمسكَ ضيقْ , هيا , إنطلق , ما سمح لكَ به خالقكَ .. فهو كف من زمن .. وحفنة أيام , فويل لك ان أذهبتَ الباقيات , وحنانيك إن جمعتَ سـِلال الصالحاتْ , فلن يغيب يومكَ إلا في نعش ٍ محمول , ومجلسِ عزاء .. وعز أهل وأصدقاء , وأنت وحيدا بلا خليل ... بل ستزور الزمن الآخر يا زائر اليوم , إجمع في زيارة يومكَ للزمن ذكرى .. لا تبحث فيها عن ومضة شقاء أو ومضة هناء , بل إبحث فيها عن وعكة ً مع ربكَ , الذي خلقك , فسواك , فعدلك , هنيهة عدل عن يوم مضى , ليكون يومك ليس يوم وهن في قلة حصاد , بل يوم جد وعمل ... تحصد فيه ذنوبا طويت في زمن , هي وزرك , انت تزوره .. أفتزورها متنزها ...؟؟ ام باحثا في لجاجة جارحة ..؟؟ اثخنت نعش أعد لك ..؟ الا ساء ما أعد لك .. مع ربك الذي عدلك ... في لحد صغير لا يزيد عن طولك , عد ... لك ... يسع كل الذنوب , لك العتبى يا زمن , فلن ازورك متنزها بعد اليوم ابدا , سآتي اليك ومعي لعنتي على ذنبي بين يدي غفور رحيم , يغفر الذنوب جميعا
الحاج عبود الخالدي