تويت
المواطن متهم حتى تثبت براءته
ليس من السهل ان يـُطعن ببراءة المواطن سواء كان في طريق او في عمل او في منزله وبشكل عام وعلى مساحة زمن طويل كما في العراق ... قد يتصور الناس ان الوصف يشمل عراق ما بعد الاحتلال الا ان الحقيقة ان المواطن العراقي طعن ببراءته منذ زمن الجمهورية الاولى في عام 1958 وبدأت تتصاعد وتيرة سحب الثقة من المواطن العراقي بشكل تدريجي وكأنها شجرة تنمو بتزايد اغصانها وكثافة اوراقها وضخامة ساقها حتى وصل العراقيون اليوم الى حالة صعبة للغاية تسببت في شلل تام للجهد الانساني بشكل خطير في اعلى موصوفات درجة الخطورة .
الانهيار المجتمعي او الانهيار الزراعي او الصناعي او الخدمي جميعها تمثل لبنات انهيار الواقع الامني وتلك المعادلة يعرفها كل ذي اختصاص في اختصاصه فالمختصون في الصناعة يعرفون ان انهيار الصناعة وضمور سوق العمل يزيد من معدلات الجريمة وعلماء الاجتماع يعرفون ان تحلل الروابط المجتمعية او ضعفها يزيد من خروقات الامن الاجتماعي كما يؤكد المختصون بالامن الغذائي الذي يعتمد على الاستقرار الزراعي ان اختلال الامن الغذائي يسبب في اختلال الامن المجتمعي سواء كان اختلال الامن الغذائي في صيغة الغلاء او الشحة الغذائية ولكلاهما ترابط مع الوصف الاخر ويؤديان الى التهلكة الاجتماعية عندما تكون الصفات في وصف (المجاعة) ..!!
السوء الذي ظهر في الساحة العراقية يمتلك مكائن تشغيلية قام بتشغيلها وطنيون عراقيون وصلوا الى كراسي الحكم بسحر ساحر وهذا الوصف يتصف به حكام العراق منذ زمن الجمهورية الاولى لغاية يومنا المعاصر وكل تلك الفئات تعاملت مع ملف (المواطن متهم حتى تثبت برائته) مما جعل عجينة العراق المجتمعية متفسخة الى حدود لا تحتمل الاستمرار وتنذر بانفجار بركاني معاكس سيجعل من العراق ارضا وشعبا في سعير حرب باتت مؤكدة وعندما يريد الباحث ان يمسك بخيوط تلك البرامجية فان الحدث العائم على سطح العراق لا يمثل وجه الحقيقة لانه حدث مصنوع صناعة بموجب نظم ماسونية خفية طويلة الاجل اوصلت الحال الى موصوفات قاسية وكأن شعب العراق من فصيلة بشرية مختلفة عن باقي الناس في عموم الارض ... كشف وجه الحقيقة يمثل بارقة أمل وبصيص نور في فهم واقع الحال العراقي لغرض قيام عملية ارتدادية بين ثنايا شعب العراق عند كشف المستور من الحراك الخفي الذي اوقع العراقيين في تهلكة حرب اهلية لا يعلم احد كيف ستكون نتيجتها عندما يكون معظم الناس مسلحون وقد مارسوا فنون القتال في حروب مفتعلة وحروب شوارعية مورس فيها التدريب الميداني في كيفية تسلطية انسان على انسان باستخدام شعارات تسلطية ادت الى ان يفقد المواطن العراقي برائته بشكل مطلق والبريء يحتاج الى اثبات بشكل يغاير المستقر البشري في كل زمن وفي كل امة ان تكون البراءة صفة الانسان وعلى الاخر اثبات العكس .. الا انها في العراق مختلفة تماما فـ (البراءة) تحتاج الى اثبات وليس (الادانة)
نسبة العناصر الرسمية المسلحة في العراق اليوم عبرت معايير النظم الامنية في العالم بمعدلات خرافية ففي العراق قرابة ثلاثة ملايين مسلح رسمي لضبط أمن 30 مليون عراقي فاذا احتسب ان الاطفال والنساء والمسنين يمثلون 67% كمعدل أدنى من المجتمع فان الانضباط الامني له حراك بما يساوي 33% من العناصر التي يمكن ان تتهم باخلال الامن من مجموع الشعب العراقي وهم الناشطون في مقدرتهم على صناعة الجريمة او الارهاب وحمل السلاح فهم لا يزيدون عن 9 مليون عراقي متهم باخلال الامن منهم قرابة 3 مليون عراقي مسلح بصفة رسمية يكونون مسؤلين عن الامن وبالتالي فان 3 مليون رسمي مسلح يضبط أمن 6 مليون مواطن عراقي متهم ببراءته ..!! تلك الصورة التقريبية تمنح عشاق الحقيقة ناظورا ليروا فيه الوجه الاوحد للحقيقة في ان العراق يتعرض الى صناعة ازمة حقيقية وان عملية احتضار حقيقة تجري في العراق على مرأى ومسمع عالم متحضر لا يرى الحقائق الا من خلال ابواق اعلامية ويغمض الناس اعينهم عن الحقيقة القاسية ..!!
المواطن متهم حتى تثبت براءته بدأت في 1958 الا انها امتلكت ديناميكية تصاعدية حتى اصبحت اليوم في الاوج الذي جعل العراقيين جميعا في حفرة من نار ولا احد يستطيع انقاذهم منها الا خالقهم ذلك لان الحبك الماسوني استخدم العراقيين انفسهم لينسج منهم ذلك النسيج ولم يستخدم غير العراقيين في لبس ثياب الحرب الاهلية الا في خطة ختامية استخدم فيها جيش امريكي همجي تم حشره في العراق ليقوم بتفعيل لغة القتل وكان الجيش الامريكي اول من استخدم (فائقية) و (تمامية) نفاذ اسلوب زرع الامن من خلال (المواطن متهم) واوصل تلك المنهجية الى حافة حادة وقطع طريق العودة على المواطنين العراقيين حين قام بتسليم تلك الفعالية للجيش والشرطة العراقية حيث كان الجيش الامريكي والبريطاني يمارس مهنة تدريب الجيش والشرطة العراقية الديمقراطية ...!! نفاذية شعار (المواطن متهم) تم زقه زقا في شرطة وجيش عراقي وهو شعار أوحد كوسيلة يستخدمها الجيش والشرطة العراقية الان ضد المواطن العراقي ولا يمتلك ذلك الجيش الفاشل او تلك الشرطة الفاشلة أي وسيلة لحفظ الامن سوى اتهام كل المواطنين بالارهاب ...!! ولعل العراقيون يعلمون اكثر من غيرهم ان المواطن العراقي لا يستطيع ان يثبت براءته فبراءة المواطن ليست وحمة في الوجه او علامة في سجل النفوس حيث تستعصي عملية اثبات البراءة ولو استخدم المواطن كل قنوات الحق ...!! لعل الناس خارج العراق يسمعون بحجوم هائلة في المعتقلات لان كل مواطن عراقي متهم ولا يستطيع ان يثبت براءته ولعل الناس يشاهدون مفارز الجيش والشرطة وهي تقطع الطرق وتفتش السابلة وتقتل الزمن بين يدي المواطن لانه متهم ببراءته ...!!
لا خير في أمة تأكل ما لا تزرع وتلبس ما لا تصنع
واحدة من نوافذ فكرية على ماسونية العصر الحديث و الغوييم
الحاج عبود الخالدي