في برنامج على محطة فضائية تحت عنوان (حقوق المرأة في الاسلام) تناول ضيف البرنامج ذو الصفة الاسلامية عدالة الاسلام في حقوق المرأة وطرح بضعة طروحات بعدها بدأ يتلقى نداءات هاتفية حول نفس الموضوع وكان من بينها نداء من امرأة عربية مسلمة تعيش في اوربا قائلة ( أي مساواة بين الرجل والمرأة والارث في الاسلام للذكر مثل حظ الانثيين ..؟) فاجاب الشيخ ان ذلك هو نظام اقتصادي اسلامي ومنه ان نفقة المرأة في ذمة الرجل ... عند انتهاء الحلقة قلبت قنوات التلفزيون باحثا عن موضوع يستقطب اهتمامي فظهر على فضائية اخرى برنامج عنوانه (حقوق الانسان في الاسلام) وضيف البرنامج ايضا ذو صفة اسلامية وطرح الفقيه بضعة طروحات ايضا تبعته اتصالات المتابعين ومنها نداء هاتفي لأمرأة من الحجاز تقول (كيف تكون حقوق الانسان .. والاسلام يسمح للرجل باربع زوجات ..؟؟ ) فاجاب الشيخ ان ذلك مشروط بعدالة الزوج وفي ذلك الشرط حقوق الانسان في زوجاته الاربع ...
في كلا البرنامجين اعلن عدد من المتابعين عدم قناعتهم بتلك الردود سواء كانت وجهات النظر المضادة قد صدرت من نساء او رجال وفيها تشكيك بمصداقية المساواة بين الرجل والمرأة في النظام الاسلامي ..!!
عندما ينفرد الشخص بعقله أي (يتفكر) تطفو على مسطحات فكره تساؤلات ترتبط ببعضها بروابط لا تكاد ترى الا عندما تكون عين العقل واسعة الاحداق ... (قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ) .. اين تلك الحجة البالغة في موضوع ساخن ترى فيه المرأة مظلومية ذكورية واضحة ... !! لماذا يحتدم الحوار في مثل هاتين النقطتين كلما ضاقت صدور النساء من تعددية الزوجات او ضاقت صدور بعض الرجال من ما يصفوه بعصور العبودية او عصور الحريم ؟؟؟ لماذا لا تظهر الحجة البالغة ...؟؟ لماذا (فلوشاء لهداكم اجمعين) .. وهل هداية (الاجمعين) مرتبطة بمشيئة الله ام الافراد ...؟ وهل ذلك يحتاج الى توفيق الهي في الهداية !!! ربما لو اهتدى مجموعة من الناس دون جمعهم تظهر الحجة البالغة بين الناس اجمعين ...
عندما يتحاور مثقفون متفرنجون مع مثقفين اسلاميين في موضوع ارث المرأة او موضوع تعدد الزوجات تظهر في ساحة الحوار صخرة من رخام صلد تتهشم عليه طروحات المثقفين الاسلاميين ويضطر المحاور المسلم الى مسالك فكرية ثانوية تفترض مثلا عدالة الرجل المتزوج من اربع نساء او في نفقة المرأة والزامية الرجل فيها ... ولكن تبقى الحجة البالغة خفية على (الاجمعين) ويبقى يبحث المتفكر عن تلك الحجة عسى ان يدركها ويمسك بها ويبحث عن مكبرا للصوت ينادي فيه قومه ليبلغهم تلك الحجة البالغة
ها قد وجدها ذلك المتفكر ولكن مواجهة القوم بفكر جديد ستجعله عرضة لتفريغ شحنات فكرية عالية الصعق ..! ربما ستصيبه بصعقات فكرية قاسية ... دفع المتفكر عقلانيته الى اتخاذ موقع كلامي متحفظ ومكبر صوت قليل القدرة ليقول لقومه همسا
ان حجة الله البالغة موجودة في نظام تكويني في الخليقة وان الاحكام الشرعية قد جاءت لتتناغم مع ذلك النظام وبغير تلك الاحكام الشرعية ستكون المرأة هي المظلوم الاول ..
انها نسبة الاناث الاعلى الى الذكور في سنن الخلق
في كل مخلوقات الله الاناث اكثر من الذكور ومنها الانسان
عدد الاناث يزيد على الذكور في المجتمعات البشرية
انها احصائيات رسمية وان لم تصدق تلك الاحصائيات فان القدرة على رصد تلك النسبة يمكن ان يقوم بها كل (متفكر) ليحصي النساء والاناث في قائمة اهله ومعارفه في أي مجتمع سيكون .. حارته .. دائرة عمله .. قريته او مدينته ... وكلما زادت مفاصل الاحصاء كلما اقترب من الحقيقة الكونية (الحجة البالغة)
ماذا يحدث لو توقف الحكم الشرعي في نسبة الارث واصبح للمرأة نصيب يساوي نصيب الرجل :
سوف تتحول الثروة الاجتماعية بيد النساء بعد بضعة اجيال ويفقد الرجل دوره الفعال في بناء المجتمع ويتحول المجتمع الى سلطوية نسوية وبالتالي تتحول المسؤولية الاجتماعية بيد النساء وهن الاكثر نعومة على الشقاء .. نرى ذلك في مجتمعات متحضرة تعطي للمرأة حظا في الارث مثل الرجل ... تحولت المرأة في تلك المجتمعات الى ريبوت يمتلك ميكانزم قاسي وفقدت المرأة رونقها كزوجة او ام او اخت .. اصبحت المرأة جزء من ماكنة اقتصادية .. الأموال تتجمع بيد النساء في اوربا ويستطيع المتفكر ان يراقب تلك الظاهرة ويراقب ان السلطوية الانثوية تحولت من الانوثة الى الاقتصاد في مجتمع جعل العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة مادية محض فضاعت العواطف في الدراهم وفقدت المرأة انوثتها بشكل مؤكد !!
اما في مجتمع يطبق الحكم الشرعي لا تزال المرأة اداة سكينة ومركز المودة !!!
ماذا يحدث لو توقف الحكم الشرعي في الزيجات الاربع (رغم انه شبه متوقف الان) :
سيبقى عدد مهم من النساء بدون زواج ... ضياع .. عنس ... حياة خانقة خصوصا في خريف العمر .. قد يكون ليس مهما ان يكون الكثير من النساء بلا زوج .. ولكن ... المهم بل الاهم جدا ان يكون كثيرا من النساء بدون اولاد ..!!
عندما تعبر الانثى مرحلة ربيع الشباب ينحسر تفكيرها بفارس الاحلام وتبدأ الأحلام بالامومه فالامومة هي رحيق انوثة المرأة بل الامومة هوية الانثى يوم يغادر الشباب نضارة الوجه
بين الحقيقة والخيال .. والصدق والتكذيب ... احصاء عادل .. بل احصاء صادق .. ستكون الحجة البالغة .. انها لله .. فلو شاء الله لهداكم اجمعين ـ الانعام ـ
الحاج عبود الخالدي
تعليق