العيد والريبوت السياسي
قد يكون العنوان صحفي سياسي الا ان الصبر على السطور سيرينا ان الريبوت السياسي مكلف باستغلال كل فرصة لقيادة جماهير الغوييم وان كانت في صميم المطالب الجماهيرية العقائدية او مطالب وجدانية تخص مشاعر الناس في عجينتهم المجتمعية ولعل رصد دقيق لبدايات تشكيل الحكومات في الدول الحديثة في اقاليم المسلمين ترينا بداية حراك الريبوت السياسي الذي شهد اكبر حدث سياسي (رسمي) في عصرنة كراسي الحكم وفق منهجية التنظير الحديث للدولة الحديثة على انقاض مقومات الحكم العقائدية في الدولة العثمانية المنهارة ... نرى كيف تم تغويم الشعوب (تحويلها الى جماهير مقادة) عبر حراك حكامها سياسيا في مراسيم رسمية تظهر وكأنها استجابة لرغباتها ومطالبها الوجدانية (مثلا) مع رغبة الناس في تعليم اولادها فتم زج اجيال واجيال من النشيء في مدارس رسمية مبرمجة ومعدة اعداد ممنهج على ايادي ماسونية مدربة في علمانية راسخة ليكون النشيء الجديد هجين في عروبته وهجين في اسلامه فاصبح للغوييم مقود من خلال ابنائه حين اصبح ذلك الهجين الاسلامي والعربي واحدا من مكونات الجماهير السياسية ... !!
نسوق الامثال لتكون مراصد فكرية تطبيقية ونرى (مثلا) حيث كان عيد الفطر في المجتمع الاسلامي يوما واحدا قبل قيام الدولة الحديثة الا ان الريبوت السياسي تم تحريكه ليكون العيد (ثلاثة ايام) في عطلة رسمية فشرب الناس تلك الاضافة (الرسمية) بصفتها كمالية شفافة لفاعلية عقائدية في (العيد) الا انها كانت مدخلا للتحكم بمنسك اسلامي يخضع لرسميات الدولة في غفلة حملة العقيدة فكان قبول التعطيل لثلاثة ايام متناغما مع رغبات الناس في تفخيم منسك العيد الا ان رواتب موظفي الدولة المدفوعة لموظفيها المحتفلين في العيد كانت مدخلا ليتدخل الريبوت السياسي في حيثيات المنسك العقائدي ... !! كانت تلك بدايات التغوييم لقيادة الجماهير من خلال مشاعر المسلمين التي صفقت لحكام الريبوت السياسي في تلك الحقبة الزمنية الاولى ذلك لان التعطيل الرسمي الثلاثي للعيد كان ذو صفة شفافة من سيد (حاكم كريم) أكرم شعبه بمزيدا من الهنا ...!! فكانت الخديعة في جيل الآباء الا ان الحقيقة التي تسطرها سطورنا اليوم وبعد حوالي 90 عاما من البدايات تؤكد ان تفخيم ايام العيد وتعطيل الانتاج فيه لبضعة ايام انما هو لغرض ربط المنسك بالرسميات في دولة معاصرة لا تعرف أي نوع من العقيدة في برنامجها السياسي انما تعترف بالله في بعض الزوايا السياسية كعبارات اسلامية في الدستور او في بعض القوانين المقننة لاغراض ردة الفعل الجماهيرية على علمانية التنظير الحديث للدولة (دولة اللادين) كما هي ثوابت التنظير في فرنسا واشتراكية الشرق الا ان الدولة العلمانية التي زرعت في اقاليم الاسلام كانت أذكى من حكماء المسلمين فنظرت الى اعلام مخادع في علمانية (وسط) يقبلها المسلمون في نظرية (دولة كل الأديان) فكان العيد في منسك رمضاني او في منسك الحج نسيجا بين (القرار الرسمي) محبوكا مع (منسك الرسالة السماوية) فشرب المسلمون رحيقا هجينا بين تنظيرات من مصدر كافر الفكر ... كافر الوسيلة ... الا ان الخدعة سرت في عملية تهجين الاسلام فاصبح (هلال القمر) رسمي الصفة في الصوم والحج من خلال عطاء مجذوذ خلط بين (العلمانية والعقائدية) في غفوة فكر على مسرح سياسي مليء بثوريين مواطنين يتغنون بالوطن من خلال حراك سياسي يتصف بصفة التحريك المبرمج سرى في جسد الوطن والمواطنين من قبل ادارة غير مرئية ترضع الجسد السياسي (ريبوت) لبنا فائق السم طويل الاثر ...!!
تم ترسيم هلال القمر في مراسيم رسمية وشطبت اية الخلق في محتوى المنسك العقائدي فاصبحت العقيدة وعلمانية السياسة صنوان في شجرة وطنية مورقة يبايع تحتها المواطنون لتكون البيعة لله بيعة هجين بين (ولاية الوطن وولاية الله ...!!) وهو عين الشرك
العقل المسلم عقل خريفي خرفت وسيلته في 90 عاما من عمر اوطان المسلمين مع خرس امراء العقيدة لانهم راكعون لشريك الله الوطن اما الركوع لله فقد انحسر في المنسك التطبيقي على غفوة فكر مسلم يمنح المسميات اسماء لا تحمل مضامينها بل تحمل خفايا عصابة تسلطت على ارض الله وتحكمت بخلق الله لها مسميات متقلبة في التاريخ الحديث الا ان صفتها المطلقة هي (أم الحكومات) فهي تصنع الريبوت السياسي في ورش مظلمة لا تسمح بالرؤيا ولن تكون الرؤيا الا حين يكون الناظر الى التنظيرات بريئا من مستقرات قومه الوطنية فيرى ورش تصنيع الريبوت السياسي من خلال تطبيقات حراك ذلك الريبوت الذي تتحكم به (عن بعد) تلك الحكومة غير المرئية (أم الحكومات)
امتنا تنتظر فجر يوم جديد يقوده مصلح خيالي الصفات (سوبر مان) الا ان الامة نزعت وسيلة الخلاص بارادتها تحت أغطية حضارية كما تمت تغطية دمار العراق في منهجية ديمقراطية معاصرة جدا في برامجية العيد ليكون العيد في حراك ريبوت سياسي مذهبي المنبت
الحاج عبود الخالدي
تعليق