الإسلام الهجين وأقدام المؤمنين
من أجل نقاء الدين بين ايدي المؤمنين
(وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (النحل:94)
لا يمكن ان يهجن الإسلام لانه منظومة إلهية المصدر لا تخطيء الا ان التهجين يصيب المسلمين ولا يصيب الإسلام وتلك ليست خاطرة بل يقين مأتي من تجربة كل مؤمن فمهما تغير النهج الاسلامي عند متأسلمي زماننا الا ان الاسلام يبقى نقيا وتبقى دائرة السوء في من (إستهجن) في اسلامه فتحول الى (مسلم هجين) يجمع بين تطبيقات إسلامية في صوم وصلاة وصدقات الا انه يمتلك مساحة تطبيقات حضارية افقدت صفته الاسلامية فكان للكفر اقرب من الايمان وتلك هي ازمة يومنا المعاصر ..
وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلا بَيْنَكُمْ
كيف تكون ايمان (دخلا) بيننا ... !! تثويرة يراد بها التذكر من قرءان يتصف بصفة فاعلية الذكر في البشارة والوعيد ... لا يصلح ان يكون (الايمان بالله) دخلا بين الناس فالايمان بالله هو من عند الله ولا يدخل مداخل (تبادلية) بيننا
(وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ) (يونس:100)
فكيف يكون الايمان بالله تبادلي الصفة ليكون (دخلا بينكم) ومن هنا تقوم التذكرة ان المقاصد الالهية ما ذهبت الى (الايمان بالله) بل ذهبت الى (الامان) و (التأمين) الذي يتصف بصفة التبادلية بين الناس فيأمن الشخص ويقوم عنده الامان حين يقول الطبيب ان (أمان جسدك من المرض بهذه الوصفة ..!!) فالطبيب قد قبض الثمن ..!! فلا أمان يدخل من مدخله .... وحين يقول صانع البيرة الاسلامية ان هذه البيرة (خالية من الكحول) فان (الامن) الذي اطلقه ليكون (دخلا) فيما يقبض عن منتوجه ..!! وحين يقول منتج لحوم الدواجن (ذبح على الطريقة الاسلامية) فالامن الذي يوفره ذلك المنتج دخل مدخل الاستثمار عنده وليس مدخل الدين وحين تبحث في حيثيات مجازر الدجاج الحديثة ستجدها لم تذبح على (الطريقة الاسلامية) بل (ذبحت على النصب) في آلة منصوبة تعمل آليا فيكون الدجاج المذبوح على منصات آلية محرما بموجب تذكرة قرءانية
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ (9) ما ذبح على النصب
وأمان مأكول مذبوح على النصب جاء وصفه حصرا في فاعلية مأكل في المذاق (وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) لانكم اتخذتم (الامان) (دخلا) بينكم فالمنتج قال (مذبوح على الطريقة الاسلامية) فصددتم عن سبيل الله لان الدجاج المذبوح المنظف هو (اقل سعرا) وهو منفعة دخلت على (الامان الكاذب) كما كانت عند المنتج (دخلا بينكم) كما ان الدجاج المذبوح الجاهز هو اقل جهدا فكانت الراحة في المطعم على حساب الصدود عن امر الله ... حصل ذلك بعد ان (زلت القدم) بعد (ثبوتها) وهي فعلا ثابتة في قرءان يقرأ الا ان حملة القرءان زلت اقدامهم حين ربطوا الاسلام في ماضيه (الثابت) الذي لم يكن فيه دجاج مذبوح على منصة منصوبة (نصب) فالناس كانوا قبل التحضر يذبحون دواجنهم يديويا ..!! ومن تلك الزلة صار الاسلام هجينا فهو في الماضي (ثابت) وفي الحاضر مستهجن (مهجن)
كان يحلق شاربه ويطلق لحيته ويلبس قميص المسلمين ويصلي في الصف الاول مع المصلين ويتمتم بالتسابيح كثيرا فظننت انه نقي الايمان حسن الاسلام فاقتربت منه كثيرا فوجدته يؤمن بغير الله إلها في سلامة جسده وجسد عياله فيسارع الى معبد علوم الطب فور تصدع صحة ابنه او زوجته وتراه راكعا ساجدا على بوابة الطبيب ينتظر رحمة طبيبه وحين يشتري الدواء تراه فرحا مستبشرا بالبركات الطبية التي منحها له إله الطب ..!! أمان الطب (ايمانهم دخلا بينهم) ...!! فقد صدد عن امر الله في تحريم ميتة الارض فالارض ميتة ولا تحيا الا في نباتها والدواء من ميتة الارض فهو ليس من زرع نابت بل من عقاقير مصنوعة في معابد علوم الطب ...!! لا أمان إلهي فيها ... ولن نكون مبالغين في الوصف ففي كل عام تصدر معابد العلم قائمة بالادوية المسرطنة ..!! اعترفوا بذنبهم الا سحقا لاصحاب السعير ..!!
كان يصوم ثلاثة اشهر في السنة ويتكلم بمسحة الايمان وما ان تقدم له قدحا من الماء حتى يشكر الله ولا يشربه حتى يتمتم بالبسملة حتى تحس انه من اصحاب الرسول عليه افضل الصلاة والسلام من شدة ورعه وجميل اسلاميته وحين تخطوا معه الخطوات تلو الاخرى تحت ناصية الاخاء (انما المؤمنون اخوة) ترى له آلهة كثيرة ومنها ما يكون الشيطان بعينه فهو يشرب منشطات الطاقة ليكون نشطا غرائزيا في فراشه فتسأله ان ايها المؤمن ماذا تفعل فيقول (طيبات ما رزقناكم) فتقول له ايها المؤمن هذا رزق تطبيقات العلم (لا تصدق أمانه) فهو ليس من معصرات رزق الله (الأمينة) قال ما قال لكم الاسلام ان تقولوا هذا حلال وهذا حرام بل هذا ما تصفه السنتكم الكذب في هذا حلال وهذا حرام ويستشهد بالاية 116 من سورة النحل ...!! تريدون الفتنة ..!! ... بعد خمس سنين من زق شراب الطاقة (المؤمن على قول منتجه) كان يريد ذلك المؤمن طفلا من غرائزه الجنسية فلا يكون ...!! فذهب راكعا لإله الطب فاذا بإله الطب يخبره انه قد قتل حيامنه التي (أمنها الله) عنده بشراب الطاقة الذي تصور انه رحيق جنة العصر ...!! وان منتجه ما كان صادقا في تأمينه ليقبض ثمن كذبه ..!! فيكون صدقا عند مؤمن زلت قدمه بعد ثبوتها فما كان لعصير الطاقة وجودا بين مسلمي الامس قبل الحضارة ..
كان يحج بين عام وعام ويدفع الصدقات ويديم الصلاة والتسابيح وحين تراه يعجبك ايمانه وتقواه وتسعى للتراحم معه والتواصل في رحم اخاء المؤمنين فاذا به يدعوك لحزب اسلامي يريد ان يقلب نظام الحكم لينقذ الوطن من حكام فاسدين ... تقول له ايها الرجل ما لك والسلطان .. ؟؟ أتعبد الله ام تعبد الوطن ..!! فيقول فتح مكة كان سيد النصر وما انتم الا اناس تريدون خذلان الدين وتريدون ان تكونوا من القاعدين ...!! الذين رفضوا الجهاد وقالو (بيوتنا عورة ...!!) ... حين تهجره لكي لا تراه فلن يكون لك ما تريد بل ستراه على شاشة التلفزيون قائدا اسلاميا منتصرا على حاكم ظالم ويقود (الوطن) الى اسلامية غريبة عجيبة في اضطراب شارع الاسلام وقتال بين المسلمين ومهاترات ما انزل الله بها من سلطان والعجيب انك قد تراه قائدا اسلاميا وهو بقميص صلاة الجمعة ...!! فكل عبـّاد الوطن في صراع من اجل عبودية الوطن وامر الله مهجور ... تريد ان تقول دعه وشأنه فالله سيعاقبه يوم الحساب الا ان رغباتك لن تنفذ واذا بذلك العابد للوطن القائد لصلاح الوطن مصاب بالسرطان فتقول عجبا عجبا في ايمان ذلك الرجل الذي لم يستطع ان (يصلح جسده) ويبحث عن اصلاح (وطن ..!!) وتنتظر شأنه في سرطانه فبدلا من ان يذهب الى ربه لشفيه (الشافي) فهو يذهب الى عاصمة علوم الكفر ليبحث عن طبيب شفيع يشفع له عند معبد الطب الاكبر تحت ايادي اكابر كهنة الطب ليشفيه من سرطانه الا انه يعود اخرسا فيموت على بساط في معبد الوطن ويغلف بالعلم الوطني (وثن) فيكون (شهيد الوطن ...!!) وما انقذه معبوده وهو في حشرجة سرطان قاتل يأكل جسده وهو حي يتفرج ...!! ما كان له الوطن (أمان) الا ان أمان الوطن كان دخلا بينه وبين عباد الوطن فصار سلطانا مشهورا بسلطانه بين الناس في أمان فاسد ...
يوم يكون اليأس في صحبة نقي الدين يكون الفرار الى الله من صفة هجنت المسلمين فرفعت عنهم فاعلية الاسلام ولم يبق غير اسمه وشيئا من ترانيمه تقرأ في قراطيس عتيقة فتموت على عتبة تطبيقات علمية حضارية هشمت رابط المسلمين بمنظومتهم الاسلامية فتوقف الاسلام فيهم في تطبيقات علمية معاصرة في مأكل لا إسلامي ومشرب شيطاني النفاذ وملبس من غزول مشحونة بجسيمات مادية وانجاب مختلط بمادة صناعية لا ترضاها نظم الاسلام وعبودية اله الطب وعبودية إله الوطن في وطنية معبودة في كل اقليم فكل شيء هجين ولم يبق من المسلمين غير قلة عسى ان تكون ناجية من تطبيقات علمية هي اصل صفة التهجين ... !!
(وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) (فصلت:35)
الحاج عبود الخالدي
تعليق