دستوريــــة علـــــوم القرءان العظيـــــــم
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
قد يكون من الصعب على الانسان ان يفهم موضوعا لم يسبق ان طرح على مسطحات الفكر القديمة والمعاصرة ، والاصعب منه ان يقوم ذلك الانسان بمهمة الافهام لموضوعه الموصوف بتفرديتة فمهما كانت عملية الفهم صعبة تصبح عملية الافهام اصعب ...
دستورية علوم القرءان فكر وليد لايمتلك منظومة متخصصة تحتضن ما هو جديد بل ما هو خطير من علوم القرءان لاسباب كثيرة...
في العلم الاكاديمي تكون الحقيقة تائهة على العلماء فما ان يمسك العالم بالحقيقة حتى يسمونه (اكتشاف) ... في العلم القرءاني الامر يختلف كثيرا فان الحقيقة موجودة ولكن العلماء تائهون ..
اعلى عرش علمي معاصر هو وكالة الفضاء الأمريكية ( ناسا ) واخطر مهمة علمية تعلنها تلك المنظمة هي في بحثها العنيد والباهض الثمن عن أي نوع من المخلوقات العاقلة في الكون الواسع ...
اول عنوان في دستورية علوم القرءان العظيم ان الكون تشاركنا فيه مخلوقات عاقلة هم ( الجن والملائكة )
من سيجلس على بساط علم القرءان ليفهم ما يريده الله من دستورية علوم القرءان ... ؟ عقائدي محض من حملة علوم الشريعة الشريفة ..؟ او اكاديمي ينتسب الى رعيل علماء ( ناسا ) ...؟
كذلك يرى الباحث القرءاني ان دستورية العلم القرءاني تضع حدا منهجيا للعلم ويقوم الانضباط العلمي بتوجيه فرق العلماء نحو دوائر علمية غير ضالة ويكون القرءان مبرمجل للعلوم . ونرى ذلك في :
الاستنساخ البشري صرخة علمية عالية المستوى ... القرءان العظيم جعل مثل عيسى كمثل ءادم (عليهما السلام) خلقهما من تراب ولا اب لهما فهل يستطيع علماء اليوم ان يخلقوا لنا بشرا بلا اب كما خلق عيسى(ع) ..؟
القرءان يجيب بالنفي القاطع وبوضوح وبلا ريب فيه ولكن من يتخذ لنفسه مقعد استقراء القرءان بوجهه العلمي ..؟
دستورية العلم القرءاني تحتاج الى علماء يقرأون القرءان من اجل العلم ولكن ...!!
العقائدي سيرفض أي تغيير على منهجية استقراء القرءان وان اراد ان يتحرك من مقعده العقائدي فانه سوف ينتحر في وسطه العقائدي ويتجرد من صفته القدسية ... ذلك لانه سيخرج على منهجه المستقر وسوف يخسر صفته العقائدية مثل (فضيلة الامام) او (الدكتوراه في العلوم الاسلامية)
الاكاديمي لا يمتلك منهجا يجيز له ان يحتلب الثوابت العلمية من كتاب قدسي او من منظومة روحانية ... انه ابن المختبرات المادية ولا يمكن لعقل الاكاديمي ان يتحرك بوصة واحدة خارج بساط البحث المادي ... وبالتالي ستكون مهمته في قراءة القرءان مستحيلة في وسط علمي مزدحم ومحتشد على ثوابت لا رجعة فيها
من سيهتم بدستورية علوم القرءان العظيم في هذه الزحمة الحضارية ..؟ هل الجان والملائكة اسطورة مقدسة ...؟؟ لابل هي ركن من اركان الايمان ... نرى ذلك في الاية 136 من سورة النساء مع ثقل الايمان بالملائكة
(وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيداً)(النساء: من الآية136)
ومن المؤكد ان مقومات الضلال مقومات دنيوية وان الايمان بالملائكة يجب ان يتحصل في حال الدنيا ونحن في زمن العلم والعلم يبحث عن مخلوقات عاقلة في الكون فهل ننتظر (االعلم) حتى يعلن لنا ان المنظومة العلمية اكتشفت او تعرفت على مخلوقات لها صفة الملائكة ...؟
لو اعلن العلماء مثل هكذا اعلان فان كثير كثير من المفكرين الاسلاميين سوف يتخذون لنفسهم مقاعد خطابية واقلام سريعة تشرح ( سبق القرءان ) العلمي و ( اعجاز القرءان ) العلمي لترسيخ مصداقيته بدليل ان القرءان العظيم ذكر معلومة علمية اكتشفت اليوم ونزلت قبل اربعة عشر قرن من الزمن فيا لصدق القرءان ...!!!
(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرءانَ مَهْجُوراً) (الفرقان:30)
القرءان مهجور وان مثل تلك الهمهمات الفكرية (الاعجاز العلمي للقرءان) ستكون مؤثرة في ضعاف الايمان ( المؤلفة قلوبهم ) ولكن ماذا يستفيد منها من امن بالله ورسوله وكتبه وملائكته فهو لا يحتاج لمن يطل عليه من شاشة تلفزيون ليحدثه عن مصداقية القرءان العلميه لان القرءان دستور علم وعلومه فوق علوم الاعلمين ولو اجتمعوا ...
اذن نحن نحتاج الى علماء يبدأون من نقطة تنتهي عند الاعجازيين حيث الاعجاز العلمي بين يدي علماء القرءان يكون مفروغا منه ...
ونرى في الاية 89 من سورة الاسراء ( ولقد صرفنا للناس في هذا القرءان من كل مثل ) ونرى في الاية 21 من سورة الحشر ( وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ) ونستكمل مدركاتنا العقلية بالاية 43 من سورة العنكبوت ( وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون ) ... فمن هم العالمون ...؟ ونرى الجواب في الاية 24 من سورة محمد ( افلا يتدبرون القرءان ام على قلوب اقفالها )
نحن في زمن العلم ... صراع حضارات ... اتهمت حضارتنا بالتخلف ... اتهمنا نحن المسلون بالتخلف .. لانزال مكتوفي الايدي لعدم توفر اداة الوسيلة .. اداة الوسيلة يجب ان تكون متميزة .. يجب ان تكون كبيرة بحجم الحدث ... عندما نختار القرءان العظيم كوسيلة كبرى فاننا نقف عاجزين عن فهمه... نفسره ..نعم .. نفهمه ..كلا ..
الاية 260 من سورة البقرة ( قال فخذ اربعة من الطير فصرهن اليك ) المفسرون قالوا روائيا انها اربعة طيور طاووس وغراب وحمام وصقر واختلفوا في مسميات الطيور الاربعة التي خضعت لتجربة ابراهيم (ع) ولكن لا احد تساءل لماذا اربعة طيور ...؟
انه الفرق بين التفسير والفهم وفي حديث شريف للمصطفى عليه افضل الصلاة والسلام ( من اراد العلم فليثور في القرءان ) ... فلماذا لم يكتفي ابراهيم عليه السلام بتجربته على طير واحد وهو مجزي ليعرف كيفية احياء الموتى ...؟!!
انه التثوير من اجل العلم من القرءان العظيم ونحن نبحث عن عظمته لا عن قدسه لان قدس القرءان مفروغ منه فهو مغروس في دمنا ...
لايوجد بساط فكري تخصصي يطرح عليه دستورية العلم القرءاني لان اقطاب الفكر المعاصر لهم منهجيتهم اللصيقة بمحاورهم الفكرية فمن يمتلك الحق لان يصنع منهجا علميا جديدا يفرض نفسه في الساحة الفكرية المعاصرة ... ؟؟
عندما لم يجد المؤمن بالقرءان ودستوريته العلمية مسطحا فكريا يحتضن هذه الثورة الفكرية فاصبح من الواجب ان يطرح كفكر مشاع لا يرتبط باحد ولا ينتسب لاي مدرسة فكرية مادية او عقائدية وعندما يطرح للشيوع تعشقه العقول وتهضمه في معدة فكرية قادرة على هضم العسير من البؤر الفكرية التي تمثل (دستورية علوم القرءان العظيم) لانه يهدي للتي هي اقوم
( العالمون ... يتفكرون ) ونفهم من ذلك حكمة النص الشريف ( البالغة ) عندما كان الخطاب (للناس) وليس (للمؤمنين) فكان ولقد صرفنا في هذا القرءان للناس ... وتلك الامثال نضربها للناس ... والناس فيهم من هو مؤمن ومن هو كافر ...
لا احد يجروء , بل لا احد يستطيع ان يقول لمنظمة العلم وعلماؤها توقفوا عن البحث في المريخ فنحن قادرون على ان نثبت لكم ان القرءان قد وصف لنا الجان والملائكة وصفا علميا دقيقا واننا قادرون على الاتصال بهذين المخلوقين ... سيقولون انك لمجنون ... ومن يستطيع ان يقول لعلماء العصر انكم لا تستطيعون استنساخ بشر سوى بلا اب ...؟ سيقولون انك لمجنون ... من سيقول لعلماء العصر ان استنساخ جسد انسان امر محتمل ولكنه سيكون غير ناطق .. بلا عقل .. حيوان على شكل انسان ... ولكن من يصدق ان ذلك مستحلب من القرءان بمنهج استقراء علمي دقيق لا يخضع للاهواء والاراء فهو ( بلا ريب ) ولكنهم سيقولون ان هذا هراء فالنعجة (دوللى) المستنسخة نصر علمي كبير .
المؤمنون بمصداقية القرءان العظيم يعلمون انه كتاب محفوظ مذخور لوعد يجب ان يتحقق ومن الاية 97 من سورة الانبياء نقرأ
( واقترب الوعد الحق فاذا هي شاخصة ابصار الذين كفروا يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين ) الانبياء ...
بعظمة القرءان يمكن ان نتحدى العلوم في حافاتها القصوى ... بعظمة القرءان يمكن ان نقول في حكمة خاتم النبيين عليه افضل الصلاة والسلام .. والله لو ان الله سبحانه وتعالى ينزل عشرات الانبياء في زمن العلم فان العلماء سيسخرون من نبوئتهم ولكن الحكمة البالغة ان يعالج القرءان بعظمته ما اشكل وما سوف يشكل على علماء العصر وما عجزوا عنه حتى سقطت في ايديهم وسيلة السخرية او التكذيب ومعنا الاية 21 من سورة الحشر
( لو انزلنا هذا القرءان على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ) .
يتفكرون ... العالمون يتفكرون . .. لو اردنا ان تتفكر فعلينا الصبر حتى يكون للقرءان عشاق علم حقيقيون
الحاج عبود الخالدي
تعليق