الاختلاف في العيد .. حوار مفتوح
من اجل حضارة عقائدية معاصر
من اجل حضارة عقائدية معاصر
الاختلاف في مواقيت العيد كانت ولا تزال وسوف تبقى موصوفة بصفة الاختلاف بين المسلمين وربما يستخدمها البعض كمؤشر للفرقة والاختلاف بين الطوائف الاسلامية التي تختلف في معايير رؤية الهلال فمنهم من يعتمد الحسابات الفلكية ومنهم من يعتمد الرؤيا التقنية (نواظير فلكية) كمعيار للرؤيا ومنهم من يعتمد الروؤيا الشرعية بالعين المجردة كمعيار شرعي ملزم قرءانيا (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) الا ان المشكلة تقع في تعيير الشاهد وقدراته العقلية ودقة ملاحظته فكثير ممن يحكمون بالرؤيا وهم في وهم من الرؤيا ومنهم من يحب الظهور ومنهم من يتدخل فيما لا ينضبط بين يديه .
معالجتنا هنا الهادفة الى تقليل الاحتقان السلبي ورفع العسر واستبداله باليسر بين الناس ستعتمد بالدرجة الاولى على اللسان العربي المبين من خلال فهم النص الشريف
(فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)(البقرة: من الآية185)
الخطاب الشريف يتصف بصفة (الفردية) في من يشهد الشهر وهو المكلف بالصيام (لسان عربي مبين) تمسكه الفطرة ببساطة ونحن مكلفون باقامة الوجه للدين فطرة الله التي فطرها الله فينا اما من لا يشهده فهو غير مكلف به حتى يشهده من خلال رؤيته المباشرة او من خلال ثقات شاهدوا او من خلال حسابات فلكية او من خلال ثقته بطائفة معينة او مفتي معين او غيرها ... المهم في النص انه يخاطب الناس فرادى ويتضح ذلك في خطاب المريض والمسافر في نفس المتن الشريف وضمن سياقه الواحد وهم فرادى وبذلك رفع الله عن المسلمين (العسر) ولكنهم أبو الا ان يعسروا حالهم بضرورة توحيد بدء الصيام ونهايته ..!!
هل المسلمون يؤدون الفرائض سوية في ميقات واحد ..؟ هل يصلي اهل بغداد الظهر في نفس الوقت الذي يصلي اهل القاهرة فريضة الظهر ... فريضتا (الصلاة والصوم) مرتبطتان بفلك دوار وذلك الفلك الدوار يمنح كل قرية ميقاتها سواء مع القمر او مع الشمس او كلاهما لاداء الفريضة فلماذا الصيام يختلف ويفترض فيه توحيد الميقات ..!!
سنجد جذورا رائعة لتلك المعالجة وهي في الحج يوم عرفة فالحجاج جميعا ومن مختلف الملل والنحل يقرون بميقات الحجاز ومفتي ذلك الميقات ويقفون في عرفة موقفا واحدا لان عرفة موقف واحد يخضع لمربط فلكي واحد في الميقات ... اما ان يشترط المسلمون ان اقاصي اقاليم الشرق يجب ان تتحد مع اقاليم الوسط واقاصي اقاليم الغرب فهو ضرب من الخيال ومدخل من مداخل (العسر) الذي لا يريده الله بنص قرءاني (ولا يريد بكم العسر) فان كنا نريده نحن وباصرار فذلك يعني خروج على طاعة الله ...
بطاقة فكر مطروحة على طاولة الحوار عسى ان نوفق لـ (اليسر) بديلا عن (العسر)
الحاج عبود الخالدي
تعليق