بيض المائدة المعاصر وثن في البطون
من أجل تعيير الممارسات الحضارية
لا يخفى على الناس ان تناول بيض الدواجن انتشر في زمننا المعاصر بشكل كبير يختلف عن زمن ما قبل الحضارة حيث يتم انتاج البيض بشكل واسع جدا في مؤسسات تربية دجاج البيض وفق منهجية مدروسة دراسة دقيقة مع نظم تربية مسيطر عليها من اتجاهات كثيرة منها نسل الدجاج المنتج للبيض وعملية التحكم بظروف درجات الحرارة والرطوبة ونسبة الاوكسجين داخل مداجن مسيطر على اجوائها مع عليقة محددة المواصفات والمكونات وقد استطاع الانسان المعاصر ان يزج بكميات كبيرة بل هائلة من بيض الدجاج في مائدته ومطعمه بشكل ملفت حيث تهيمن الاغذية التي يكون بيض الدجاج جزءا مهما منها مأكولات يومية وعلى مدار الساعة فكثير من المعجنات وكثير من الحلويات يكون البيض جزءا مهما من تكوينة طعمها كما يعتبر بيض الدجاج وجبة افطار صباحية تم تعميمها عالميا فهي صفة سرت في كل شعوب الارض والسبب يكمن في سهولة الحصول على بيض المائدة المسوق عبر نظم التسويق الحديثة والمغلفة تغليفا جيدا يسهل تناقله فاصبح بيض الدجاج منتشر في موائد الناس بشكل كبير دون الحاجة الى تربية الدجاج في البيوت الحضارية او الشقق المستقرة في ابنية متعددة الطوابق مما شجع الانسان المعاصر على اقتناء مزيدا متكاثرا من البيض المنتج في محطات التربية ليكون غذاء شبه رئيسي في موائده
تلك السطور معروفة بتفاصيلها لكل الناس وما كان لنا ان ندرجها الا ان الهدف من نشرها هنا هو لوصف صفة تتمحور في هذا المنشور وهي في عملية الفصل بين حاجات كل من (المنتج والمستهلك) لمعرفة معايير المنتج لحاجته ومدى صلاحيتها في معايير المستهلك وطهر مأكله والقرءان سيذكرنا في بيان ما يراد بيانه في هذا المنشور
{وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الرعد3
التذكرة القرءانية التي يراد منها ان تكون معيارا في هذا المنشور مع بيض المائدة المنتشر في حضارة حاضرنا هو نص (وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) عدا بيض المائدة (المعاصر) فهو من زوج واحد وليس من زوجين اثنين كما جعله الله في خلقه في (جعل ثابت) يثبت في (كل الثمرات) وهي من دستورية بيان (جَعَلَ فِيهَا) الا ان بيض المائدة المطروح من محطات التربية المعاصرة هو (ثمر) الدواجن وهو بيض (غير ملقح) حيث يتم سحب الذكور (الديكة) من محطات التربية والغرض هو (غرض استثماري) في ممارستين استثماريتين ترتبطان بحسابات الجدوى الربحية
الاولى : ان الديكة تأكل الغذاء وتستغل حيزا من قاعات التربية دون ان يظهر لها انتاج يمكن تسويقه ونسبة الديكة يجب ان لا تقل عن 10% من اعداد دجاج البيض لضمان التلقيح وهي نسبة معروفة عند مربي بيض التكاثر الا ان بيض دجاج المائدة يربى بلا ديكه ونسبة 10% من الديكة تؤثر سلبا في حسابات الجدوى الربحية !!! لذلك تم انتاج البيض دون ديكه ليكون بيضا غير ملقحا من زوج واحد انثوي فقط
الثاني : البيض الملقح يمتلك عمرا قصيرا لصلاحيته التسويقية وفي ظروف خزن قياسية يبقى البيض الملقح صالحا للغذاء طعما وشكلا لمدة لا تزيد على اربعة اسابيع وبعدها تبدأ نواة البيضة (المح) بالذوبان داخل زلال البيض وتفقد شكلها الكروي مما يجعل البيض غير مستساغ شكلا مع تغير واضح في طعم غير مستساغ ايضا اما البيض غير الملقح فانه يحافظ على جودته لبضعة اشهر في ظروف خزن قياسية مما يمنح المستهلك والمسوق فرصة استثمارية مستقرة غير قلقة بزمن قصير وضمان تسويق البيض دون تلف وهي ممارسة تدخل في حسابات الجدوى الربحية ايضا ولا علاقة لها بالمستهلك
المعروف عقلا ان بيضة الدجاج هي (ثمرة) من مخلوق الدجاج الذي ينتجها وهي بصفتها العلمية مكون من (خلية واحدة) ويكون المح نواة لتلك الخلية الكبيرة وعدم تلقيحها يعتبر في الرصد العلمي انها تحمل زوجا واحدا من الكروموسومات الانثوية مع انعدام الكروموسومات الذكورية وذلك يعني ان بيض المائدة المعاصر لا يتطابق من سنة الخلق (وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الرعد3 وبالتالي نحن امام فعل (الشيطنة) في الخروج على سنن الخلق وننصح بمراجعة (مجلس البحث عن الشيطان)
http://www.islamicforumarab.com/vb/f105/
ورغم ان العقل البشري لا يزال (لا يعرف) بشكل تفصيلي مدى تاثير صفة بيض الدجاج غير الملقح في جسد الطاعم فيكون مشمولا بصفة (المنكر) فالعقل البشري لا يعرف اي (غير معروف) اي (منكر) في ما يفعله بروتين البيض المبني على كروموسوم انثوي فقط مع حجب الزوج الثاني الذكوري عنه عنوة لاغراض ربحية تخص المنتج ولا تخص المستهلك فهو ما دام (غير معروف) فهو (منكر) يستوجب الابتعاد عنه اضافة الى انه لا يتطابق مع سنة خلق مسطورة في خارطة الخلق (قرءان) وهنا امر الهي تكليفي في عنق المسلم مما يوجب عليه تنبيه من حوله
{وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }آل عمران104
المنكر .. !! بين الظنون وعلوم القرءان
في الوصايا الدينية المتوارثة ذكروا ان من مكروهات الاعمال ان يربي المربي دجاج من غير ديك اذا كان الدجاج حبيس اقفاص اما الدجاج عندما يترك في البساتين او حين يكون في المنازل الشعبية القديمة فان الحرج يرفع لان الحائز للدجاج ان لم يكن في حيازته ديك فان جار من جيرانه يحوز الديكة والدجاج عندما لا يكون حبيسا يتحرك بموجب سنن الخلق التي احكم الله تطبيقاتها فيكون بيض ذلك الدجاج بيد المربي قد نال قسطه من التلقيح من خلال ديكة الجيران ومثل تلك الممارسات معروفة في الارياف وفي الحارات الشعبية القديمة
هنلك مأكل منفرد في تركيبته في الكروموسوم الانثوي او الذكوري في بيوض الاسماك فهي تؤكل احيانا الا ان مأكلها سوف يسجل ضررا بسيطا في جسد الطاعم لانها مأكل نادر وقليل ومتعلق بموسم تكاثر الاسماك فقط وهو موسم قصير نسبيا ومع ذلك هنلك وصايا دينية بكراهة مأكل بيوض الاسماك
الثمار التي بنيت على كروموسوم منفرد (زوج واحد وليس زوجين اثنين) تعمل عملها في جسد الطاعم (وثنية الطعام) كما جاء في نص الاية 30 من سورة الحج والرجس ان تكاثرت (كماً) اي في كميتها مثل ما هو في بيض المائدة المعاصر وطال عليها الامد في مأكل الناس بين اكثر من جيل من الناس فانها تتحرر من صفة (المنكر) فتصبح معروفة السوء وهنلك بعض التقارير التي وصلت الى مسامعنا ان الاكثار من تناول البيض عند الذكور والاناث يسبب انخفاض حاد في الانجاب الذكوري واذا اردنا ان نهمل مثل تلك التقارير المنتشرة في اوساط الناس فان ظاهرة تزايد الانجاب الانثوي واختلال النسبة الطبيعية بين انجاب الذكور والاناث يدفع (الذين يتفكرون) الى وقفة تأمل مع بيض المائدة الذي يحمل كروموسوم انثوي فقط في مخالفة صريحة لسنن الخلق وبسببها يختل (ميزان الخلق) في المخلوقات التي تمارس الرجس من الاوثان في مطعمها
{ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ }الحج30
وثن .. في علم الحرف القرءاني يعني (استبدال رابط لمنطلق وسيله) فمنطلق (الثمار) وهي وسيله غذائية حين تستبدل مرابطها كما يفعل مربوا دواجن البيض عند عزل الاناث عن الذكور تتحصل (الوثنية) وهي نفسها في مقاصد العقل صفة (الوثن) الذي نعرفه الذي يستبدل الرابط بين العبد وخالقه الى رابط بين العبد والوثن لمنطلق وسيلة العقيدة فالوثنية في البطون هي استبدال رابط كما هي وثنية العبادة استبدال رابط تعبدي كمنطلق لفاعلية وسيلة العبادة
كيف تكون الوثنية في البطون
حرمات الله تقوم حين نعلم ان الله اراد بنا خيرا ونحن نزرع الشر لانفسنا ولاولادنا في غفلة كبيرة فحين يذكر ربنا انه جعل من الثمرات زوجين اثنين فان الثمرة التي فيها زوج واحد بفعل متعمد تكون قد خرجت من سنن الخلق ولن يكون الخروج على سنة الخلق لغرض رصين يخص الطاعم بل رصانة تلك الممارسة هي في خصوصية المنتج والمسوق للبيض لكي تستقر ارباحه ورغم ان من حقه ان يربح ليستمر ويتألق الا انه ليس من حقه ان يخرج من سنة خلق ثابتة على حساب مستقبل البشرية فالبشرية تعاني (الان) الكثير الكثير من زيادة نسبة الاناث على الذكور وهي في تزايد مستمر وملحوظ بشكل لا يقبل الشك فولادات الاناث تتكاثر على حساب تراجع في ولادات الذكور وهذه الصفة ستكون كارثية بعد بضعة اجيال كما هي كارثية اليوم من خلال ظاهرة العنس المتزايدة
العنس ظاهرة ..؟.. ام نتيجة لفساد تطبيقي اسلامي ؟
فتوى يتامى النساء
نحن نعلم ان محتويات هذا المنشور هي ذات محتوى حرج للناس وحرج للمربين ولكن وجوب التكليف في عدم كتمان البيان الرسالي امر نافذ في من يريد وجه الله وان دار الناس وجوههم عنه
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ }البقرة159
ففي بيض المائدة حرمات ضارة في جسد طاعميها والله سبحانه قد احلها حلالا طيبا فلماذا يقوم الناس بتحريمها من خلال اخراجها من سنة (جعل) جعلها الله ونحن في هذا البيان لا نحمل المسؤولية حصريا باتجاه مربي دجاج البيض بل نحمل المسؤولية للمسلم الباحث عن صفة الاسلام في (السلام) وهي السلامة من السوء والفحشاء وعلى المسلم الفرد ان يمتنع عن ما حرمه الاخرون فهو قد كان حلالا واصبح حراما بفعل بشري معاصر وننصح بمراجعة
لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ
البيض حلال لبني البشر لان فيه زوجين اثنين فحرموه حين جعلوا فيه زوج واحد فقط وحين يمتنع المسلم عن تناوله فان المنتج سوف لن يرى من يشتري البيض منه فتنهار منظومة الجدوى الربحية التي بناها على حرمة ممارسة حضارية فالمسؤولية تقع في عنق المسلم ابتداءا وتنتهي عند منتجي البيض المنحرف عن الجعل الالهي ولا يمكن كتمان تلك البينات ومن يكتمها فهو ملعون من طرفين (الاول) هو الله و (الثاني) من قبل المسلم الذي يريد السلامة وهو بحاجة لمرابط البيان لادراكه بالتذكرة فالعقل الانساني يدرك البيان
فالبينات قد نزلت للناس في بيان (وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) والبيان يقول (جعل فيها) والبيضة المعاصرة (فيها زوج انثوي واحد) وليس زوجين اثنين مما استوجب عدم الكتمان ونحن نستن بسنة نبوية شريفة في التبليغ (لا نريد اجرا بل اجرنا على الله)
هنيئا لمن يذكر ويذكر الاخرين
{وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ }المدثر56
الحاج عبود الخالدي
تعليق