ورد لفظ (الحور) في القرءان في نصوص شريفة استلهمت ذوي الرأي في القرءان فقيل فيه انهن (زوجات المؤمنين) في الجنة التي وعد الله عباده
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ }الدخان51 {فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } 52{يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ } 53{كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ } 54{يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ ءامِنِينَ }الدخان55{لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ }56
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ }الطور17{فَاكِهِينَ بِمَا ءاتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ } {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } 1918{مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ }الطور20
{حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ }الرحمن72{فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } 73{لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ } 74
{مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ }الرحمن54 {فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } 55 {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ } 56
{عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ }الواقعة15 {مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ } 16{يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ } 17{بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ } 18 {لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ} 19 {وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ } 20 {وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ } 21 {وَحُورٌ عِينٌ } 22 {كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ } 23
ومن تلك النصوص الشريفة ظهر في الخطاب الديني بقديمه وحديثه ان من جزيل عطاء الله ان يكون للمؤمنين المتقين ثوابا على شكل عملية زواج من جنس بشري انثوي يقع تحت وصف (حور) وجمعه (حوريات او حواري) ويقابله للمرأة المؤمنة التقية ولدان مخلدون حسبتهم لؤلؤا منثورا استنادا للنصوص الشريفة التالية
{وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً }الإنسان12{مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلَا زَمْهَرِيراً } 13{وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً } 14{وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا } 15 {قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً } 16{وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً } 17{عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً } 18{وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً } 19
ادراك البيان القرءاني يحتاج دائما الى ادوات فكرية عقلانية مرتبطة بالقرءان اولا ومن ثم يتم قرنها بمقاصد العقل البشري فيما ينشط فيه او فيما يستقر في مقاصده هو وتلك الصفة الزامية بموجب نصوص قرءانية
{فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْءانِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً }طه114
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }محمد24
ومن تلك النصوص وغيرها كثير يحمل حزما متكاثرة من الذكرى يكون حامل القرءان ملزم بان يمس القرءان في مناقلة بين البيان القرءاني وما كتبه الله في خلقه وخليقته (انه لقرءان كريم ـ في كتاب مكنون ـ لا يمسه الا المطهرون ـ الواقعة) فمن ادوات البيان القرءاني الملزمة لقاريء القرءان هي (اللسان العربي المبين) فهو (اداة بيان) لا يمكن اهمالها او عبورها واهم ما يحمله اللسان العربي المبين هو (بيان الحرف) ومن ثم بيان (اللفظ) فلكل حرف وظيفة قصدية في العقل ومن ثم يكون لكل لفظ وظيفة قصدية في العقل لذلك فان عملية الاتكاء على ما تعارف عليه الناس لا يغني الحقيقة والحق فالناس لا يركن الى معارفهم واختياراتهم وما تعارفوا عليه فما استقر عليه الناس لا يمكن ان يكون (ثابت علمي) او (ثابت حقيقة) لان الناس يسيرون حسب ما تستهويهم الدنيا من قول او فعل او ممارسة تطبيقية وبالتالي لن يكون ملزما للباحث الجاد ان يتمسك بجديد قومه او قديمهم
التساؤل الاول الذي يطرحه العقل هو كيف سيكون (الجنس البشري) بعد الموت فهل تبقى المرأة حاملة لصفتها الانثوية يردفها حامل الصفة الذكورية ... خارطة الذكر والانثى ان بقيت قائمة بعد الموت فهل هي تمتلك نفس نفاذيتها في زمن الحياة الدنيا حين يحتاج الرجل للانثى وتحتاج الانثى للرجل كما هي في الحياة الدنيا ..؟؟ فاذا كانت تلك الحاجة قائمة بعد الموت كما هي قبله فان العلاقة بين الذكر والانثى في زمن الموت ستكون كما هي في الحياة الدنيا فتنتفي ضرورة وجود الـ حور الـ عين اذن وكذلك تنتفي ضرورة الـ ولدان الـ مخلدون ..؟؟ واذا كان الجواب ان نافذية العلاقة بين الذكر والانثى ستكون مختلفة بعد الموت فان مراشد العقل تتسائل عمقا في حقيقة تلك العلاقة بيقين لا يخضع للرأي ووجهات نظر قد تختلف او قد تكون اضدادا ..!! وعلينا ان نرضي حاجتنا المعرفية بحدود تلك الحاجات لغرض تامين مفاهيم ثابتة يعترف بها حامل العقل دون ان يطلب منه الاقتناع بها او تبنيها كافكار تدحرجها سطور كاتب يبحث في القرءان او اقاويل فقهاء ومعارف مجتمعات مختلفة الطرح وغير يقينية الرسوخ فيكون لزاما ان يعترف حامل العقل بما يدرك من بيانات لتتحصل الذكرى ففي كل عقل بشري ارشيف بياني يحتاج الى التذكير ...
نرى ويرى العقل البشري عموما ان حاجة الانسان للجنس متغيرة في حياة الانسان في مساحة زمن او في مساحة رضا وتستمر متذبذبة بين الشدة والخفوت على مساحات عمر الانسان ذكرا كان او انثى وتكون متذبذبة ايضا في مساحة رضا موضوعي يحمله كل انسان فالهموم والمصائب والمتاعب تسبب خفوتا في رغبة الجنس وبما هو ضديد لرغبات الجنس عند الراحة النفسية والاستقرار النفسي حتى تصل الى حد الضمور والاختفاء في عمر متقدم او في شدة الازمات الصعبة ومثل تلك الصفة يدركها كل حامل عقل فالحاجة الجنسية اذا لم تتفعل في الانسان فهو في غنى عنها ولا تمثل اي ناشطة ينشط بها الانسان وهو لا يزال حي في دنياه وعند تلك النقطة نحتاج الى فهم العلاقة الزوجية بين الزوجين (الذكر والانثى) فهي في مجمل الخلق كما يعلم الناس تكون لاغراض التكاثر حصرا عدا الانسان فان تلك العلاقة تقوم سواء كانت للتكاثر او لغيرها من الحاجات الغرائزية واذا اراد العقل ان يمحص تلك الخصوصية في العنصر البشري عندما تكون حاجة الزوجين الجنسية ليس لغرض التكاثر حصرا في حين تكون في بقية المخلوقات حصرية الصفة في التكاثر ومن ذلك تقوم في العقل راشدة بيانية تؤكد ان استمرار تلك الرغبات الغرائزية عند الانسان لاغراض غير التكاثر هو نتيجة لطبيعة انثى الانسان بما يختلف عن طبيعة انثى الحيوان فالام البشرية لا تمارس عملية الانجاب كما هي البهائم بل لها دور تربوي اسري كبير كما ان واجبات الانثى تجاه زوجها وواجبات الزوج تجاه زوجته تختلف تماما وجوهريا عن واجبات الذكر والانثى في بقية المخلوقات التي تتزواج في موسم محدد ومن رحمة الله سبحانه جعل وظيفة التكوين بين الذكر والانثى عند البشر متفردة عنها في المخلوقات الاخرى ولم يحشرها في وظيفة الانجاب فقط
{وَمِنْ ءايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الروم21
الا ان الانجاب يبقى الوظيفة الاولى على حساب الرغبات الغرائزية ويمكن ادراك تلك الصفة من خلال عقم الرجل (عدم قدرته على الانجاب) فيحق للمرأة عندئذ ان تنفصل عن زوجها العقيم وبالعكس حين يكون العقم في المرأة وذلك الحق ليس حقا دينيا فقط بل هو حق مدني يمارسه البشر جميعا حتى في الاديان التي تمنع الطلاق لمبدأ تتبناه مذاهبهم العقائدية تحت عنوان عقدي (زوج وزوجة للابد) الا ان عقم احد الزوجين سببا من اسباب الانفصال مما يؤكد ان الوظيفة الاولى في ارتباط الزوجين الذكر والانثى هي الانجاب وهنلك استثناءات يقبلها ذوي الحب الفائق بين الزوجين ... يقوم تساؤل حول وظيفة الانجاب تلك بعد الموت فلا يوجد اي بيان ان هنلك انجاب بعد الموت وكذلك لا يوجد بيان يؤكد ان غرائز الانسان الجنسية تتفعل بعد الموت ونحن نراها كيف تتناقص ومن ثم تختفي عند الشيخوخة كما اجاز الاسلام اطفاء تلك الوظيفة في نظم الدين الخاصة بالرقيق عند (اولي الاربة) وهم الذين كانت ترفع عنهم ادواتهم الجنسية ليكونوا خدما في قسم الحريم فالإسلام لم يحرم تلك الممارسة ولم يمنعها فكيف يمكن ان نتصور ان الممارسات الزوجية بين الذكر والانثى سيكون لها وجود فعال بعد الموت ولماذا ..؟؟!! كما ان العقم في الانجاب ان اصاب احد الزوجين لا يعني الزامية الانفصال للمرأة بحكم شرعي ملزم لغرض الارتباط برجل غيره من اجل الانجاب بل الحق الشرعي يبقى خاضعا لخيارات المكلف ان شاء الانفصال فله الحق وان لم ينفصل من اجل الانجاب فلا اثم عليه وذلك الرشاد يعني ان (الانجاب) لا يؤتى من الله كحكم نافذ نفاذا تكليفيا في ذمة المكلف بل هو نتيجة لبنية بشرية في الذكر والانثى ومن تلك الصفة ذات الرابط الغرائزي يقوم الانجاب بصفته استمرار للنسل كما اودع الله في عقل الانسان حب الطفل والطفولة بشكل فائق مما يدفع الانسان رضائيا الى الانجاب واستمرار النسل وبالتالي تقوم في العقل راشدة الزامية في وظيفة استمرار النسل بعد الموت ...!! فهي وظيفة لا يمكن ان يقبلها العقل ولا يمكن ان تقوم في العقل كأحتمال ممكن ان يكون
اذا استطاع الانسان ان يدرك ان (الغرائز) هي صفات مودعة في الجسد البشري فهل يمكن ان نتصور ان الغرائز الدنيوية تبقى قائمة مع الجسد بعد الموت ..؟؟ وهل تطفأ الغرائز الانسانية في جسد الانسان بعد الموت او ان توقف الغرائز يشمل صنفا دون صنف ءاخر او ان الغرائز تستبدل بعد الموت بنظام غرائزي ءاخر ...!!!؟؟
بعد تلك المعالجات الفكرية (الحرجة) بسب مستقرات راسخة عند الناس ان هنلك زوجات من الحور في الجنة فان التساؤلات الابراهيمية (البريئة من تلك الراسخات) تقوم في عقل المتفكر بايات الله ليتسائل عن صفة (الزوجية) كنظام خلق وصفة الزوجية كنظام اقتران بين الذكر والانثى كما يشمل التساؤل ارتباط كيان الجنة حصرا بزمن الموت دون غيره افلا يوجد جنة في الدنيا وفيها اوصاف زواج هو الذي يسري بيننا في حياتنا الدنيا والتساؤل الاهم في التفكر هو لفظ (حور) لمعرفة بيانه بموجب اللسان العربي المبين فلفظ حور من جذر (حر) وهو مدرك فطري يدركه منطق الناطق وهو في بناء فطري ايضا (حر .. حار .. حور .. حير .. حيرة .. احتار .. يحور .. يحتار .. حارة .. حراء .. حرور .. حرير .. حوار .. محور .. و .. و .. و ... )
لفظ (حر) في علم الحرف القرءاني يعني (وسيلة فائقة) فهي وسيلة تتفوق على وسائل كثيرة فالحرارة هي وسيلة خلق لها اثر في كل شيء فهي وسيلة (متفوقة) على بقية الوسائل فيكون لفظ (حور) في القصد العقلي (وسيلة فائقة الربط)
{يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ }الانشقاق6{فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ } 7 {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً } 8 {وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً } 9 {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ } 10{فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً }الانشقاق11{وَيَصْلَى سَعِيراً } 12 {إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً } 13{إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ }14
الناس بقديمهم وحديثهم رسخ لديهم ان (لقاء الله) يعني الموت وتلك هي بدايات بناء ثوابت فهم الجنة بصفتها وعاء لا وجود له الا بعد الموت فكل ما تعلق بالجنة تم فهمه بانه بعد الموت ومثله ما جاء في سورة الانشقاق الا ان نص الاية 14 يبين بوضوح ان اللقاء بين العبد و (ربه) يؤتى حين تنهار مؤهلاته التي كان بها مسرورا (أهله) ومن خلال تلك المؤهلات السارة بين يديه (ظن انه لن يحور) ولن يحتار وذلك هو لفظ (حور يحور) فكيف تكون الـ (الحور) من اناث الجنة ..!!؟؟
وزوجناهم بحور عين فكان المستقر الفكري ان هنلك عملية زواج من اناث هن حور عين وما اسرى تلك الصفة بين الناس هو ما جاء في سورة الرحمن بالتزويج من الحور مقصورات في الخيام الموصوفات (لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان) فكانت راسخة الحور العين هن زوجات المؤمنين في الجنة بعد الموت ..!! استنادا الى ظاهرة الطمث عند الاناث الا ان الطمث لا يعني حصرا هو ذلك الفعل الراسخ عند الناس فلفظ طمث في علم الحرف القرءاني يعني (منطلق فاعلية نافذة التشغيل) وهنا معالجة مرئية في نظم تكوينية يعرفها الناس فالمرأة حين يحصل عندها الطمث يكون بفعل من عندها وليس من فعل ذكوري او فعل جان فهو (سقوط البيضة غير الملقحة) وسقوط تلك البيضة يعني ان هنلك (منطلق فاعليه) لبيضة اخرى ستكون مستعدة للتلقيح فهو (طمث) وهو في معارفنا من خصوصيات الانثى و (تنطلق فاعلية) الفراش الشرعي بعد الطمث والصفة الذكورية حين تتفعل (توقف الطمث) عندما تتلقح البيضة لتلتصق البيضة بجدار الرحم فيكون الجنين كما هو معروف بين الناس فكيف نفهم ان الموصوفات بقاصرات الطرف المقصورات في الخيام لم يطمثهن انس من قبل ولا جان
{فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ } 56
وتلك اشارة تذكيرية شريفة تؤكد ان (قاصرات الطرف) لم يقوم احد باطلاق فاعليتها من انس من قبلهم (لم يطمثهن) وليس لها (جان يجنيها) فهي وسائل (بكر) لم يجني منطلق فاعليتها (من قبل) (انس) (ولم يجنيها جان) اي لم يجنيها (جاني) لانها (قصيرة الاطراف) ولتلك الصفة بيان قرءاني كبير الا انه غير معروف للبشرية وهو يتعلق (بخلق جديد) يخلقه الله بشكل دائم يمثل خامة خلق اولي لاصول نباتية لم تكن موجودة تظهر في البوادي والمناطق النائية (خام) في (خيام)
{حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ }الرحمن72
وهي وسيلة فائقة الربط في سنن الخلق (بكر) لم يطلق فاعليتهن انس ولم يكن لها جاني يجنيها ذلك لان الطمث هو منطلق فاعلية نافذ التشغيل وتلك الحور (الوسيلة الفائقة) هي قصيرة الاطراف (قاصرات الطرف) مقصورات في (خامة خلق اولي) (في خيام) وذلك هو القرءان حين يكون مذكرا لحملته يذكرهم بسنن الخلق ونظم التكوين من اجل مليء حاجاتهم الا ان الناس نسوا قرءانهم بصفته العلمية وهجروه لاهثين خلف علم يتحضر على بيئة كارثية فبائوا بغضب من الله في بيئة غاضبة ... المتقون الذين يريدون التقوية لابدانهم قبل ان تكون هشة في ممارسات حضارية ملأت ساحات الانسان من امراض وتصدعات قاسية بدأ يظهر عنفوانها بشكل خطير تكون لهم (الحور المقصورات في الخيام) والتي لم يطمثهن انس ولا جان وسيلة فائقة الربط في الحصول على اصول غذائية غير معدلة وراثيا وغير مصابة بسوء الحضارة الذي غير خلق الله ودمر نظم الله التي تربط الانسان بمحيطه الغذائي فالخلق الجيد حين يبدأ يكون ماليء لحاجات المتقين في ما قاموا به (مقام أمين) خصوصا الحبوب والبقوليات جميعها التي تعرضت الى الترقيع الجيني عبر تدخلات (لحيم الخنزير) وهي تدخلات الهندسة الوراثية فخلت الارض من اصول نباتية سليمة تنفع (المسلم) في اسلامه واول سلام يمارسه المؤمن لا بد ان يكون في جسده لان الجسد هو المملكة الاولى لصلاحيات الانسان فان لم يسلم جسده منه فلن يكون الانسان مؤهلا لسلامة عياله ومن معه ومن يديرهم في يومياتهم (ديار) وهو مدير الدار في دائرته فتمام النعمة لا يؤتى وكمال الدين لا يؤتى الا من خلال حلية المأكل والله قد منح المتقين وسيلة فائقة الربط من خامة خلق في خيام
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ (4) لحم الخنزير
وحين يكون الطرح حرجا بسبب متراكمات فكرية قاسية ابعدت الناس عن البيان القرءاني الحق فان وسيلة الباحث لا ترتفع فوق صفة (التذكير) ذلك لان موصوفات السوء اتسعت بشكل كبير ولا يستطيع نداء تذكير قد يكون ضعيفا كما هو ندائنا قادرا على تحويل مفاهيم الناس الثابتة الراسخة الى معالجة قرءانية مختلفة اختلافا جوهريا عن ما هو مستقر في عقول الناس
{إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ }فاطر14
عندما يكون في القرءان مثل تلك التذكرة التي حملها النص الشريف اعلاه فان افضلية الصمت تعلو فوق رغبة الكلام الا ان الالزام التكليفي تلزم الباحث بعدم الكتمان
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ }البقرة159
ازمة العقل في (زوجناهم) والتي كانت سببا مركزيا في بناء مراشد عقل غير موفقة عند الناس حيث تم حصر (الزواج) بفعل لقاء الاناث والذكور الا ان في منطق الناس ذكرى حين (تتزاوج الحقيقة) مثلا كما يصف منطق الناس وكما يمارس الناس نطقهم تحت صفة (الازدواجية) فحين تقوم فاعلية مزدوجة فهو زواج الا انه زواج من نوع ءاخر لا يعني الذكورة والانوثة بل يعني (التزاوج الموضوعي للصفة) ففي المجتمع تكون مهمة الاباء توافقية مزدوجة في تربية اولادهم حيث هنلك ازدواجية بالاهتمام التربوي (جسديا وعقليا) فالطفولة تحتاج الى رعاية تربوية مزدوجة لتنمية جسد الصغير وعقله وفي تلك الصفة (زوجية) من نوع موضوعي وليس من صفة ذكورية وانثوية ومنها نستطيع القول (زوجنا اولادنا وسيلة العقل والغذاء) وهي تعني ازدواجية الرابط بين العقل والغذاء ولتلك الصفة اقوال مأثورة فعملية تزاوج الصفات هي ممارسة تطبيقية واسعة في كل مجتمع ولا تحصى فحين يبني احدهم منزلا فهو يقوم بزوجية للمارسة فيها (جمالية البناء) متزاوجة مع (متانة البناء) كما نرى الوان السيارات مثلا فهي لا تمتلك ممارسة ضرورية الا ان اختلاف الوان السيارات لتقيم مبدأ التزاوج بين خدمة السيارة وشكلها الخارجي الذي يكون اللون من عناصرها الرئيسية ... عملية تزويج المتقين بالحور العين انما هي عملية (مزدوجة) تتزاوج مع (مقام المتقين) اي (مقومات قيامتهم) في تأمين مقومات التقوي ومنها انهم يمتلكون (وسيلة فائقة الربط) وهي عين كما سنرى انها تستبدل النتاج المنتج من حيازة عناصر محيطة بالكائن البشري ... لفظ (زوج) يعني في علم الحرف القرءاني (فاعلية احتواء) لـ (مفعل وسيله) لـ (الربط) فالتزويج بالحور العين هو عملية تفعل فعلها في (احتواء رابط فائق الوسيلة) ليكون للمتقين مقام أمين كما ان اللسان العربي المبين سيكون حاسما في فهم لفظ (الزواج والزوج والتزويج) فهي من جذر (زج) وعملية الزج معروفة في منطق الناس فالنظم الالهية تقوم (بزج) الباحث عن التقوية برابط يربطه مع نظم الهية اعدت لذلك الغرض فيزج الله المتقين (زجا) لبناء روابطهم مع نظم تكوينية سماها الله حور عين وهي وسيلة ربط فائقة فتكون (وزوجناهم بحور عين) ... ولغرض اطفاء الصفة الضبابية في مفهوم الحور العين فان النص التالي يحتاج الى التدبر والتفكر
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ }الدخان51 {فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } 52{يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ } 53{كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ } 54{يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ }الدخان55{لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ }56
(لا يذوقون فيها الموت الا الموتة الاولى) فهمت بشكل راسخ بين الناس انها تعني وصف ما بعد الموت الا ان التساؤل الكبير الذي يجهض تلك الراسخة يقع في فهم حال المعذبين من المخالفين والكافرين فهل يموتون بعد الموت ..؟؟ وهل المتقين لا يموتون بعد الموت ..؟؟ ام ان هنلك تدبر (مكنون) في القرءان يجب ان يصل اليه عقل الباحث ليرفع من قيمة تذكرته الى اليقين ؟؟!! .... وهل الموت يذاق عدة مرات ليقوم الله بابلاغنا ان المتقين لا يموتون الا موتة اولى فقط ..؟؟ وهل الموت صفة متكررة في المخلوق ليموت الانسان عدة مرات ..؟؟ عند تلك النقطة فان منهج اللسان العربي المبين هو الذي يرفع البيان القرءاني الى مرتبة اليقين ذلك لان اللسان العربي هو (اداة الخطاب القرءاني الشريف) فيكون من أوليات تأويل القرءان يكمن في اعادته الى اولياته وهي اداة مناقلة المادة العقلية باللسان العربي (المبين) دون غيره لان تغيير اللسان يتسبب في ضياع البيان القرءاني ومن تلك الناصية الفكرية التدبرية لنصوص القرءان فان معالجة لفظ الموت يوصلنا الى جذر ذلك اللفظ وهو (مت) فيكون في البناء الفطري الناطق (مت .. يمت .. مات .. ميت .. موت ... يموت .. مميت .. أمت .. أمات .. أموات .. متى .. أمتا .. و .. و .. و .. ) ومن ذلك البناء نجد ان لفظ (موت) له وظائف متعددة منها (نهاية الجسد) كما نراه ونلمسه في نواظرنا الا ان اللفظ يستخدم في استخدامات كثيرة متحدة القصد الا انها مختلفة الوظيفة مثلما نقرأ لفظ (متى) وهو للدلالة على ظرف زمني الا انه في مستقر العقل عبارة عن (حاوية رابط زمني) فنقول (متى) او نقول (موت) فهو ايضا حاوية مشغل احتوائي للزمن فالموت فيه فاصل زمني بين زمن الحياة وعنصر ءاخر من الزمن لا نعرفه لانه لا يحضر في حاضرنا وندركه بعد الموت لاننا سنكون فيه ونستشعره كما نستشعر زمننا الدنيوي الذي نسعى فيه ... حين نقول ان القضية الفلانية (لا تمت) للحقيقة باي صلة فان مقاصدنا لا تذهب مذهب الموت الذي نعرفه الا اننا حين نقرأ
{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الزمر42
فنعلم من تلك القراءة الشريفة ان الله يقصد الموت الذي نعرفه بموت الجسد ... الموت الذي نعرفه لا يتصف بصفة التذوق الذي يجري في الفم والحلقوم فالموت الذي نعرفه ليس مأكل نأكله لنتذوقه فما هو الموت الذي يؤكل ..؟؟ وله مذاق ..!! ... عملية الذوق للموت (لا يذوقون الموت) هي فعل مادي له مذاق في الفم والحلقوم واللسان وان عملية ذوق الموت يتم في (اكل الميتة) فالمتقون هم الذين يقومون بـ (تقوية) ابدانهم فلا يذوقون (الموت) كما يجري اليوم من اصناف كثيرة من الميتة خلطت مع الاغذية العضوية من نكهات ومطيبات صناعية والوان صناعية ومواد كيميائية غير عضوية النشيء بما فيها الادوية فالمتقون الباحثون عن قوة ابدانهم (لا يذوقون الموت) ولا يأكلون الميتة وننصح بمراجعة ادراجنا
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ (11) الميتة
فالمتقين في مقام أمين (مؤمن) ومن صفات ذلك التأمين انهم لا يذوقون الموت فكل شيء غير عضوي (ميت) لا يتذوقوه ونحن نعلم ان الذوق هو صفة من خصوصيات الطعام ومن خلال تلك الممارسة التي يمارسها من هم في (مقام تقوية ابدانهم) انهم يمثلون صفة زوجية مع حور عين وهي (وسيلة فائقة الربط) صفتها (عين) فما هي (عين) وبالاخص حين تكون مقاماتهم موصوفة بصفة (في جنات وعيون) فيكون الرابط الفائق في ازدواجية ممارستهم (وزوجناهم) ان تكون لهم وسائل فائقة الربط (بحور عين) ... لفظ عين في علم الحرف القرءاني يعني (استبدال نتاج حيازه) وهو ما يحدث في العين البشرية حين يتم استبدال منقلب مسار الفوتونات الضوئية المرتدة من الاجسام الى اشارات عصبية يفهمها الدماغ لتقوم فيه (الرؤيا) فالعين (تستبدل الحراك الفوتوني بحراك عصبي) منقول الى الدماغ كما ان (عين الماء) تقوم باستبدال منتج حيازة الماء من حيازة غائرة في الارض الى حيازة من يستسقي الماء فهو استبدال نتاج حيازه فالماء هو الماء في بطن الارض وعند السقيا الا ان الاستبدال يشمل (نتاج فاعلية الحيازة) من منظومة الى منظومة اخرى فالماء في (حيازة بطن الارض) يخضع لمنظومة الخزن وحين تستبدل منظومة الخزن بمنظومة السقيا تكون عين الماء فالمتقين (القائمين بتقوية ابدانهم) يكونون في مقام امين في (جنات وعيون) اي في عملية (جني مستبدلات الحيازة) وهي قابضات لوسائل فائقة الربط (بحور) وهي (عين) لانها تسبدل منظومة الحيازة فهم لا يذوقون (الموت) اي لا يذوقون (الميتة) الا (الموتة الاولى) وهي (عناصر اولية) غير عضوية تكون في (البناء العضوي) فالحديد والمنغنيز والكالسيوم وغيرها من العناصر هي (موتة اولى) الا انها حين تكون في الوعاء الخلوي (العضوي) فهي مستثناة من اكل الميتة لانها من (اوليات الموت) فهي موتة اولى يذوقها (المتقون) فحين يعرف (المتقي) الباحث عن التقوى ان جسده يحتاج عنصر الحديد بسبب فقر الدم فانه لا يتذوق اكاسيد الحديد الكيميائية التي تباع في الصيدليات بل يذهب للبحث عن الحديد حين يكون مركزا في مادة عضوية يكثر فيها الحديد مثل الكبدة او غيرها فالذين يبحثون عن التقوية (المتقين) لا يتذوقون الموت المنتشر في العناصر الكونية بل يتذوقون الموتة الاولى لتلك المواد وهي ضمن وعاء عضوي
الحور العين هي وسائل ربط فائقة تستبدل نظم الحيازة يمارسها المتمسكون بتقوية اجسادهم من السوء المنتشر
تلك هي (ذكرى) قامت من قرءان ربنا لانه ينذر من كان حيا طرحناها في سطور تذكيرية عسى ان تنفع المؤمنين ... الولدان المخلدون سيكون لها مقام تذكيري لاحق باذن الله
{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }الذاريات55
الحاج عبود الخالدي
تعليق