أن النصوص التي نسمعها عبر ( الأجهزة أو ملتقى الأدب المختلفه الأتجهات )
أو نقراءها في أحدى الكتب التي صدرتها ( مؤسسات الطباعة والنشر ) أو عبر ( الأنترنت )
أو نشاهدها عبر خدمة ( الأعلام المرئي ) ..
توصّل لنا منها أسم ( حواء ) وأن هي التي كانت مع ( آدم ) في الجنة
وأنها خلقت من ضلعه الأيسر او الأيمن ..
وأن لها مقبرهـ بأسمها في دولة المملكة العربية السعودية وفي مدينة ( جدة )
ويقال ان قبر ( حواء ) موجود فيها ~
ويذكر بأن اسم ( حواء ) من الأحتواء للشئ .. أي لآخطاء ( آدم ) عندما اغواهـ ( الشيطان ) في اكل شئ من الشجرة ..
ولا نعلم ماهي الشجرة ولا نعلم ماهو هذا الشئ الذي كان في الشجرة والذي كان سبب خروج ( آدم )
من الجنة ... لكن نزوله للأرض حسب ماقيل انه هو ( الخليفة ) المعني في نزوله للأرض ..
لا نعلم ان كان ( آدم ) هو ( الخليفه ) الذي يسفك الدماء ويفسد في الأرض .. أم لا ؟
وصلت لبحث ساعدوني به ~
:
:.. كل هذا الحديث من السهل ان يقال ومن الصعب ان لا يصل إلى عقولنا
عبر ماذكر أعلاه من تقنيات ووصول للمعلومة سريعاً..
وأنا من الناس اللذين اعتقدوا ان ( ادم نزل الأرض وأن زوجته اسمها حواء ) ..
لأ أحد يستغرب .. لكن نرجع نصحح بعضنا بالقرءان العربي المبين .. الذي به كل شي مفصلا تفصيلاً ..
قال الحق سبحانه :
{ خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۚ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ } ﴿٦﴾ سورة الزمر
لكن لم يذكر في القرءان العربي المبين .. بأن أسمها ( حواء )
ولم يذكر ايضاً بالذكر المبين بأنها ( خلقت من الجنب الأيسر أو الأيمن من آدم )
وهل النفس الواحدة التي خلقنا الله منها هي نفس ( آدم ) أم نفس غيره ؟
لقد جاء في الكتاب أن الله خلقنا من نفس واحدة وخلق منها زوجها وجاء هذا في أربع آيات هي :
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } ﴿١﴾ سورة النساء
{ وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ } ﴿٩٨﴾ سورة الأنعام
{ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ۖ فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ ۖ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّـهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ } ﴿١٨٩﴾ سورة الأعراف
{ خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۚ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ } ﴿٦﴾ سورة الزمر
:
:.. نلاحظ أن كلمة ( نفس ) في الآيات الأربع جآءت نكرة .. وجاء وصفها بواحدة نكرة كذلك ..
وزوجها جاءت نكرة كذلك .. ( نفس - واحدة - زوجها)
مما يبرهن على أن تلك النفس ليست هي ( آدم ) وإنما هي نفس أخرى خلق الله منها ( آدم وزوجه ) ..
وكلمة ( من نفس واحدة ) يراد بها جنس من الخلق وليس شخصا مفردا بعينه ..
وبرهان ذلك أن كلمة ( نفس ) جآءت نكرة والنكرة تفيد العموم مما يعني أننا لم نخلق من نفس واحدة مفردة
ولكن من جنس واحد منفرد له نفوس كثيرة خلق الله منهم ( آدم ) ..
فلو كانت النفس الواحدة التي خلقنا الله منها هي آدم كما يفهم البعض لما جاءت نكرة في الآيات الأربع
إذ لا معنى للتنكير مع معرفتنا وعلمنا بـ ( آدم ) ..
أما وقد جاءت نكرة فهي لا تعني ( آدم ) على الإطلاق لأن النكرة تفيد غير المعين وغير المعروف ..
وهل ( آدم ) غير معين وغير معروف ؟
ويدل ذلك على أن ( آدم ) خلق من أحد أفراد جنس تلك النفس الواحدة من ذكورها ..
وكذلك زوجه أو من تسمى بـ(حواء) خلقت من جنس تلك النفس الواحدة من إناثها ..
وليس من ضلع ( آدم ) كما يقول القائلون بغير علم .
.................................................. .
أخواني .. وأستاذي المعلم ( الحاج عبود الخالدي ) ..
كل انسان أن كان لديه لسان ويعرف يقرا وينظر بعينه للحروف التي بالقرءان العربي المبين ..
يشكر الخالق لهذة النعم اولاً .. ومن ثم يتدبر القرءان ( بقلب وروح وعقل )
ويبحث ويتأكد ..
هل ( آدم وزوجه ) نزلا بعد الخروج من الجنة إلى الأرض ؟
أو فقط ( خروج ) إلى المكان الذي استقبلا به أمر ( اسكن الجنة انت وزوجك ) ~
فأن الفرق واضح مابين ( سكن - بيت - منزل )
قال الله الحليم الخبير
{ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَـٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} ﴿٣٥﴾ سورة البقرة
{ يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ } ﴿٢٧﴾ سورة الأعراف
{ وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ } ﴿١١﴾ سورة الأعراف
:
:.. في هذة الآيات الطيبة ..
ذكر لنا الآتي :
1- مكان ليس معروف كان ( آدم وزوجه ) به ثم استقبلا الأمر بالسماح لهم في ( السكن بالجنة ) ..
مع العلم بأن ( الشجرة ) شاهدها ( آدم وزوجه ) من المكان الذي ماقبل ان يسكنوا الجنة ..
أي ان ( الشجرة ) امام أعينهم لكن انفسهم لم تسكن الجنة إلا بعد ماقد استمعوا لهذا الأمر ..
وقد شاهدوا بأعينهم ( الشجرة ) ومن ثم سكنوا الجنة ..
2- ذكر أحدى الأبوين بالخروج وهو ان صح ( آدم ) .. والأب الثاني لم يذكر ؟
إلا ان كان هو المقصود هم ( الوالدين ) ..
مع العلم بأن ذكر لفظ ( الوالدين ) ذكر في القرءان العربي المبين في الآية الكريمة :
{ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا } ﴿٢٣﴾ سورة الإسراء ..
لكن لفظ ( ابوين ) هو رجلان بمعنى ( الأب ) ~
مثل : أن تسأل طفل وتقول له من هؤلاء الرجلان الذين معك بالصورة ..
ويكون الجواب من الطفل قائلاً ..
ان الأول الذي على يمين يدي هو ابي الذي هو زوج امي .. أما الثاني الذي على يساري هو عمي الذي تربيت على يده ..
لكون ان ابي الذي انا من صلب ظهرة قد توفى وأنا في عمر الخمس سنوات .. وقد تزوج عمي والدتي ~
ليصبح لفظ ( ابوين ) محرراً بمعنى - رجلان وتختلف مهام الصلة في حدود المجاز صحيحاً ..
وليس من الأمكان ان تكون ( الأم أو زوجة - آدم - ) مع ( آدم ) في لفظ ( الأبوين ) ~
3- لم يذكر بالنص الصريح في القرءان العربي المبين بأن ( آدم وزوجه ) انزلوا من الجنة مباشرة إلى الأرض ~
إلا تحذير فقط بالخروج من الجنة .. كما في الآيتين الكريمة هذة ..
قال القدوس ..
{ فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ } ﴿١١٧﴾ سورة طه
{ فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ } ﴿١٢١﴾ سورة طه
ونلاحظ هنا في الآية الكريمة الثانية ذكر بأن ( آدم ) عصى ربه بعد ما أكل من الشجرة ..
ولا نعلم ماسبب هذة ( العصيان ) وهو قد انتهى من أكل الشئ الذي موجود بالشجرة .. ؟
مع العلم بأن ( العصيان ) اتى بعد أن طفقا عليهما من ورق الجنة .. !
.........................
بالنسبة للآية التي ذكر بها تحذير الخروج ..
{ يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ } ﴿٢٧﴾ سورة الأعراف
{ فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ } ﴿١١٧﴾ سورة طه
ان الآولى ذكر بها بأن ( الشيطان ) هو عدو ( للأبوين ) .. ولبني ( آدم )
اما الثانية لم يحدد العدو بل ذكر فقط بأنه عدو ( ظاهراً ) لـ( لآدم وزوجه )
لكن ليس معروف .. إن كان الشيطان ام ابليس ..
الذي جعله سبباً في ان يعصى ( آدم ) بعد ان أغواهـ أولا ( الشيطان ) في أكل الشئ الذي موجود بالشجرة
وخروجه هو وزوجة من الجنة فقط ..
وأما ( العدو ) نعلم انه ابليس و الشيطان .. ؟ والآيه هذة يقول بها الخالق العظيم
{ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} ﴿٣٨﴾ سورة البقرة
وشملت جميع من كان في ( الجنة ) ...
لكن هل ( آدم وزوجه ) مع هذا المجموعة التي نزلت ..
بمعنى : هل امر ( اهْبِطُوا ) أتى بعد ان خرج ( آدم وزوجه ) من الجنة أو قبل ان يخرجون منها ][ ؟ ][
وهنا :
{ قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ} ﴿١٢٣﴾ سورة طه
مع العلم ان في بعض المجموعة اتاهـ أمر فردي في قوله تعالى :
{ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ } ﴿١٣﴾ سورة الأعراف
انه ( ابليس ) لأنه كان من المتكبرين في قوله : { إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ } ﴿٧٤﴾ سورة ص
..
{ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا ۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ } ﴿١٨﴾ سورة الأعراف
{ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ } ﴿٣٤﴾ سورة الحجر
انه ( الشيطان ) لأنه رجيم .. { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } ﴿٩٨﴾ سورة النحل
اما ..
( آدم وزوجه ) لم يذكر القرءان العربي المبين ايه واحدة تبين بأنهم انزلوا من الجنة إلى الأرض ..
ولم يكن موضوع ( خليفه ) هو المقصود ( آدم )
بل ان ( آدم وزوجه ) اخرجوا من الجنة للمكان الذي فيه تم استماعهم لأمر ان ( يسكنون الجنة ) ..
لأن لفظ ( خليفه ) ليس خليفة إلا لمن هو من بني جنسه
حتى ولو تم بعض التعديل والتغيير عليه فلابد أن يكون من أصل المخلوف ومن نفس جنسه ..
فلا يصلح أن يخلف الإنسان الملائكة .. ولا تصلح الملائكة في خلافة الإنسان ..
ولا يصلح أن يخلف الإنسان الجن .. ولا تصلح الجن في خلافة الإنسان ..
لقول الحق : { وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ } ﴿٦٠﴾ سورة الزخرف ..
لاحظ قوله : ( مِنكُم مَّلَائِكَةً ) أي من جنسكم ملائكة .. أي لو نشاء لجعلنا ( منكم ) من نفس جنسكم ملائكة في الأرض يخلفون ..
لأنه لا يصلح أن يخلفكم ملائكة من جنس غير جنسكم فلو جعلنا ملائكة يخلفونكم سيكونون منكم ..
كما جاء في الآية : ( لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً ) ..
ومثلا على ذلك رد الحق سبحانه على أهل مكة حين طلبوا من الرسول أن ينزل الله عليهم ملكاً خلفا لمحمد عليه الصلاة والسلام ..
فأجابهم الله : { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ } ﴿٩﴾ سورة الأنعام
أي لو أنزلنا عليكم ملكا خلفا لمحمد عليه الصلاة والسلام ..
كما طلبتم لجعلناه رجلا منكم لأنه لا يمكنكم أن تروا الملك أو تتعاملوا معه وهو في جنسه الملائكي ..
فلابد من جعله رجلا مثلكم .
وفي هذا دلالة بينة على أن ( آدم ) كان خليفة لمخلوقات من نفس جنسه وليس خليفة لجنس من غير جنسه ..
فالخليفة لا يصلح أن يكون خليفة إلا لبني جنسه وحسب.
..
4- ان الله الحليم الخبير الخالق العظيم .. خلق كل من كان في الجنة قبل ان يسكن ( ادم وزوجه ) الجنة ..
وصورهم جميعاً ثم اسكن ( آدم وزوجه ) الجنة ..
وان الشيطان وابليس والجن والملائكة .. يعلمون من الذي خلقهم ومن هو الذي صورهم ...
اولا .. الملائكة تعلم عن اسماء ومنها ( الأفساد وسفك الدماء )
{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ } ﴿٣٠﴾ سورة البقرة
ثانياً .. ابليس يعلم انه خلق من نار ..
{ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ } ﴿٧٦﴾ سورة ص
ثالثاً .. الشيطان يعلم انه رجيم حين اخبر ( آدم وزوجه ) ان الشجرة خاصة لمن هم ملكين أو مخلدين بها ~
{ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ } ﴿٢٠﴾ سورة الأعراف
.................................................. .................................................. ........
:
:.. أخواني ... استاذي الحاج ..
ابحثوا معي في هذا البحث الشيق .. الكثير من علامات الأستفهام ( ؟ )
وأيضاً لمعرفة من هو ( الخليفة ) الذي تعنية الملائكة بأنه يسفك الدماء ..؟
:
:...علماً بأن الخليفة في الأصل هو الذي يخلف غيره أو يأتي وراءه أو بعده بدلاً عنه في عمل يعمله ..
وهذا محال في حق الله لأن الله لم يكن مقيما في الأرض ثم جعل آدم خليفة له ..
ولم يكن الله يعمل عملا ما في الأرض ثم جاء بآدم من ورائه أو بعده بدلا عنه للقيام بذلك العمل ..
ومن المحال أن يجعل الله آدم خليفة له ليتولى عملاً يريده المستخلِف مثل الوكيل والوصي ..
ولا يستقيم معنى الخلافة مع جعله في الأرض مدبراً يعمل ما يريده الله في الأرض ..
لأن الله تعالى لم يكن حَالاً في الأرض ولا عاملاً فيها ليستخلف آدم من بعده ..
ومحال أن يكون الخليفة خليفة إلا لمن كان له مقام حقيقي في محل الخلافة ثم رحل ..
ومحال أن يخلف شخص شخص آخر لم يكن له وجود في محل الخلافة ..
وهذه بعض آيات القرآن التي توكد هذا ..
قال نور السموات والأرض :
{ يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} ﴿٢٦﴾ سورة ص
{ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ } (165)الأنعام
{ ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ } (14) يونس
{ فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُنذَرِينَ }
(73) يونس
{ هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ } (39) فاطر
{ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً } (9) النساء
{ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُم مَّا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ } (133)الأنعام
{ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ } (69)الأعراف
{ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ } (74)الأعراف
{ قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ } (129)الأعراف
{ وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي } (142)الأعراف
{ وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي } (150)الأعراف
{ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الكِتَابَ } (169)الأعراف
{ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً } (92)يونس
{ فَإِن تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ } (57) هود
{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ } (59)مريم
{ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } (55)النور
{ أَمَّن يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ } (62) النمل
{ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ } (7) الحديد
~
وأين هم ( آدم وزوجته ) الآن ؟
وأتمنى ان يكون هذا البحث له جائزة مقدمة من ( إدارة المعهد ) ولو بوسام او بأي شي تراه مناسباً ..
:
:.. اتمنى لكم دوام التوفيق
السلام عليكم
تعليق