الفردوس paradise
من أجل لسان عربي مبين غير هجين
من طعون المسلمين في الفاظ القرءان قيل ان لفظ (فردوس) هو لفظ فارسي او نبطي او رومي كما ظهر هنلك اختلاف في معنى لفظ فردوس فمنهم من قال انه اسم قرية في بلاد فارس ومنهم من قال انه يعني البساتين او البستان وبعضهم قال انه المكان ذو الاسوار العالية وقيل في لفظ فردوس انه يقبل التذكير والتأنيث ..
الباحث القرءاني الابراهيمي البريء من كل مستقر فكري مختلف او مضطرب لا يقبل ان يكون في القرءان لفظا غير عربي فالله سبحانه لا يحتاج الى المبالغة الكلامية ليعلن في رسالته الى البشر ان خطابه بلسان عربي مبين في حين جزء منه غير عربي اللسان ... !!!
(وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرءاناً أَعْجَمِيّاً لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ ءايَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي ءاذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمىً أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ) (فصلت:44)
أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ .. فمن يدعي ان في القرءان لفظا غير عربي فقد كفر بالقرءان وتناقض مع نصوصه الشريفة فتكون البراءة مما يقولون واجب تكليفي فالله سبحانه لا يخطأ ولا يحتاج الى من يعلمه كيف يرسل رسالته فيحتاج الى لسان فارسي او رومي ليجعله جزء من خطابه في رسالته تعالى الله عما يصفون حين يقولون انه (أعجمي وعربي) ...
(إِنَّ الَّذِينَ ءامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً) (الكهف:107)
(الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (المؤمنون:11)
جاء لفظ (الفردوس) في القرءان الموصوف وصفا الهيا (من عند ربنا) بانه
(نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ) (الشعراء:193)
(عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ) (الشعراء:194)
(بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) (الشعراء:195)
فلو كان جزء من القرءان بغير اللسان العربي المبين لقال ربنا (واكثره بلسان عربي مبين) ... أأعجمي وعربي ..؟؟ فلو كان بعض الفاظه أعجيمة وغيرها عربية وتلك صفة مختلطة مثلها ما قال ربنا (واكثرهم فاسقون) ومثلها (واكثر الناس عن ءاياتنا معرضون) و(اكثرهم للحق كارهون) الا ان ربنا عندما اطلق النص بلسان عربي مبين فذلك يعني ان البيان مطلق الصفة ولا يمتلك أي استثناء كما يؤكد النص عربية المتن في وضوح مبين
(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) (النحل:103)
فردوس ... لفظ عربي بنسبة 100% ولسوف نجبر عقولنا المفطورة في (النطق الحق) ان الفردوس لفظ عربي النشيء والبناء وان لفظه الانجليزي من أم فطرة عربية ناطقة paradise
فردوس ... لفظ يعني في علم الحرف القرءاني (غلبة تبادلية فعل لـ ربط وسيله منقلبة المسار) وتلك الغلبة الرابطة تكمن في وسيلة منقلبة في مسارها وذلك الانقلاب مرئي في عنصر (الثواب) المتأتي من (الايمان بالله) اي التأمين بنظم الله حصرا وعدم التأمين في اي نظم مأتية من دون الله كما هو واضح في نصي القرءان اعلاه (ان الذين ءامنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا) فلكل حسنة يعملها العبد حسنة بمثلها واحسن منها وهي (منزلة) من منازل الحق التي وعد الله عباده الذين يأمنون انفسهم وكيانهم في نظم الهية خالية من العبث والتغيير المأتي من غير الله ومن دون الله فالنزل هي في (منزلة) من(من منازل) الثواب تتنزل عليهم تنزيلا لانهم مؤمنون وانهم يقومون بتصليح كل خطأ وخطيئة والفردوس صفتها انها غلبة تبادلية تستبدل افعالهم الصالحة (التصليح للخطيئة) لتكون وسيلة رابطه منقلب مسارها من افعالهم الخيرة فهي فردوس مـَـنـْزِلـَة من منازل الحق ... يرثون الفردوس فهي ستكون في ارثهم لافعالهم الصالحة التي فعلوها عند انقلاب سريان تلك الافعال فهم يمتلكون (رابط) يربطهم بفعلهم الصالح تبادليا
فردوس ... من جذر لفظ (فردس) في فطرة ناطقة ونسمع منقولة ابن منظور في لسان العرب فيما يخص لفظ (فردوس)
الفِرْدَوْسُ: البُستان؛ قال الفرَّاء: هو عرَبيّ. قال ابن سيده: الفِرْدَوْس الوادي الخَصِيب عند العرب كالبُستان، وهو بِلِسان الرُّوم البُسْتان. والفِرْدَوْس: الرَّوْضة؛ عن السيرافي. والفِرْدَوْس: خُضْرة الأَعْناب. قال الزجاج: وحقيقته أَنه البستان الذي يجمع ما يكون في البَساتين، وكذلك هو عند أَهل كل لغة. والفِرْدَوْسُ: حَديقة في الجنة. وقوله تعالى: وتقدَّسَ الذين يَرِثون الفِرْدَوْس هم فيها خالِدُون؛ قال الزجاج: رُوي أَن اللَّه عز وجل جعل لكل امرئ في الجنة بيتاً وفي النار بَيْتاً، فمن عَمِلَ عَمَل أَهل النار وَرِثَ بيتَه، ومن عمل عَمَل أَهل الجنة وَرِث بيته؛ والفِرْدَوْس أَصله رُوميّ عرّب، وهو البُستان، كذلك جاء في التفسير. والعرَب تُسمِّي الموضع الذي فيه كَرْم: فِرْدَوْساً. وقال أَهل اللغة: الفِرْدَوْس مذكر وإِنما أُنث في قوله تعالى: هم فيها، لأَنه عَنى به الجنة. وفي الحديث: نسأَلك الفِرْدَوْس الأَعلى. وأَهل الشأْم يقولون للْبَساتين والكُروم: الفَراديس؛ وقال الليث: كَرْم مُفَرْدَس أَي مُعَرَّش؛ قال العجاج:
وكَلْكَلاً ومَنْكِباً مُفَرْدَسا |
وإِن ثَوابَ اللَّه كـلَّ مُـوَحِّـدٍ | جِنانٌ مِن الفِرْدَوْس، فيها يُخَلَّدُ |
نَحِنُّ إِلى الفِرْدَوْس، والبِشْرُ دُونها | وأَيْهاتَ من أَوْطانِها حَوْثُحَلَّتِ |
ويقال: أَخذه فَفَرْدَسَه إذا ضرَب به الأَرض. انتهى
وفي كتب التفسير وجدنا من قال ان الفردوس لفظ نبطي وهو يعني البستان وقيل في نفس المعنى انها من اصل سرياني كما قيل انها من اصل رومي وقال بعضهم من اصل فارسي وفي الانجليزية (paradise ـ بردايس) وهي تنطق بالحرف (p) وهي باء متأففة كما في لفظ الحرف (V) وهي فاء محبوسة
فعل لفظ الفردسة غير مستخدم في عربيتنا المعاصرة ومثل تلك الصفة تجعل الباحث في حاجة اكثر للغوص عمقا اعمق في فطرة العقل الناطق لغرض الامساك برابط لفظ الفردسة في العقل حرف الفاء في فطرة النطق يدل على (تبادل الفاعلية) وهو مصطلح نقول به لنقل المدركة العقلية من السطور لمتابعها حيث تؤكد الفطرة الناطقة كما سنرى ان حرف الفاء حين يدخل على اللفظ يؤكد مداليل مقاصد الناطق ان الفعل هو تبادلي من فعل سابق ...
من فطرة النطق ندرك (جاع ... فأكل) ... (احتاج فاقترض) ... (زرع فحصد) ففي كل تلك الصفات المنقولة من مقاصد العقل نرى ان الافعال حين (تتبدل) يظهر حرف الفاء في النطق ... الجوع فعل استبدل بالمأكل ... الحاجة فعل استبدلت بالاقتراض ... الزرع فعل استبدل بالحصاد ... فلو لم يجوع لا يأكل ومن لا يحتاج لا يقترض ومن لا يزرع لا يحصد ... لو رفعنا حرف الفاء من بيان مقاصد العقل فنعيد المختارات الكلامية بدون استخدام حرف الفاء فنقول (جاع .... أكل) .. (احتاج ... اقترض) ... (زرع .. حصد) فنرى فطرة ان تلك البيانات لا تؤكد (استبدال الفاعلية) بل تؤكد قيام فاعليتان منفصلتان لا تمتلك صفة الاستبدال .. زرع حصد ... تلك صفة عامة مطلقة فيقال فيها (كلما جاع أكل) ومثلها في (احتاج اقترض) فيكون في مثل هذ الصفة بيان لمقاصد العقل ان القرض يقوم عند الحاجة اليه فالتبادلية الفعلية لم تحصل ومثل تلك الفاء يسمونها في فقه اللغة (الفاء السببية) وهنا تظهر ان الفاء تشير الى مقاصد عقلية بوجود (تبادلية فاعلة) أي فعلان يتبادلان الفاعلية
في منطق الناس يوجد لفظ يستخدم بشكل محدود وهو لفظ (ردس) فيقال ان فلان (ردس الارض باقدامه) ويراد منه انه مشى مشية القوة وفي اسماء الاعراب اسم (مرداس) وهو الذي يشغل فعل الردس وهي دلائل قوة ذلك المرداس لان الترشيد الحرفي للفظ (ردس) بموجب علم الحرف القرءاني يعني (غلبة وسيله منقلبة المسار) فردس الارض مشيا يعني القوة في منقلب مسار بين القدمين وهو يعني (ثبات الاقدام في المشي) فيكون فعل الفردسة هو (تبادلية الفعل) من الوهن الى القوة وهو (المسار المنقلب) في (مرابط الفردوس) فالفردوس هو (منزلة من منازل القوة) يستبدل (الوهن) الى (القوة النافذة) فهو (ردس) يستبدل الضعف قوة وهي (ارث) لكل من يعمل الصالحات فكل شيء متصدع يكون واهنا وحين يتم تصليحة يكون المصلح قد استبدل الضعف قوة فيرث الفردوس
{وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ }المؤمنون9
{أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ }المؤمنون10
{الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }المؤمنون11
فالحفاظ على الشيء يعني حمايته من التصدع وان تصدع يتم اصلاحه وفي الحفاظ على الصلاة (تأمين) للقوى المحيطة للانسان والمؤثرة به فهو سيرث منزلة الفردوس لمحافظته على الصلاة والصلاة هنا لا تعني صلاة المنسك حصرا بل تعني صفات كثيرة تقيم الصلاة منها لفروجهم حافظون ولاماناتهم راعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون وهي صفات جائت في الايات العشر الاولى من سورة المؤمنون
الفردوس هو فعل استبدال القوة بديلا من الوهن فهي (نزل) ذات (مرتبة حميدة) لا يرغب المؤمن عنها تحويلا
{إِنَّ الَّذِينَ ءامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً }الكهف107
{خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً }الكهف108
معرفة وظيفة لفظ (الفردوس) ينفع المؤمن في زمن حياة المؤمن وليس في زمن الموت فالفردوس هي (منازل) اي (مراتب) المصلحين (الذين ءامنوا وعملوا الصالحات) وهم الذين يصلحون الخطأ اينما وجدوه في انفسهم او اهليهم او في ماسكنهم او في شوارع مدينتهم فكل (خطأ) هو خطيئه والفردوس هو (نتيجة) لـ استبدال الفعل الخاطيء الى فعل صالح فالفعل الخاطيء (يورث الفشل والوهن) وتصليح الخطأ (يورث القوة) وهي فطرة عقل بسيطة يمكن ادراكها بيسر واثارة العقل تجزيها تذكرة من قرءان فلو كان الفردوس هي بستان بعد الموت والله يقول في نزلاء الفردوس انهم (لا يبغون عنها حولا) فلو كانت الفردوس من اوعية الثواب بعد الموت فان الانسان لا يملك فرصة لان يحول منزله بعد الموت فلا سعي بعد الموت ولا (ساعة)
وتلك ذكرى عسى ان تنفع المؤمنين
الحاج عبود الخالدي
تعليق