الطاقة بين العلم المادي والبيان القرءاني
من اجل ان يكون القرءان دستورا علميا للمسلمين
المسلمون بلا استثناء صدقوا وصادقوا على فلسفة العلم الحديث القائل ان (الطاقة لا تفنى ولا تستحدث) وقد زمر المسلمون انفسهم بذلك المزمار الفلسفي المأتي من دون الله فرحين انهم استطاعوا ان يحملوا العلم الذي غزى عقول امم الغرب الا انهم فقدوا مرابطهم الاسلامية بشكل طردي مع كل تطور علمي معاصر لانهم ما استطاعوا وما قدروا على تعيير حديث العلم سواء بالتنظير له او بتطبيقات العلم المعاصر رغم ان القرءان فيه تصريف لكل مثل وهو معيار حق يستوجب استخدامه في زمن الحاجة اليه
{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ }الرحمن26 {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ }الرحمن27
الا ان فلسفة العلم المعاصر جعلت من (الطاقة) إله دائم (لا يفنى) و (لا يستحدث) فتكون الطاقة بالوصف متطابقة لـ (لم يلد ولا يولد) وهو الكفر بعينه فالطاقة التي وصفها العلم بانها ازلية الوجود وابدية الوجود وذلك ما لا يتوافق مع شهادة المسلمين ان لا إله الا الله
علماء المادة إن أضلوا انفسهم بطغيانهم العلمي فان الطامة الكبرى انهم اضلوا الناس جميعا في مشارق الارض ومغاربها ففلسفتهم في الطاقة بانها لا تفنى ولا تستحدث (لا تلد ولا تولد) سرت في مجتمعات الارض جميعا وكان من المفترض ان المسلمين في استثناء من ذلك الضلال لانهم يحملون دستور الخلق (القرءان) الا ان (عوق الخطاب الديني) اسهم كثيرا في إضلال جماهير المسلمين حين هجروا القرءان وتمسكوا بروايته وما قيل فيه
الطاقة تفنى وتستحدث رغم انف العلم وهنلك خروقات علمية كثيرة معاصرة الا ان يدا خفية تخفيها فقد استطاع (تيسلا) وهو ناشط في علوم الكهرباء في منتصف القرن الماضي من صنع جهاز تولد منه الطاقة من خلال قرصين من الالمنيوم يدوران تلقائيا وينتجان تيارا كهربائيا (طاقة) الا ان تلك اليد الخفية اخفت تلك الاقراص التي سميت باسمه (اقراص تيسلا) وتم الهاء تيسلا نفسه بمشاريع توزيع الطاقة ونصب محطات الاذاعة وقد شغلته الدراهم حتى وصل سن التقاعد فخسر ثروته في ظروف غامضة ووجد مقتولا في غرفة في فندق متواضع في مدينة نائية في امريكا فمات معه دليل ان (الطاقة تستحدث)
التحدي الكبير لنظريات العلم الضالة لا بد ان تمر عبر قناة تطبيقية في ان تظهر في تطبيقات معاصرة تقنيات تنتج الطاقة من خلال نظم الله التي جعلها في كتاب الخليقة وحين تولد تقنيات تولد منها الطاقة فان نظرية العلم المركزية ستسقط وقيادات العلم الخفية تعلم ذلك فهم يسعون الى اسقاط كل ولادة علمية معاصرة تنتج الطاقة ليس من (العدم) كما يروج لها حملة نظريات العلم بل الطاقة المتحركة تنتج من طاقة مرتبطة براط مختلف مع نظم الخلق ذلك يعني ان عملية اظهار الطاقة تعني (ولادة شكل طاقوي) من اصل شكل طاقوي في الخلق هو الان خارج حيازة الانسان وذلك ما حصل مع اقراص تيسلا ذلك لان الله سبحانه قدر الطاقة باشكال متعددة منها ما هو مرئي استطاع الانسان حيازته كالرياح والشمس والوقود الاحفوري ومنها ما لم يستطع الانسان حيازته الا حين يقرأ خارطة الخلق
{وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَئاتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ }الرحمن24
الجوار المنشئات في البحر كالاعلام فسرت تفسيرا خارج (العلم) لان زمن التفسير سبق زمن العلم وما كان للمادة العلمية المعاصرة حضورا في زمن رواج فقه التفسير فتصوروا في المنشئات تصورات شتى الا انها في لسان عربي من (منشأ) وهو في فهم (الانشاء) وهي (جوار) يتم انشائها كالاعلام والجوار في لسان عربي من جذر (جر) وبالتالي فهي (منشأة مجرورة) كما كانت في اقراص تيسلا التي اجهضت من قبل الفئة الباغية التي تتحكم بالارض ولا تريد للشعوب ان (تجر الطاقة) من بحر خلق الله بل تريد ان تكون الطاقة كالحبال التي تقيد العبيد
الاعلام من لفظ (علم) وهو مشغل العلة سواء كان (راية) او كان (علم تقني) فكلا اللفظين من قصد عقلاني واحد (مشغل علة) فالراية هي مشغل علة مثل الوطنية او للقبلية او أي شيء ءاخر يقصده حامل الراية .. الاعلام هي مجموعة مشغلات للعلة ولها ماسكة يمسكها من يريد ان (يجر تلك المنشئات)
الطاقة هي (قدر الله) الذي (قدره) في الاقوات (قوة) في منظومة خلق يبينها القرءان والناس في سهوة عنه لاهين بما تجوده عليهم مؤسسات العلم الخاضعة لحكومات الارض
{وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ }فصلت10
الاقوات جمع قوة وهي (القوى) ومنها الطاقة التي قال فيها العلم الحديث انها (ازلية) من قبل و (ابدية) فيما يأتي فكان الضلال العلمي من خلال تنظير فاسد جعل من الامم تستكين في مبحثها عن القوة وبقي الناس يتوسلون بحكوماتهم من اجل الطاقة (القوة) حيث اصبح (قيد الحكومات) وكأنه حق واقع على مواطنيها من خلال الطاقة وحاكمية تلك الحكومات عليها في توزيعها وفي سقف اسعارها وفي تنظيم استهلاكها فكل حكومة هي (فرع من فروع فرعون) تنادي بصوت قانوني متين ان (انا ربكم الاعلى) والطاقة هي (كتاب الرق) الذي كتبته تلك الحكومات
جر المنشئات الالهية هو حق طبيعي لكل انسان ولكن أي انسان ..؟؟ ذلك الانسان المستحق لحيازة تلك المنشئات اما الذين قبلوا بالرق لاوطانهم فانما هم في ولاية باطلة وعقوبتهم ان يكونوا مستحقين لتلك العبودية ومن يريد ان يتأكد من تلك الصفة فليسأل اهل العراق الذين يعيشون على اكبر بحيرة نفط في العالم الا انهم يعانون من ازمة الكهرباء على مدار اكثر من نصف قرن من الزمن ..!!
تلك ما هي الا ذكرى فمن شاء ذكر ومن لا يذكر فالله ولي كل متذكر
{وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ }المدثر56
الحاج عبود الخالدي
تعليق