بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من ضمن القراءات الكثيرة التي مرت على ناظري .. وأعجبني محتواه الفكري ؟؟ المقال أدناه بعنوان (الهالة " غير" المقدسة) لكاتبها ..نسيم الصمادي أحببنا مشاركتكم به ..للإطلاع عليه.. عسى أن تكون نافعة !! سوران رسول سلام عليكم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ الهالة "غير" المقدسة دار بيني وبين صديقي الدكتور "علي شراب" حوار عميق حول ما يدور في الساحتين الإعلامية والإدارية من إيجابيات وسلبيات هذه الأيام. وفي سياق حديثي عن منهجية التمتين، وحديثه عن منهجية "الطريق إلى الحكمة" قال بأن الخبراء والمتحدثين والمدربين يقعون دائمًا في أربع فئات هي: المنفر والمعبر والمؤثر والمغير؛ فهناك من ينفر أكثر مما يعبر، ومن يعبر أكثر مما يؤثر، وهناك من يؤثر ولا يغير، وهناك من يؤثر ويغير. كان تعليقي بأن هناك ما يسمى "الهالة غير المقدسة،" وهي عكس الهالة المقدسة، وتنتج عندما تسقط الأقنعة عن الشخص فيبدو عاريًا إلا من ذاته، ومن حقيقة صفاته، فيغلب جوهره مظهره، وتخرج عيوبه من جيوبه. الهالة المقدسة تخدعنا وتخدع صاحبها. فهي طاقة خارجية قوية ترسل إشارات إيجابية عن الشخص، فنأخذ منها واحدة ونضخمها لنصدقها، فتبدو وكأنها هي الحقيقة. وكثيرًا ما نغلفها بقصص وأحداث الماضي، فنأخذ صفة واحدة من الشخص ونعممها، ونأخذ موقفًا واحدًا من حياته، ونسرد على ضوئه ذكرياته. أول من تناول الهالة المقدسة واختبر تطبيقاتها هو عالم النفس الأمريكي "إدوارد ثورندايك،" فأجرى سلسلة من التجارب المعملية في مطلع القرن العشرين وأثبت صحتها. ومن أمثلة تأثيرها علينا وعلى علاقاتنا الاجتماعية وقراراتنا اليومية وتحيزاتنا النفسية أن نرى أطول اللاعبين في الفريق فنظنه الأفضل، وأن نحكم على الفريق الذي فاز للتو بأنه الأقوى، وأن نظن كل خطيب مفوه كاتبًا جيدًا، وكل كاتب جيد باحثًا جادًا. وأن نرى الراوي مؤلفًا، والإعلامي مثقفًا، والقائد محنكًا، والثري سعيدًا، والجميل ناجحًا. مشكلة الهالة المقدسة أنها صورة خارجية لامعة لصندوق أسود مغلق؛ لا ندري ما في داخله، ولا نحاول – بل نخاف – كشف أسراره. بل إننا نحافظ على مسافة جغرافية ونفسية واسعة بيننا وبينه. وإذا ما انكشف جزء ولو ضئيل من اللاقداسة، أو أصابه خرق أو مسه حرق، فإننا نبــدأ أولاً بالإنكار، ثم الشك، ثم التصديق، ثم نتخذ موقفًا معاكسًا؛ فنخلع عنه صفة القداسة، ونتهمه بالنجاسة. فكم من معلم أعطى تلميذه الوسيم وتلميذته الجميلة أعلى الدرجات! وكم من مدير لا يختار من السكرتيرات إلا الجميلات! وكم من مدير مشتريات ومبيعات وقع الصفقات وقبل الرشوات وارتكب الموبقات! وكم من كاتب زور المؤلفات؛ تحت سطوة التأثير السحري للهالة "غير" المقدسة. كل من لا يصدر عن ثقة، ليس أهلاً للثقة. في مطلع الثمانينيات زرت الدكتور "يوسف إدريس" في مكتبه في "الأهرام" لإجراء حوار صحفي، وهو أبدع وأروع من كتب القصة القصيرة في العالم. وكانت بصحبتي كاتبة قصة محترمة تريد مقابلته. ومع نهاية الحوار كانت الهالة المقدسة التي رسمناها للدكتور "إدريس" قد سقطت. وبالمثل سقطت الهالة عن "توفيق الحكيم" عندما قابلته في الإسكندرية في حوار آخر ولسبب آخر، مع أنه عبقري المسرح العربي، وأعتبر كتابه “عودة الوعي” نقلة نوعية وتحولاً جذريًا في الفكر السياسي العربي، رغم ما تعرض له من هجوم. أما "نجيب محفوظ"، فقد بدا لي في لقاء ثالث أكبر من الهالة المقدسة التي رسمتها له، وأكبر من جائزة نوبل. فقد بدا فيلسوفًا بسيطًا وعميقًا، مباشرًا وبليغًا؛ كان يتأمل ولا يتجمل، ولن أنسى ما حييت إجابته العظيمة عندما سألته لماذا يخاف السفر في الطائرات، فقال: "أنا كاتب واقعي؛ أريد أن أبقى دائمًا على الأرض". ما هي الهالة التي ترسمونها الآن لـ"معمر القذافي" و"حسني مبارك" و"علي عبد الله صالح" و "جورج بوش" و"بيرلسكوني" مثلاً؟ أرجح أنكم - فـي الغالب غير الأعم - سترسمون هالات غير مقدسة! وما هي الهالات التي تضعونها على "فيدل كاسترو" و"هوجو شافيز" و"باراك أوباما" و"عمرو موسى" مثلاً؟ أرجح أنكم سترسمون هالات مشوشة وغير مكتملة بسبب الرسائل المتناقضة التي نتلقاها منهم وعنهم. وما هي الهالات التي ترسمونها حول "غاندي" و"سوار الذهب" و"الأم تريزا" و"سنجور" و"مانديلا" مثلاً؟ أرجح أنكم – في الغالب الأعم - سترسمون هالات مقدسة كاملة ونقية حول هؤلاء. حتى لا تقع ضحية للهالة المقدسة لأي إنسان؛ كائنًا من كان، لا تصدق كل ما تسمع، وناقش كل من ترى، ولا تقرأ كتابًا من عنوانه، ولا من قائمة محتوياته ومقدمته وخاتمته. ولا تأخذ الهالة المقدسة كحقيقة مسلمة، ما لم تقرأ بين السطور. فقد يكون المغير مجرد مؤثر، والمؤثر مجرد معبر، والمعبر مجرد منفر أو مدمر. نسيم الصمادي |
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
الهالة "غير" المقدسة !!؟؟
تقليص
X
-
الهالة "غير" المقدسة !!؟؟
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
-
رد: الهالة "غير" المقدسة !!؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الاكرم الآستاذ المحترم سوران رسول ، كما تعودنا منكم ومن حسن اختياراتكم الموفقة ، لقضايا حساسة تعالج بحنكة وحكمة طيبة
فجزاكم الله كل خير ، نعم كَمْ هي المتناقضات في مجتمعاتنا ؟ وأقنعة النفاق متعددة ، ومثل أولائك الناس الذين يجاهدون ليخبئوا حقيقة انفسهم بهالة قدسية كاذبة هم أس أقوام النفاق والخداع ، وامرهم مفضوح ، لآنهم لا يستطيعون ان يخبئوا حقيقة انفسهم في بعض المواقف كما عرض الكاتب في مقاله .
فالابراهيمية هي الطريق الوحيد لكشف تلك الآقنعة ، فالابراهيمية هي طريق الصلحاء من الناس والعلماء
ومهما تعثر الابراهيمي في طريقه حتى يرى ما يريد من يقين من رب العالمين ، فيكفي شرف له انه يسعى الى البراءة من زيف هذا المجتمع ونفاقه .
فشكرا لك اخي سوران ، فجميل جدا ما كتبت من توعية وموضوع راقي .
ومن الله التوفيق ، السلام عليكم
.................................................
سقوط ألآلـِهـَه
من أجل بيان الشاهد والمشهود في شهادة ان لا إله الا الله
سقوط ألآلـِهـَه
-
رد: الهالة "غير" المقدسة !!؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا اخي سوران على اثارتكم بما تحمله من قمم فكرية رفعت في مرافع واهية فسقط قناعها بين يدي كاتبها السيد نسيم الصمادي ولم يكن الصمادي ناجيا من هواها فهو يعيب على صاحب العيب عيوبه ويبدو انه ابن الاعلام ومن ربائبه ولا يعلم ان هنلك من يصنع العملاق ولا يدري ان صانع العملاق هو الذي يطيح بما صنعه ففي زمننا المعاصر هنلك من يعلن ان (انا ربكم الاعلى) و (ما من إله غيري)
كانت كوكب الشرق مقدسة الى حد جعل رجل عربي مسلم يقبل حذائها عندما زارت السودان ..!! فـ (هل) (هالة) القدس يصنعها القديس ام يصنعها عقل بشري حمله عاقل خلق الله عقله في احسن تقويم
اخي سوران انها ازمة مرض عقلي بشري مثله مثل امراض العصر الجسدية فالسكري وضغط الدم امراض معروفة الاثر مجهولة المؤثر الا ان الغفلة هو مرض عقلي غير معروف الاثر ولا يوجد طبيب قادر على تشخيص ذلك المرض العقلي
السلام عليكم
قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله
قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ
تعليق
-
رد: الهالة "غير" المقدسة !!؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله حضرات الكرام .. كل من حضرة الاشراف العام وحضرة الحاج الخالدي المحترمون, وشكرا كبيرا وجزيلا على حضوركم المشرف عبر كلماتكم الرشيدة .. يسعدنا دوما اضافاتكم واناراتكم من خلال سديد أرائكم ..
فحقا نرى صحة ماذهب اليه كاتب المقال فكرا (بغض النظر عن شخص الكاتب) ,فكثير منا وبصورة عامة ينخدع عن حقيقة وجوهر بعض الأشخاص (كالسياسين ورجال الدين وحتى الممثلين والمطربين..وابطال الرياضة) من كثرة مايسلطون عليهم من أضواء بفعل الإعلام المبرمج والممنهج حتى يغدون أمام أعين الجماهير المتابعة لهم كقديسين محاطون بهالات مقدسة ..كأساطير الأولين !!؟؟
وبما أن الطبيعة البشرية متشابهة فكرا وسلوكا فلا فرق بين كل من تم ذكرهم بالنسبة الى متابعيهم ومعجبيهم من حيث الهالة التي يرسمونها حول محبيهم..سياسي كان ام عقائدي او احد ابطال التمثيل او الطرب او لاعبي الرياضة !!
على سبيل المثال .. سياسيا.. كل فرد يمجد زعيم حزبه ويرسم حوله هالة مقدسة لايراه الفرد المنتمي الى حزب منافس له ؟؟
وكذلك الحال(عقائديا) بالنسبة الى المذاهب الدينية ولكل الاديان .. فالمنتمي الى مذهب معين يرسم هالة مقدسة لـ أئمة ذلك المذهب او الطائفة بحيث لايراه المنتمي لمذهب ءاخر او طائفة اخرى ..ومن نفس الدين !!
ونفس القياس بالنسبة لمن يعجب بأحد الأصوات للمطربين او المطربات كـ (كوكب الشرق) والتي انتشرت صدى صوتها في العالم العربي قاطبة منذ منتصف القرن الماضي عن استحقاق وجدارة قوة حنجرتها..على عكس الذي نراه اليوم على شاشات الفضائيات من خلاعة وميوعة وعرض لعورات ومفاتن الأجساد للفنانات او المطربات بأسم الفن ؟؟؟!!.. وبتمويل مالي وتسهيل تقني من رؤوس حكومات تعتلي قمة الدول الإسلامية مكانة..و مكانا !!؟؟
فحقا ماتفضلت به ياأخي الكريم حضرة الحاج الخالدي القدير
انها ازمة مرض عقلي بشري مثله مثل امراض العصر الجسدية فالسكري وضغط الدم امراض معروفة الاثر مجهولة المؤثر الا ان الغفلة هو مرض عقلي غير معروف الاثر ولا يوجد طبيب قادر على تشخيص ذلك المرض العقلي
ونقول :
فحتى الذي يشخص العلة في زماننا ..لايملك مسببات صنع الدواء.. وان ملكه.. فلن يدعوه وشأنه ليصرفه الى العليل !!
دمتم بكل خير وسلمتم من كل شر
سلام عليكم
تعليق
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
تعليق