الجسيم الرابع عرش علوم العصر
من اجل حضارة اسلامية علمية معاصرة
لعل صيغة العنوان تستفز العقل المتابع لطروحاتنا الا انه استفزاز مقصود لتحفيز العقل من اجل ترسيخ رفعة علمية مرجوة من كتاب الله ذلك لان مقتربات الوعد الحق قد تحققت ونحن منتظرون للامر الالهي والانتظار عبادة حق لان الله مع الصابرين .
العلم المعاصر القائم على المادة بشكل تام وضع المادة في خارطة ثلاثية الابعاد (نيوترون * بروتون * الكترون) ورغم ان جسيمات المادة في القاموس العلمي تقترب من استكمال الحاوية المئوية الرابعة حيث يضاف الى قاموس جسيمات المادة جسيمات مكتشفة متلاحقة فوصلت في عام 1993 الى اكثر من 350 جسيم حسبما اعلن في الاعلام العلمي المنشور . الا ان مصدرية تلك الجسيمات في القاموس العلمي هي من الجسيمات الرئيسية الثلاث ولا يوجد راشدة علمية تشير الى مصدر اخر مع غرابة بعض الجسيمات مثل البوزوترون الذي قيل فيه انه الكترون موجب ومثل جسيم اسمه الشبح او (النيوترينو) الذي يتصرف بغرابة لا تمت للجسيمات الرئيسية بصفة فهو يخترق المادة ولا يتأثر بالحقول المغنطية فهو مفتاح لحيرة العلماء ولكنه مفتاح لقفل مفقود ..!! واكبر دهليز علمي يقبع فيه القفل الرهيب هو الجاذبية التي ركنت في رف العلم لعقم مفاهيمها وانغلاق مسارب المعرفة فيها وذلك لان العلم يفقد تماميته لانه من عقل بشري غير متصل بالله (رسله وكتبه وملائكته) .. وان مد يده لا يكاد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ..!!
ننصح بداية مراجعة ادراجنا المعنون (الملائكة والجسيم الرابع) تحت الرابط التالي
الملائكة والجسيم الرابع
حيث ثبتنا فيه ان الجسيم الرابع حقيقة علمية سطرت في القرءان تحت النص الشريف التالي :
(أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ) (النور:40)
والنص يؤكد ان ناصية هذا العلم سوف لن تكون سائبة فهي ستكون حصرا بين يدي حملة القرءان (إن كان القرءان يهديهم للتي هي اقوم) وهو في ( و إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ) وبذلك فان حيازة الجسيم الرابع سوف لن تكون في عقول كافرة بالقرءان وبما ان الجسيم الرابع مربوط بتكوينة مخلوق الملائكة نرى رابط الكفر بالملائكة كيف يكون بموجب نص حكيم وبالغ الحكمة
(وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيداً)(النساء: من الآية136)
الملائكة هي مخلوقات غير معروفة للانسان فان موضوعية (الكفر بالملائكة) تفقد مرابطها في العقل لان الكفر في العقل يجب ان يرتبط بمدرك عقلاني مثل الكفر بالخالق فالخالق يدرك في العقل من خلال المخلوق اما الملائكة فهي لا تمتلك رابطا عقلانيا الا من خلال القرءان وبالتالي فان الكفر بـ (كتبه) تشمل الكفر بكل البيان الذي ورد في القرءان والسنة الشريفة فموضوعية الملائكة لا ترقى الى البيان المعرفي في معارف الانسان وهي تقع في البنية المعرفية الانسانية من خلال مصدر العلم المأتي بالخبر الصادق وهو القرءان الا ان تلك المساحة المعرفية الخاصة بالملائكة لا تمتلك أي بيانات تنفيذية يمكن ان يتعامل معها العقل الانساني بصيغة (الكفر بالملائكة) الا عندما ترتبط الملائكة بالجسيم الرابع الخفي على الانسان رغم ادراك العلماء المعاصرين له تحت عناوين ضبابية في مسميات (بلازما الكون) او (عجينة الكون) وقد اطلق عليه اسم (الأثير) في ربيع نهضة العلم ...
الملائكة هي التي تشغل الكون بشكل اجمالي (ماكينة) وقد ورد ذكر ذلك المشغل في القرءان تحت صيغة حملة العرش
(وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ) (الحاقة:17)
والملك لفظ في اللسان العربي المبين يرتبط بلفظ (ملائكة)
(وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الزمر:75)
(الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) (غافر:7)
تلك النصوص ونصوص غيرها ترسخ مفاهيم الوظيفة الملائكية في منظومة الخلق وتضع الخيوط الاولى للفهم الاوسع لمخلوق الملائكة الخفي على مدرسة القرءان التاريخية وذلك لان مثل تلك المعارف كانت قبل العلم ما هي الا فضول علمي لا يغني المعرفة شيئا يذكر اما في زمن العلم فان التعرف على الملائكة يعتبر حاجة علمية قائمة سوف تشعل فتيل العقل المنحرف كثيرا عن العقيدة لتعيد الى العقول (سحرة فرعون) رشدهم وصوابهم الذي فارقوه يوم قالوا بمادية الخلق ونسوا عقولهم فنسوا الله فانساهم انفسهم ..!! .. الملائكة هم في وصف قرءاني (عباد الرحمن) وتحت هذا النص يحبو العقل في ذكرى قرءانية
(وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلونَ) (الزخرف:19)
الذين هم عباد الرحمن ... الرحمان ( رحم + رحم) وهما وسيلتان للتشغيل .. رحم اول مادي .. ورحم ثان لا مادي ... وتلك اساسية من اساسيات خارطة الخالق فما كان يعتبره العلماء ماديا (جماد) لا عقل له عادوا فاعترفوا عام 1990 بعقلانية المادة حيث اقرت اكاديمية العلوم في امريكا بعقلانية المادة فاصبح الرحم اللامادي (العقلاني) لصيقا بالرحم المادي فاصبحت تحت عنوان (عقلانية المادة) الا ان العلم لم يتطور عبر ذلك السقف او ربما تطور بعض الشيء ولم يحرز تقدما لينشره العلماء للتباهي به او انه تطور وخفي عن الناس وتلك هي سنتهم وخبثهم فالعلم عندهم للاستثمار في احتكارية مقيتة تسلخ عنهم الصفة الانسانية التي يعلنون عن بعض مفاصلها احيانا ..!!
الازدواجية في الخلق هي سنة تكوين معلنة في القرءان
(وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (الذريات:49)
وهذا الاطلاق في النص يجعل أي راصدة علمية مفردة لا ترتبط بزوجها راصدة مرفوضة (ضلال بعيد) لان الباحث القرءاني يتعامل مع القرءان بصفته دستور علمي يرقى فوق العلوم ولو اجتمعت كلها في وعاء واحد
رحمان .. رحم + رحم ... وعرش الرحمن يحمله ثمانية ... العلم يرى بعدا ثلاثيا فقط وهنلك ابعاد خفية ولا تقوم ولن تقوم الا بعد منازلة مع سحرة فرعون هذا الزمان وهم العلماء
(ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَمِنَ الأِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (الأنعام:144)
ثمانية ازواج فيهم من كل زوجين (اثنين) (2 ذكرين + 2 انثيين) في تقسيم رباعي مزدوج فان عرف علماء المادة ثلاث منها فهي لم تعرف بصفتها الزوجية بل مفردة لا هي بالانثى ولا هي بالذكر ولا يوجد تفريق نوعي للمادة بذكرية صفتها او بانثوية الصفة في مفرداتها في حين القرءان يرسخ ان لا بد ان يكون كل خلق مزدوج (ذكر وانثى) مما يقيم في عقل الباحث القرءاني راشدة تؤكد ان العلم المادي لا يمتلك اساسية تمنهج الحراك العلمي بل يرى الباحث القرءاني ان العلم المادي رغم نجاحاته الهائلة الا ان اساسياته هوجائية المنهج ..!! وبسبب تلك الهوجائية فان كارثة بيئية ومرضية باتت مؤكدة ..!!
سطورنا ليست سطور علمية او تفسيرية بل هي سطور تذكيرية تقيم تبصرة للذكرى ..!! فلا ينتظر منا متابعنا الفاضل ان ندحرج العلم في اسطر تذكيرية فالعلم لا يستقر الا على بساط علمي بين يدي حشد يجتمع من اجل علم القرءان ..!! ...
ومن كل شيء زوجين لعلكم تتذكرون ..!! وثمانية ازواج .. باربع وحدات من (زوج) يحملون عرش الرحمان ... ونتذاكر قليلا ... مع كل جسيم مادي لابد ان يكون حاوية عقل ... رحم مادي يراه العلماء في نيوترون وبروتون والكترون .. اما الاخر فهو رحم لا مادي (عقلاني) لا نراه ... قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * ولكنهم كيف يكونوا صادقين وهم كافرون بالرسل والكتب والملائكة .. وهذا العلم بين ايديهم موصوف في القرءان إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ
علماء العصر يعرفون جسيمات المادة الثلاث في الرحم المادي الا انهم لا يعرفون الرحم اللامادي الذي يصاحب عقل المادة ويكون مع جسيماتها اينما تذهب والعلماء ادركوا تلك الحقيقة الا انهم امسكوا بها من ذيلها وليس من تلابيبها القرءانية وذلك عند ما استطاعوا تحليل الطيف للعناصر وعرفوا ان لكل عنصر طيف في الاشعاع ولكنهم لا يعرفون مكامن ذلك الطيف ومخارجه فاصبحوا كمن يشاهد فيلما بلغة اجنبية يرى الحركات ولا يعرف حقيقة موضوعية الفلم فكانوا موصوفين في القرءان وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيداً .. وهم في ضلال بعيد عن الحقيقة وان يصفهم الناس بموصوفات عالية البريق في حضارة متألقة الا ان الكارثة الآتية تخيط الان اكفان حضارة علم كافر بالله ونظمه ومنها ملائكته ..!!
الجسيم الرابع الملائكي خفي تماما على العلم والمسلمين لا يعرفون حقيقة العرش وحملة العرش وتصوروا انه مثل عرش الاباطرة والملوك او يقاربه في الفهم وان كانوا في تلك المعارف غير ذي حاجة فهم المعذورون قبل زمن العلم .. اما نحن فهل نستدين العذر منهم ونحن في امس الحاجة الى العلم لننتصر به ..!! ام السيف يحلو والعلم يخبو وكأن الاسلام والسيف ارهاب سياف كما يتهمون .. وننسى وينسون ان الاسلام رحمة للناس ...
جسيمات المادة تصاحبها ارحام .. ما نراه .. نراه .. وما لم نراه في الرحم الثاني هو مصدر الازمة العلمية القائمة الان وهو مصدر الفساد في يأجوج ومأجوج حيث تمزق الرحـِمان في الالكترون والبروتون والنيوترون والجسيم الرابع (غير المعروف) وامتلأ ت اجواء الارض بجسيمات مخبولة نتيجة اختلال خطير في التلازم التكويني بين الجسيم الذي افلتته الصناعة والتقنيات وهو يحمل هوية مفسدة غير هويته التكوينية الصالحة فكانت خبالة السرطان وخبالة الفايروسات فاضطرب كل شيء حي والانسان يحبو نحو كارثة بيئية كبرى . لانهم كفروا بالملائكة .. وما ينتشر في الاجواء الان من جسيمات مخبولة غير منضبطة في موجات كهرومغناطيسية وجسيمات مادة منفلتة بسبب الصناعة يقع تحت نص قرءاني غاية في الحكمة
(وَلَوْ أَنَّ قُرءاناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) (الرعد:31)
تصيبهم بما صنعوا قارعة .. فهي قارعة غير مأتية الا من ما صنعوا وتلك هي جسيمات مادية اصابها الجنون تصيب الناس في كل مكان والازمة تتفاقم على مرأى ومسمع العقل الانساني في قمم العقل الانساني الا وهم العلماء ... انضباط العلم يعني اعادة تعييره وقد ورد برنامج اعادة التعيير في مثل ذو القرنين وارتبط بمعالجة (الردم) الذي رسم ذو القرنين معالمه والذي لا يكون ولن يكون بيد غير مؤمنة وتعترف بالقرءان دستورا (وما اسطاعوا ان يظهروه وما استطاعوا له نقبا ) ليتحقق الوعد الحق فاذا جاء وعد ربي جعل الردم (دكاء) وهي دكة تكوينية يستريح عليها الناس .. ولذلك الوعد المأتي مقتربات وصفها الله في
(حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ) (الانبياء:97)
ابصار الذين كفروا شاخصة ... يومها يكون للحق صولة
وهذه .. وتلك .. تذكرة .. فمن شاء ذكر .. فالقرءان يذكرنا .. ونحن حيارى ... نبحث عن يوم افضل ... وسلاح العلم مهجور
الحاج عبود الخالدي
العلم المعاصر القائم على المادة بشكل تام وضع المادة في خارطة ثلاثية الابعاد (نيوترون * بروتون * الكترون) ورغم ان جسيمات المادة في القاموس العلمي تقترب من استكمال الحاوية المئوية الرابعة حيث يضاف الى قاموس جسيمات المادة جسيمات مكتشفة متلاحقة فوصلت في عام 1993 الى اكثر من 350 جسيم حسبما اعلن في الاعلام العلمي المنشور . الا ان مصدرية تلك الجسيمات في القاموس العلمي هي من الجسيمات الرئيسية الثلاث ولا يوجد راشدة علمية تشير الى مصدر اخر مع غرابة بعض الجسيمات مثل البوزوترون الذي قيل فيه انه الكترون موجب ومثل جسيم اسمه الشبح او (النيوترينو) الذي يتصرف بغرابة لا تمت للجسيمات الرئيسية بصفة فهو يخترق المادة ولا يتأثر بالحقول المغنطية فهو مفتاح لحيرة العلماء ولكنه مفتاح لقفل مفقود ..!! واكبر دهليز علمي يقبع فيه القفل الرهيب هو الجاذبية التي ركنت في رف العلم لعقم مفاهيمها وانغلاق مسارب المعرفة فيها وذلك لان العلم يفقد تماميته لانه من عقل بشري غير متصل بالله (رسله وكتبه وملائكته) .. وان مد يده لا يكاد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ..!!
ننصح بداية مراجعة ادراجنا المعنون (الملائكة والجسيم الرابع) تحت الرابط التالي
الملائكة والجسيم الرابع
حيث ثبتنا فيه ان الجسيم الرابع حقيقة علمية سطرت في القرءان تحت النص الشريف التالي :
(أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ) (النور:40)
والنص يؤكد ان ناصية هذا العلم سوف لن تكون سائبة فهي ستكون حصرا بين يدي حملة القرءان (إن كان القرءان يهديهم للتي هي اقوم) وهو في ( و إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ) وبذلك فان حيازة الجسيم الرابع سوف لن تكون في عقول كافرة بالقرءان وبما ان الجسيم الرابع مربوط بتكوينة مخلوق الملائكة نرى رابط الكفر بالملائكة كيف يكون بموجب نص حكيم وبالغ الحكمة
(وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيداً)(النساء: من الآية136)
الملائكة هي مخلوقات غير معروفة للانسان فان موضوعية (الكفر بالملائكة) تفقد مرابطها في العقل لان الكفر في العقل يجب ان يرتبط بمدرك عقلاني مثل الكفر بالخالق فالخالق يدرك في العقل من خلال المخلوق اما الملائكة فهي لا تمتلك رابطا عقلانيا الا من خلال القرءان وبالتالي فان الكفر بـ (كتبه) تشمل الكفر بكل البيان الذي ورد في القرءان والسنة الشريفة فموضوعية الملائكة لا ترقى الى البيان المعرفي في معارف الانسان وهي تقع في البنية المعرفية الانسانية من خلال مصدر العلم المأتي بالخبر الصادق وهو القرءان الا ان تلك المساحة المعرفية الخاصة بالملائكة لا تمتلك أي بيانات تنفيذية يمكن ان يتعامل معها العقل الانساني بصيغة (الكفر بالملائكة) الا عندما ترتبط الملائكة بالجسيم الرابع الخفي على الانسان رغم ادراك العلماء المعاصرين له تحت عناوين ضبابية في مسميات (بلازما الكون) او (عجينة الكون) وقد اطلق عليه اسم (الأثير) في ربيع نهضة العلم ...
الملائكة هي التي تشغل الكون بشكل اجمالي (ماكينة) وقد ورد ذكر ذلك المشغل في القرءان تحت صيغة حملة العرش
(وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ) (الحاقة:17)
والملك لفظ في اللسان العربي المبين يرتبط بلفظ (ملائكة)
(وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الزمر:75)
(الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) (غافر:7)
تلك النصوص ونصوص غيرها ترسخ مفاهيم الوظيفة الملائكية في منظومة الخلق وتضع الخيوط الاولى للفهم الاوسع لمخلوق الملائكة الخفي على مدرسة القرءان التاريخية وذلك لان مثل تلك المعارف كانت قبل العلم ما هي الا فضول علمي لا يغني المعرفة شيئا يذكر اما في زمن العلم فان التعرف على الملائكة يعتبر حاجة علمية قائمة سوف تشعل فتيل العقل المنحرف كثيرا عن العقيدة لتعيد الى العقول (سحرة فرعون) رشدهم وصوابهم الذي فارقوه يوم قالوا بمادية الخلق ونسوا عقولهم فنسوا الله فانساهم انفسهم ..!! .. الملائكة هم في وصف قرءاني (عباد الرحمن) وتحت هذا النص يحبو العقل في ذكرى قرءانية
(وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلونَ) (الزخرف:19)
الذين هم عباد الرحمن ... الرحمان ( رحم + رحم) وهما وسيلتان للتشغيل .. رحم اول مادي .. ورحم ثان لا مادي ... وتلك اساسية من اساسيات خارطة الخالق فما كان يعتبره العلماء ماديا (جماد) لا عقل له عادوا فاعترفوا عام 1990 بعقلانية المادة حيث اقرت اكاديمية العلوم في امريكا بعقلانية المادة فاصبح الرحم اللامادي (العقلاني) لصيقا بالرحم المادي فاصبحت تحت عنوان (عقلانية المادة) الا ان العلم لم يتطور عبر ذلك السقف او ربما تطور بعض الشيء ولم يحرز تقدما لينشره العلماء للتباهي به او انه تطور وخفي عن الناس وتلك هي سنتهم وخبثهم فالعلم عندهم للاستثمار في احتكارية مقيتة تسلخ عنهم الصفة الانسانية التي يعلنون عن بعض مفاصلها احيانا ..!!
الازدواجية في الخلق هي سنة تكوين معلنة في القرءان
(وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (الذريات:49)
وهذا الاطلاق في النص يجعل أي راصدة علمية مفردة لا ترتبط بزوجها راصدة مرفوضة (ضلال بعيد) لان الباحث القرءاني يتعامل مع القرءان بصفته دستور علمي يرقى فوق العلوم ولو اجتمعت كلها في وعاء واحد
رحمان .. رحم + رحم ... وعرش الرحمن يحمله ثمانية ... العلم يرى بعدا ثلاثيا فقط وهنلك ابعاد خفية ولا تقوم ولن تقوم الا بعد منازلة مع سحرة فرعون هذا الزمان وهم العلماء
(ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَمِنَ الأِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (الأنعام:144)
ثمانية ازواج فيهم من كل زوجين (اثنين) (2 ذكرين + 2 انثيين) في تقسيم رباعي مزدوج فان عرف علماء المادة ثلاث منها فهي لم تعرف بصفتها الزوجية بل مفردة لا هي بالانثى ولا هي بالذكر ولا يوجد تفريق نوعي للمادة بذكرية صفتها او بانثوية الصفة في مفرداتها في حين القرءان يرسخ ان لا بد ان يكون كل خلق مزدوج (ذكر وانثى) مما يقيم في عقل الباحث القرءاني راشدة تؤكد ان العلم المادي لا يمتلك اساسية تمنهج الحراك العلمي بل يرى الباحث القرءاني ان العلم المادي رغم نجاحاته الهائلة الا ان اساسياته هوجائية المنهج ..!! وبسبب تلك الهوجائية فان كارثة بيئية ومرضية باتت مؤكدة ..!!
سطورنا ليست سطور علمية او تفسيرية بل هي سطور تذكيرية تقيم تبصرة للذكرى ..!! فلا ينتظر منا متابعنا الفاضل ان ندحرج العلم في اسطر تذكيرية فالعلم لا يستقر الا على بساط علمي بين يدي حشد يجتمع من اجل علم القرءان ..!! ...
ومن كل شيء زوجين لعلكم تتذكرون ..!! وثمانية ازواج .. باربع وحدات من (زوج) يحملون عرش الرحمان ... ونتذاكر قليلا ... مع كل جسيم مادي لابد ان يكون حاوية عقل ... رحم مادي يراه العلماء في نيوترون وبروتون والكترون .. اما الاخر فهو رحم لا مادي (عقلاني) لا نراه ... قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * ولكنهم كيف يكونوا صادقين وهم كافرون بالرسل والكتب والملائكة .. وهذا العلم بين ايديهم موصوف في القرءان إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ
علماء العصر يعرفون جسيمات المادة الثلاث في الرحم المادي الا انهم لا يعرفون الرحم اللامادي الذي يصاحب عقل المادة ويكون مع جسيماتها اينما تذهب والعلماء ادركوا تلك الحقيقة الا انهم امسكوا بها من ذيلها وليس من تلابيبها القرءانية وذلك عند ما استطاعوا تحليل الطيف للعناصر وعرفوا ان لكل عنصر طيف في الاشعاع ولكنهم لا يعرفون مكامن ذلك الطيف ومخارجه فاصبحوا كمن يشاهد فيلما بلغة اجنبية يرى الحركات ولا يعرف حقيقة موضوعية الفلم فكانوا موصوفين في القرءان وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيداً .. وهم في ضلال بعيد عن الحقيقة وان يصفهم الناس بموصوفات عالية البريق في حضارة متألقة الا ان الكارثة الآتية تخيط الان اكفان حضارة علم كافر بالله ونظمه ومنها ملائكته ..!!
الجسيم الرابع الملائكي خفي تماما على العلم والمسلمين لا يعرفون حقيقة العرش وحملة العرش وتصوروا انه مثل عرش الاباطرة والملوك او يقاربه في الفهم وان كانوا في تلك المعارف غير ذي حاجة فهم المعذورون قبل زمن العلم .. اما نحن فهل نستدين العذر منهم ونحن في امس الحاجة الى العلم لننتصر به ..!! ام السيف يحلو والعلم يخبو وكأن الاسلام والسيف ارهاب سياف كما يتهمون .. وننسى وينسون ان الاسلام رحمة للناس ...
جسيمات المادة تصاحبها ارحام .. ما نراه .. نراه .. وما لم نراه في الرحم الثاني هو مصدر الازمة العلمية القائمة الان وهو مصدر الفساد في يأجوج ومأجوج حيث تمزق الرحـِمان في الالكترون والبروتون والنيوترون والجسيم الرابع (غير المعروف) وامتلأ ت اجواء الارض بجسيمات مخبولة نتيجة اختلال خطير في التلازم التكويني بين الجسيم الذي افلتته الصناعة والتقنيات وهو يحمل هوية مفسدة غير هويته التكوينية الصالحة فكانت خبالة السرطان وخبالة الفايروسات فاضطرب كل شيء حي والانسان يحبو نحو كارثة بيئية كبرى . لانهم كفروا بالملائكة .. وما ينتشر في الاجواء الان من جسيمات مخبولة غير منضبطة في موجات كهرومغناطيسية وجسيمات مادة منفلتة بسبب الصناعة يقع تحت نص قرءاني غاية في الحكمة
(وَلَوْ أَنَّ قُرءاناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) (الرعد:31)
تصيبهم بما صنعوا قارعة .. فهي قارعة غير مأتية الا من ما صنعوا وتلك هي جسيمات مادية اصابها الجنون تصيب الناس في كل مكان والازمة تتفاقم على مرأى ومسمع العقل الانساني في قمم العقل الانساني الا وهم العلماء ... انضباط العلم يعني اعادة تعييره وقد ورد برنامج اعادة التعيير في مثل ذو القرنين وارتبط بمعالجة (الردم) الذي رسم ذو القرنين معالمه والذي لا يكون ولن يكون بيد غير مؤمنة وتعترف بالقرءان دستورا (وما اسطاعوا ان يظهروه وما استطاعوا له نقبا ) ليتحقق الوعد الحق فاذا جاء وعد ربي جعل الردم (دكاء) وهي دكة تكوينية يستريح عليها الناس .. ولذلك الوعد المأتي مقتربات وصفها الله في
(حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ) (الانبياء:97)
ابصار الذين كفروا شاخصة ... يومها يكون للحق صولة
وهذه .. وتلك .. تذكرة .. فمن شاء ذكر .. فالقرءان يذكرنا .. ونحن حيارى ... نبحث عن يوم افضل ... وسلاح العلم مهجور
تعليق