تخصص لفظ الخطاب في القرءان ـ 1 ـ (الناس)
من أجل بيان حكمة النص القرءاني
ورد لفظ (الناس) في القرءان قرابة 180 مرة وهو لفظ يحدد وجهة الخطاب للمخاطب وهو ليس الوحيد فهنلك الفاظ اخرى استخدمها الخطاب القرءاني حدد بموجبها صفة المخاطب منها لفظ
الانسان
الذين ءامنوا ـ المؤمنون
الذين كفروا ـ الكافرون
بني ءادم
البشر
بني اسرائيل
وقد خصص هذا البيان حصريا في لفظ (الناس) الذي يراد منه معرفة بيان المقاصد الالهية في ذلك اللفظ مختلفا عن الالفاظ الاخرى والتساؤل التثويري الذي يثير التفكر في القرءان يقوم حين يقول العقل لماذا يخاطبنا ربنا بلفظ يا ايها الانسان تارة وبـ يا ايها الناس تارة واخرى ومرة يا بني ءادم واخرى يا ايها الذين ءامنوا وهكذا يكون القرءان بخطابه الشريف نافذا في (لعلهم يتفكرون)
الناس من لفظ (ناس) وجذر اللفظ (نس) وهو في بناء عربي فطري (نس .. ينس .. نسا .. نسى .. ينسى .. ناس .. إنس .. انيس .. ءانسة .. مؤنس .. و .. و .. و )
لفظ (نس) في علم الحرف القرءاني يدل في مقاصد العقل الناطق على (غلبة استبداليه) ومنها صفة النسيان (نسى) فأصل الوعاء العقلي يكون (خالي) من البيان وتلك هي غلبة في العقل وحين يتم حقن العقل بالبيان فتكون صفة (نسى) هي ذات (غلبة) تستبدل البيان بالأصل وهو ان يكون العقل خالي من البيان وهنا مثل فطري للتوضيح :
لو ان شخصا لا يعرف اسم جاره الجديد وتلك صفة (غالبة) في العقل لانه لم يبلغ مسبقا باسم جاره الجديد فحين عرفه فاصبح اسم جاره الجديد معروفا عنده وعندما يحصل ان (ينسى) اسم جاره فذلك يعني ان غلبة العقل استبدلت البيان بأصله الخالي من البيان وعاد العقل خاليا من البيان فنسي اسم جاره ومن ذلك المثل الفطري البسيط يتضح ان لفظ (الناس) يراد منه في المقاصد الشريفة بما يتطابق مع منطقنا حين ينسى حشد من الاشخاص امرا محددا فنقول انهم (الناسين) فلو سمعنا القرءان يقول يا ايها الناس فهو يعني في القصد الشريف يا ايها (الناسين)
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ ءامَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ }البقرة8
ومثله نقول حسب المثل الفطري الوارد اعلاه (ومن الناس من عرف اسم جاره وما هو بعارف له) وحين تساله عن اسم جاره اما ان يجيب خطئا او انه لا يستذكر اسم جاره لانه (نسى) فهو من (الناس) ومثلهم من يقول ءامنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين فهم من الناس (الناسين) وكلما نتدبر النصوص الشريفة التي حملت لفظ (الناس) سوف تترسخ لدى قاريء القرءان وحامله مقاصد الله الشريفة في ذلك اللفظ والتي تتطابق مع منطق العقل البشري الناطق لان الله ارسل رسالته للعقل البشري تحت صفة (مبين) وهي من نص
{الَرَ تِلْكَ ءايَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْءانٍ مُّبِينٍ }الحجر1
الا ان بيان القرءان ضاع علينا لاننا ابتعدنا عن فطرتنا الناطقة وتصورنا ان ابائنا خلقوا النطق وصنعوا الالفاظ بمقاصدهم الا انهم خلق مثلنا والله انطقهم وهو سبحانه الذي انطق كل شيء
{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }البقرة44
في النص اعلاه وضوح بالغ يؤكد ان بعض الاشخاص يأمرون ناسين وينسون انفسهم فهم ناسين ايضا
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ }البقرة168
وهذا نص يذكر الناس الناسين ان هنلك مما في الارض فيه تبعية شيطانية وهي في زمننا تظهر الغلة التي تم تعديل هندستها الوراثية (تغيير خلق الله)
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ }البقرة204
وهنلك بعض الناسين (ناس) هو الد خصم لله الا انه يقول قولا يعجب الاخرين وهم مثلهم ناسين
كثيرة هي الامثلة وتطبيقاتها تؤكد ان لفظ الناس في الخطاب القرءاني هو لتذكير (من نسى) في امر الهي يوجب الذكرى لان القرءن (ص والقرءان ذي الذكر)
{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }الذاريات55
الحاج عبود الخالدي
تعليق