تخصص لفظ الخطاب في القرءان ـ 2 ـ الإنسان
من أجل بيان حكمة النص القرءاني بلسان عربي مبين
ورد لفظ الانسان في القرءان قرابة 60 مرة وقد خصص الخطاب القرءاني صفة المخاطب بلفظ (انسان) لحكمة كريمة يحملها النص من اجل البيان بلسان عربي مبين يدركه حامل العقل الناطق بفطرته التي فطرها الله فيه بصفته مخلوق ناطق بالحرف
لفظ (انسان) هو من نفس جذر الناس وهو (نس) وهو في البناء العربي الفطري ( نس .. نسى .. انس .. إنسان .. و .. و .. و ) ومثله في البناء الفطري وعلى نفس الوزن الحرفي (فن .. فنى . أفن .. افنان) ومثله (سن .. سنى .. أسن .. اسنان)
لفظ انسان في علم الحرف القرءاني يدل على مقاصد عقلية تعني (استبدال تكويني لفاعلية تبديل غالبة) ففي النسيان كما ورد في الرابط ادناه يكون الاستبدال الغالب هو شطب البيان والعودة الى الاصل في العقل فيكون خاليا من البيان فيكون قد نسى
تخصص لفظ الخطاب في القرءان ـ 1 ـ (الناس)
وتلك صفة الناس (الناسين) اما في لفظ (الانسان) فان الاستبدال يقع مرتان
المرة الاولى : يحصل محو الذاكرة (نسيان) ويعود العقل الى صفة (الخالي من البيان) وهو (الاستبدال التكويني) اي العودة الى مكونات العقل الخالية من البيان
المرة الثانية : يحصل حين يتم استبدال الاستبدال التكويني بحشوة بيان اخرى غير التي تم محوها فيكون قد عرض العقل الذي يحمله الى تغيريين (استبدالين) فيكون (انسان)
{وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُوسٌ كَفُورٌ }هود9
فذلك الشخص (انسان) نسى رحمة الله الاولى له فحين نزعت منه نساها وهو في الاصل قد نسي خلقه هو وما اشتمل خلقه من رحمات كثيرة
{وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاء عَرِيضٍ }فصلت51
وهنا الانسان قد (نسي) مرتان مرة حين اعرض ومرة حين نأى بجانبه فكان قد استبدل مادة عقلية بيانية في حيازته العقلية مرتان فكانت صفته (انسان) في الخطاب القرءاني
{يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ }الانفطار6
{الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ }الانفطار7
{فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ }الانفطار8
{كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ }الانفطار9
وفي الايات اعلاه وضوح بالغ ان استبدال البيان قد مارسه الانسان (مرتان) في الاولى في (عدالة خلقه) والثانية في (الصورة التي ركب منها) الا انه نسي هذه ونسي تلك فاصبح في القصد الشريف (انسان)
تلك المراشد قد تكون عنيدة على العقل حين ينفر منها العاقل الا ان الاصرار على السير في مسرب الحقيقة يؤتي ثماره حين يدرك حامل العقل الحق والحقيقة ويستطيع ان يدرك رسالة الله من خلال الفاظ القرءان فتلك الرسالة القرءانية لا تحمل غير الالفاظ التي يتمنطق بها العقل الناطق وعلى الباحث عن الحقيقة ان يبحث عن (النطق الحق) الذي وصفه الله لنا في القرءان
{فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ }الذاريات23
الانسان ينسى مرتان هي صفة اقسى من صفة (الناس) اي (الناسين) لان الناسين يحتاجون الى التذكرة فيتذكرون اما الانسان فهو ينسى مرتين وفي المرة الثانية يستبدل الحق بغيره فيكون الاكثر قساوة في الوصف فجاء في القرءان
{قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ }عبس17
ذلك لان الانسان يستبدل الحق بالباطل (في عقله) مرتان بشكل اقسى من الناس (الناسين)
تلك تذكرة من قرءان تنفع المؤمنين ولا سلطان لهذه السطور على العقل وحامله بل هي خاضعة لادارة الهية مباشرة
{وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ }المدثر56
الحاج عبود الخالدي
تعليق