تخصص لفظ الخطاب في القرءان ـ 3 ـ ( بني ءادم)
من اجل بيان حكمة النص القرءاني بلسان عربي مبين
ورد لفظ (بني ءادم) في القرءان ثمان مرات وجاء لفظ (ءادم) في القرءان قرابة 25 مره فما هو القصد الشريف للفظ ءادم ولفظ (بني ءادم)
لفظ ءادم من جذر (دم) وهو في البناء الفطري (دم .. أدم .. ءادم .. و .. و ) ومثله في اللسان العربي وعلى نفس الوزن الحرفي (مر .. أمر .. ءامر ...) ومثله (صر .. أصر .. ءاصر ..) فهو موصوف بصفة (دمي) وجاء في وصف الملائكة له (يسفك الدماء)
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة30
لفظ ءادم في علم الحرف القرءاني يدل في مقاصد العقل على (مشغل تكويني لمنقلب مسار فعال) وتلك الصفة تفرد بها مخلوق البشر وهي عملية (الذبح) وهو المخلوق الوحيد الذي له حق ممارسة الذبح وفي الذبح تقوم عملية (قبض) لعقلانية الذبيحة ومن ثم قلب مسارها الى موطنها التكويني في القطب الايسر للعقل (الكعبة)
كينونة الذبح في علوم العقل
الله سبحانه جعل تلك الصفة (حق الذبح) عند الادمي ومن خلال تلك الصفة صار الانسان (خليفة) لانه (حاوي) (فاعلية احتواء تبادلية) في استقطاب العقل لمختلف المخلوقات واكثر انواع تلك الصفة وضوحا هي عملية الذبح ورغم ان الانسان لا يعرف ما يجري في الذبح الا ان علوم الله المثلى توضح تلك الفاعليات وتظهر بيانها وعندما تتوسع الدائرة المعرفية لعلوم الله المثلى فان الادمي يتمتع بنظم (حيازة تبادلية) وهي التي جعلته يمتلك حق الذبح متفردا عن بقية المخلوقات ومثل تلك الصفة يحتويها الانسان من خلال نظم (المعاوضة) في البيع والشراء فمثلما يستطيع الانسان (الدمي) ان يقلب مسار عقل الذبيحة فانه يستطيع ان يقلب ءاصرة فيض اليمين من الحائز السابق للشيء الى حيازته فلو كان شخص ما يمتلك متاعا ما كأن يكون عبدا مملوكا او حيوان او سجادة او منزل فان تلك المخلوقات انما تستلم فيض اليمين من بيت المقدس الى جسد مالكها (ملك اليمين) ويقوم مالك اليمين بقلب مسارها الى قطب العقل الايسر (الكعبة) وتلك صفة (دموية) يمارسها الانسان متفردا عن بقية المخلوقات فجميع المخلوقات لا تمتلك (حق البيع والشراء) كحيازة تبادلية الا الادمي لانه (دمي)
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً }النساء29
اذا اردنا ان نقوم بتقريب عقولنا من تلك الراشدة الفكرية سنجد عنصر (الدم) في جسد المخلوقات قادر على قلب مسار وظيفته في (حيازة تبادلية) فسائل الدم يحوز اولا (عنصر الاوكسجين) في حيز رئتي المخلوق ويسري في الجسد في قنوات تسمى (الشرايين) ومن ثم (يقلب مساره) عبر قنوات تسمى (الاوردة) ويكون الدم في (منقلب مساره) قد استبدل حيازة الاوكسجين ببديله من ثاني اوكسيد الكربون فكان اسمه اي (صفته الغالبة) انه (دم) ومثله الادمي الذي يقلب مسار الحيازة بشكل تبادلي سواء بعملية كينونية يتفرد بها وهي (الذبح) او من خلال البيوع التي يمارسها (ملك اليمين) فيستطيع (متفردا على بقية المخلوقات) ان يقلب مسار فيض اليمين من قطب العقل الايمن ليمر من خلال جسده هو المالك لليمين ومن ثم ينقلب الى القطب الايسر للعقل (الكعبة) في ممارسة تم استخلافه عليها بعملية جعل الهي ولغرض تامين وسعة بيان لهذا الرشاد الفكري ننصح بمراجعة ادراجنا الخاص بقطبي العقل
قــطـبـا الـعـقــل
اليقين بين اليسار واليمين
ذلك هو ءادم في صفته الغالبة (المتفردة) على بقية المخلوقات جميعا حملها لفظ (ءادم) في خارطة خلق رسمت بحروف النطق البشري (الحق) تحمل بيانها معها حين يتذكر الانسان ما تحمله رسالة ربه في القرءان
لفظ (بني) من جذر (بن) وهو في البناء الفطري (بن .. بنا .. بني .. بناء .. و .. و .. ) فالادمي يمتلك بنيان خاص بكينونته في الخلق سواء في الذبح عندما يحصل على لحوم تم فك مرابطها العقلانية مع الذبيحة فيبني جسده من لبنات خامة بروتينية مصفاة من اي علقة عقلانية تعبر سقف السماء الثانية (سماء الخلية) فيحصل في بناء جسده على بنيان مرصوص وفق نظم خلق ثابتة لا تتبدل ولا تتحول (سلام) في (جسد سليم) كما يبني ابن ءادم بنيانه لحاجاته وامتعته بناءا رصينا من لبنات حيازة غير مفككة وغير متصدعة فيكون قد حصل على (ملك) لفيض اليمين متراص ومتين
{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي ءادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ }الأعراف172
اولئك هم (بناة منقلب سريان الحيازة التبادلي) وهم (بني ءادم) حيث ياخذ ربهم من ما ظهر منهم من تصرفات (ظهرت) في ذريتهم فهم انما يذرون ما يظهر من بناء في اجسادهم فان كان بناءا رصينا ومتينا كانت ذريتهم مثلهم وان كان ذلك البناء متهريء ومتصدع فتكون ذريتهم مثلهم بنفس الدرجة حتى يصل حالهم الى اسوأ حال ولا تصلح اجسادهم لذرية صالحة فياتي وعد الله كما جاء في مثل نوح عليه السلام فيقضي عليهم ويستبدلهم بغيرهم يمتلكون بناءا تكوينيا سليما
{وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً }نوح26
{إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً }نوح27
الكفر يقع في جيناتهم الوراثية فتصبح مريضة لحد لا يمكن ان ينجبوا الا كافرا مثلهم وهو خلل في البناء (يظهر) فيهم فتكون ظهورهم سيئة ولعل العلم الحديث قد اعلن تلك الصفة حين قال بـ (الامراض الوراثية) وهي تتكاثر بشكل مطرد .. ننصح بمراجعة بيان القرءان الخطير في الرابط ادناه
بيان خطير في علوم القرءان
البشرية في خطر
الخروج على سنن بناء البنية الأأدمية يعني الشيطنة والخروج على نظم الخلق لذلك ورد اسم بني ءادم في ذكر قرءاني مرتبط بفاعلية الشيطان فكان سر الخطاب لبني ءادم تحذيري انذاري من حراك الشيطنة في الخروج على نظم الخلق وتدهور ذلك البناء المتين الذي احسن الله خلقه
{يَا بَنِي ءادَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأعراف27
{أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي ءادَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ }يس60
ولكن اكثر الناس (ناسين) ولا يعرفون من هو الشيطان وكيف يكون وهنا تذكرة عنه
http://www.islamicforumarab.com/vb/f105/
ءادم في الخلق هو باني ءادميته واي خروج على ذلك البنيان هو هدر لادمية الادمي وخسران له في ما هو بين يديه من دنيا وما هو ءاتي له في معاد حتمي يحياه في يومه الاخر في زمن ءاخر غير الزمن الذي هو داني منه في حياته (الدنيا)
البناء الادمي ليس في المأكل فقط (لبنات بناء الجسد) بل في ما ملكت يمين الادمي فهي لبنات بناء تكوينية لا يستطيع البنـّاء ان يصلحها بسهولة ان اعتلى بنيانه فالسرقة والمال الحرام كلها خروقات للبناء السليم المكلف بامانته باني الادمية ءادم ..
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً }النساء29
{يَا بَنِي ءادَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ }الأعراف26
اللباس هو متاع الادمي المبني خارج جسده فهو بناء مكمل لبنية الجسد فمن سلم جسده من تصدعات البناء لا يكفي ان كان بناء متاعه متصدع فيحمل وزر ما لبس في خراب بنيانه
{يَا بَنِي ءادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }الأعراف31
وهي في المقاصد الشريفة على ناصية راشدة فكرية في دوحة علوم الله المثلى تساوي ( يا بناة منقلبات مسار الحيازة التبادلية خذوا وزنا يخص ميزانكم عند كل موضع تسجدون فيه لتلك البنية من ماكل وملبس ولا تسرفوا في ذلك الميزان )
ذلك هو الخطاب التخصصي للفظ (ءادم) ولفظ (بني ءادم) فادم ليس رجل في التاريخ بل كل انسان هو ءادم وكل بشري الصفة هو ءادم وكل الناس هم ءادم في الخلق
كيف خـُلق أول إنسان
تلك مجرد تذكرة فمن يذكر فلنفسه ومن لا يذكر فلا سلطان عليه ذلك لان التذكرة القرءانية محكومة بامر الهي متين ومباشر
{وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ }المدثر56
الحاج عبود الخالدي
تعليق