قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ ..!! من هم ..؟؟
من أجل يوم وقائي اسلامي متين
{قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللّهُ افْتِرَاء عَلَى اللّهِ قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ }الأنعام140
لعل الاية الكريمة واضحة البيان وتتعامل مع فطرة العقل بشكل مباشر بلا وسيط الا ان فهم مقطع الاية التالي يحمل صفة خاصة (وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللّهُ افْتِرَاء عَلَى اللّهِ) وتلك الصفة تقع في (تحريم رزق الله) وهي تحتاج الى تدبر وتبصرة ومثلها لفظ (افتراءا على الله) ليكون في النتيجة ان الممارسات التي يمارسها من تم توجيه التذكرة اليهم لا يعلمون انهم انما يقتلون اولادهم (سفها بغير علم) وذلك شأن انذاري مهم للغاية
تحريم رزق الله لم يكن بالوسعة القائمة اليوم فايام زمان كان تحريم رزق الله عندما يختلط بالغلة الرطبة نجاسة عينية فعصير التمر مثلا هو رزق (حلال) وهو رزق الهي الا ان سقوط عين النجاسة في وعاء عصير التمر (تلزم حرمته) ومثله الذبيحة ان لم يتم ذبحها باصولها فان (رزق الله يحرم على طاعمه) ومثل تلك الممارسات كانت قليلة في الزمن القديم وهي قد تكون نادرة لذوي الهمة الفكرية والعقل الرصين اما الاشارة القدسية التي جائت في ذيل الاية الكريمة هي اشارة خطرة تستوجب التدبر الفكري العميق (سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ) و (قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ) ونتيجة لتلك الصفات هي (قتل الاولاد) ..!! اذن التذكرة كبيرة جدا فيها
قتل الاولاد ... بسفه ... بغير علم ... وقد ضلوا وما كانوا مهتدين
تلك الموصوفات التي تكون خاتمتها (قد ضلوا وما كانوا مهتدين) تدل على مقاصد شريفة فائقة الذكرى ان المراد تذكيرهم هم متصفون بصفة (مهتدون) الا ان حقيقتهم (قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ)
انه قرءان ربنا الكريم بالذكرى (لينذر من كان حيا) ليتذكر (اولي الالباب) فمن لا لب له فهو (سطحي) لا يستحق حتى التذكير بايات الله
{وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ }يونس100
فالذي كتب عليه الرجس يبقى على ضلالته وهو يقتل اولاده ولا ينتبه لتحذير القرءان وتذكرته ويريد ان ينهل الدين الذي عومته الممارسات الحضارية وهجنته على دكاكين الاستثمار الربحي التي نفذت سهامها في اجساد المسلمين حتى وصلوا الى حد ان يقتلوا اولادهم سفها ..!!
الصفة التي تمركزت في النص الشريف هي (وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللّهُ افْتِرَاء عَلَى اللّهِ) حيث يذكرنا النص ان (الحرمة في الرزق) وان مصدرية تلك الحرمة تؤتى من ( سفها بغير علم) وتقع في الرزق فيكون لزاما علينا ونحن نتدبر القرءان ان نعرف الكيفية التي فيها يكون قتل الاولاد وماهية القتل ...
في علوم الله المثلى ترتكز مفاهيم التذكرة من الخطاب القرءاني الشريف على ناصية (لسان عربي مبين) ومن نتاجات ذلك اللسان العربي المبين كان ويكون لفظ (علم) يعني (مشغل العلة) وان لفظ (بغير) لا يعني نفي العلم بل بتغيير مشغل العلة فلفظ (بغير) يدل في المقاصد الشريفة على (التغيير) وليس النفي كما هو في مقاصد الناس فيكون القصد الشريف قد اعتمد اللسان العربي المبين في بيان عملية (تغيير لـ مشغل العلة) بسبب السفاهة التي حلت في عقل قاتل اولاده وان تغيير مشغل العلة يقع في الرزق فتقوم حرمته
الرزق الالهي حسب مراشد فطرية بسيطة يقع في وعائين (الاول) رزق المطعم وهو رزق المأكل بما خلق الله سبحانه لمخلوقاته من اصناف كثيرة ومتعددة من حبوب وفاكهة وانعام كثيرة (الثاني) في ربح المعاوضات فللمعاوضات هامش ربحي يحقق تغطية لحاجات الانسان وهو (رزق الدنانير) وحين نريد التبصرة بالقرءان يكون لزاما علينا ان نعرف حدود الاية 140 من سورة الانعام في قيام الحرمة في نوع من الزرق الذي يستوعب السفه في حرمته لتكون نتيجته (قتل الاولاد) ..؟؟ الفطرة تدلنا ان حدود الاية 140 من سورة الانعام تقع حصرا في نوع الرزق الاول وهو (المأكل) لان تبعية الاولاد لابيهم تقع في اختيار ابائهم لمأكلهم ... تلك الراشدة الفطرية لها مربط قرءاني يؤكدها نص دستوري من خلال رصد قيام الحرمة في النوع الثاني من الرزق (رزق الدنانير) ويكون فيها نتيجة مختلفة وهي (قتل الانفس) وليس قتل الاولاد
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً }النساء29
النص الشريف يقيم ذكرى في نظم الهية تخص صفة بشرية في (المعاوضة) وهي (تبادل الحيازة) فان وقعت في الباطل (بلا تراضي) فنتيجتها التكوينية حسب دستورية النص (قتل النفس الناشطة في تبادل الحيازة الباطل) وليس (قتل الاولاد) وذلك التدبر القرءاني يقيم الرسوخ العقلي ان نص الاية 140 من سورة الانعام تخص المأكل وان الحرمة التي تسبب قتل الاولاد هي نشاط يؤدي الى تحريم رزق الله من النوع الاول وهو (المأكل) الذي بينته سطورنا اعلاه
في بداية سطورنا تحدثنا عن مثل تلك الحرمات التي تصيب الرزق (الثمر والانعام) نادر قليل الوقوع في الزمن القديم (قبل الحضارة العصرية) الا ان زمننا اصبح فيه الرزق (الحلال) هو النادر في صفة مرتدة معاكسة لنظم الخلق الطبيعية بسبب انتشار واسع للغلة التي تم العبث باساسياتها في الخلق ( تعديلات الهندسة الوراثية) فقد تم (تغيير خلق الله) في كل اصناف المأكولات النباتية عدا بعض الاستثناءات القليلة في اصول زراعية لم تطالها يد الهندسة الوراثية ونسبة عالية من الانعام تم تغيير خلقها الطبيعي واصبح المأكل المنتشر في زمننا قد تم (تغيير مشغل علته) الا وهي الجينات التي تحدد البنية النسيجية للمخلوق سواء كان نباتا او حيوانا او غلة حيوان
تلك المأكولات التي تدخل جسم الانسان لبناء جسده ستكون خطرة للغاية في جسد الاولاد وهم في طور التكوين (اجنة في ارحام الامهات) او في مرحلة الطفولة والصبا ذلك لان قدرات الجسد البشري عند البناء ليس كما هي عند الاباء بسبب غضاضة اجساد الاجنة والاطفال وحاجتهم الى لبنات بناء جسدي نقية لم يعبث بها شياطين هذا الزمان وننصح بمراجعة مجلس مناقشة محرمات المأكل في الرابط ادناه
مجلس مناقشة محرمات المأكل
في هذا المجلس تذكرة من قرءان تحاكي العقل الانسان في فطرة عقل ناطق تذكر الناس الذين لم تكن لابائهم فرصة انذارهم لان في زمن الاباء ما كانت تخلط المواد الكيميائية (غير العضوية) مع رزق الله وما كان في زمنهم غلة معدلة وراثيا
{لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أُنذِرَ ءابَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ }يس6
فهل يريد المسلمون ان تقوم فيهم سنة نبوية بتحريم المشروبات الغازية او الغلة المعدلة وراثيا او ان احد الصحابه قد انذر المسلمين من الموجات الكهرومغناطيسية او من الذبائح التي تصعق بالكهرباء قبل ذبحها ..!! اذن نحن نقتل اولادنا لاننا في غفلة لان اباؤنا لم ينذرهم احد ولا نكترث بالقرءان وان اتخذناه فانه سيكون كما اتخذه المفسرون الذين ما عاشوا زمننا ولم تكن لهم فرصة انذارية من ممارسات هذا الزمن
بيان خطير في علوم القرءان
نظم الله سبحانه نافذة وجبارة ولا يمكن ان تؤجل في نفاذها او ان تتوقف لجبر خواطر شخص يبكي في الصلاة او يقرأ القرءان كثيرا او يصلي الليل كله او يصوم الدهر كله فكل تلك المناسك لن تنفعه ان لم يرفع الغفلة والضلال عن مجمل نشاطه (قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ)فما فائدة الصلاة والمصلي يمارس كثيرا من الممارسات التي اختلط حرامها بحلالها والله ينذر عباده وان كان اباؤهم غير منذرين فلا يحق للمسلم ان يقول (لا ادري) لان القرءان مشاع بين المسلمين وهو المصدر الاعلى للشريعة وكل مسلم يعرف تلك الحقيقة
تلك تذكرة قد تنفع المؤمنين
{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }الذاريات55
الحاج عبود الخالدي
تعليق