تساؤل : عن كيفية تعليم ءادم الاسماء كلها
تساؤل : الاخ الفاضل أحمد محمود
وعليك السلام أخي الحاج .... أشكرك على ترحيبك وأغبط فطنتك .
لا مشكلة أخي الكريم في طريقة إختيار الفاظ القول عند التعبيرعن المقاصد ، فلكل منا ذاكرته وفطرته ، وسأتقبل أحسن العمل وأتجاوز عن الأخطاء إن وجدت ، ولكن هدفي هو هدفك وهو قدر الإمكان التذكير عند الحديث عن الحق أن نستخدم ذاكرة ما أنزل لنا بالحق كي نكون ربانيين عند تعليمنا ودراستنا للكتاب .وأنت محق فيما يتعلق بالصف لأنه يحتاج سبح ، ولكن علينا أن لا ننسى عند الصف ذكر هذا الإسم ... سبح اسم ربك الأعلى .
مقتبس :
فاذا اردنا ان نعرف لفظ (الجبل) وهو (اسم) فهو (ذكوري الاسم) الا ان لفظ (الجبلة) انثوي الاسم وبالتالي فان ذكورية الاسم وانثوية الاسم لا تقيم فارقة الذكورة بشكل دائم يمكن اعتماده كثابت بياني من علوم الله المثلى في القرءان فلفظ (مرء) ذكوري ولفظ (مرأة) انثوي والفارقة في توأمة العلل التشغيلية لكلا اللفظين في الخلق فالجبلة الاولين لا يمكن ان يكون لفظ انثوي رغم ان ظاهر الاسم يشير الى الانوثة الا ان توأمة العلل في الصفة الغالبة لـ (الجبلة) الاولين لا تحتمل الانوثة والتذكير مثل اسم (المرض) ونرى في عموم سنن النطق ان اي اشارة في المقاصد لـ (حاوية) تمنح اللفظ شكلا انثويا فلو قلنا لفظ (الذكورة) فهي تعني (حاوية الذكر) الا انها ليست انثوية التشغيل
قراءة كتاب التكوين ستكون طويلة وشاقة وعلينا أن لا نصرم الحرث ، وأن نلقي بالأقلام ، ونمهد الطريق لمن سيأتي بعدنا ، وستحتمل أخي الكريم ولكن يجب أن نذكر الرب في القرءان وحده عند التعليم ، ونتبرأ من هذه المعرفة ، فكل ضلالنا هو من هذه المعرفة التي ورّثها لنا السامري بعجله المصنوع .
فمن الذي علّم وجعل هذه المعرفة ، وقال أن "جبل" و "مرء" إسم لشىء ذكر؟ ، وأن "جبلّة" و "مرأة" إسم لشىء أنثى ؟ ، فعلى من يقول هذا القول أن يحدد لنا علامات تأويل الذكر في الأولى ، وعلامات تأويل الأنثى في الثانية . ولكن النتيجة هي الصمت وتولي الأدبار نفورا ، وما أوتيتم من العلم إلا قليلا وهذه هي فطرة الله ، ثم الصمت الصمت يا جماعة فقد قالت العرب! . وكأن من جعله الرب خليفة في الأرض عبارة عن كائن إعتباطي ومدجن ليس له روح منفوخة وفعل وإرادة .
وإذا كنا سنعقل بعد القلب أن هذا الكتاب ذكر وذلك أنثى بذاكرة ومعرفة مسبقة من خارج رحم الكتاب سنضل الصراط . فالكتاب عندما ذكر أن الرب جاعل في الأرض خليفة فهو بيان يسع الذكر والأنثى من ءآدم ، وعندما يقول الذين ءآمنوا فهم مجموعة الذكور ومجموعة الإناث ضمن نظامه وخلقه المحكم ، ولا يعنيه نظامنا الذي خرجنا به من الخلافة وما ترتب عليه من غواية ولغوا ، وعندما يقول وذكر إنما أنت مذكر فهو يعني الذكر ويعني الأنثى وبتعبير أدق من نُفخ فيه الروح .. وعندما يقول المؤمنين أو المؤمنون أو المؤمنات فهو يعني نظام ضمن عربة مبينة لها لسان وقرءان ..
نظام الذكر والأنثى في مجتمعنا يقوم على ذاكرة نظام الجنس ، فهو الإطار المرجعي الأساس فيما يمكن أن نسميه "قاعدة البيانات" ، لأنهم قوم لا يسيرون في الأرض . أما الإطار المرجعي لذاكرة الكتاب والقرءان فهو مهجور من قوم الرسول ، والذي يعتمد على تكوين الشىء بعد القول والفعل والإرادة ...لعلكم تذكرون .
سامري الأسلاف وسامري الأخلاف في أغلب الأمم ، حددوا العلامات حسب نظام الجنس ولا أدري لماذا؟ . وأصبح هذا السمر سرطان يسري في السواد الأعظم من حملت أمة هذا الكتاب ، والذين جعلوا قراءتهم لكتابهم ولأفعال نبيهم أشبه بكتاب الكاما سوترا المقدس ، ولكن على طريقة من عاشوا في جزيرة العرب . والنتيجة قراءة كارثية للكتاب وفقه لا يفقه ببراءة العقل بل بالرجس المجعول على الذين لا يعقلون.
فهل عندما أقول أن هذا الشيء هو "ذكر\إنثى- حي" حسب النظام الجنسي ، أحدد شكل الأعضاء أو نوع الجهاز التناسلي أو حجم العضلات أو ملمس الجلد أو طول الشعر أو نبرة الصوت ....الخ ؟ . فماذا إذاً عن شىء "ذكر\إنثى- ميت"؟! . أم أحدد علّة هذا الشيء بمجموع العلل التي يرتبط ويتكون منها عند النشىء؟..
وماذا عن التكوينات الأخرى من كائنات الحيوان والنبات والحشرات ...الخ ؟والتي لكل منها أعضاء ووظائف مختلفة ؟ .
إذاً ... كيف علّم ءآدم كل أشياء الجموع ووضعها في إسم ، وكيف علّم أن هذا الشيء جمع وهذا الشيء مثنى وذاك الشىء فرد أو أحد ؟ . وكيف نعلّم نحن بني ءآدم كي نبني ءآدم وزوجه؟ .
والسؤال الأهم والذي يعنينا هنا ، كيف علّم الّسان العربي المبين كائنات تلك الكتب بالحق ضمن أسواقه؟ . فمهما علّمنا نحن لن نقارب الحق ولن نجعل لسانه عربى مبين ونأتي بمثله ، لأن لساننا ءاعجمي بالمطلق .
فلا أريد أن أعرف ، أريد أن أعلم كيف علّم الرب ءآدم الأسماء كلها .. فلا يعنيني نظام اللغوا الذي خرج به ءآدم وزوجه مما كانا فيه ، فهو بيّن ونحن نعيشه ، بل أريد أن أرجع إلى الجنة وأعقل بالقلب السليم ، كيف كان يأكل ءآدم وزوجه منها رغدا...
ولذلك هذا القلم أرى أنه غير دقيق ...المقتبس :
الانثى والانوثة تمتلك علة تشغيلية انثوية
الذكر والذكورة تمتلك علة تشغيلية ذكورية
والسبب أن علّة التشغيل غير معلّمة في عربة البناء ، فما هي علّة التشغيل الذي يمتلكها هذا الإسم ؟ . وذاك الإسم ؟ . هل هو المشغل "م" والذي يشغل الأشياء حسب قلمك الفطري ؟ . إذاً لا بد في الأولى أن يكون أنثى ، وفي الثانية ذكر . وربما يكون العكس . فكلاهما لا يعمل ولا يمتلك علّة تشغيلية إن لم يمتلك زوجه . ولكن أين هو المشغل الذي يقوم بالتشغيل ؟ وماذا يشغل؟ .
ولو رجعنا لكتاب "المرض" المقترح كمثال للحفر ، نجد أنه لا يمكن تعليم أشياءه إلا عندما يتم ربطه مع أشياء أخرى ككقول أو فعل أو إرادة . وهو سؤال يشبه السؤال عن المخ أو الدماغ هل هو ذكر أم أنثى؟ . أوعن إسم موسى ذو المستوى العقلي السادس حسب قلمك ، هل هو ذكر أم أنثى؟ والذي صدقاً لا أعلم ما هو سوى أن كتاب "موسى" هو كتاب زوجي . وأنتظر منك إجابة شافية في موضوعه كي لا أثقل عليك .
فــ "المرض" العضوي والذي تقصده بهذا البناء لم يأتي في عربة لسان الكتاب ولكن جاءت عربته بهذه الأبنية ... مرض \ مرضاً \ مرضياً \ مرضت \ مرضات \ مرضى \ المرضى . والذي يمكن أن يشير إلى قصد آخر عند تعليمه بما أنزل بالحق .
فهو بذاك البناء أعجمي ، وذلك لأنه ليس لسان عربى أولاً ، وثانياً لأنه ليس مبين ، أي لم يوضع ضمن سياق قول أو بلاغ بيّن يحدد إرتباطته البينية كي نحدد شحناته أو ذبابه وبالتالي علّته . فلا يمكن أن نُعلّم علّة بناء العربى إلا إذا علّمنا ءآيته ، ولا ءآيته إلا إذا علّمنا كيفية بناءه ، ولا بناءه إلا إذا علّمنا علّة بيانه وكلها مرتبطة بنظام السموت والأرض . فكل كتاب متصل بالآخر . فأي شيىء في هذا الكون ليس له إستقلال ولا يعمل بمعزل عن محيطه ، ولا يمكن أن يُعلّم إلا ضمن بيئته التي فطر فيها لنخلق له ذاكرة يتم إستحضارها عند الطلب ، وهو ما نسميه بلغونا التشخيص بدل التعليم .
ولكن إذا إستمرينا بهذه المعرفة لن نصل إلى نتيجة وسيتفرع الحديث ونضيع الهدي ... فلنرجع لكتاب الجبل .
فتعليم كتاب جبل من حيث أنه شيء ذكر أو شىء أنثى يمكن أن يكون سهل ، ولكن ليس هذا هو المهم ، بل المهم كيف يُعلّم هذا الشىء ؟ .
فيمكن أن يكون جبل إسم لشىء ذكرعندما نُعلّم ءآيته (ج ب ل) فهو يتكون من ءآيتين تخص علامات الذكر وءآية تخص علامات الأنثى مثلاً.
ولكن لماذا تم صف تلك الآيت بهذه الطريقة فقط عند التعليم؟
لماذا لم أقل حين قلب هذا الشىء المسمى "جبل" أنه "لبج" مثلاً؟ أو بج؟ .
وبتعبير آخر ... كيف يتم إختيار عدد الآيت "الحروف" وصوتها عند تعليم الإسم ؟ على أي أساس؟ .
هل إختيار إسم الشيء ينشىء من فرد أو من جماعة ، ثم يصبح هذا الإسم مشاع بين البشر ؟ .
إذاً من يحدد أن هذا الإسم قد عُلّم بالحق ؟ .
هل ننظم أشياء الواقع عند إدراكه على أساس تقطيع لساني وصوتي في علامات منفصلة؟ ، أم متصلة ومنفصلة؟ ، أو أن طريقتنا في إدراك الواقع هي التي تفرض على الّسان أن ينتظم بهذه الطريقة دون تلك ؟ . إذاً كيف ؟ ولماذا ؟ . وأيهما الفطرة كي نُعلّمها هي الأخرى ؟.
ولكن القضية من منظور آخر تتلخص عند التعليم بالقليل ، هل العلامات تتطابق مع بنيات قليلة وغالبة وموجودة في الأشياء أو محيطة بها كما هي في الواقع؟ ، أم تتطابق مع علامات تنشىء وتتشىء فيما تم جعله لنا من سمع وأبصار وأفئدة ، بإعتبارها بدائل عامة عن التجربة المحسوسة؟ . والتي بدورها تعلم الشىء القليل من الكثير؟ .
هل هذه المنظومة الثلاثية تعمل بشكل منفصل "زمني" أم متصل"تزامني" ؟ إذاً ماذا عن الأعمى الذي فقد بصره ، والبصير الذي فقد سمعه؟ .
الرسول يقول أنه لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ... فما هي القصة إذاً ؟ . أين القلوب التي في الصدور هناك؟ . والسمع والأفئدة هنا ؟ .
أعلم أن الموضوع ليس سهلاً ويحتاج جهد وتعبيد للطريق إذ إلقاء القول في القرءان ثقيل ، ولكن تعليم هذا العلم يعطينا مفاتيح لكل شىء ... فلنتابع حفر الأنفاق في سبيل الله بشكل تطبيقي ..
لنقم بتجربة بريئة ، وحديثي لجميع الأخوة ، ولنحاول أن نضع إسم لهذا الشىء الموجود في الصورة مع الأخذ بعين الإعتبار الأسئلة المثارة في السابق.. وهو شىء معروف أي له ذاكرة ولكن ليست مُعلًمة .
وصورة أخرى لشىء غير معروف وغير مُعلًم .
ومن ثم ننظر هل نستطيع ؟ .. وعلى من يستطيع عليه أن يبين كيفية التعليم ؟ وعلى الذي لا يستطيع عليه أن يبين لماذا أيضاً؟ . ولنحاول ذلك دون تكلف بل قدر الإمكان أن نكتب ما تشعرنا به الفطرة والتي هي هدي هذا المعهد .
وللحديث بقية ...
ملاحظة : إذا لم تظهر الصور ، أرجو نسخها ولصقها في صندوق البحث الخاص بالمتصفح . أو أن يتكرم الإشراف العام مشكوراً بإظهارها بطريقته
.................................................. ............................
تعليق