تساؤل عن الزواج هل هو نصف الدين حقا ..؟
من اجل قراءة في كتاب الله وقرءانه
وردنا تساؤل من احد الاخوة المتابعين للمعهد يسأل فيه عن الحق في مقولة مجتمعية تقول ان الزواج نصف الدين
المقولة الاجتماعية المشهورة (الزواج نصف الدين) لم تأتي من فراغ فهنلك احاديث نبوية شريفة تؤكد ضرورة الزواج وتقدح غير المتزوجين وتذمهم فهنلك حديث مشهور (فساق امتي عزابها) اما الصفة المجتمعية التي تصف ان الزواج هو نصف الدين فهي مقولة ضاغطة على المعرضين عن الزواج بلا سبب معلن وهنلك اتهامات خطيرة يتداولها المجتمع ضد العازف عن الزواج عندما يكون ظاهر الحال انه قادر عليه فيتهم احيانا بـ (العنة) أي المساس بذكوريته ويتهم احيانا بالانحراف الجنسي او يتهم احيانا انه يقضي حاجات الفراش بشكل غير شرعي في غير رضا الله والظاهرة المتميزة في الضغط المجتمعي يتجه باتجاه الذكور دون الاناث حتى ان الحديث الشريف تم حمله باعتباره موجه للذكور دون الاناث (فساق امتي عزابها) الا ان صفة العزوبة هي صفة جامعة (عزوب) سواء كانت عزوب الرجل او عزوب المرأة عن الزواج والمرأة غير المتزوجة يطلق عليها صفة (عزباء)
القرءان فيه تصريف لكل مثل ولم يفرط فقد جاء في وصف غير القادرين على الزواج بنص شريف وفيه احكام
{وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَءاتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي ءاتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }النور33
الذين لا يجدون نكاحا يحملون صفات متعددة وكثيرة وليس الفقر لوحده هو المانع للزواج فهنلك في كل حقبة من الزمن موانع للزواج ففي الزمن القديم كان (الرق) مانعا للزواج فالرقيق غالبا ما تكره العوائل تزويجه بفتاة حرة كما كان النسب يلعب دورا مهما في موانع الزواج اما اليوم فالسكن هو المانع الاكثر شهرة في الزواج يضاف اليه ضعف الموارد في بعض المجتمعات مع ارتفاع التطبيقات الحضارية وتكاليفها العالية .... في القرءان نص تذكيري يذكر الانسان بوظيفته في الخلق بصفة مركزية
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13
وهنا يقع (الدين) على الذكر والانثى في استمرار عملية الجعل الالهي وعدم مخالفة ذلك الجعل من خلال الاعراض عن الزواج وبما ان ذلك الجعل (شعوبا وقبائل) ينقسم من حيث الوصف بين الذكر والانثى فقالوا (فطرة) ان الزواج نصف الدين أي ان التكليف الالهي في عملية الخلق واستمراره المجعول شعوبا وقبائل مقسوم بين الرجال والنساء فهو اذن (نصف) الدين بصفته (قرض على الانسان) لا يستوفى الا بمنسك الزواج وفيه طاعة الهية مؤكدة
هنلك رسائل ترسلها نظم الخلق مرئية يراها المجتمع بوضوح كبير في خصوصية غير المتزوجين حيث تكون خاتمة حياتهم أي المرحلة الاخيرة من شوط حياتهم غير حميدة الصفة في مجمل الصور التي يمكن رصدها فيهم ومثل تلك الرسائل يحملها الوجدان المجتمعي ولها نتاجات سلبية على غير المتزوجين واحيانا ايجابية في الشفقة عليهم فالزواج سنة شريفة وهي عملية جعل الهي فمن اراد طاعة الله عليه الزواج ومن اراد طاعة رسوله فعليه الزواج وان اعرض فتلك طعنة كبيرة في طاعة الله ورسوله
السلام عليكم
تعليق