تسعة عشر
(عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ) (المدثر:30)
اية قرءانية مستقلة , في فهم القرءان تكون استقلالية الأية دليل اجازة استخدام فاعليتها مع ما قبلها ومع ما بعدها من ايات كما يمكن استخدام فاعليتها مستقلة لوحدها او ربطها مع ايات اخرى في القرءان .
كثر الجدل حول الرقم 19 بين المسلمين ووجد فيه بعض الباحثين سرا كبيرا في معالجات رقمية تستخرج من القرءان وتقبل القسمة على الرقم 19 دون باقي رقمي . اشهر تلك المعالجات هو في عدد سور القرءان 114 وهو عدد يقبل القسمة على 19 .. وقد تفنن متخصصين برقمية حروف القرءان في استخراج ارقام قرءانية استنادا الى ترقيم حروف القرءان واستخراج قيم رقمية من بعض الالفاظ القرءانية او الايات فعندما يكتشفون ان تلك الارقام تقبل القسمة على 19 فان بؤرة اعجازية تقوم بين ايديهم .. اولئك الناشطين في هذا النشاط يطلق عليهم اسم (اهل الجفر) ..
ترقيم الحروف مبني على متوالية عددية مرتبطة بترتيب الحروف (ابجد هوز ...) وتقوم القيمة الرقمية للحرف ببناء متوالية عددية فيكون (ابجد هوز حطي ..) هو (1 , 2 , 3 , لغاية 10) ومن ثم يبدأ التوالي العددي ( 10 , 20 , 30 ولغاية 100 ) ومن ثم ( (100 , 200 , 300 ولغاية 1000 ) ولم يحدد مصدر وتاريخ تلك التلسلية والقيمة الرقمية وسندها وهي آتية من بطن التاريخ وقيل في بعض الروايات انها من نبي الله دانيال ..
لم يستطع الجفريون تقديم شيء يذكر ولم يستطيعوا اثبات النظام المحاسبي في القرءان الذي قالوا فيه انه سر القرءان , كما لم يستطيعوا التقدم بتلك العلوم بل بالعكس انحرف بعضهم نحو السحر والطلاسم وضل بعضهم ضلالا بعيدا .
واخرون تمادوا في قدسية الرقم 19 فخرجوا من الاسلام واعلنوا قيام دين جديد اسموه (البابية) وعندما حورب في ايران واعدم زعيمه (الباب) ظهر بعده احد اتباعه تحت اسم (البهائية) وهم فرقة غير اسلامية تضع للرقم 19 اساسا لمقدساتهم
في العقل والقرءان :
النظام العشري هو نظام كوني خضع له العقل وركع على مر عصور البشرية .. العقلانية الرقمية مبنية على عشرة ارقام ( واحد الى عشره) وبقية الارقام مهما بلغت فهي تكرار لتلك الرقمية الكونية ولا مناص ...
تلك هي سنة تكوينية ليس في الرقم فقط بل في تكامل الحاوية المستقلة :
(يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلا عَشْراً) (طـه:103)
اللبث في الدنيا هو في حاوية متكاملة (عشرا) وهو الاجل المسمى لكل فرد من البشر
(يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالأِنْسِ)(الأنعام: من الآية130)
الجن والانس يمثلون حاوية تكوينية كاملة في هدف الخلق (ليعبدون) فيكون وصفهم بمعشر
حتى في مقاصدنا نرى اكتمال الحاوية التكوينية في المخلوقة ذي الحمل فنصفها (معشره) وهو اكتمال كينونتها الانثوية بالانجاب (عربية عقل)
وتوجد مرابط قرءانية وعلمية كثيرة تؤكد اكتمال الحاوية الفعالة في البناء الكوني بنظام العشر ... ونقرأ ايضا في القرءان لفظ (العشار) ..
تلك ضابطة علمية لا يراها الماديون بل هي من مكنونات علوم القرءان ومنها تستخرج علوم جمة ومعالجات كبرى عند احتواء العلم القرءاني
الله خلق الخلق ازواج .. تلك ثابتة من ثوابت الفكر العقائدي ويعرفها كل مسلم .
الله سبحانه يبلغ عباده (بيان) في القرءان (وعاء البيان) ان النظام الزوجي مبني على فاعلية غاية في الروعة والجمال انها :
تسعة .... عشر
أي تكون النظم الزوجية في الخلق عبارة عن حاويتين متزاوجتين
واحدة هي تسع
اخرى هي عشر
الحاوية التسع تسعى لكمالها لانها غير مكتملة فتأخذ من زوجها الكينوني لتكتمل عشر
الاولى والتي كانت عشر تحولت الى تسع فتسعى لكمالها فتاخذ من زوجها التكويني
تبادلية نظام الزوجين (تسع .. عشر) تتحول الى (عشر .. تسع ) تنقلب الى (تسع .. عشر) وهكذا تقوم تفاعلية النظام الزوجي في الكون
هذه المعالجة العلمية غير معروفة في الوسط العلمي في حين يتعامل علماء المادة مع (سالب موجب) والسالب والموجب هو الفعل الظاهر لنظام (تسعة عشر) أي ان الاساس الخلقي هو تسعة عشر
تسعة عشر هي ثقافة علمية قرءانية تعلو فوق ثقافة الماديين في (سالب موجب) وتفتح الغاز حيرت العلماء في السالب والموجب وهو مرصود في المادة فقط في حين (تسعة عشر) هو نظام كوني في المادة وفي العقل ...
فاعلية تشغيل العقل مبنية على (تسعة عشر) ايضا في غفلة من العلم والعلماء
تسعة عشر هي بيان علمي يقع في قمة الهرم العلمي وتكون كل العلوم القائمة تحته فهو علم الله المبين في القرءان (خارطة الخالق)
المجادلون بلا علم هم حجر عثرة في توسيع البيان على صفحات منشورة
المحاورون من اجل البيان المعرفي يساعدون على توسيع دائرة البيان
لتقوم ثقافة علمية قرءانية
تلك هي ثقافة علمية قرءانية وليس علوم القرءان العلمية لان العلم القرءاني يحتاج الى بساط مستقل يتربع عليه الراكعون لدستورية علم القرءان
الحاج عبود الخالدي
تعليق