{إِنَّ هَذَا الْقُرْءانَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } .. كيف ..؟
من أجل قرءان يقرأ في زمن الحاجة لنفاذ احكامه
{إِنَّ هَذَا الْقُرءانَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }النمل76
ليس من السهل ان يقوم فكر داحض يدحض مستقرات فكرية استقرت اكثر من 14 قرن من الزمن تؤكد ان بني اسرائيل هم اليهود ..!! الا ان الحاجة الى فرض المتغير الفكري يكون وليد حاجة تفرض على حامل القرءان ان يتخذ من القرءان معيارا لازمته القائمة في يومه الذي عاصر فيه قراءة القرءان ذلك لان القرءان جاء لينذر قوما ما انذر اباؤهم فهم غافلون ـ يس ـ وعقل حامل القرءان اليوم حين يتفكر في القرءان بفكر مستقل يرفض ان يكون المقصود ببني اسرائيل هم اليهود لاسباب كثيرة قد نستدرج بعضها وقد يدرك متابعنا الفاضل بعضا ءاخر منها فمن هم اليهود حتى يقوم قرءان المسلمين بقص الحكايات عليهم في الذي (يختلفون فيه) ..؟؟ وهل يكافئهم الله على حربهم المستمرة على الاسلام ..؟؟ وخصوصا اسلام اليوم ونحن نرى وقد يرى معنا من يتابعنا ان كل نازلة تحل باسلام اليوم وكل مظلمة تمارسها البشرية ضد الاسلام ما هي الا ممارسات لخطط يهودية طويلة الاجل ولعل الناس يعرفون حقيقة فلسطين والقدس ..!! وهل نحن متوحدين واليهود هم المختلفين فتقوم لهم حاجة في قرءان المسلمين ..!! انها تثويرات فكرية تهشم مستقرات فكرية ابعدتنا عن قرءاننا كثيرا كثيرا حتى بات القرءان مجرد ترنيمة عقائدية على ألسنة قرائه في الفضائيات ..!!
الاثارة التي تقيمها هذه السطور لا تبدأ من منطلق فكري عن حقيقة هوية بني اسرائيل بل قد تبدأ من ضرورة حاجتنا للقرءان وللنص الشريف اعلاه لتطبيقه في يومنا الذي اصبح فيه الاختلاف المذهبي نذير شؤم في اقاليم المسلمين فالاباء كانوا مسالمين ولم يحصل في تاريخ الاسلام حروب مذهبية اهلية بدءا من حروب الردة مرورا بحرب الحسين بن علي والزبير بن العوام ومصعب بن الزبير وغيرهم فالصراع لم يكن صراعا مذهبيا بين الناس انفسهم في الحارات والشوارع كما هو حال اليوم المزري بل كان صراعا سياسيا اختص به الحكام والثائرين على الحاكم معترضين على احقيته في الحكم اما اليوم فالكارثة تقع في مركز الاختلاف المذهبي بين الناس انفسهم وحين نقرأ القرءان لنعرف هوية بني اسرائيل يتضح ان بني اسرائيل هم ليسوا يهود اليوم او يهود الامس بل هم بناة الاسراء (المصلين) الذين يبنون اسرائهم بموجب نظام كوني تم تفصيله في ادراجنا (بني اسرائيل صفة في التكوين)
بني اسرائيل صفة في التكوين ..
الصلاة وعلوم العقل والدين
ومن تلك المرتكزات الفكرية الدستورية من قرءان الله والمرتكزة على اجازة قرءانية (لعلهم يتفكرون) يتضح فكريا ان الاية 76 من سورة النمل لا تخص اليهود باي وجه من وجوه الفكر فكيف يقص القرءان على اليهود اكثر الذي هم فيه يختلفون ..؟؟ ولعلنا لو تدبرنا النص واستبصرنا فيه فان التذكرة القرءانية التي حملتها الاية الشريفة لم تصف (اكثر الذي هم فيه مختلفون) بل جاء النص صريحا (أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) فهو اختلاف في حاضر قراءة النص وليس في ماضيه كما ان حملة القرءان يدركون جيدا ان اليهود لا يشكلون نسبة مهمة من البشرية فهم قلة متناهية في القلة فهل جاء القرءان ليعالج ازمة مولودة في اقلية تعتقد بدين تم الغاؤه بقيام دين الاسلام ..!! ويقص عليهم ما كانوا فيه يختلفون لينتصرون باتحادهم ..!! ونبقى مختلفين وكانهم مختلفين ونحن المتحدون بل العكس هو الواقع القاسي فاليهود غير مختلفين ومتوحدين باعلى درجة من الاتحاد ونحن (المصلين) أي (بناة الاسراء) مختلفين في زمننا المعاصر وما كان اباؤنا مختلفين فالاختلاف المذهبي كان اختلافا فكريا من اختصاص الفقهاء اما الناس فكل منتمي الى مذهب محدد لا يختلف مع منتمي ءاخر لمذهب ءاخر وكانوا يعيشون في حارات مشتركة ويتزاوجون فيما بينهم ويعملون سوية وقد ورثنا ذلك الاثر ونشأنا في حي مختلف المذاهب وصلينا في جوامع تجمع اكثر من مذهب اما اليوم فالازمة كبيرة في الاختلاف المذهبي حتى وصلت الى اباحة الدماء بشكل لم يسجل التاريخ مثله
بني اسرائيل (المصلين) يستطيعون ان يبتنوا مع اسرائهم (صلاة موحدة) تهشم كل المختلفات المذهبية من خلال (قصاصات قرءانية) ذكرنا فيها ربنا ان في القرءان حيازة لتلك القصاصات التي توحد المسلمين فيتم (قص المختلف) واحد تلو الاخر فهي ليست قصص أي (حكايات) بل هي عملية (قص) للمختلف بلسان عربي مبين يبين القرءان مرابطها في تكوينة الصلاة ومنها يقوم علم قرءاني كبير يحطم الفكر المختلف واكبر فكر مستقر وحد المسلمين سلبا هو انهم يتصورون ان بني اسرائيل هم اليهود حصرا فكانوا متفقين على الغفلة مختلفين على الحق فلو كنا نقرأ القرءان كما اراد الله لنا ان نقرأه بلسان عربي مبين لعرفنا ان بني اسرائيل هم مسلمي يومنا وان كان هنلك يهوديا او نصرانيا يصلي بنفس كينونة صلاتنا لكان ايضا من بني اسرائيل
وتلك تذكرة قد تنفع المؤمنين
{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }الذاريات55
الحاج عبود الخالدي
تعليق