الماء والخلق
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
عندما امعنت الحضارة المعاصرة بالعلوم المادية تعاملت مع المادة الكونية تعاملا سطحيا رغم تصورهم انهم في عمق المادة حيث يمكن ان يلاحظ الباحث ان العلم المادي فقد عمقه المعرفي واكتفى بظواهر المكتشفات المختبرية او الفيزيائية او البايوفيزيائية وقام الربط المعرفي بين عناصر المادة على اسس ما تعلنه تلك المختبرات دون ان يكون للرابط الذي يربط الخلق بمجمله نظرة علم شمولي بل تم حقن الوعاء العلمي بظواهر قوانين الفيزياء والكيمياء والفيزياء الحياتية ...
نظرية داروين التي كانت المحرك الاساس للقاعدة الفكرية المعرفية في بدايات النهضة تعاملت مع الخلية بصفتها وليدة المادة الكونية وامتلكت نظم التطور والارتقاء لتكون المخلوقات .
عند مراجعة الملف العلمي الاجمالي نجد ان الماء يشكل نسبة 80 الى 85% من كتلة الكائن الحي وهذه النسبة بحد ذاتها يمكن ان تكون حافز استفزازي يستفز العقل لقراءة الحقيقة حيث تعجز الحقيقة العلمية ان تضع تنظيرات صائبة لانها تقرأ النتائج ولا تستطيع ان تقرأ نشأة تكوين تلك النتائج ..
(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ) (الانبياء:30)
في هذا النص دعوة قرءانية للايمان برابط علمي في جعل الماء وسط حياتي والخطاب موجه للذين كفروا وموضوعية الخطاب علمية محض ...
عندما يتم تجفيف الخلايا الخمائرية مثل خمائر الخبز الاعتيادية يتوقف الايض الخلوي وتتحول تلك المخلوقات الخمائرية الى مسحوق او حبيبات عديمة الحياة ... بمجرد وضعها في الماء مع توفر الغذاء ودرجات الحرارة تباشر تلك المخلوقات دورتها الحياتية وكأنها مخلوقات نائمة تم صحوتها بالماء ... مثلها بذور النباتات فسرعان ما يتوفر لها الماء حتى تبدأ عملية نمو الجنين وانفلاق البذرة الى نبتة حية ..
الماء الذي نعرفه المكون من ذرتين من الهيدروجين وذرة واحدة من الاوكسجين هو المشغل التكويني الذي يشغل الحياة في الارض وهو يخضع لنظام عملية (جعل) الهي وذلك يعني ان ذلك البناء هو من نظم الخلق وليس ترابط فيزيائي او كيميائي او فيزياء حياتية كما يراه العلم في المختبر ... فهل الماء الذي نشربه هو المشغل التكوني الوحيد في الخلق ...؟ ام ان هنلك اكثر من مشغل تكويني ورد اسمه في خارطة الخالق (القرءان) جاء بصفة مشغل تكويني ..؟؟
(فَلْيَنْظُرِ الأِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ) (الطارق:7)
المادة التي تلقح بويضة الانثى ليست ماء بل الماء وسط انتقالها فالحيمن هو المشغل التكويني الذي يقيم بداية نشأة خلق الانسان عند تلقيح البيضة وسماه القرءان ماء دافق وهو ليس بماء مطلق كالذي نسقي به الزرع بل هو من انصاف المخلوقات يحمل نصف الكروموسومات الموجودة في خلايا الانسان ... فهو مشغل تكويني وهو (ماء) بموجب ثابتة قرءان + عقل ...
(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً) (الفرقان:54)
هل يمكن ان نتعامل مع النص اعلاه بدون اختناق فكري عندما يكون البشر من ماء والقرءان فيه نص يؤكد غير ذلك
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الأِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ) (المؤمنون:12)
(إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ) (صّ:71)
في هذا الاختناق الفكري يرتفع التناقض في نصين كل نص يؤكد حقيقة تكوينية حيث يكون (من الماء بشر) هو في ترجمة اللفظ في المقاصد الالهية حيث يكون الماء هو مشغل تكويني ... فيكون الانسان او البشر قد خلق من مشغل تكويني فصار نسبا وصهرا ... وعندما يكون البشر (الانسان) من طين وهي عناصر المادة الكونية والماء يمتلك مشغل تكويني فيكون الماء هو الوجه الاخر غير المرئي في نشأة التكوين ... يمكن رصد هذه الظاهرة في الفايروسات التي لا تمتلك مشغل تكويني الا عندما تكون في الماء الخلوي (سايتوبلازم الخلية) ... هذه الظاهرة التي ترتبط بصفة الماء انه مشغل تكويني تحمل سر تكويني خفي على العلماء عندما يتصورون ان سايتوبلازم الخلية هو ماء اعتيادي وان الدنا والرنا هما اساسية التشغيل في الوعاء الحي ولكن متابعة الحدث العلمي مع الثابت القرءاني باعتماد الماء مشغل تكويني من نص قرءاني فان الفايروس الذي يمثل دنا او رنا حياتي غير قادر على الحياة الا بعد ان يكون في ماء الخلية وهنا ينضبط العقل الباحث عن الحقيقة ان الماء مشغل تكويني في وعاء خلوي اما في المختبر فهو ماء فيزيائي كبقية المادة الكونية وعناصرها ...
لو ركع العلماء للعلم القرءاني سيكون لهذه الضابطة بؤرة قابلة للتوسع مع انضباط علمي قرءاني اخر في منهجية تشغيل كوني (تسعة عشر) والتي روجنا لها في اثارة منفصلة تحت الرابط التالي
تسعة عشر
تلك اثارة تذكيرية قد تكون في همة رجال يبحثون عن الحقيقة في مختبرات معاصرة يجعلون القرءان دستورا علميا .. انها تذكرة .. عسى ان تنفع الذكرى .
الحاج عبود الخالدي
تعليق