لـِمَ يـَحـِلُ الله في الاخرةِ ما حـَرّمهٌ في الدنيا ..!!؟
من أجل بيان الفساد الباطن
ورد للمعهد تساؤل كريم (لـِمَ يـَحـِلُ الله في الاخرةِ ما حـَرّمهٌ في الدنيا ..!!؟) وكان السؤال متعلق بما ورد في القرءان من حرمة شرب الخمر في الدنيا وفي الاخرة انهار من خمر لذة للشاربين {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ ءاسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ }محمد15
{إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ }المائدة91
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }المائدة90
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ }البقرة219
الحلال والحرام بين الصفة والموصوف ـ الخمر الميسر
ننصح بمراجعة الرابط اعلاه ففيه مفصل مرتبط بتساؤل الاخ الكريم واهم ما اوقع المسلمين في ضبابية الفهم القرءاني هو (كفر المسلمين) بخامة الخطاب القرءاني وتمسكوا بتفسيره وتفسير القرءان جاء مستندا على تاريخ لسان العرب روائيا فلسان العرب ليس هو (اللسان العربي المبين) فاللسان العربي المبين يحمل بيانه معه ولسان العرب لا يحمل بيانه بل بيانه دفن مع الناطقين في لسانهم فاعتمد المفسرون على الشائع من الروايات في فهم مقاصد العرب للمسميات والالفاظ التي نطقوا بها وعندها قامت مدرسة التفسير بقرن تلك المقاصد بالقرءان وقالوا انها مقاصد الله ..!!
الخمر والخمار من جذر لفظي واحد فاذا كان الخمر محرما في الدنيا فالخمار واجب تكليفي يفوق الحلال وصفا (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ) ... لفظ خمر في علم الحرف القرءاني يعني (وسيله سريان فاعلية تشغيلية) فاذا قلنا (خمر) فهو يعني وسيلة لسريان فاعلية تشغيلية مثل ضوء الشمس الذي يحمل وسيلة (التركيب الضوئي) للنبات ففاعلية ضوء الشمس بصفته وسيلة سارية الفعل ترتبط بالصبغة الخضراء الموجودة في النبات من اجل صنع الغذاء العضوي في النبات
في منطق الناس يقوم فرق مبين بين الصفة المجردة من التعريف والصفة المعرفة بحرفي الالف واللام فحين نقول لفظ (صف) فان ذلك يعني ان الشيء هو (صفة مصفوفة) وحين نقول (عرق) فذلك يعني ان مقاصد القائل تنحى منحى عرقي غير مخصص وظيفيا الا ان ارتباط اللفظ بحرفي الالف واللام يستوجب بموجبها تحديد خاصية وظيفة الصفة فيقال (الصف الدراسي) او (الصف المنظم) او (الصف الامامي) وحين يقال (العرق) فيقال (العرق القومي) او (العرق الاصفر) او (العرق الاسود) لذلك جاء في تحريم الخمر تحديد وظيفي (الخمر والميسر) ولم يـأت تحريم الخمر بشكل منفرد في النصوص الشريفة بل ارتبط بالميسر ومن خلال صفة تحريم الميسر نتعرف على صفة تحريم (الـ خمر) والنص الشريف يمنح قارئه وسيلة تدبرية
(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا)البقرة من الاية 219
فقد جمع النص الشريف (النفع والاثم) لكلا الصفتين في (الخمر والميسر) ولو عرفنا (الميسر) عند مراجعتنا للادراج المنشور رابطه اعلاه انه (عبور سقف الحاجة) ومنه (الميسرة) فان ذلك يعني ان شرب الخمر لغرض الحاجة اليه والاستفادة من (نفعه) يعتبر امر جائز شرط ان يكون النفع كافيا لتحمل الاثم الكبير وقد ادرك المسلمون ذلك فاجازوا شرب الخمر لاغراض الدواء او لاغراض كبيرة في انقاذ شخص او خدمة لامة من الناس من كيد يستوجب مجالسة شاربي الخمر فتكون تلك الحاجات الكبيرة قد اسقطت حرمة عبور سقف الحاجة فلن يكون شرب الخمر من اجل نشوة الخمر بل لحاجة عليا
{مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ ءاسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ }محمد15
لفظ خمر جاء في الاية 15 من سورة محمد غير معرّفا بمنطق الالف واللام وذلك دليل على ان الصفة مطلقة وغير مخصصة الوظيفة كما في (الخمر والميسر) فهي اذن صفة او وسيلة سارية الفعل التشغيلي ضمن حاجة يحتاجها المتقون في الجنة التي ضرب مثلها الله في القرءان (مثل الجنة التي وعد المتقون) وهذا المثل المضروب في التطبيق لا يعني ان هنلك انهار من خمر مسكر يفقد العقل بل هنلك وسيلة سارية التشغيل تقع في حاجة المتقين (لذة للشاربين) ومقاصد النص الشريف لا تعني ان اللذة هي (نشوة) مسكرة كما في شرب الخمر كما ذهب الناس في تعريف لفظ اللذة بل هي في لسان عربي مبين تعني (ملاذ) للشاربين ..!!
... وما اصدق الوعد في يومنا المعاصر فالمياه في كل بقاع الارض ملوثة بيئيا بجسيمات اشعة الفا الصادرة من الموج اللاسلكي المتكاثر ومن نفايات صناعية منتشرة في الاجواء تترسب في المسطحات المائية بدءا من مصادر المياه لغاية استهلاكها ومن يريد الاتقاء (التقوى) بماء الهي طاهر من دنس الحضارة لن يجد ملاذا مائيا يشرب منه ليكون من المتقين الا حين يقرأ المثل الشريف ويطلب من ربه ملاذا يشرب منه ماءا طهورا فيكون له الوعد الالهي في مثل جنة وعد الله المتقون ...
المثل الشريف لا يرتبط مع معاد الانسان (بعد البعث) بل هو مثل يمثل قانون الله في الدنيا حين يقوم العبد بتقوية ماسكات وسيلته بنظم الهية طاهرة من العبث والفساد .. حتى العسل المصفى فيه اشارة لسوء معاصر حيث ظهرت دراسات حديثة عن النحل اكدت ان النحل يتراجع بسبب بيئي خطير ذلك لان النبات المنتشر في الارض جميعا خضع لممارسات الهندسة الوراثية وان زهور تلك النباتات التي تشكل غذاء النحل قد تغيرت تراكيب الحامض النووي فيها وخرجت عن نظم الخلق وتسببت في هلاك الكثير من النحل كما تسببت في فقدان منتج النحل (العسل) وظيفته التكوينية التي يذكرنا القرءان بها
{ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }النحل69
وظيفة العسل في الشفاء متصدعة في هذا الزمن فجاء في مثل الجنة التي وعد (المتقون) ان في جنة المتقين عسل مصفى ليس من شمع العسل بل مصفى من الفساد المختلط به , اما ما حمل المثل الشريف من صفة انهار من ماء غير ءاسن او لبن لم يتغير طعمه فهو واضح مبين فالماء متصدع بيئيا بشكل خطير جدا وقد زحف التصدع الكبير في مأكل ومشرب الانعام فما ياكل الانعام في زمن الحضارة غلة معدلة وراثيا ومضافات هرمونية ومحفزات كيميائية غير عضوية فاصبح اللبن غير اللبن التكويني كما خلقه الله وقدر اقواته ففقد طعمه وبالتالي وعد الله الباحثين عن (التقوية بنظم الله) ما يجعلهم يجنون من جنة المتقين ما وعد الله المتقين من (ماء غير ءاسن) و (لبن لم يتغير طعمه) و (عسل مصفى) و (خمر لذة للشاربين) يقابلها ما يتصف به (غير المتقين) والذين لا يهمهم ان اكلوا محرمات المأكل المعاصرة وما تحتويه بيئة العصر من صفات قاسية بيئية للماء تم نشر الكثير الكثير من مساوئها وعلى لسان اهل الحضارة المعاصرين فوصفها الله (كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ) فماء حضارتنا محموم يقطع امعاء الذين خلدوا الى حضارة العصر وتمسكوا بممارساتها وتطبيقاتها وسكنوا في المدن الكبيرة (في مساكن الذين ظلموا انفسهم) ...!! ننصح بمراجعة مجلس مناقشة محرمات المأكل في الرابط ادناه
مجلس مناقشة محرمات المأكل
الخمر المسكر محرم في الدنيا وفي الاخرة لا يوجد رز ولا قمح ولا خمر والجنة التي وعد المتقون هي في الدنيا وليست بعد الموت وعلينا ان نتدبر القرءان ونرفع الاقفال التاريخية عن قلوبنا
{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }الذاريات55
الحاج عبود الخالدي
تعليق