تعدد الزوجية .. رحمة الهية
النظام التكويني لـ ( مثنى وثلات ورباع )
لتعميم الافادة ننقل جل البيان الخاص بحكمة ( تعدد الزوجية ) ومعنى النظام التكويني الوظيفي لدلالات ( مثنى وثلاث ورباع ) ،كما جاء في حوارية الحاج عبود الخالدي مع الآخ الكريم ( اسامة الراوي ) عن مقال :
أعراف الناس والقرءان والقانون
........................................
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحيي فيكم اخي الفاضل روح الحوار الطاهر الذي يرفع راية نصر لنظم الله سبحانه ... مقتبس من مشاركتكم الكريمة
فلدي تساؤل حول قوله تعالى (( (( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ...)).
النص الشريف مبين واضح (الا تقسطوا في اليتامى) فالمرأة اليتيمة هي غير المتزوجة كما روجنا لذلك في ثابت فكري لا ريب فيه ان ذوي المرأة غير المتزوجة غير قادرين على تأمين حاجات ابنتهم غير المتزوجة في حقها الطبيعي في الامومة والفراش فهي يتيمة فيقوم الخوف في عدم القسط بهن حين يتركهن مجتمعهن مظلومات لانهن حرمن من حقوقهن التي كتب الله لهن وعدم القسط مأتي من مجتمعهن يقينا فالامر الالهي مبين في حصول الخوف من عدم القسط فيهن ليقوم الامر الالهي في زيجة (مثنى وثلاث ورباع) والخيفة الثانية التي وردت في النص هي ان يكون في تعدد الزوجية (لا عداله) بحيث يتحول الذكور الى ايتام وليس يتم النساء عندما يضيع حقهم في الزواج حين تستعر حمى تعدد الزوجية في المجتمع فحين يشب الذكر لن يجد فتاة تستر عورته لان القوم قد امعنوا في تعدد الزوجية بلا وجه حق حين تكون نسبة زيادة الاناث على الذكور لا تحتمل زيجة مثنى او زيجة ثلاث او زيجة رباع فيقوم (اللاعدل) في ذكور لن يجدوا زواجا لا لفقر بل قلة البنات ولدينا معلومات ان في بعض القبائل جنوب الحجاز ومن اطراف اليمن تستعر نعرة تعدد الزوجية بشكل يضايق الذكور الشباب حيث تشترط بعض المجتمعات (وان كانت صغيرة) ان يكون للشاب مسكن مستقل ليزوجوه ويكون الزوج المختار هو ذلك القادر على بناء دار باربع طبقات لاربع زوجات ورغم ان تلك الصفة بدأت تنحسر الا ان جذورها لا تزال قائمة في بعض المجتمعات حيث يفتقد العدل المجتمعي من خلال الاسراف في تعدد الزوجية وهو الوجه الاخر (الضديد) لحالة (عدم القسط في يتامى النساء) وهن المظلومات مجتمعيا وبلا ريب ولا حياء في الدين حين يكون للحق صوت عال
في موضوع (امهات المؤمنين) نرجيء فيه الحديث لانه يتعلق بعلوم قرءانية تخص مرابط الانسان بعنصر الزمن وذلك العلم يرتبط بـ (عالم الغيب والشهادة) وهو عالم (غائب) عن وعينا الا انه (مشهود) كما قلنا في حوار سابق وفي تلك المرابط التكوينية تظهر (امومة زوجات النبي) فهي لا تظهر في (زمننا الذي نحياه الان) او الزمن الذي قضينه زوجات الرسول عليه افضل الصلاة والسلام بعد رحيله فلم يحدثنا التاريخ عن اي (فارقة) ظهرت في زوجات النبي بعد قبضه حتى قبضن وفي تلك المرابط العلمية بيانات كبيرة جدا تجعلنا في دوحة علوم الله المثلى التي عندما تحمل بيان (أم الكتاب) الخاص بالمخلوق البشري الذي يمتلك حياتين الاولى نعرفها في دنيانا والاخرى نجهلها جهلا تاما الا ان امهات ما كتبه الله لنا في الحياة وبعد الموت ترينا امهات المؤمنين ومرابط تلك الصفة مع زوجات الرسول الذي يرى اعمالنا بعد الله ومعه مؤمنون يرون اعمالنا ايضا
{وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }التوبة105
رسول الله مات قبل حوالي 14 قرن كيف سيرى اعمالنا وتحت اي رابط مرتبط بسنن الخلق الخاصة بالبشر ... ذلك هو العلم الذي يمكن ان نرى فيها امهات المؤمنين فالمؤمنون سيكونون مع الرسول في مهمة دائمة (لا محدودة) غير معروفة التفاصيل عند الناس لان الناس ما تمسكوا بقرءانهم ليعرفوا حقائق التكوين بل تمسكوا باقاويل ظنية لا تغني الحق شيئا
لماذا قال ربنا (مثنى وثلاث ورباع) ولم يقل (ثانية او ثالثة او رابعة) ..!!؟؟
نحن نفهم مثنى وثلاث ورباع فهما عدديا في زوجة اولى وثانية وثالثة ورابعة الا ان حقيقة الخطاب الشريف تبلغ اقصى مديات الحكمة في التبليغ لانها تمثل خارطة خلق تحمل عقلانية المصمم الذي صمم الخلق فالزواج من زوجة ثانية ليس رقما ترقم به الزوجة الثانية كما يتم ترقيم الدور او المكائن بل هو (وظيفة) تكوينية تقوم بعملية (الثني) لمستويات العقل في منظومة الخلق (تغيير مسار) كما يثني السمكري صاجة الحديد فيغير مسارها فالابناء التي تنجبهم الزوجة الثانية يختلفون تركيبيا عن الاولاد الذين تنجبهم الزوجة الاولى ففي الزوجة الاولى يتم الربط العقلاني لبنية المخلوق الجديد (الاولاد) في اوليات نظم الانجاب التكوينية (المتحصلة بسوئها او بخيرها) والمسألة تخص (بناء الحمض النووي) وتلك التركيبة (المثنية) سوف تسهم بتعديل النسبة الانثوية الذكورية في الجيل اللاحق ويمكن مراقبة تلك الصفة في نسبة الانجاب بين جيلين مارسوا تعدد الزوجية فاذا كانت النسبة المختلة في بدايتها فان عملية تعديل مسار سوف تتم (ثني) كما ينثني القرار ونقول (استثنى عن قراره)
في (وثلاث) عملية تثليث في نظم الخلق حيث سيكون الانجاب من الزوجة الثالثة مختلفا عن الانجاب عند الزوجتين الاولى والثانية وعملية (التثليث) هي عملية (تعادل) الميزان المختل حيث تتساوى (القوى) في المثلث هندسيا وهي سنة تكوينية لها مداليل ينطقها العقل الناطق ومنها يمكن اعادة التوازن المجتمعي خلال جيل او اكثر بزيادة نسبة الذكور في الانجاب
في (ورباع) رابط (قبض نتاج) حيث يكون الانجاب عند الزوجة الرابعة مختلفا عن بقية الزوجات بانه سيكون قابضا لنتيجة كبيرة بحيث يكون الانجاب في جيل من الزوجة الرابعة متعادلا ولا يسهم في التعديل فهو متعادل لان رابط الزوجة الرابعة سيكون مع المستوى العقلاني الاول وذلك المستوى مرتبط بعقلانية الطور (المستوى السابع) ربطا مباشرا دون وساطة مستوى عقلاني ءاخر فهو (ربيع الانجاب المتعادل) وهو القابض لنظم تكوينية صممها الله واحكم قدرها واودعها في عقل البشر الا ان عقل البشر لا يستخدم العقل الذي وهبه له الله بل يستخدم النظم المنحرفة التي تحكمت بها الاهواء والمصالح وظللتها ضلل الضلال فضاع الانسان وسط كفره (قتل الانسان ما اكفره) فهو يرث الاعوج دائما ولا يرث المستقيم
نحن على يقين ان السطور اعلاه لن تكون نافعة لكثير من الناس ولكن الله كلفنا بعدم الكتمان فنحن نسوقها لانفسنا لكي لا تحل علينا لعنة الله ولعنة من يريد الوصول الى الحقيقة .... ولا نسوقها ليصدقها الناس الا اننا لا نقطع الامل فهنلك من يستمع الى ءايات الله ويسجد لها وعسى ان يمر هنا من يستمع الى القول فيتبع احسنه على ان تقوم محاسن القول في عقله وليس محاسن القول عند قومه او عند ابائه
اذن هي (نظم) تخص مخلوق اسمه (ءأدم) اخذ الله ميثاقه من ظهره الا انه اساء في ذلك الميثاق وعبث به ونال وبال امره
ننصح بمراجعة سلسلة منشورات في (سر العقل والسماوات السبع) في الرابط ادناه :
معرض الايات المفصلات
الحاج عبود الخالدي
تعليق