سر القرءان المفقود (3 ـ أ ) مشغل البحث القرءاني سبع مثاني
من اجل بيان منهج البحث في القرءان
لا تزال طروحاتنا تمثل صفة الـ (مباديء) لطرح بدايات المحاولة لسبر غور اسرار القرءان في زمن هيمنة المادة العلمية وان كتب ربنا لهذه المحاولة النفاذ في رغبات محبي الطهر من اجل مساس القرءان فاننا نؤكد صعوبة البدايات والتي تصاحبها ايضا صعوبة المحصلة الفكرية التي يرغب الباحث في القرءان ان يحوزها والسبب كما قلنا في مقام سابق انه لا يتعلق بموضوعية السر القرءاني بل يتعلق ببعدنا الكبير عن تلك المنظومة فقد ابتعدنا كثيرا كثيرا عن القرءان على مر اجيال كثيرة خصوصا في زمن الحضارة وممارساتها التطبيقية العلمية والتقنية والتي ابعدتنا عن نظم الخلق الصافية واركستنا في ممارسات ءاسنة لوثت حتى افكارنا وجعلت من وعاء المعرفة القائم بين ايدينا بعيد جدا عن نظم التكوين وتفككت مرابطنا والناس عن اصول الخلق الصافية والغرق في ممارسات الحضارة فاصبحنا نستصعب العودة ونكتفي بالرجعة المعنوية الى الله معتقدين ان التوسل بين يدي الله وطول الصلاة والتغني بالقرءان تجعلنا في احظان قدسية الا ان النتيجة اننا نحصد السوء كما يحصده غيرنا من حملة العقائد غير الاسلامية لذلك نضطر الى تحميل سطورنا التذكيرية تذكرة وإن تقع على هامش البحث الا انها تصف مصاعب هذا البحث واسباب قيام تلك المصاعب .. في منشورنا عن السر المفقود في العقل ام في القرءان في الرابط ادناه كانت هنلك اشارة متواضعة لازدواجية رابط ذلك السر في العقل والقرءان
السر المفقود ..! في العقل ..؟ ام في القرءان ؟
الصفة التشغيلية لكل شيء لا بد ان تمتلك مشغلا مزدوجا (رحم العقل) + (رحم المادة) وتلك من راسخات بحوثنا والتي روجنا لها في مقامات متعددة وقلنا ان ابسط الانشطة وان كان شربة ماء فقط فهي لا تنشط الا من خلال مربط تشغيلي في العقل اولا يلتحق به مربط تشغيلي في الحراك المادي فمن لا يمتلك عقلا مكتملا مثل الصغير فانه غير قادر على ان يشرب جرعة ماء بسبب انعدام مشغل رحم العقل عنده ...
حيازة السر المفقود في القرءان عقلا يحتاج الى ممارسة مادية تتعامل مع شكل مادي وحراك مادي عند التعامل مع (حروف النطق) لذلك جاء في القرءان نصا كان يبدو وانه يناقض ما رسخ لدينا ان لفظ (القرءان) يختلف عن لفظ (الكتاب) فالقرءان خارطة خلق اما الكتاب فهو وعاء التنفيذ (انه لقرءان كريم * في كتاب مكنون) الا ان هنلك نصا قرءانيا يحتاج الى تدبر عقلي وتبصرة عقل متخصصة بمشروع علوم الله المثلى
{وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } ءال عمران78
وعاء التنفيذ لنظم الخلق (الكتاب) ليس فيه لسان يمكن لويه فلسان القرءان لا لوي فيه بل يقوم بيانه عند ارتباط الحرف بالحرف الا ان تبصرة العقل في تدبر النص يمنح عقولنا تذكرة عقلية ان تحويل القرءان من حروف مكتوبة منقولة على قرطاس الى صوت مسموع هو عملية تنفيذية مادية فيها نطق بشري فهي (كتاب) اي وعاء تنفيذي وفيه لوي لسان (تحريك اللسان) فقراءة القرءان بالفاظه وحروفه هو (وعاء تنفيذي) لنظم الخلق فهو اذن (كتاب عند تحويله الى قرءان مسموع) وينفذ في وعاء ما كتبه الله في سنن خلقه من نظم صوتية ونظم مادية اخرى وفي تلك النفاذية يكون (اللسان) هو اداة تنفيذ يتم لويه وذلك اللوي يقول فيه اللاوون انه من عند الله وما هو من عند الله فهم يقولون على الله الكذب اي (طمس الحقيقة) وتلك الظاهرة معروفة عند المسلمين تحت عنوان (القراءات السبع) او القراءات العشر على رواية فلان او رواية فلان وهي تخص (حركة اللسان) حين النطق بالقرءان وهو وعاء تنفيذي يتحرك في رحم مادي يطمس الحقيقة (القول على الله الكذب) ...
من تلك التبصرة يتضح ان الحاجة الى الالفاظ القرءانية في مشغل البحث يجب ان تكون بلا لوي اللسان (عدم تحريك اللسان) ومن ذلك التدبر المنهجي لمادة النص القرءاني تقوم ضرورة التعامل مع حروف القرءان بلا حركات وبدون لوي اللسان لكي يتمكن الباحث ان يمارس حقه في تبصرة قرءانية تفي حاجته من القرءان بصفته دستور حق يبشر وينذر قارئه والناس جميعا ...
مشغل البحث في القرءان يمتلك ممارستين ماديتين في رحم عقلاني + رحم مادي خارج هيكلية نظام النطق ولحن القول وطور القراءة ... الممارستان تتصفان بصفة منهجية ولا تخضع للعشوائية بل تنضبط كل ممارسة بضوابط عقلية تستند بشكل ممنهج على رصانة الباحث وقدرته على انتقاء الالفاظ التي ترتبط بحاجته البحثية لادخالها في مشغل البحث
الممارسة الاولى :
رحم عقلاني يتم فيه اختيار موضوع البحث واختيار ادوات البحث بوسيلة (تدبر النصوص المختارة) + (التبصرة بالنصوص المختارة) + (عقلانية النصوص القرءانية) وتجري تلك الممارسة في العقل اولا ومن ثم تنتقل الى رحم مادي
عملية الانتقال الى الرحم المادي تتم بعد تحصيل النتيجة العقلية في اختيار ادوات البحث من الفاظ قرءانية حيث يتم تحويلها الى رتل سباعي مكتوب على قرطاس
بناء الرتل السباعي هو (منشأة فكرية) يؤلفها الباحث وفق الفاظ (مؤتلفة) في عقله تحوي مادة البحث وهي تتصف كما يتصف الرتل المتحرك او كما يجري مثلا انشاء رتل ءالي او بحري او قافلة جمال او اي قافلة تحمل صفة وظيفية قد تكون انسانية موجهة الى مجتمع منكوب بكارثة بيئية او حربية حيث سيكون انشاء الرتل في العقل اولا مبنيا على منهجية موضوعية ترتبط مع نوع الكارثة (فيضان او زلزال او حرب) او غيرها ومثلها الرتل السباعي القرءاني فهو يجب ان يحمل عنوان وظيفي عند بنائه وذلك العنوان سيكون نافذا في اختيار الباحث حيث يتفعل العقل في اختيار موضوعية مواد الاغاثة ومن ثم يتم تحويلها الى (رتل) منقول وهي اول مهمة من مهمات العقل عندما تنقل فاعليته الى وعاء مادي مكتوب على قرطاس
الممارسة الثانية :
وضع مادة البحث والتي تم انشاء لبناتها على صفة (نقل وسيلة محتوى البحث) في سباعية مزدوجة من نصوص القرءان التي تم اختيارها في رحم العقل وذلك النشاط هو صورة نشاط مادي (الانتقال الى رحم مادي) مكتوب على قرطاس على شكل سطور متوالية وعند اتمام هيكلية الرحم المادي في الترتيل السباعي يبدأ رحما العقل والمادة يتبادلان النشاط فقد يخضع الترتيل السباعي الى التعديل استنادا الى نشاط عقلاني وبالعكس حيث تتبادل الممارستان عملية تشغيلية ليصل العقل الى نقطة الهدف عندما يحوز البيان القرءاني المكنون كنانة تكوينية من تذكرة قرءانية
{إِنَّهُ لَقُرْءانٌ كَرِيمٌ }الواقعة77
{فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ }الواقعة78
وهي ءايتان مستقلتان وذلك يعني ان الاستقلالية لتلك الايتين ان كل ءاية هي (حيز فعال) له بيان متخصص وظيفيا لان ءايات القرءان (بينات مفصلات) فالقراءة القرءانية تقوم في (رحم عقلاني) وهو (الحيز الفعال) المبين في الاية 77 من سورة الواقعة وينتقل الباحث الى الكتاب المكنون فيعرف (كنه ما قرأ) من خلال ممارسة مادية في رحم مادي (كتاب مكنون) لان كينونة المنهج البحثي اودعها الله في كينونة ذلك الكتاب المبني على نظام سباعي يرتبط بالقرءان ايضا حيث ينتقل العقل الباحث الى رحم العقل تارة اخرى وتقوم تبادلية تنفيذية بين الرحمين (قرءان كريم * في كتاب مكنون) ومن ثم (سبعا من المثاني والقرءان العظيم) حيث يناور عقل الباحث بين (قرءان ــ كتاب مكنون ـ سبعا مثاني ـ قرءان) فيكون الخروج من القرءان لغرض العودة اليه حتى يمسك العقل الباحث بسر القرءان المكنون في النقطة التي سجلت حاجة بحثية عند الباحث
المشغل الاول :
وهو المشغل (العقلاني) الخاص باختيار (الغاية) من مشغل البحث والذي يتحدد في مساحة عقلية تخص الباحث نفسه فاذا كانت الغاية هي معرفة مقاصد العقل للفظ محدد او لصفة محددة او لحرف محدد او لفاعلية محددة يراد بيانها من القرءان فان تلك المهمة ستكون مفتوحة لكل محتوى القرءان (العظيم) المستكمل لوسيلته بصفته (خارطة خلق) او بصفته رسالة التكوين ارسلها الخالق للعقل البشري وفيها تصريف لكل مثل ومن هذه الرغبة فان تحديد موضوعية البحث تحتاج الى ممارسة يداوم عليها الباحث لغرض تأهيل قدراته العقلية للتعامل مع بيانات التكوين وهذه الممارسة تتحول الى (خبرة) متراكمة عبر مساحة زمن لا تتصف بمساحة ضيقة ذلك لان نجاح البحث يتعلق باختيار الباحث لموضوعية البحث فلا يستطيع الباحث مثلا ان يشغل مشغل البحث في شؤون لا علاقة لها بنظم التكوين ففي القرءان لا يمكن ان يبحث الشخص عن (متى تسقط امريكا) مثلا او البحث عن غيبية شخصية فالبحث في القرءان لا يعني كشف الطالع كما يمارسه المنجمون وقراء الكف او قاريء الفنجان فمشغل البحث يجب ان ينحسر في موضوعية تكوينية لمعرفة البيان الالهي فيها ...
على الباحث ان يختار موضوع البحث من خلال مادة قرءانية وليس من مادة تطبيقية في وعاء الكتاب فلا يستطيع الباحث ان يبحث في تكوينة عنصر الاوكسجين مثلا بل يستطيع الباحث ان يرتل سباعية تخص (التنفس) وتلك العملية يكون عنصر الاوكسجين ذو فعالية تكوينية ضمن عقلانية الباحث فعقلانية الباحث تلعب دورا مهما في نجاح عملية البحث فيكون ترتيل النصوص القرءانية فيما يخص التنفس معتمدا على لفظ (نفس) او (تنفس) ليعرف الباحث (مثلا) كيف يتنفس الصبح (والصبح اذا تنفس) ...
مهمتنا في هذه المحاولة هو كشف سر القرءان في اول كاشف يحتاجه الباحث الا وهو كشف مقاصد الحرف في العقل البشري وهو المفتاح الاول في مهمة الباحث ذلك لان بيان القرءان هو بيان حرفي فالحرف هو اداة البيان القرءاني لان الحرف هو الذي يوصل الباحث الى مقاصد القرءان التي اودعها الله كرسالة يفهمها العقل البشري وحين يستكمل الباحث حيازة (علم الحرف القرءاني) يستطيع ان يمارس اصناف البحث الاخرى لان الحرف هو المفتاح الاول الذي يفتح مغاليق الفهم للنص القرءاني
ذكرنا لفظ الترتيل وهو ممارسة منهجية قرءانية جاء ذكرها في القرءان
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْءانُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً }الفرقان32
{أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرءانَ تَرْتِيلاً }المزمل4
لفظ رتل يعني في علم الحرف القرءاني (نقل وسيلة الاحتواء) ففي الرتل العسكري مثلا يتم نقل وسيلة المحتويات العسكرية الى ميدانها وفي رتل الاغاثة يتم نقل وسيلة محتوى الاغاثة من خلال نوعها اما رتل القرءان يعني جعل الالفاظ المختارة على شكل رتل تخصصي كوسيلة منقولة المحتوى الى سباعية السبع المثاني كأن يختار الباحث حرفا محددا يجده مسطورا في القرءان في حزمة من الالفاظ القرءانية يستحضرها الى الرتل ليراقب مقاصد القول في تلك الحزمة المختارة المنقولة على مساحة سباعية فان ادرك الباحث مقاصد الحرف في احد اجزاء الرتل السباعي او ثلاثة من السبع المثاني فانه يستطيع ان يطبق نتاج ما ادركه على حزمة مفتوحة من الالفاظ التي تحمل نفس القصد ويراقب مصداقية ما ادركه من بيان يبين مقاصد العقل في ذلك الحرف المكتشف .. ان لم يصل الباحث الى غايته فيقوم بانشاء رتل ثان وثالث ورابع حتى ينال مبتغاه من البيان ... منهج الترتيل السباعي يحتاج الى ممارسة جادة يمارسها الباحث ويكررها تكرارا منهجيا وعندها يستطيع ان يكون متمكنا من ممارسته عارفا بشعابها وعندها سيكون قد رتل القرءان ترتيلا ...
مثال تجريبي :
الغاية : غاية الباحث الوصول الى مقاصد الحرف (س)
الادوات : سبع الفاظ قرءانية لا تحمل الحرف (س) يقابلها مثنى لالفاظ قرءانية مثلها مضاف اليها حرف السين مثل (فر ... سفر) حيث يكون حرف السين قد اضيف الى لفظ (فر) فغير وظيفة القصد ومن ذلك التغيير يدرك الباحث (عقلا) وظيفة حرف السين ليصل الى مقاصد العقل فيه وهي من تكليف قرءاني في تفعيل العقل الممنهج في القرءان
{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرءاناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }يوسف2
وصف التجربة : (ترتيل سباعي ـ لفظي ـ مزدوج)
1 ـ هل ... سهل
2 ـ بل ... سبل
3 ـ مد ... سمد
4 ـ قر .. سقر
5 ـ فر ... سفر
6 ـ مر ... سمر
7 ـ عد ... سعد
الالفاظ اعلاه هي الفاظ قرءانية او جذور لالفاظ قرءانية تم ترتيلها على شكل (رتل) سباعي مزدوج لمراقبة مقاصد الحرف (س) من خلال حركة الرتل ويبدأ رحم العقل بتفعيل مشغله تارة اخرى
فاعلية رحم العقل :
فر من فعل الفرار وهو فعل معروف للعقل البشري حيث يغادر الشخص الفار موقعه هربا من خوف او من موقف فهو (فرار) ...
السفر .. فعل يعرفه العقل البشري وهو يشترك برابط وظيفي مع فعل الفر الا وهو مغادرة الموقع الذي يعتبر مستقرا للمسافر قبل السفر
كلا الفعلين (سفر) و (فر) يرتبطان برابط وظيفي تفعيلي واحد في المقاصد العقلية الا ان الفرق بينهما ان في الفرار اجبار وفي السفر اختيار غالب
وسيلة الفرار هو الخروج من موقع جغرافي
وسيلة السفر هو الوصول الى موقع جغرافي
اذن السفر هو (تغليب) موقع على موقع لغاية محددة
في الفرار لا يتوفر عنصر (الغلبة) لموقع ءاخر فاي موقع ءاخر يحقق الغاية في الخروج من الموقع الخطر الا ان الموقع الاخر في السفر يمتلك صفة (الغلبة) التي جعلت من الشخص يقرر السفر اليه لغرض تجارة او علاج او سياحه او اي شيء ءاخر يجعل من المسافر قد (غلّبَ) الصفة التي يحتاجها في الموقع الاخر الذي يسافر اليه على موقعه الذي هو فيه
(غلبة الصفة) لفظ مختار من قبل الباحث وهو لفظ غير ملزم كنتاج بحثي ثابت مستقر وهو ليس (مصطلح) لان الباحث لم (يتصالح) مع غيره على تلك التسمية وهو ليس لفظ (مجازي) لان الباحث لم يحصل على اجازة من المتكلمين في تلك التسمية فاختيار صفة (الغلبة) للحرف (س) هو مسمى مؤقت يطلقه الباحث واذا ما اجتمع نفر من الباحثين على مرشد فكري قرءاني موحد الهدف فان تلك الالفاظ والمسميات لمقاصد العقل يتم (التصالح عليها) ومن ثم (اجازتها) لتكون (مصطلح مجازي) او يتم استبدالها بغيرها من الالفاظ الاكثر قربا من مقاصد العقل فهي ليست مسميات تكوينية بل هي مسميات دلاله يمارسها العقل الباحث لحين استقرارها ان قام علم الحرف القرءاني بين حملة القرءان
بل ... سبل
لفظ (بل) في مقاصد العقل الفطرية هو ترك صفة والتمسك بصفة اخرى فان قال القائل (لم اذهب الى السوق بل ذهبت الى الجامع) فان لفظ (بل) قد دل على ان ذلك الشخص قد ترك الصفة الموصوفة بالذهاب الى السوق وتمسك بالصفة الموصوفة في ذهابه الى الجامع
سبل ... وهي في مقاصد العقل تدل على ان لفظ (سبل) هو في (غلبة) للصفة التي يتم تركها في لفظ (بل) وتلك الغلبة واضحة في ان السبل تتصف بصفة الغلبة عند حائزيها فمن يتمسك بسبل الله فهو قد قام بتغليب حيازتها لنفسه ومن اتخذ سبل الشيطان فهو الذي قام بتغليبها لنفسه والتغليب هو قرار اتخذه من سار في سبل الله او سبل النجاة او سبل الشيطان وغيرها من السبل
مر ... سمر
لفظ مر هو القيام بحركة على ثابت فالقطار يمر على القرية لان القطار متحرك والقرية ثابتة ولا يصح القول ان القرية تمر على القطار ... عندما يقوم (السامر) بتغليب الوسيلة على مشغلها فان (سوف يمر) لا تتصف بصفة التحرك على ثابت بل سوف يمر السامري على صفة الثابت والمتحرك بلا حراك وهو ما يحدث في جلسات الـ (سمر) حيث يتم تغليب الوسيلة على مشغلها فلا يحدث حراك كالذي جرى في حكاية او قصة بل يتم تغليب الرؤى الفكرية على الحدث فيكون (سمر) ومنه ما يفعله السامري حين يتناقل الحديث بلا حراك اي (حديث لا يمتلك تطبيقات) وقد دل حرف السين على غلبة صفة الـ (مر)
اذا ما تدرب الباحث على منهجية الترتيل السباعي المزدوج فانه يستطيع ان يجعل ارشيفه البحثي في خدمة بحوث اوسع انتشارا في المتن القرءاني فيقوم بترتيل لفظ (سمر) من خلال خارطة حرفية اخرى الا وهي دخول حرف الميم على لفظ (سر) فيكون (سمر) ويبني سباعية مزدوجة مرتلة اخرى من (سر .. سمر .. قر .. قمر .. عد .. عمد .. و .. و ) فيدعم بحوثه من اتجاهات متعددة ليحصل على نتائج (تدعم بعضها البعض) لترسخ بين يديه فيكون من الراسخين بـ (مشغل العلة) فيتصف بصفة الراسخ في العلم
عندما تكتمل ثلاثة مثاني يتضح فيها ان حرف السين في مقاصد العقل يدل على (غلبة الصفة) فيصبح من حق الباحث ان يطبق ذلك النتاج على باقي السباعية دون تفعيل العقل لتوليد صفة الغلبة في اللفظ فيكفي ثلاث شعب لتضفي دستورية الانطلاق
{انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ }المرسلات30
وهي ءاية مستقلة يحق للباحث ان يفعلها في كل مفصل يحتاجه من القرءان او فيما يكتبه الله في خلقه ومن ذلك المنطلق الدستوري نبدأ بتطبيق صفة الغلبة على باقي السباعية فان نفذت عقلا فيتم الرسوخ الفكري فيها
هل .. سهل
يستخدم لفظ (هل) في طرح السؤال ويستخدم ايضا في وظيفة الاعلان عن هلال القمر ومنه ايضا لفظ (أهل .. تأهيل .. مؤهلات)
يتبع :
سر القرءان المفقود (3 ـ ب ) مشغل البحث القرءاني سبع مثاني
الحاج عبود الخالدي
تعليق