سر القرءان المفقود (3 ـ ب ) مشغل البحث القرءاني سبع مثاني
من اجل بيان منهج البحث في القرءان
ملاحظة : التذكرة ادناه هي استمرار للتذكرة المنشورة في الرابط ادناه :
سر القرءان المفقود (3 ـ أ ) مشغل البحث القرءاني سبع مثاني
يستخدم لفظ (هل) في طرح السؤال ويستخدم ايضا في وظيفة الاعلان عن هلال القمر ومنه ايضا لفظ (أهل .. تأهيل .. مؤهلات)
تخريجات لفظية عديدة تتجذر من لفظ هل وهي في بناء فطري ( هل .. اهل .. هال .. هالة .. هول .. أهوال .. مهل .. مهول .. مؤهل .. و .. و )
اذا كان القصد في (هل الهلال) فهو صفة دائمة النقل تنتج من دوران القمر حول الارض بدلالة الشمس .. واذا كان اللفظ في مقاصد (التأهيل) فهي ايضا ديمومة نقل مهنية او فكرية حتى تتم صفة التأهيل ومنها (الاهل) وهم القربى دائمي الوصال الذين يؤهلون الفرد في كينونته الانسانية فهم (أهله) ... وحين يكون لفظ (هل) في مقاصد التساؤل فهو يعني ان السائل يمتلك صفة (ناقل دائم) عن البيان الذي يتسائل عنه فلو كان البيان بين يديه فلم يكن من (المنطق) ان يسأل عنه
لفظ سهل هو ايضا جذر لفظي يتجذر الى الفاظ متعددة ذات وظيفة قصدية في البيان وهو في البناء (سهل .. يسهل .. سهولة .. تساهيل .. مسهل .. سهول ... و .. و .. ) اذا قلنا مثلا (هلال هذا الشهر هل بسهولة) او نقول ان (الفريق تأهل بسهولة) فهو يعني ان كمال الصفة الدائمة التي يبحث عنها الانسان في (هل) اصبحت (غالبة) فكانت (سهلة) ذلك لان (ناقل صفة التأهيل) غلب في الصفة ومثلها (السهل) وهو الارض المنبسطة التي غلبت صفتها لحاجات الانسان في السعي
مد ... سمد ... لفظ مد يستخدم في وظائف قصدية متعددة وهو جذر لمجموعة الفاظ في بناء عربي (مد .. يمد .. أمد .. مدد .. مداد .. مديد .. ممدود .. ميد .. ماد .. مائد .. مائدة .. و ... و .. ) ... لفظ الـ (مد) يستخدم في مد الاسلاك ومد الخطوط ومد الطرق وهو يعني ان السلك كان غير ممدود اي كان في هيئة اخرى وان مد الطرق تعني ان الطرق كانت في هيئة اخرى ومثلها مد خطوط الهاتف فخطوط الهاتف كانت في مكامن اخرى وحين مدت انقلب مسارها التشغيلي ومثلها (المداد) فهو سائل ذو لون غامق وحين يكتب به ينقلب مساره الوظيفي (التشغيلي) فيكون مداد القلم
{قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً }الكهف109
المدد هو ذلك المشغل الساري في شأن ءاخر فينقلب الى مسار مستحدث تستوجبه الصفة ففي الاية اعلاه (كان البحر مدادا لكلمات ربي) فنفد وجيء بمشغل ءاخر له مسار صفة غير البحر لان البحر نفد فكان المشغل الساري المستحدث مدد وهو نفسه مدد الاغاثة او مدد الحرب او امدادات الغذاء فهي تمتلك منقلب لمسار صفتين ساريتين .. ذلك هو لفظ (مد) في العقل كما تظهر مقاصد العقل على هذه السطور التي تحاول الغور الى العقل الناطق لتمسك بمقاصده في تطبيقات وظيفة الالفاظ بحروفها المترابطة
سمد .. لفظ جاء في القرءان منفردا
{وَأَنتُمْ سَامِدُونَ }النجم61
وله استخدامات لفظية محدودة في عربة العربية وبما انه ورد في القرءان بصفته (مثاني) من (مد .. سمد) فهو يصلح ان يدخل سباعية الترتيل السباعي المزدوج ويمكن ان يرتل في ثنائية سباعية اخرى مثل (سد .. سمد .. حد .. حمد .. و .. و ) .. لفظ سمد في استخدامات منطق الناس ورد في (السماد) الذي يستخدم للزرع ويمكن بنائه عربيا (سمد .. سامد .. يسمد .. أسمد .. سمود .. سميد .. أسمدة .. و .. و ..)
المعروف ان السماد الذي يتم به تسميد الزرع (يتحلل) في التربة ويتحول الى مواد (قابلة للامتصاص) من قبل جذور النبته فهو مادة ينقلب مسارها بشكل تكويني لـ (يمد) النبتة بالغذاء اللازم لبناء النبتة والمعروف ان السماد يختلف نوعا حسب صنف النبات فالسماد يمتلك صفة تكوينية (غالبة) فهو ليس كالحبر او السلك او مد الطرق بل يمتلك غلبة في صفة (المد) فيكون (سمد)
عندما يصل الباحث الى قناعة (كافية) ان حرف السين هو لبنة بناء قصدية تفيد (غلبة الصفة) فعليه ان يبدأ برحلة تدريبية فكرية يرصد فيها كل حرف (س) يمر عليه في لفظ ما يسمعه او ينطقه ويبحث عن وظيفة ذلك الحرف في القصد العقلي على قناعه انه حرف يعني ( غلبة الصفة) سواء كانت غلبة فاعلية او غلبة نتاج لفاعليه وغلبة لحيازه او لغلبه لماسكة او قابضة فحرف السين سيكون في القصد (غلبة الصفة) مهما كانت وفي اي موصوف تكون ...
الترتيل السباعي المزدوج انما ربط الباحث بالقرءان دون غيره عندما اقر الباحث بضرورة قيام مشغل البحث بسبع مثاني من القرءان وليس من غيره ففي غير القرءان (لغو كثير) وذلك (اللغو) يقوم بـ (لغي) فطرة النطق اي (يلغيها) ففي لهجات الناس (خردة كلام) لا تتصل بالفطرة الناطقة بل تتصل بما تصالح عليه الناس وعلى سبيل المثال لو اخذنا مثاني من لغو الناس مثل (عف .. سعف) فلفظ السعف وسعف النخيل لم يرد في القرءان فهو لا يصلح للثبات في منهج حرفية النص القرءاني ولا يصلح ان يكون احد الادوات التشغيلية للبحث في الفاظ القرءان حتى وان ثبت ان (سعف النخل) او (سيارة الاسعاف) فيها (صفة غالبة) بدلالة حرف السين فهي لا تصلح لان تكون اداة بحث (لا ريب فيها) بل هي حمالة ريب يقينا لان القاموس الحرفي بالقرءان لم يأت بلفظ (سعف) وان اتى بلفظ (عف) فهو لا يكفي الا ان يقترن بـ (مثاني) ...
ومثله على سبيل التوضيح مثنى من كلام الناس (خام .. سخام) او (كراب .. سكراب) او (هاد .. سهاد) وكثيرة هي الالفاظ التي تظهر في اللهجات المحلية سواء كانت مسميات لاشياء عينية مثل (حلية .. سحلية) او لحفات .. سلحفات او حلب .. سحلب .. دير .. سدير .. و .. و ... فكل تلك الالفاظ سوف لن تنضبط مع مشغل البحث في (السبع المثاني) ولا تصلح لثبات المنطق الفطري فالقرءان فيه اختيار حكيم لغاية قصوى فالقرءان هو (منشأة لفظية الهية التكوين) وترتبط بمنطق الناطقين وخارج تلك الصفة فان منطق الناس (يعبر الفطرة الناطقة) فهو (عبري) الصفة او (عبري اللسان) ..!!
مشغل الترتيل السباعي (كما قلنا) لا يختص بالحرف او اللفظ بل يسري في مسارب متعددة لمعرفة مقاصد الله في قرءانه وهنا سوف ندرج ترتيل سباعي تجريبي يخص مقاصد الله في لفظين هما (كذلك ... وكذلك) فماذا يريد الله ان يبينه لحامل القرءان حين يقول كذلك وما الفرق بينه وبين (وكذلك)
1 ـ {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ ءايَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }البقرة242 ...
{وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ }الأنعام75
2 ـ {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ ءامَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ ءامَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}الأعراف32
{وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ }الأنعام55
3 ـ {ضَرَبَ لَكُم مَّثَلاً مِنْ أَنفُسِكُمْ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاء فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَاء تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }الروم28
{وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ }هود102
4 ـ {وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ }البقرة167
{وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولواْ أَهَـؤُلاء مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ }الأنعام53
5 ـ {أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأنعام122
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ }الأنعام123
6 ـ {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأنعام125
{إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ }الأعراف40
7 ـ {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }الأعراف57
{إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ }الأعراف152
سنقوم باختزال الرتل السباعي المزدوج كما في ادناه لغرض تكبير مجهر العقل ذلك لان النصوص ادناه ستكون تبصرة للعقل .. سننقل في الرتل نفس الترتيب الجاري في متن الترتيل الاساسي اعلاه
1 ـ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ ءايَاتِهِ ... لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ... وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ
2 ـ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ ... لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
وكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ... وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ
3 ـ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ .. .. لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى ... إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ
4 ـ كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ .... وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ
وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم ... لِّيَقُولواْ أَهَـؤُلاء مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِم
5 ـ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ ... مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ ... لِيَمْكُرُواْ فِيهَا
6 ـ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ ... عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ
وَكَذَلِكَ نَجْزِي ... الْمُجْرِمِينَ
7 ـ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى .. لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
وَكَذَلِكَ نَجْزِي ... الْمُفْتَرِينَ
من خلال مراقبة الرتل (عقلا) سنجد ماسكة فكرية في الرتل المختزل
نكمل هذه المحاولة في العنوان التالي ان اذن الله بذلك
سر القرءان المفقود (3 ـ ج) مشغل البحث القرءاني سبع مثاني
الحاج عبود الخالدي
تعليق