سر القرءان المفقود (3 ـ ج) مشغل البحث القرءاني سبع مثاني
من اجل بيان منهج البحث في القرءان
ملاحظة : التذكرة ادناه هي استمرار للتذكرة المنشورة في الرابط ادناه :
سر القرءان المفقود (3 ـ ب ) مشغل البحث القرءاني سبع مثاني
بعد ان تم اختزال لفظي للرتل السباعي المزدوج الذي ورد في الادراج السابق (ب) من سلسلة بيانات سر القرءان المفقود ومشغل البحث بمنهج السبع المثاني نستطيع ان نمسك بماسكة عقلية من خلال تفعيل العقل الناطق في ذلك الرتل المختزل حيث سنجد ما يلي :
1 ـ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ ءايَاتِهِ ... الله سبحانه يعلن صفة من صفات الخلق في النص الشريف بدلالة لفظ (كذلك) حيث يكون البيان حاملا لصفته الوظيفية في نص (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) فلفظ (كذلك) تخصص وظيفيا لبيان صفة في الخلق ان بيان ءايات الله جعلها الله في منظومة الخلق اي ان (البيان) هو جزء من خلق الصفات (الايات) وذلك الجزء من منظومة الخلق يحمل بيان عقلانية العلة وهي تخص (حامل العقل الناطق) فبيان ءايات الله في النص الشريف لها ماسكة ولها وظيفة مفصلية في عقلانية العلة فان عرف الانسان علة الاية استطاع ان يقوم بتأمين نشاطه فيها بدلا من العبث فيها ... لفظ (كذلك) جيء به من اساسيات وظيفة النطق في البيان وسوف ندرك تلك الراشدة الفكرية حين نستكمل بيان مقاصد الحروف ان اذن الله بـ (ذلك) ..!! ... وحين نمسك وظيفة لفظ (وكذلك) سنرى ان الصفة مبينة وتؤدي وظيفتها الا ان الله جعل لفظ (وكذلك) عند اضافة حرف الواو لبيان نتيجة الصفة وليس مسك علتها فقط بل يضاف اليها ماسكة رابطة تربط العقل بنتيجة فاعلية الاية التي حملت بيانها في تكوينتها كما في النص الشريف
وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ
ابراهيم هي صفة ابراهيمية وبيانها ان لها رؤيا عقلانية من الخالق في منظومة التكوين اي ان الصفة الابراهيمية ءاية بينة ونتيجة تلك الاية انه يرى ملكوت السماوات والارض فكل من يتبرهم يحصل على فاعلية ذلك النظام الكوني وهو ان الله يريه ملكوت السماوات والارض وتلك هي (الصفة) التي بينها الله في (كذلك) الا ان دخول حرف الواو جاء لغرض ربط الصفة بنتيجتها (وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) اي ان تلك الرؤى الابراهيمة لذلك الملكوت لها نتيجة مرتبطة بالصفة الا وهي حيازة (اليقين) وهو في مقاصدنا حيازة القانون الفعال في نظم (ملكوت) السماوات والارض (وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ)...
سنتابع بقية فقرات الرتل لنراقب رسوخ الرشاد الفكري الذي نسعى اليه في تحديد الفارقة العقلانية بين لفظين قرءانيين في (كذلك .. وكذلك) وكذلك ستقوم نتيجة لمعرفة وظيفة حرف الواو في مقاصد العقل واذا عرفنا ملكوت تلك الفارقة فلسوف نمسك بقانون بناء القرءان اللفظي مع ذينيك اللفظين وفي نفس الوقت سنراقب وظيفة حرف (الواو) من منهج قرءاني مبين فاينما نجد لفظ (ذلك) في مجمل القرءان سنعرف ان ربنا يريد منه بيان الصفة القائمة في الخلق وحين نرى لفظ (وكذلك) سندرك القصد الشريف ان الله سبحانه يريد به بيان رابط الاية بـ نتيجة الصفة اي ثمرتها وغلتها اي ان (وكذلك) لفظ يستخدم في ربط الصفة بنتيجتها مع التذكير ان ءايات الله كلها مبينة وان لم يذكر لفظ (كذلك) الا ان لفظ (كذلك) يقيم بيان ءاية تستوجب الذكرى لبيانها وان لم يذكرنا الله ببيانها فان العقل سيكون غير قادر على ادراك حقيقة البيان مثل ءاية (تفصيل الايات) الذي حمل من الاراء كثيرها
2 ـ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ ... لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
البيان الشريف يوضح ان تفصيل الايات هي صفة من صفات منظومة الخلق وان منهج (تفصيل الايات) وضع في الخلق لـ مقومات حيازة تبادلية العلة (لقوم يعلمون) فلفظ لـ (قوم) ليس قوم من بشر كما يتصور الناس بل لفظ (قوم) في القصد الشريف من جذر (قم .. قيامة .. تقويم) فليس كل لفظ (قوم) يعني فئة من الناس بل هو صفة تقويم تحصل في (قوم) سواء كان إتلاف بشري (يقومون بتقويم) صفة مثل (القومية العربية) او (القومية الهندية) فهي قائمة بمقومات لغوية الا ان لفظ (قوم) في اطلاق مقاصده لا يعني بالضرورة قومية بشرية بل قد يكون في (مقومات فيزيائية) او كيميائية (تقوم بموجبها) نظم الفيزياء او الكيمياء ... فتفصيل الايات هو منهج كوني (يقوم) بمقومات حيازة العلة وقد دلنا (على ذلك) لفظ (ذلك) ..!!
وكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ... وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ
في النص الشريف يظهر (رابط) بدلالة حرف الواو يربط بين الصفة (تفصيل الايات) ووظيفة ذلك التفصيل اي نتيجته لغرض (استبيان) سبيل المجرمين اما كيفية استبيان سبيل المجرمين من خلال منهج تفصيل الايات فهو يحتاج الى ادراج فكري مستقل الا ان الاشارة الموجزة تقيم تذكرة عند من يبحث في علوم الله المثلى فاذا عرف الباحث في علوم القرءان ان النظام الابليسي هو بمثابة (وظيفة ابليس في الخلق) فهو نظام عقابي وهو (مفصل) من مفاصل نظم الخلق فان المرض الظاهر في اجساد المرضى خصوصا الامراض القاسية ستكون بمثابة (بيان اجرامهم) بحق انفسهم وحين يبحث الباحث في ارشيف اولئك المجرمين المعاقبين بموجب النظام الابليسي الذي لم يسجل سجودا لابن ءادم سيجد ان لولا فصل لنا ربنا ءايات ذلك النظام لما عرفنا سبل الاجرام لكي نتحاشى الولوج فيها ونرى بوضوح ان لفظ (وكذلك) منحنا قدرة على فهم البيان القرءاني حين يرسخ في عقل الباحث ان لفظ (وكذلك) يربط الصفة بنتيجتها وان لفظ (ذلك) انما يمنح الصفة ببنيتها التكونية في العقل البشري ففي الشطر الاول من الرتل يكون تفصيل الايات صفة (تقويم) حيازة عقلانية الصفة اي فهم الصفة من خلال منهج تفصيل الايات الا ان لفظ وكذلك يجعل العقل مرتبطا بوظيفة الصفة ونتيجتها
3 ـ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ .. .. لِقَوْمٍ يَعْقِلُون
نفس المعالجة في الفقرة 2 الا ان الفارق جاء في عدم اطلاق تفصيل الايات بل تخصيصه في مفصل (تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ) وهي ءاية عقلية تجري في مداخل العقل وثناياه وهي صفة في الخلق للعقل البشري (ءاية منفصلة) من ءايات العقل وكان الدليل عليها لفظ (كذلك) لبيان الاية في منظومة الخلق
وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى ... إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ
النص الشريف يبين ان عملية الاخذ للقرى عندما يقوم فيها الظلم فاذا اخذها ربك يكون الاخذ مرتبط بنتيجة فعالة في الخلق موصوفه بصفتها التكوينية (أليم شديد) فلفظ (أليم) هو الغاية من الاخذ اي (نتيجة لعملية الاخذ) فهو ليس عذاب اليم او عقاب اليم بل هو (أخذ أليم) وهو يعني ان عملية الاخذ للقرى ترتبط برابط أليم وهو يعني (مشغل تكويني) لـ (حيز منقول) اي ان عملية الاخذ تخضع لقانون قائم في التكوين ياخذ القرى حيث يفقد مؤهلي القرى حيز كان من حيثيات عملية تأهيلهم للقرية التي أهلوها كأن تكون تلك القرية (الماخوذة) من قبل الرب (على سبيل المثال) تفقد (الماء) بعد ان تم تاهيل القرية من قبل مؤهليها بحيازة الماء من بئر قاموا بحفرها وحين يتم نقله اي (نفيه) يتم ذلك من خلال (مشغل تكويني) ياخذه الرب كأن يكون الاسراف بالماء وهدره وهو (ظلم من اهل القرية) فينفد مكمن الماء وذلك هو (اخذ تكويني) اي (أخذ اليم شديد) وقد دلنا لفظ (وكذلك) على ان النص الشريف يقيم (بيان نتيجة) لنظم التكوين بما يختلف عن لفظ (ذلك) والفارق بينهما هو دخول حرف (الواو) الذي يبين نظم التكوين على اساس ان (رابط بيان) تلك النظم هو جزء من تكوينتها وان تقاعس حامل العقل في البحث عن بيان الايات انما هو يتصف بصفة الغافل عن ءايات الله لانها مبنية على بيانها تكوينيا
4 ـ كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ .... وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ
نفس المنهج المعلن في هذه السطور حيث استخدم لفظ (كذلك) لبيان منظومة تكوينية ان (يريهم الله ءاياته) ودلالته (وما هم بخارجين من النار) مثل المصابين بالسرطان او مثل اولئك المجرمين حين يكون ابناؤهم غير صالحين وحين يكبرون يكونون ندا لابائهم وهي نار مرئية فرقت بين الاب وابنائه فهي نار تقوم بتفريق الصفات الثابتة بين الاب وابنائه يراها المجرم ويحاول الافلات منها فلا يشفى من سرطان ولا يستطيع ان يصلح اولاده لصالحه فما هم بخارجين منها وقد دل لفظ (كذلك) على معرفة البيان المبين لان لفظ (كذلك) حين يرد في النص الشريف يفيد قيام بيان نظامي في الخلق
وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم ... لِّيَقُولواْ أَهَـؤُلاء مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِم
وهنا سوف تكون التبصرة العقلية في بيان نتيجة الفتنة فيقولون أهؤلاء منَّ الله عليهم ..؟ الا ان الله لم يمنَّ عليهم كما يقولون بل هي فتنة ونتيجتها انهم يرون (مثلا) ان ما كان ذا نعمة وان كانت زائفة فيتصورها المفتون ان الله منَّ الله عليهم ومثل تلك الفتنة مشهورة معروفة عند كثير من الناس فلو سألت احدهم وهو من مجتمع مسلم الا انه لا يصلي (لماذا لا تصلي ..؟!) فيقول رأيت ان غير المصلين هم احسن حالا من المصلين ..!! (لِّيَقُولواْ أَهَـؤُلاء مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِم) ... لفظ (وكذلك) يدفع الباحث الى ان يبحث عن (نتيجة نظامية) في نظم الخلق يدل عليها لفظ (وكذلك) وتلك هي مهمة مشغل البحث القرءاني في سبع مثاني لفظي مزدوج كما هو في محاولتنا التذكيرية هذه
5 ـ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ ... مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
في ثنايا الثنائية اعلاه بات الامر الذي نسعى لبيانه اكثر وضوحا واسهل ولوجا في ثنايا العقل فلفظ (كذلك) دفعنا او يدفعنا لمعرفة ما يستخدمه الكافرون من ميزان فكري او تطبيقي (كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ ) فعلى سبيل المثال يقول الفكر الالحادي الحديث (لا شان لنا بالخالق) كيفما يكون الخالق ومن يكون فهم لا شأن لهم به ويعيشون يومهم بما عقلوه لذلك اعتمدوا فكرة الغاء الزواج الديني فوزنوا بميزانهم (مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) فالوزن الذي استخدمه اولئك الكافرون مكنهم من جعل وزنا مختلفا للزواج فتزاوج عندهم الذكر بالذكر والانثى بالانثى وتركوا عملية الانجاب الى القانون الوضعي وبما ان مروجي القانون كفرة ايضا فجعلوا (الميزان القانوني) نتيجة للميزان الفكري الكافر فاصدروا قوانين تجيز الزواج المثلي تحت موازين فكرية (حرية شخصية) ... (ذلك) البيان القرءاني وضع منظومة الكفر في منظومة خلق جعلها الله ذات نظام كوني عقابي ليزيدهم فيزدادوا اثما فهم انما يصنعون ادوات عقابهم بايديهم من خلال ميزانهم الذي زينته لهم اعمالهم (ما كانوا يعملون) فـ بميزانهم الباطل تقوم عاقبتهم السوء
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ ... لِيَمْكُرُواْ فِيهَا
لفظ (وكذلك) يدلنا بوضوح كبير ان النص الشريف يعالج رابط نتيجة تقوم في منظومة الخلق وليس بيان منظومة بل بيان نتيجة المنظومة فالذين يمكرون في اي (قرية) سواء كانت قرية مادية للزرع و السكن او قرية فكرية مثل الفكر الراديكالي او الفكر الديمقراطي او الفكر المذهبي في مستقرات فكرية (قرية) فيها عملية جعل تكويني ينشط فيه الماكرون فيروجون لما استقر في تلك القرية ومن يطلع على مكر المروجين سيدرك انه مكر وهو مكر مجعول في نظم الهية نظامية وكل مروج انما يحوز وسيلة مسك مشغل فكري او مادي (مكر) فلكل مقومي القرى مروجين ماكرين يدافعون عن عيوبهم ويكشفون عيوب الاخرين وقد دلنا لفظ (وكذلك) ان نبحث عن رابط (نتيجة النظام) وليس (النظام الكوني نفسه)
6 ـ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ ... عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ
الله سبحانه يبين ان الرجس هو عملية (جعل) في منظومته في الخلق والبيان يحدد ان الرجس المجعول يقع (عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ) فالرجس الالهي المجعول في نظم التكوين لا يصيب المؤمنين بل يصيب الذين لا يقومون بـ تأمين كيانهم وانشطتهم في نظم الله فالذي يسعى لتأمين نشاطه ونشاط كيانه في الرزق والانجاب والمأكل والملبس والمسكن يكون مؤمنا عليه من الرجس فان اختل تأمينه في مفصل محدد مثلا كأن يكون السكن جيء به من دون الله فان الرجس المجعول يصيبه فيما لم يقم بتأمين سكنه بموجب نظم الهيه فقد يكون المسكن مغصوبا من مالك سابق له او ان يكون المسكن مبني من مواد بناء مستحدثة تحمل معها ادوات الرجس وقد دلنا على ان الله يبين نظم تكوينية خلقها هو لفظ (كذلك)
وَكَذَلِكَ نَجْزِي ... الْمُجْرِمِينَ
علينا ان نعود لمتن الاية الشريفة لنرى وسعة في بيان نتيجة مرتبطة بنظم الخلق وهي
{إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ }الأعراف40
فالذين يكذبون بايات الله ... ويستكبرون عنها .. اي انهم يختارون ما يتصورونه اكبر من تلك الايات مثل (تعقيم المياه) وكأن الله قد اخطأ حين جعل للمخلوقات وحيدة الخلية حياة في اوعية المياه ومنها مياه الشرب ولها وظيفة خلق مؤكدة فطرة فاسموها بـ (الجراثيم) وسعوا الى عقرها متصورين ان تلك الاية (ءاية التعقيم) هي (اكبر من) ءاية السماح للمخلوقات وحيدة الخلية ان تنقي الماء من جسيمات كونية ضارة ليكون لها وظيفة كونية (شرب معلوم) اولئك الذين جعلوا ءايتهم هم (حيزهم الفعال في التعقيم) اكبر من ءايات الله (حيز الخلق الفعال) .. اولئك المستكبرون الذين إستكبروا باياتهم على ءايات الله لا تفتح لهم ابواب السماء ولا يدخلون الجنة اي لا يحوزون صفة (جني الثمار) بل يحوزون نتيجة ما استكبروا به (فدمدم عليهم ربهم) لانهم عقروا ناقة الله التي تنقي مياه الشرب من مضار جسيمية فاصيبوا بامراض الدم (دمدم) عليهم ربهم والتي عجز الطب عن معرفة اسبابها وما جنوا ثمرة التعقيم الذي اكبروه على وظيفة خلق جعلها الله في تلك المخلوقات فكان لفظ (وكذلك) دليل (رابط) نتيجة في مثلنا المطروح اعلاه بايجاز شديد وبالتالي فان الباحث كلما يحوز من مماسك (عقلانية) من نصوص القرءان كلما استطاع ان يفهم النصوص الشريفة ويرابط بينها وبين ما يجري من انشطة تطبيقية معاصرة فيكون نتاج مشغل البحث لا لغرض تفسير القرءان بل لغرض فهم القرءان لغرض محدد في تعيير التطبيقات والممارسات المعاصرة لان كل ما استحدث من ممارسات حديثة انما هي ءايات تصورها الناس اكبر من ءايات الله وكأن الله سبحانه كان عاجزا مثلا عن انارة المدن والمساكن ليلا حتى جاء اديسون باية اكبر من ءاية ظلام الليل ..؟؟ والبشرية تحصد ما استكبروا به على ءايات الله من امراض عصرية اصبحت شبحا مرعبا يهشم استراحة كل انسان يعيش في زمن حضاري فما ان يبح صوته حتى يتصور انه قد اصيب بسرطان الحنجرة فيذهب الى المؤسسة الصحية مذعورا وبجانبه من هو مذعور من الم في بطنه وءاخر مذعور من ظاهرة فاسدة اخرى تحل في جسده حتى (يلج الجمال الحضاري) في سموم مخاطة محبوكة يلبسها العنصر البشري المعاصر في ممارساته اليومية (حتى يلج الجمل في سم الخياط) وهي بلسان عربي مبين (خامة الخطاب القرءاني) الا ان الناس قالوا فيها ان الله يضرب مثلا غير صالح للتطبيق حين (يدخل البعير في ثقب ابرة الخياط) وحاشا الله ان يضرب مثل ذلك مثلا فيه سفاهة وما هو بقول حكيم ..!!
7 ـ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى .. لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
النص واضح ببيانه فالله يبين لنا نظام تذكيري في قانون متخصص لخروج الموتى وقد دلنا لفظ (كذلك) على تلك الصفة من البيان
{وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }الأعراف57
وقد استخدم البيان ادوات تذكيرية لخروج الحياة من وعاء الموت في حركة الرياح وما تحمل من سحاب مثقل بالماء لبلد ميت يخرج منه ثمرا حيا بعد ان كان ميتا وادوات الذكرى وردت لعقلانية حامل العقل في اخراج الموتى والبيان تحته علم كبير الا انه مهجور تماما فالناس يتصورون ان البذور هي اجيال متواترة كما هي الحيوانات والانسان الا ان الله يبين لنا ان الثمرات تؤتى من عالم ءاخر (لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ) وتم فيه عملية اخراج وليس حياة من حياة (فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ) فهي عملية (بديء حياة) وليس (استمرار حياتي) كما يتصور العلم والناس وقد فعل لفظ (كذلك) فعله العقلاني في بناء التبصرة العقلية لتنتج رشادا فكريا قرءانيا يحتاجه انسان اليوم بعد ان افرط في التغييرات الهندسية الوراثية للغالبية العظمى للثمرات (يغيرون خلق الله) فاصبحت الاصول النباتية النقية مندثرة تقريبا الا ان الله يشير الى نظام يمنح البشرية فرصة الحصول على اصول نقية من خلق جديد تم اخراجه من عالم ءاخر (عالم الموت)
وَكَذَلِكَ نَجْزِي ... الْمُفْتَرِينَ
لفظ (وكذلك) سيمنحنا رابط مرتبط بـ نتيجة نظام كوني ونقرأ
{إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ }الأعراف152
اتخاذ العجل مرتبط بنظم الخلق من حيث النتيجة (غضب الرب) + (ذلة في الحياة) هي (جزاء المفترين) فلفظ (وكذلك) بين للباحث ان النص يربط صفة اتخاذ العجل بمنظومة خلق منتجة تنتج جزاء المفترين فالمفتري انما يصنع عقوبته بافترائه
حاولنا في الترتيل السباعي المزدوج اعلاه ان نوجز بعض الاستخدامات لنتائج الرتل لغرض تسهيل صفة منهجية البحث رغم ان كل ممارسة فكرية تذكيرية قمنا بها تحتاج الى بيانات واسعة ومرابط متكاثرة مع القرءان لتكون راسخة بين يدي الباحث لذلك فان عملية الترتيل سوف لن تكون معادلة فكرية جافة بل تتحول ادوات البحث الى منتج فكري فعال يربط القرءان بما كتبه الله في خلقه فيكون كتابا مستبينا بين ايدي الباحث عن الحق والحقيقة ولعل متابعنا الكريم سيتذكر ان حرف الواو يحمل مقاصد (الربط) حين ظهرت وظيفته القصدية بين لفظين (ذلك .. وكذلك) كما انتج الرتل حزمة من الذكرى لمفاصل خلق تمتلك تطبيقات معاصرة تمنح الباحث فرصة التخلص من شرها والاتجاه نحو نظم التكوين النقية ليأمن على حاله وكيانه فيكون من (المؤمنين)
سنحاول في محاولة لاحقة معرفة وظيفة ادوات النفي التي قال بها اهل اللغة انها (ادوات نفي) وما هي حقيقتها في مقاصد القرءان بوسيلة مشغل بحث السبع المثاني
(لا .. لن .. لم .. إلا .. ليس .. غير .. و .. و )
سر القرءان المفقود في السبع المثاني (4 ـ ادوات النفي) والقرءان العظيم
الحاج عبود الخالدي
تعليق