{وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ }هود114
كثير من الناس بل الاكثرية الساحقة من المسلمين يعتبرون ان (الصلاة) هي حصرا صلاة المنسك التي يؤديها المسلم في خمسة اوقات يوميا الا ان تبصرة النص وتدبر بيانه يقف حائلا بين ما ذهب اليه المسلمين ومواقيت الصلاة في كثير من النصوص الشريفة ومنها الاية 114 من سورة هود اعلاه فـاقامة الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل لا تساوي خمسة مواقيت للصلاة المنسكية التي نعرفها فطرفا النهار ان اعتمدا على انهما الفجر والغروب فاين صلاتي الظهيرة والعصر ومثلها اذا اعتمدنا ان زلفا من الليل يعني صلاة العشاء فاين ستكون صلاة الظهر والعصر وهي ثابتة في المنسك كما صلى رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام وتناقلت الاجيال ذلك الفعل المنسكي فعلا منقولا وليس قولا مرويا مما يرفع الريب عنه فكل فعل منقول لا يحتاج الى رواية لرفع الريب عنه فعلى سبيل المثال نرى ان الذي نسج اول ثوب من البشر استخدم خيوط طولية وحبكها مع خيوط عرضية بفعل النسج فصار النسيج عند البشر (فعلا منقولا) لا يحتاج الى توثيق مصدريته فلا يعرف احد من هو مكتشف فن النسيج لان نسج القماش فعل منقول ومثله صناعة الخبز او قص الخشب وامثلة اخرى كثيرة ومنها صلاة الرسول المنسكية ... لا يعقل العاقل ان الرسول عليه افضل الصلاة والسلام قد خالف النص الشريف اعلاه وفرض على المسلمين صلاتي الظهر والعصر مخالفا بذلك نص القرءان فالرسول عليه افضل الصلاة والسلام منزه من مثل تلك التصورات لذلك فان البيان القرءاني الشريف يكون حتما في نوع ءاخر من الصلاة لا علاقة لها بصلاة المنسك المرتبطة مع الشمس ومن مثلها نسمع في القرءان
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }النور58
وبنفس الحرج الفكري لم يبين النص الشريف في الاية 58 من سورة النور صلاة الظهر وصلاة العصر وصلاة المغرب بل تم ذكر صلاتي الفجر والعشاء فقط ووصف الظهيرة بـ (حين تضعون ثيابكم) فاذا كان لصلاة الفجر ميقات ولصلاة العشاء ميقات فهل لوضع الثياب عند الظهيرة ميقات ايضا ..!!؟ وهل وضع الثياب في الظهيرة عادة متبعة عند كل الناس على اختلاف اطوار عملهم والتزاماتهم خارج منازلهم ..؟؟
تلك التثويرات الفكرية يراد منها تهيئة العقل لقبول الصلاة غير المنسكية التي ملأت اركان الخطاب القرءاني فقد ورد لفظ الصلاة اكثر من 60 مرة في القرءان لتقيم بيان (كينونة الصلاة) بشكل مطلق وشامل ومنها مفردة واحدة تخص الصلاة المنسكية والتي تكون مرتبطة بنفس الرابط التكويني لبقية اصناف (قيامة الصلة) بين المخلوق البشري ومحيطه التكويني ففي الصلاة المنسكية يتصل الانسان بمحيطه التكويني من خلال (رابط صلة) يخص قوى الحراك الفلكي عندما تدور الارض حول نفسها فيكون الجسد البشري قطب تتسلط عليه القوى المغنطية التي تفحش في جسده بسبب وجود مؤثر مغنطي كوني ضخم الا وهو (الشمس) وتلك الرابطة (صلة) يمكن تقويمها بالصلاة المنسكية وتلك الصلاة ليست الرابطة الوحيدة بين الانسان ومحيطه الحياتي فالانسان في دورته الحياتية (يرتبط بصله) مع محيط كوني متعدد الروابط ولا يمكن قطعه ولا يمكن ترك تلك الروابط بدون تقويم ولا بد من قيام رابط الصلة التقويمية مع تلك المرابط الكونية التي لا تعد ولا تحصى بسبب تنوع انشطة الانسان وجميع تلك المرابط تحتاج الى تقويم (اقامة الصلاة) ولعل الفطرة العقلية قادرة بشكل كبير على مسك تلك الراشدة من خلال بعض الظواهر المرئية في زمن العلم مثل الصلة بـ (غاز الاوكسجين) وهو غاز ضروره لقيام الصلة بينه وبين الانسان ويخضع الى ضوابط كونية معقدة من نسبة ثابتة لذلك الغاز او نقاؤه ومثل ذلك الرابط (الصلة) بين الانسان ومحيطه الغازي يتطلب متطلبات كثيرة لاقامة تلك (الصلة) فالغواص حين يغطس بالماء عليه ان (يتصل) بمحيط غازي لتزويد الاوكسجين فهنلك من يستخدم خرطوم يقيم الصلة بين الهواء الجوي والغاطس تحته ليتنفس الغاطس من اوكسجين الجو بواسطة رابط خرطوم مجوف او قصبة مجوفة وهنلك صلة تقوم بين الغواص واسطوانة غاز يتم ربطها على ظهر الغواص لكي تقام الصلة بين الجسد والاوكسجين وترى اصحاب البساتين الكثيفة يحرصون على منع تكاثف الاشجار حول مساحة محددة من منازلهم لكي لا يتعرضوا للاختناق في الليل عند توقف التيارات الهوائية ذلك لان نسبة ثاني اوكسيد الكربون التي تصدر من اوراق الاشجار (ليلا) تكون سببا في اختناق نزلاء المنزل فنرى كيف تقام (صلاة التنفس) ليلا في البساتين الكثيفة وبمثل تلك الامثلة (الفطرية) يستطيع العقل ان يعقل منهاج (اقامة الصلاة) وهي صلاة غير منسكية بل تستوجب ضرورتها عند الحاجة اليها مثلها مثل صلاة الايات او ما يطلق عليها صلاة الخوف اوصلاة الميت وصلاة العيد وصلاة الطواف في الحج فهي صلوات وان كانت منسكية الا انها لا علاقة لها بالشمس كما هي مواقيت صلاة المنسك اليومية
من النص الشريف تثور في العقل ثائرة تطالب العقل ان يعقل علاقة الصلاة بذهاب السيئات لتحل محلها الحسنات (ان الحسنات يذهبن السيئات) وفيها (ذكرى للذاكرين) وما علاقة ذكرى الذاكرين بقانون (اقامة الصلاة) وكيف يتم (تقويم الحسنات) لتؤدي وظيفتها الكونية في فاعلية تكوينية ايضا (يذهبن السيئات) وكيف تكون مرابط تلك الفاعلية سببا في ذكرى يتذكرها المكلف (ذلك ذكرى للذاكرين) ... من تلك التساؤلات يتضح ان هنلك (سيئات) تعتري كيان (المصلي المرتبط بمرابط حياتية متعددة وكثيرة) تقيم لديه ذكرى توجب عليه ان يستبدلها بالحسنات لتفعيل قانون تكويني الهي الخلق ان الحسنات تطرد السيئات
العقل المستقل دائما يحتاج فطرته حين يكون مع نصوص القرءان ذلك لان الله قد خاطب عقل الانسان في قرءانه وبالتالي فان فطرة العقل التي يقام الدين بموجبها يجب تكون فعالة بين حامل القرءان والقرءان ولعل الفطرة العقلية سترينا صورة واضحة عن (تذكر السيئات) بشكل مبين فـ (الجائع) يشعر بالاسى والسوء بدءا من اول رحلة للجوع انتهاءا باوجها حين يتلوى الانسان من شدة الجوع فيكون الغذاء طاردا لذلك السوء فالحسنات (المأكل) يذهبن السيئات بموجب قانون الهي مبين ومثلها حين يعطش الانسان فيرى السوء في سيئات العطش فيتذكر ليشرب الماء لتكون تلك الحسنة طاردة لسوء العطش ومثله كثير كثير مثل النوم او عدم الاغتسال وحين يتعرض الجسد الى ضغط من حذاء ضيق مثلا فان الانسان يتذكر ان هنلك سيئة لا بد من طردها بالحسنة حين يستخدم حذاءا اكبر سعة من الحذاء الضيق ومثلها حين يتذكر العبد ان البرد اشتد عليه وهو يتعرض للسوء فيستبدله بالحسن وهو الدفيء ليطرد سوء البرد عن جسده ومثله سوء الحر ومثله سوء الفاقة والفقر ومثله اي سوء يقيم (ذكرى للذاكرين) ... تلك هي فطرة العقل الحر المستقل الذي يستطيع ان يوائم عقلانيته مع المادة العلمية القرءانية ليقيم منها (صلة) بينه وبين محيطه المليء بالصلاة التي تحتاج الى (تقويم) فيكون قد (اقام الصلاة) بفعلها الكينوني كما اراد الله للعبد ان يقيم مقومات الصلاة بمحيطه في الخلق
وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ
ما هي مقومات تلك الصلاة الموصوفة بميقات بـ (طرفي النهار) و (زلفا من الليل) ..؟؟ وهل هي صلاة الفجر والمغرب (طرفا النهار) و (صلاة العشاء) عندما يزلف من الليل زلفا ..؟؟ وعلينا ان نتدبر الوصف القرءاني لـ (طرفي النهار) و (زلفا من الليل) ومن خلال الخطاب القرءاني الشريف تستدرك عقولنا تلك الصفة القرءانية التي بينها النص الشريف وحين نتدبر النص الشريف التالي فان قيمومة تلك الصلاة سوف تتوضح
{وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً }النبأ9
{وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً }النبأ10
{وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً }النبأ11
{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً }الفرقان47
من النصوص الشريفة يتبين ان هنلك عملية (جعل إلهي) ظهر بيانه في النصوص الثلاث من سورة النبأ والنص الشريف من سورة الفرقان ولفظ الـ (جعل) يعني انه منظومة خلق ملزمة في المخلوق فاذا رسخ عند الباحث ان ذلك الجعل النظامي في منظومة الخلق والذي يخص صفة الليل وصفة النهار فان بيان الاية 114 من سورة هود (موضوعة البحث) تلحق صفة الجعل الكوني للنهار بطرفية (نشورا + معاشا) والليل بصفتيه (سباتا + لباسا) موجبا لتقويم رابط (الصلاة) مع تلك الموصوفات (واقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل) وقيامة تلك الصفات تستوجب قيامة رابط مع (النشور والمعاش) ورابط مع (النوم واللباس) في الليل وقيمومة الصلاة في الليل وصفت بوصف (زلفا من الليل) فما هو الزلف في اللسان العربي المبين ... تخريجات لفظ (زلف) قليلة الاستخدام في منطق الناس وقد جاء تصريف جذر زلف في القرءان كما في النصوص التالية
{وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ }الشعراء90
{وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ }الشعراء64
{وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ ءامَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ }سبأ37
{فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ }ص25
لفظ (زلف) في علم الحرف القرءاني يعني (تبادل فعل لـ مفعل وسيلة منقول) ونجد هذا الترشيد واضحا مبينا في الاية 90 من سورة الشعراء اعلاه فالمتقين الذين يمارسون ممارسات (التقوية) تتحول او (يستبدل) مفعل وسيلة ممارساتهم تلك الى غلة يتم جنيها فهم في (جنة) تجني ثمار ممارساتهم للتقوية وهو البديل التفعيلي لما مارسوه فيجنون غلة ما قاموا بتفعيله من وسيلة التقوية .. في الاية 37 من سورة سبأ اعلاه يبين الله سبحانه ان الاموال والاولاد لا تفعل وسيلة تبادلية ليقترب العبد من ربه فمفعل وسيلة القربى لله (بالتي تقربكم عندنا زلفى) تمتلك مفعل وسيلة ناقلة اخرى الا وهي (إِلَّا مَنْ ءامَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا) وما الاموال .. ولا الاولاد تصلح لتكون مفعل وسيلة التقرب لله (إلا) من عمل صالحا ويتضح ان لفظ (زلف) هو (مفعل وسيله بديله) تتحصل في الليل تحتاج الى تقويم الصلة فيها فما الذي يحصل في الليل من مفعل وسيلة بديلة ... انه النوم بديل الصحو وهو يحتاج الى رابط متصل (صلاة) والنص الشريف الذي يبين قانون كوني (ان الحسنات يذهبن السيئات) واضح مبين في الفاعلية المستبدلة في الليل ففي النهار معاش ونشور مصحوبا بصحوة عقل وفي الليل لباس ونوم ففي الليل (ينعس الانسان) وعقله يتذكر انه ينعس وكلما زاد النعاس كلما ظهرت مظاهر سيئة على صحوة الفرد وحين النوم تذهب السيئات ..!!
تقويم الرابط الذي يربط الانسان بطرفا النهار يقيم (الصلاة) بين نظام كوني (جعل النشور) + (جعل المعاش) وهي صلاة لها مقومات محيطة بالانسان وهنا تظهر دستورية النص الشريف وشموليته فعقل الانسان تتفعل فيه ذكرى الصفة السيئة من خلال نتائج الممارسة فيوجب عليه ان يمارس محاسن الفعل ليذهب تلك الصفات السيئة سواء في بيع او شراء او ماكل وملبس واي نشاط ينشط به وتلك الدستورية في نظام التكوين تحمل صفة (ذكرى للذاكرين) فالعقل الانساني يدرك ويتذكر حين يرى مظاهر السوء ان تلك المظاهر مأتية بسبب خطأ في الممارسة وان طرد السوء بالحسنة من الانشطة له قانون تنظيمي مجعول من قبل الخالق لذلك فان نشاط الانسان يجب ان يخضع الى معيار عقلي (ذكرى) يتذكر فيه الانسان خطأه لغرض طرد سوء الخطيئة بمحاسن الافعال فعلى سبيل المثال حين يظهر سوء (صداع الرأس) عند شخص ما فلا يحق له ان يبتلع قرص الاسبرين كلما تصدع رأسه بل عليه ان (يتذكر) الخطأ الذي تم تقويمه بصلة خاطئة مع محيطه ليطرد السوء بتقويم الصلاة من خلال اقامة رابط (الحسنى) في نظم الخلق المحيطة بالانسان فابتلاع قرص الاسبرين لا ينفي الخطأ الذي اظهر السوء في الرأس وابتلاع قرص الاسبرين لا يذهب الصداع بل يخفي الالم وسرعان ما يظهر تارة اخرى فالسوء لم يذهب بقرص الاسبرين بل حسن الاتصال بمرابط الخلق المحيطة بالشخص هي السبيل الدستوري للخلاص من السيئات ومنها صداع الراس المتكرر
انها ذكرى للذاكرين الا ان كثيرا من الناس لا يذكرون بل يقلدون غيرهم بممارسات ضالة بسبب الابتعاد الشاسع عن نظم الله وما جعله في منظومته والتي يمكن ادراكها فطرة فالذي يتصدع رأسه عليه ان يستبدل فاعليات الصلة بمحيطه ويبدأ بتسقيط الاسباب واحدا بعد الاخر ويراقب كيف تذهب السيئات بحضور فعال للحسنات اما الاعتماد على التراكم المعرفي الذي عليه الناس يجعل حامل القرءان عرضة للضلال
{وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ }الأنعام116
صلاة طرفي النهار لها قيمومة ربط بمنظومة الله الحسنى وليس بمنظومة من غير الله او من دون الله وتشمل طرفا النهار المجعولين من الله (المعاش والنشور) وان الليل في فاعلية بديلة (زلف) يستوجب الاتصال بها بمحاسن منظومة الله وتلك الممارسات تحتاج الى ذكرى يستذكرها كل ناشط ليقوم بافراز مظاهر السوء ليطردها من كيانه الجسدي وكيانه المادي والعقلي لينجو بنعمة الخالق وتخصص برحمة الهية وحامل العقل لا يحتاج الى خبير يدله على الحسنات ليطرد السيئات لان فطرة العقل هو وعاء تكليفي غير منقوص بها يقام الدين
{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }الروم30
الانسان حين ينشأ في مجتمعه (محيطه) يقوم بربط مرابطه (صلاته) بما وجد عليه اهله ومؤهليه وهو يسمع من مجتمعه (محاسن) تلك الصلاة سواء في مطعم او ملبس او مسكن او اي نشاط ءاخر ويتصور كل شخص ان محيطه المجتمعي صائب في ما اختار من صلاة (مرابط) مع نظم فعالة قائمة فيهم الا ان تلك الصفة تكون صالحة اذا كان المجتمع المحيط بالفرد مجتمع مثالي لا يظهر فيه السوء او الفساد ابدا ومثل تلك المثالية لا تتوفر الا في قرية افلاطون الاسطورية فيكون من يريد ان (يحسن حاله) ان يعير كل رابط صلاة في طرفي النهار (العيش والنشور) وان يعير كل رابط من مرابط نشاط الانسان في الليل فما هو حسن في النهار لن يكون حسنا في الليل فكثير من الناس مثلا يدركون ان وجبة الاكل في الليل يجب ان تكون اقل منه في النهار وان الملابس المنزلية الخفيفة والفضفاضة في الليل من محاسن الاستراحة بما يختلف عن انشطة النهار
اقامة الرابط في محيط الفرد في طرفي النهار (النشور والمعاش) هو الاكثر عرضة للسوء ذلك لان كثير من الناس يتعاملون مع مرابط مجهولة (منكرة) غير معروفة الاصل فهذا (مثلا) يبيع عصير في شارع المدينة والفرد لا يعلم ما الذي اضيف لهذا العصير من مرابط لونية او من مادة السكروز (السكر الصناعي) بديلا عن المواد الطبيعية فلا طاعة ولا تطوع لجعل طرف المعاش مع ذلك العصير وبائعه لان اقامة الصلة تستوجب الطمأنينة بموجب الدستور القرءاني
{فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً }النساء103
فلا صلاة الا حين يطمأن العقل ان رابط الصلة قد تم مع منظومة الجعل الالهي وليس من جعل بشري مضل في وصف الحسنات وما هي الا سيئات وصفها مستثمريها على انها حسنة الوصف فاقامة الصلاة بها تقيم فعلا مرتدا ذلك لان القانون الالهي في (ان الحسنات يذهبن السيئات) له نتيجة ارتدادية فيتحول الى (ان السيئات يذهبن الحسنات) وهي راشدة يعرفها مؤهلي الهندسة العكسية فالقانون ينقلب على ضده في النتيجة اذا كان حامل العقل لا يستخدم عقله
ما هي فائدة القرءان حين نقبله بقبلات قدسية ونقرأ نصوصه بصوت رخيم ونحن لا نستلهم ونستبصر ما جاء فيه ..؟؟!!
وتلك ذكرى للذاكرين
الحاج عبود الخالدي
تعليق