صدق الصدقات
من أجل فهم البيان القرءاني
(إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (التوبة:60)
دأب الفكر الاسلامي على ثابتة فهم في الصدقات حين تكون (مالا) يؤتى للفقير بصفته (جلد للذات) التي تحب حيازة المال لغرض ارضاء الله سبحانه وتم تصوير الصدقات بصفتها (إمتحان إلهي) يمتحن به عباده ليرى من منهم مطيع ومن منهم في غير طاعته ... الله يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور وكل ما يدور في خلد عقل الانسان يعلمه الله فلا يمكن ان يقوم من يتصف بتلك الصفات العظيمة في حاجة ليمتحن عبده ..! القرءان يؤكد في خطابه الشريف ان (الصدقات) هي (فرض) فرضه الله على عباده (فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ) ولتلك الفريضة مماسك علمية تؤتي ثمارا تطبيقية وردت في نصوص قرءانية تؤكد ان الصدقة يقابلها فعل ارتدادي مهم وخطير الا وهو (التكفير عن السيئة) التي التحقت بالمتصدق من سابق فعل فعله
(إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (البقرة:271)
التكفير عن السيئة وردت بشكل يحفز العقل لامساك وظيفة لفظ (كفر) حيث لا يزال المسلمون يستخدمون لفظ الكفر في وصف تعبدي حصري فالكافر هو دائما ذلك الشخص الذي يحمل عقلا لا يعترف بالله الخالق ولا يلتزم بتعاليمه ... وان كان ذلك الاستخدام للفظ (كفر) هو حق في تطبيق واصفة الكافر الا ان ذلك لا يعني ان لفظ (كفر) يكون حصرا في مقاصد (الكفر بالله) بل يوجد موصوف اخر لن يكون بصفة الكفر بالله وفي النص الشريف من سورة البقرة استخدم لفظ (كفر) في (يكفر عن سيئاتكم) وبالتالي نمسك ماسكة عقل في استخدام لفظ (كفر) لن تكون (كفر بالله) بل (كفر بالسيئات) ونرى في النص ادناه حلا لاشكالية فهم عقلاني
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ ءامَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (يّـس:47)
في ذلك النص يكون القائلين (ان لو يشاء الله اطعمه) انما هم (كافرين) بالصدقات والذين (امنوا) هم الذين قاموا بـ (تأمين) سيئاتهم بالصدقات وهذا التخريج ليس من بناء فكري في (رأي) بل من واقع نحياه فكثير من غير المؤمنين ينفقون على الفقراء فهم يتعاملون مع الصدقات بصفتها (غنى حال) للفقير في حين ان الله هو الذي يمسك الرزق بيده فلماذا لا يكون المسئول الاول (الله) في نفاذ تلك المسئولية ليتجرد من (رزق الفقير) ويضعه في عنق من (رزقه الله) فالنص يؤكد ذلك (واذا قيل لهم انفقوا مما رزقكم الله) وعند تدبر النص سنجد ان الله لا يكلف مرزوقا من عباده بالانفاق على اخر (غير مرزوق) لان صفة (الرزاق) في الله لم تستثني احدا من الخلق
(وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (هود:6)
فالقرءان اذن يبين ان الصدقات لا تخص (المتصدق عليه) لاطعامه او كسوته او قضاء حاجة مالية عنده بل ان الصدقات تخص (المتصدق) ليقوم بـ (كفر سيئاته) فالله ليس بعاجز عن رزق الفقراء ...!! فالصدقات كفارة سيئات المتصدق حصرا ولا علاقة لها باطعام الفقير ..!!
(يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ) (البقرة:276)
ففي النص اعلاه (تربية) للصدقات وهي في مقاصد عقلانية واضحة حيث تفعل الصدقات فعلا تكوينيا (علميا) سيكون لها حضور هنا في هذه الدوحة ولها مرابط (علم) كبيرة نرى تلك الصفة الرابطة في البيان القرءاني في بدائل الصيام عند الذين يطيقونه حيث يستبدل الصوم باطعام مسكين ..!!
(وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ)(البقرة: من الآية184)
وذلك اطعام وليس صدقة وسببه المعلن في القرءان هو في عدم قدرة المكلف على الصيام وهو يخص (مسكين) وهو في عربية مبينه (سكن .. مسكن .. مسكين) وهو يعني ان يكون الاطعام في موقع سكن المكلف غير القادر على الصيام لان الطعام من ما ملكت يمين المطعم ويعمل الطعام عمله كبديل للصوم في محيط مستقر الطاعم لان الطعام مما ملكت يمينه فيكون في بطن ساكن بالقرب منه ولتلك الصفات مرابط علم عظيم عرفها علماء المادة الا انهم لا يفهمون كينونتها وهي في عنوان علمي معاصر (مبتور علميا) هو (الرنين البايولوجي) ...
صدق ... صدقة ... فالصدقة حاوية الصدق في لسان عربي مبين فالصدق في (الكلام) يعني في اوليات مقاصد نشأة القول في العقل ان هنلك (رابط) يربط (البيان) مع فعل سبق (متنحي) ينقلب سريانه (البيان) الى (حاضر) فالذي يربط (البيان) بفعل مضى انما هو (قلب سريان رابط) من فعل مضى الى (حاضر) منقلب المسار ...!! تلك هي فاعلية الصدقة التي يتصدق بها المتصدق اذ ترتبط بفعل ماضي (سيء) تقلب مساره السيء الى مسار صالح (يكفر عنكم سيئاتكم) في حاضر المتصدق عند تفعيل الصدقة وهو العلم من القرءان في بيان من لسان عربي مبين
الصدق في القول يقلب سريان (البيان) من فعل ماضي الى قول (حاضر)
الصدقة في المال تقلب سريان (السوء) من فعل ماضي الى صلاح حاضر
صداق المرأة من زوجها هو الذي يقلب سريان فاعلية رابطها التكويني من ولي سابق الى ولي حاضر هو (الزوج) فاسموه العرب فطريا (صداق) لذلك كان المهر (الصداق) واجبا في عقد الزواج لانه يقيم رابط بين الزوج في ماله (ما ملكت يمينه) الى ذمة الزوجة (ما تملكت بيمينها) فينعقد العقد والفقهاء يؤكدون ان المهر شرط من شروط (صحة العقد) فان لم يكن مهر (صداق) فان عقد الزواج لا ينعقد ...
الصدقات تذهب السيئات بموجب نظم علمية دقيقة ومبينة للغاية ونحتاج الى همة عقل مسلم لكشف حقائق المنظومة الاسلامية في زمن يجعل الحقيقة مقودا لنشاط الناس كما يفعل (المتحضرون) مع (الحقيقة العلمية)
(إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً) (المزمل:19)
(إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (البقرة:271)
التكفير عن السيئة وردت بشكل يحفز العقل لامساك وظيفة لفظ (كفر) حيث لا يزال المسلمون يستخدمون لفظ الكفر في وصف تعبدي حصري فالكافر هو دائما ذلك الشخص الذي يحمل عقلا لا يعترف بالله الخالق ولا يلتزم بتعاليمه ... وان كان ذلك الاستخدام للفظ (كفر) هو حق في تطبيق واصفة الكافر الا ان ذلك لا يعني ان لفظ (كفر) يكون حصرا في مقاصد (الكفر بالله) بل يوجد موصوف اخر لن يكون بصفة الكفر بالله وفي النص الشريف من سورة البقرة استخدم لفظ (كفر) في (يكفر عن سيئاتكم) وبالتالي نمسك ماسكة عقل في استخدام لفظ (كفر) لن تكون (كفر بالله) بل (كفر بالسيئات) ونرى في النص ادناه حلا لاشكالية فهم عقلاني
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ ءامَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (يّـس:47)
في ذلك النص يكون القائلين (ان لو يشاء الله اطعمه) انما هم (كافرين) بالصدقات والذين (امنوا) هم الذين قاموا بـ (تأمين) سيئاتهم بالصدقات وهذا التخريج ليس من بناء فكري في (رأي) بل من واقع نحياه فكثير من غير المؤمنين ينفقون على الفقراء فهم يتعاملون مع الصدقات بصفتها (غنى حال) للفقير في حين ان الله هو الذي يمسك الرزق بيده فلماذا لا يكون المسئول الاول (الله) في نفاذ تلك المسئولية ليتجرد من (رزق الفقير) ويضعه في عنق من (رزقه الله) فالنص يؤكد ذلك (واذا قيل لهم انفقوا مما رزقكم الله) وعند تدبر النص سنجد ان الله لا يكلف مرزوقا من عباده بالانفاق على اخر (غير مرزوق) لان صفة (الرزاق) في الله لم تستثني احدا من الخلق
(وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (هود:6)
فالقرءان اذن يبين ان الصدقات لا تخص (المتصدق عليه) لاطعامه او كسوته او قضاء حاجة مالية عنده بل ان الصدقات تخص (المتصدق) ليقوم بـ (كفر سيئاته) فالله ليس بعاجز عن رزق الفقراء ...!! فالصدقات كفارة سيئات المتصدق حصرا ولا علاقة لها باطعام الفقير ..!!
(يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ) (البقرة:276)
ففي النص اعلاه (تربية) للصدقات وهي في مقاصد عقلانية واضحة حيث تفعل الصدقات فعلا تكوينيا (علميا) سيكون لها حضور هنا في هذه الدوحة ولها مرابط (علم) كبيرة نرى تلك الصفة الرابطة في البيان القرءاني في بدائل الصيام عند الذين يطيقونه حيث يستبدل الصوم باطعام مسكين ..!!
(وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ)(البقرة: من الآية184)
وذلك اطعام وليس صدقة وسببه المعلن في القرءان هو في عدم قدرة المكلف على الصيام وهو يخص (مسكين) وهو في عربية مبينه (سكن .. مسكن .. مسكين) وهو يعني ان يكون الاطعام في موقع سكن المكلف غير القادر على الصيام لان الطعام من ما ملكت يمين المطعم ويعمل الطعام عمله كبديل للصوم في محيط مستقر الطاعم لان الطعام مما ملكت يمينه فيكون في بطن ساكن بالقرب منه ولتلك الصفات مرابط علم عظيم عرفها علماء المادة الا انهم لا يفهمون كينونتها وهي في عنوان علمي معاصر (مبتور علميا) هو (الرنين البايولوجي) ...
صدق ... صدقة ... فالصدقة حاوية الصدق في لسان عربي مبين فالصدق في (الكلام) يعني في اوليات مقاصد نشأة القول في العقل ان هنلك (رابط) يربط (البيان) مع فعل سبق (متنحي) ينقلب سريانه (البيان) الى (حاضر) فالذي يربط (البيان) بفعل مضى انما هو (قلب سريان رابط) من فعل مضى الى (حاضر) منقلب المسار ...!! تلك هي فاعلية الصدقة التي يتصدق بها المتصدق اذ ترتبط بفعل ماضي (سيء) تقلب مساره السيء الى مسار صالح (يكفر عنكم سيئاتكم) في حاضر المتصدق عند تفعيل الصدقة وهو العلم من القرءان في بيان من لسان عربي مبين
الصدق في القول يقلب سريان (البيان) من فعل ماضي الى قول (حاضر)
الصدقة في المال تقلب سريان (السوء) من فعل ماضي الى صلاح حاضر
صداق المرأة من زوجها هو الذي يقلب سريان فاعلية رابطها التكويني من ولي سابق الى ولي حاضر هو (الزوج) فاسموه العرب فطريا (صداق) لذلك كان المهر (الصداق) واجبا في عقد الزواج لانه يقيم رابط بين الزوج في ماله (ما ملكت يمينه) الى ذمة الزوجة (ما تملكت بيمينها) فينعقد العقد والفقهاء يؤكدون ان المهر شرط من شروط (صحة العقد) فان لم يكن مهر (صداق) فان عقد الزواج لا ينعقد ...
الصدقات تذهب السيئات بموجب نظم علمية دقيقة ومبينة للغاية ونحتاج الى همة عقل مسلم لكشف حقائق المنظومة الاسلامية في زمن يجعل الحقيقة مقودا لنشاط الناس كما يفعل (المتحضرون) مع (الحقيقة العلمية)
(إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً) (المزمل:19)
الحاج عبود الخالدي
تعليق