دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

صدق الصدقات

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صدق الصدقات

    صدق الصدقات

    من أجل فهم البيان القرءاني

    (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (التوبة:60)


    دأب الفكر الاسلامي على ثابتة فهم في الصدقات حين تكون (مالا) يؤتى للفقير بصفته (جلد للذات) التي تحب حيازة المال لغرض ارضاء الله سبحانه وتم تصوير الصدقات بصفتها (إمتحان إلهي) يمتحن به عباده ليرى من منهم مطيع ومن منهم في غير طاعته ... الله يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور وكل ما يدور في خلد عقل الانسان يعلمه الله فلا يمكن ان يقوم من يتصف بتلك الصفات العظيمة في حاجة ليمتحن عبده ..! القرءان يؤكد في خطابه الشريف ان (الصدقات) هي (فرض) فرضه الله على عباده (فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ) ولتلك الفريضة مماسك علمية تؤتي ثمارا تطبيقية وردت في نصوص قرءانية تؤكد ان الصدقة يقابلها فعل ارتدادي مهم وخطير الا وهو (التكفير عن السيئة) التي التحقت بالمتصدق من سابق فعل فعله

    (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (البقرة:271)

    التكفير عن السيئة وردت بشكل يحفز العقل لامساك وظيفة لفظ (كفر) حيث لا يزال المسلمون يستخدمون لفظ الكفر في وصف تعبدي حصري فالكافر هو دائما ذلك الشخص الذي يحمل عقلا لا يعترف بالله الخالق ولا يلتزم بتعاليمه ... وان كان ذلك الاستخدام للفظ (كفر) هو حق في تطبيق واصفة الكافر الا ان ذلك لا يعني ان لفظ (كفر) يكون حصرا في مقاصد (الكفر بالله) بل يوجد موصوف اخر لن يكون بصفة الكفر بالله وفي النص الشريف من سورة البقرة استخدم لفظ (كفر) في (يكفر عن سيئاتكم) وبالتالي نمسك ماسكة عقل في استخدام لفظ (كفر) لن تكون (كفر بالله) بل (كفر بالسيئات) ونرى في النص ادناه حلا لاشكالية فهم عقلاني

    (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ ءامَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (يّـس:47)

    في ذلك النص يكون القائلين (ان لو يشاء الله اطعمه) انما هم (كافرين) بالصدقات والذين (امنوا) هم الذين قاموا بـ (تأمين) سيئاتهم بالصدقات وهذا التخريج ليس من بناء فكري في (رأي) بل من واقع نحياه فكثير من غير المؤمنين ينفقون على الفقراء فهم يتعاملون مع الصدقات بصفتها (غنى حال) للفقير في حين ان الله هو الذي يمسك الرزق بيده فلماذا لا يكون المسئول الاول (الله) في نفاذ تلك المسئولية ليتجرد من (رزق الفقير) ويضعه في عنق من (رزقه الله) فالنص يؤكد ذلك (واذا قيل لهم انفقوا مما رزقكم الله) وعند تدبر النص سنجد ان الله لا يكلف مرزوقا من عباده بالانفاق على اخر (غير مرزوق) لان صفة (الرزاق) في الله لم تستثني احدا من الخلق

    (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (هود:6)

    فالقرءان اذن يبين ان الصدقات لا تخص (المتصدق عليه) لاطعامه او كسوته او قضاء حاجة مالية عنده بل ان الصدقات تخص (المتصدق) ليقوم بـ (كفر سيئاته) فالله ليس بعاجز عن رزق الفقراء ...!! فالصدقات كفارة سيئات المتصدق حصرا ولا علاقة لها باطعام الفقير ..!!

    (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ) (البقرة:276)

    ففي النص اعلاه (تربية) للصدقات وهي في مقاصد عقلانية واضحة حيث تفعل الصدقات فعلا تكوينيا (علميا) سيكون لها حضور هنا في هذه الدوحة ولها مرابط (علم) كبيرة نرى تلك الصفة الرابطة في البيان القرءاني في بدائل الصيام عند الذين يطيقونه حيث يستبدل الصوم باطعام مسكين ..!!

    (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ)(البقرة: من الآية184)

    وذلك اطعام وليس صدقة وسببه المعلن في القرءان هو في عدم قدرة المكلف على الصيام وهو يخص (مسكين) وهو في عربية مبينه (سكن .. مسكن .. مسكين) وهو يعني ان يكون الاطعام في موقع سكن المكلف غير القادر على الصيام لان الطعام من ما ملكت يمين المطعم ويعمل الطعام عمله كبديل للصوم في محيط مستقر الطاعم لان الطعام مما ملكت يمينه فيكون في بطن ساكن بالقرب منه ولتلك الصفات مرابط علم عظيم عرفها علماء المادة الا انهم لا يفهمون كينونتها وهي في عنوان علمي معاصر (مبتور علميا) هو (الرنين البايولوجي) ...

    صدق ... صدقة ... فالصدقة حاوية الصدق في لسان عربي مبين فالصدق في (الكلام) يعني في اوليات مقاصد نشأة القول في العقل ان هنلك (رابط) يربط (البيان) مع فعل سبق (متنحي) ينقلب سريانه (البيان) الى (حاضر) فالذي يربط (البيان) بفعل مضى انما هو (قلب سريان رابط) من فعل مضى الى (حاضر) منقلب المسار ...!! تلك هي فاعلية الصدقة التي يتصدق بها المتصدق اذ ترتبط بفعل ماضي (سيء) تقلب مساره السيء الى مسار صالح (يكفر عنكم سيئاتكم) في حاضر المتصدق عند تفعيل الصدقة وهو العلم من القرءان في بيان من لسان عربي مبين

    الصدق في القول يقلب سريان (البيان) من فعل ماضي الى قول (حاضر)

    الصدقة في المال تقلب سريان (السوء) من فعل ماضي الى صلاح حاضر

    صداق المرأة من زوجها هو الذي يقلب سريان فاعلية رابطها التكويني من ولي سابق الى ولي حاضر هو (الزوج) فاسموه العرب فطريا (صداق) لذلك كان المهر (الصداق) واجبا في عقد الزواج لانه يقيم رابط بين الزوج في ماله (ما ملكت يمينه) الى ذمة الزوجة (ما تملكت بيمينها) فينعقد العقد والفقهاء يؤكدون ان المهر شرط من شروط (صحة العقد) فان لم يكن مهر (صداق) فان عقد الزواج لا ينعقد ...

    الصدقات تذهب السيئات بموجب نظم علمية دقيقة ومبينة للغاية ونحتاج الى همة عقل مسلم لكشف حقائق المنظومة الاسلامية في زمن يجعل الحقيقة مقودا لنشاط الناس كما يفعل (المتحضرون) مع (الحقيقة العلمية)



    (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً) (المزمل:19)

    الحاج عبود الخالدي
    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ


  • #2
    رد: صدق الصدقات

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
    مقام الانفاق هو مقام الكرماء الذين اصطفاهم الله تعالى
    لصنائع المعروف واغاثة الملهوف
    والصدقة تطفىء غضب الرب كما يطفيء الماء نار الحطب
    ومع ذلك لم يعمل العاملون لهذه الأعمال
    الا لغضب الجبار وغذاب النار
    لأنهم أرادوا الدنيا بأعمالهم
    ولم يريدوا وجه الله تعالى
    الذي يقول :
    {مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ }الشورى20
    وكأن الأعمال الصالحة في ظاهرها
    والتي يراد بها مدح الناس وثناؤهم
    نوع من أنواع الشرك والله تعالى لا يغفر أن يشرك به
    أما اذا صلحت النية وكانت خالصة لوجه الله تعالى
    أثيب صاحبها ولو لم يتم عمله
    أو لم يتخذ صورة العمل الصالح
    في نظر الناس لظروف خارجة عن ارادة العامل
    فان صدق النية يكون سببا في صدق الصدقة
    وذلك فضل الله يؤتية من يشاء
    وصدق القائل:
    نية المرء خير من عمله.
    شكرا لأثارتكم الكريمة ... سلام عليكم .

    تعليق


    • #3
      رد: صدق الصدقات

      السلام عليكم
      شيخنا الحاج الخالدي
      بما ان الصدقة تخص المتصدق ليقوم بكفر سيئاته
      ماذا عن التصدق للميت ؟؟ هل يصل الثواب للميت
      حيث يكثر خطباء المساجد من حديث ورد عن النبي ‏
      عليه الصلاة والسلام وهو "اذا مات ابن آدم انقطع ‏
      عمله الا من ثلاث:صدقة جاريه او علم ينتفع به او ولد
      صالح يدعو له" وهو حديث مشهور
      ام ان الانسان ليس له الا ماسعى وهو حي في ‏
      دار التكليف.
      ........

      تعليق


      • #4
        رد: صدق الصدقات

        المشاركة الأصلية بواسطة النائف مشاهدة المشاركة
        السلام عليكم
        شيخنا الحاج الخالدي
        بما ان الصدقة تخص المتصدق ليقوم بكفر سيئاته
        ماذا عن التصدق للميت ؟؟ هل يصل الثواب للميت
        حيث يكثر خطباء المساجد من حديث ورد عن النبي ‏
        عليه الصلاة والسلام وهو "اذا مات ابن آدم انقطع ‏
        عمله الا من ثلاث:صدقة جاريه او علم ينتفع به او ولد
        صالح يدعو له" وهو حديث مشهور
        ام ان الانسان ليس له الا ماسعى وهو حي في ‏
        دار التكليف.
        ........
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        هنلك نوعين من الاباء حسب ما ورد في نصوص القرءان

        النوع الاول : الاباء المؤمنين

        {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً }نوح28

        {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ }إبراهيم41

        الصفة التي وصفها القرءان في دستورية طلب المغفرة للغير هو ان يكونوا مؤمنين ورب تساؤل يطفو في العقل في كيفية طلب المغفرة للمؤمن اذا كان مؤمن فهو لا يحتاج المغفرة لايمانه ... الا ان المغفرة هو السعي لاصلاح الخطأ الذي وقع فيه المؤمن سواء كان من الوالدين او من الاهل او المعارف فليس الخطيئة في خطأ مباشر بل قد يحصل خطأ غير مباشر من المؤمن وعلى سبيل المثال لو ان المؤمن شاهد نجاسة في احد الجوامع ولم يرفعها فهو قد ارتكب (خطأ غير مباشر) من خلال موقفه السلبي ومن ذلك يتضح ان

        (السكوت على الخطيئة خطيئة)

        الصدقات عن الاباء لا تغفر ذنوب الاباء جميعا بل تسهم في مغفرة (مشفوعة) من الابناء في ذمة المتوفي الماليه اما الخطايا الاخرى فتحتاج الى منهج استغفاري يخص موضوع الخطيئة نفسها فلو ان الاب مثلا قهر يتميا فان استغفار ذنب الاب سيكون في (جبر خاطر يتيم مثله) وهي (شفاعة من الابن لابيه) سواء كانت مادية كالصدقات او فعل مادي غير مالي مثل الحج نيابة عن الاب للاستغفار عن خطيئته في عدم حجه رغم استطاعته للحج

        {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ }لقمان14

        هذا النص لا يسقط عند وفاة الوالدين وانتقالهما الى الدار الاخرى حيث يكون الشكر للوالدين ببرهما وهم في حاوية الموت او في حاوية الحياة واهم ما يفعله الابن لشكر ابواه هو (ان يكون صالحا) يقوم باصلاح كل خطيئة يراها حين تقترب منه سواء كان بخطأ من عنده او بخطأ من غيره واصلاح الخطأ هو (الصلاح) الذي ركز عليه الخطاب القرءاني ففي اصلاح الخطأ بموجب نظم الله يقوم منهج التقوية فيكون المصلح (تقيا) اي (حاوي القوة) وتلك المراشد الفكرية من قرءان ربنا بلسان عربي مبين يربط بين اصلاح الخطأ و (الصالحين) او الذين يعملون الصالحات فلفظ (تصليح من لفظ صالح) وذلك منهج (حق) لان القرءان بلسان عربي مبين ومنها القوة والتقوى وهما لفظان من جذر عربي واحد ... صلاح الولد هو شكر الابوين وهو الصدقة الجارية التي (تشفع) للوالدين يوم لا ينفع مال ولا بنون بل يكون الولد الصالح المصلح القائم على تصليح الخطايا هو جزء من (الباقيات الصالحات)

        {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً }الكهف46

        {رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ ءابَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }غافر8

        في هذا النوع من الاباء (المؤمنون) تقوم مشكلة فكل ابن يتعاطف مع ابويه ويتصورهما صالحين في حين تكون معايير الايمان عندهم غير موزونه ذلك لان معايير الايمان المعاصرة تختلف عن معايير الايمان قبل الحضارة ففي زمن الحضارة كان كل شيء طبيعي والناس محكومون بالطبيعة وما تثمر تلك الطبيعة وقاموس الخطايا قاموس قليل المفردات اما في زمن الحضارة فالمتحضرون تلاعبوا بالطبيعة بل تحكموا بها واخرجوها من طبيعتها التي فطرها الله فيها فلو اخذت تفاحة معاصرة (مثلا) فهي ليست من طبيعة الخلق لان المتحضرون في الهندسة الوراثية تحكموا بجيناتها واخرجوها من طبيعتها فاذا كان ابي قد اطعمني كثيرا من تلك التفاحة فهو قد ارتكب خطيئة بحقي لانه ابي وكان من المفترض عليه في ايمانه ان ياتيني بغذاء طاهر ففي صغري لم اكن افقه تلك الامور وحين كبرت ووجدت ان اعتلال جسدي كان بسبب سوء الغذاء (غذاء خاطيء) فان ابي هو المسؤول امام الله فحين يرى مرضي قد يتعذب اكثر مني وذلك المثل ينطبق على كل الخطايا التي يفعلها الابوين في صغر اولادهما رغم ان معايير الصلاح عندهم بموجب المعايير القديمة تصفهم بالايمان لصلاتهم الدائمة وصومهم واعتدالهم في علاقاتهم بالناس ويبحثون عن الحرام والحلال بموجب النظم الاسلامية القديمة الا انهم شربوا رحيق الحضارة المعاصر وارتكبوا اخطاء فادحة بحق ابنائهم رغم معيارهم الايماني النافذ في صومهم وصلاتهم ودفعهم للزكاة

        النوع الثاني : غير المؤمنين

        {إِنَّا ءامَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى }طه73

        فالايمان بالله هو للتكفير عن الخطايا التي اكره عليها المكلف وتلك الصفة ظاهرة مبينة في زمننا المعاصر للاسباب التي وردت في السطور السابقة لان كثيرا من الناس لم يتم انذار ابائهم وقد وردت تذكرتهم في القرءان (لتنذر قوما ما انذر اباؤهم فهم غافلون) فالحقنة الطبية في زمننا مثلا لم يتم انذار الاباء بها فاستخدموها بافراط لاولادهم وحملوا الابناء خطايا عظام في اعتلال اجسادهم كما ان احدا لم يبلغ الاباء ان المواد (غير العضوية) تضر الجسد وتفسد فيه فهي (ميتة) لا حياة في مكوناتها كما هي المواد العضوية لذلك وجدنا الاباء يفرطون في استخدام الادوية الكيميائية لان الخطاب الديني القديم كان يتعامل مع الميتة في الحيوان النافق فقط فلم يكن للمادة غير العضوية اي مدخل في مطعم الانسان اما اليوم فان الاغذية مختلطة كثيرا بمواد غير عضوية كالالوان والمطيبات والنكهات وكثير من الحوامض الخفيفة يتم خلطها مع الاغذية الحضارية وعلى راسها الادوية فالاباء لم يكونوا قد امنوا كيانهم واولادهم في نظم الهية رغم صلاتهم وصومهم الا انهم غير مؤمنين ونقلوا الينا منقصة جسدية عبر الانجاب المشوب بشراكة مع النظم المعاصرة من خلال المأكل غير الحلال فجاء الاولاد معوقين من رجال ظهر عليهم الايمان ظاهرا الا انهم في حقيقتهم كافرون بنظم الله وان لم يتم انذارهم فاصبح لزاما علينا ان نقرأ القرءان لان القرءان في (لينذر من كان حيا) عسى ان يتم اصلاح خطيئة الاباء والابناء معا وهنا قول ابراهيم لابيه في مصدرية قرءانية دستورية تلزم الباحث عن الحقيقة الزاما دستوريا حاكما

        {قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً }مريم47

        وحين نعود الى المدرسة الدينية التقليدية فان ابو ابراهيم كان يعبد غير الله وسميت (اصنام) ففي زمننا لا توجد اصنام كاصنام السابقين من صخر منحوت او امثاله الا ان زمننا مليء باصنام من مادة اخرى كما هي الاوطان والحكومات والاحزاب والمذاهب فهي جميعا اصنام معبودة وحين يكون الفرد على ملة ابراهيم سيجد ان اباه ما كان مؤمنا رغم صومه وصلاته وجاء القرءان بحكم ذلك النوع من الاباء

        {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ }التوبة114

        وهنا معيار قرءاني ملزم يوجب بموجبه قطع العلاقة بين الابن واباه (تبرأ منه) والمعيار هو ان الاب حين يكون (عدو الله) ومثل تلك العداوة لله لا تمتلك ثقافة عقائدية محددة فكيف يكون الاب عدوا لله ..؟؟ واين هو الله لنعاديه ..؟؟ وما هي موضوعية عداوة الله .. لا احد يعرف بل توجد مساحات خطابية كثيرة لاعداء الله الا انها لا تفي الحاجة حين يريد العبد ان يعرف موضوعية العداء لله في المفصل الذي يحتاج فيه الى البراءة من ابيه ... اذا (تعدى الانسان) حدود الله فهو (عدو الله) واذا (اعتاد الانسان) ان يفضل نظم بشرية على النظم الالهية فهو قد (عادى) الله وعلى سبيل المثال من طلب الرزق من شطارته او دكانه او مشروعه الصناعي وتصور ان الرزق يؤتى من تلك الممارسات فيكون قد (تعدى نظم الله) فهو عدو الله وبالتالي لا يكون من المؤمنين وان صام وصلى ومن بحث عن العز والامان في كيان وطنه وحكومته فهو قد (تعدى) نظم الله التي وعد عباده فهو ليس بمؤمن وان صام وصلى وفي تلك الحالة يستوجب البراءة من ذلك الاب الذي ترك اثار خطيئته في ابنه فاستوجب الاستغفار لتلك الخطيئة التي احتواها الابن من ابيه وهي من دستورية النص الشريف (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ) والموعدة هنا ليست كما هو الوعد في مقاصدنا بل هو في ما تركه ابو ابراهيم من اثار (موعودة) في نظم الخلق وهي في وعد الهي لعقاب المخطئين فيكون ابراهيم في استغفار خطيئة اباه الا انها ليست لاباه بل له هو ليشفى من سوئها الذي حمل ابراهيم وزرها بصفته (ضحية اباه)

        هنلك كثير من الناس حلت في اجسادهم مظاهر السوء بسبب اخطاء الوالدين سواء كانت اخطاء في حرمات عامة او اخطاء في حرمات خاصة مثل مأكل السوء او مهنة السوء فالذين يمتهنون مهن خطرة اشعاعيا (مثلا) فانهم يصيبون اولادهم بسوء يظهر بعد الولادة بتشوهات خلقية قد تدوم طيلة حياة الضحية والقرءان يمنحنا منهج الخلاص هو في (البراءة من الاب) ولا يشترط ان تكون البراءة لفظية ومعلنة بين الناس كأن يزعل الابن من اباه ويهجره او يواجهه بكلام قاسي بل ما يحتاجه ابراهيم هو (البراءة العلمية) من افعال الاب السابقة التي تركت في الابن مساويء ظاهرة ويستطيع الابن ان يكظم غيظه على ابويه حين يكتشف ان مصدر السوء الذي هو فيه جاء من ابويه فيبقى ودودا معهما في حياتهما (وصاحبهما في الدنيا معروفا) وفي مماتهما (ان اشكر لي ولوالدي) الا انه يبحث عن (موضوعية الخطيئة) فيعلن لنفسه البراءة من اباه فيها ويبدأ باصلاح ما افسده الابوين وتلك هي (الصدقة الحق) التي يقدمها الابن الى ابويه حين يصلح خطيئتهما ورغم حرج تلك المهمة وقساوتها الا انها المنهج الوحيد في الخلاص من مساويء الاباء ونسمع القرءان

        {وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً }نوح26

        {إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً }نوح27

        فالاب حين جاء بمأكل حضاري سيء لاولاده كان مديرا لمنهج الغذاء لداره فهو (ديارا) اطعم ابناؤه اطعمة خارجة عن طبيعة الخلق التي فطرها الله فحمل الاولاد وزر الاباء فكان المثل الشريف في (نوح النواح) ان لا يذر على الارض كافر ديار لانهم هم الذين يضلون عباد الله و (لا يلدوا الا فاجرا كفارا) فالكفر سيكون صحبة الوليد عند ولادته حيث تكون تركيبة الوليد عند ولادته خارجة عن نظم الخلق التي فطرها الله في خلقه

        وما اكثر الولادات الكافرة في زمننا

        السلام عليكم



        قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

        قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

        تعليق


        • #5
          رد: صدق الصدقات

          السلام عليكم

          هل قول الله تعالى في سورتي النمل والأحقاف( وأن أعمل صالحا ترضاه) يتعلق بالوالدين؟ خاصة وأنه لا يوجد صالحا يرضاه الله تعالى وصالحا لا يرضاه من فعل العبد لأن الفعل إذا وصف بالصالح فقد استكمل كل عناصر القبول فيقع في دائرة(ترضاه).

          السلام عليكم

          تعليق


          • #6
            رد: صدق الصدقات

            المشاركة الأصلية بواسطة حامد صالح مشاهدة المشاركة
            السلام عليكم
            هل قول الله تعالى في سورتي النمل والأحقاف( وأن أعمل صالحا ترضاه) يتعلق بالوالدين؟ خاصة وأنه لا يوجد صالحا يرضاه الله تعالى وصالحا لا يرضاه من فعل العبد لأن الفعل إذا وصف بالصالح فقد استكمل كل عناصر القبول فيقع في دائرة(ترضاه).
            السلام عليكم

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

            نعم يقع في الابوين ان كانا صالحين اما اذا كانا غير صالحين او احدهما غير صالح فان الحكم الشريف في القرءان سوف يختلف

            { وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } (سورة لقمان 15)

            وصاحبهما في الدنيا معروفا ... تلك هي حدود صحبة الابوين في (الدنيا) دون طاعتهما فهما او احدهما سجل خروجا على رضوان الله وعندها يقوم منهج مبين (واتبع سبيل من اناب الي) اي ان الانابة لله في امرهما واجب في الابوين الخارجين عن رضوان الله الا ان كثيرا من الناس يهجرون الابوين او يسعون لهجرتهم لانهم غير صالحين فعدم صلاحهم يقع في مسؤليتهم هم عن ما فعلوه اما الابن فهو مسؤول عن نفسه فاذا زحف الابوين تجاه ابنهم بامره ان يشرك بما ليس به علم فلا طاعة لهما شرط ان تكون صحبتهما بالمعروف (ما تعارف عليه الناس) في مجتمعهم وهو يخص الدنيا فقط

            صالحا يرضاه الله هو عنوان كبير لمنهج كبير فكثير من الناس (الناسين) يتصورون انهم مصلحون بل انهم مفسدون فاصلاح الخطيئة يجب ان يقع في ادوات مرتبطة بصراط الله المستقيم فما هي فائدة الاصلاح لمضامين لا ترتبط بصراط الله المستقيم فعندما يكون بعض الناس متصفين مثلا بصفة (مواطن صالح) الا ان نظم الصلاح فيه لا ترتبط بصراط الله المستقيم بل ترتبط بمعايير وطنية وعندما يصحو احد الوطنيين لخطيئته كوطني مخلص لوطنه فيتوب ويصلح حاله ويعتزل السياسة الا انه لا يرجع الى ربه وصراط ربه فهو قد اصلح خطيئته باعتزال الوطنية الا ان اعتزاله ذلك لم يعيده الى التدين الصحيح فكان قد اصلح حاله خارج رضا الله

            ثقافة الدين لرضا الله متصدعة في الفكر الاسلامي وفي الحراك الاسلامي عموما فكثير من الناس يتصدقون على المريض ويشفقون عليه ويتعاطفون معه في ثقافة مجتمعية مناقضة للدين فالمريض هو (مخالف) يقينا والا كيف اصابه المرض ان لم يكن قد اخطأ بحق نفسه لان الله خلق الانسان في احسن تقويم وصفة المرض لا تحمل احسن تقويم بل صفة مرتدة في اسفل سافلين فكيف تكون لمثلهم صدقة (حاوية صدق) وهم في غضبة الله اي خارج (رضا الله) رغم ان هنلك استثناءات خاصة بالمرضى فقد يكون مرضهم عدوان عليهم دون خطيئة منهم مثل الامراض المعدية او ان تكون في زمن انتشار الاوبئة او مرض من عوق ولادي الا ان عموم المرض هو عقوبة الهية ولن يكون المريض محطة صالحة للصدقة

            السلام عليكم
            قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

            قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

            تعليق


            • #7
              رد: صدق الصدقات

              السلام عليكم

              إذا أكل الانسان حق غيره ثم استغفر الله على فعله فإن الإستغفار عمل صالح الا أن الله لا يرضاه لأن الواجب هو رد الحق ثم الاستغفار حتى يرضاه الله .

              وإذا فعل الأب معصية كأن أطعم أبناءه الحرام أو لم يحج مع الاستطاعة ثم دعا له الابن بالمغفرة واستغفر له فإن الدعاء له والاستغفار له وإن كان عملا صالحا إلا أن الله تعالى لا يرضاه بل لا بد أن يتبرأ من الطعام الحرام ويعتزله ويستبدله بالحلال ويحج عن والده ثم يدعو له بالمغفرة فيكون عملا صالحا يرضاه الله.

              أما المعاملة فلا تكون الا بالمعروف من دون هجر لشخص الوالد وانما الهجر يكون للفعل.

              السلام عليكم

              تعليق


              • #8
                رد: صدق الصدقات

                بسم الله الرحمان الرحيم

                لنا رغبة في توسيع مضمون هذا الحوار لتعميم الفائدة ، وجزاكم الله كل خير .

                مقتبس: ( وانما الهجر يكون للفعل)

                وسؤالي : وكيف يكون الامر اذا كان الفعل لصيقا بشخص بعض الاباء ،ولا يستقيم البراءة من هذا الفعل الا بهجر صاحب الفعل ، فقد يجد الابن نفسه بعض الاحيان مضطرا لمسايرة او تحمل تبعات فعل الاب ، في حين ان الشرع يحكم بضرورة البراءة من اي فعل فاحش او مشين .

                ولا بد ان نستعرض هنا - مثلا بسيطا - لتوضيح الرؤيا ، اذ لن تستقيم رؤيتنا للاية ( لا تطعهما ) الا بعرض بعض الامثلة الواقعية ، لان حقيقة الكثير من الابناء يقعون في خطأ طاعة الوالدين في معصية دون ان يدركوا انهم وقعوا في تبعات هذه المعصية وسايروها تحت مفهوم ( المعروف) .

                مثلاً : اذا كان الاب معروف بتعاطيه الخمر ( ونعوذ بالله) ، وكلنا يعلم الحالات التي يكون عليها المخمور ، فمن منا لم يرى مخمورا في الشارع وهو يتلفظ بالفاظ بديئة ورائحة الخمور تفوح منه من بعيد ، ولنتصور هذا الشخص عائد لبيته فيجد الابن او اولاده مضطرين لتحمل نثانة تصرفاته ، بل حتى حمله على اكتافهم ولربما يصل بهم الى تحمل تقيئه على وجوههم ، وتحمل رائحة خمره النثنة ...الخ ...من الامور والافعال التي لا يقبلها عقل مؤمن ، وقبول فعل هذا الاب او تحمل تبعات فعله تدخل في فعل ( الطاعة لهما ) .

                فعدم طاعتهما لا تعني فقط عدم قبول شرب الخمر معه ان دعاك الاب الى هذا الفعل ، بل كذلك عدم قبول تبعات هذا الفعل عليك .

                الامثلة كثيرة حقيقة ، ولكني استعرضت اكثر الامثلة شيوعا في المجتمعات لتبسيط الرؤيا .

                السلام عليكم
                sigpic

                تعليق


                • #9
                  رد: صدق الصدقات

                  المشاركة الأصلية بواسطة الباحثة وديعة عمراني مشاهدة المشاركة
                  بسم الله الرحمان الرحيم

                  لنا رغبة في توسيع مضمون هذا الحوار لتعميم الفائدة ، وجزاكم الله كل خير .

                  مقتبس: ( وانما الهجر يكون للفعل)

                  وسؤالي : وكيف يكون الامر اذا كان الفعل لصيقا بشخص بعض الاباء ،ولا يستقيم البراءة من هذا الفعل الا بهجر صاحب الفعل ، فقد يجد الابن نفسه بعض الاحيان مضطرا لمسايرة او تحمل تبعات فعل الاب ، في حين ان الشرع يحكم بضرورة البراءة من اي فعل فاحش او مشين .

                  ولا بد ان نستعرض هنا - مثلا بسيطا - لتوضيح الرؤيا ، اذ لن تستقيم رؤيتنا للاية ( لا تطعهما ) الا بعرض بعض الامثلة الواقعية ، لان حقيقة الكثير من الابناء يقعون في خطأ طاعة الوالدين في معصية دون ان يدركوا انهم وقعوا في تبعات هذه المعصية وسايروها تحت مفهوم ( المعروف) .

                  مثلاً : اذا كان الاب معروف بتعاطيه الخمر ( ونعوذ بالله) ، وكلنا يعلم الحالات التي يكون عليها المخمور ، فمن منا لم يرى مخمورا في الشارع وهو يتلفظ بالفاظ بديئة ورائحة الخمور تفوح منه من بعيد ، ولنتصور هذا الشخص عائد لبيته فيجد الابن او اولاده مضطرين لتحمل نثانة تصرفاته ، بل حتى حمله على اكتافهم ولربما يصل بهم الى تحمل تقيئه على وجوههم ، وتحمل رائحة خمره النثنة ...الخ ...من الامور والافعال التي لا يقبلها عقل مؤمن ، وقبول فعل هذا الاب او تحمل تبعات فعله تدخل في فعل ( الطاعة لهما ) .

                  فعدم طاعتهما لا تعني فقط عدم قبول شرب الخمر معه ان دعاك الاب الى هذا الفعل ، بل كذلك عدم قبول تبعات هذا الفعل عليك .

                  الامثلة كثيرة حقيقة ، ولكني استعرضت اكثر الامثلة شيوعا في المجتمعات لتبسيط الرؤيا .

                  السلام عليكم
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                  صدق الشيخ حامد صالح جزاه الله خيرا ــ
                  أما المعاملة فلا تكون الا بالمعروف من دون هجر لشخص الوالد وانما الهجر يكون للفعل.

                  الرابط التكويني الذي يربط الاب بابنه لا يمكن تحليله واعدامه بقرار من الابن لانه رابط تكويني خارج حيازة الابن وادارته ودلائل ذلك الرابط كثيرة ومتعددة وجذرية ويمكن ان نطرح بعضها لتأكيد ذلك الرشاد الفكري

                  الاب اذا مات فان الابن يرث اباه سواء كان الاب صالحا او غير صالح

                  الابن اذا مات وليس له عقب فان ابويه يرثاه رضي الابن او لم يرض

                  لا يحق لـ الابن ان يشطب اسم اباه اجتماعيا او رسميا فلا يحق لـ الابن ان يغير اسم اباه حتى مجتمعيا وان اعلن البراءة منه

                  صلاح الاب ليس ضرورة حاكمة في صلاح الابن وان كانت صفته في الصلاح مؤثرة الا انها لن تكون حاكمة حكما مطلقا

                  { لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ
                  وَلَوْ كَانُوا ءابَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } (سورة المجادلة 22)

                  وقيل ان هذه الاية نزلت في الصحابي (ابو عبيدة الجراح) الذي قتل اباه (عبد الله) في معركة بدر !! لانه (عدو الله) في ساحة بدر اما لو كان عبدالله الجراح في منزله فلم يكن الحق لـ ابو عبيدة الجراح ان يقتل اباه لان الاية الشريفة ان المؤمنين (لا يوادون من حاد الله) وعدم الود يتوفر في غير ساحة المعركة اما في ساحة المعركة فان (عدم الود) هو الذي يتوفر في المعركة لان القتال لا يسمح بعدم الود بسبب اختلاف طبيعة ساحة المعركة عن وجود الاب في المنزل او السوق ففي المعركة (قاتل ومقتول) ... حين يريد الاب ان يقتل ابنه عدوانا منه على الابن فهي معركة ويحق لـ الابن ان يدافع عن نفسه من اب ظالم فيقتله الا ان تحت ذلك الحد لا يكون الاب محلا للعدوان عليه بل محلا في (عدم الود معه) وذلك ما نستطيع ان نقيمه من ذكرى في القرءان

                  ان يكون الاب غير صالح ويحمل من السوء والفساد والابن يكون مؤمنا هو موقف قاسي وقساوته حادة الا ان حدود الله رحيمة بالمؤمن فمن يريد ان يتقي سوء اباه غير الصالح فان الله يمنح المؤمن الوسيلة ويمكنه من التخلص من سوء الاب على ان يكون الابن صابرا منيبا الى الله اما اذا تصور ان (الامر بيده) فيعبر حدود الله فان ذلك يجرد الابن من حماية الله له وذلك من رشاد قراني

                  { وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا
                  وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } (سورة لقمان 15)


                  وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ الي هو امر الهي لا يمكن الحيود عنه فمصاحبتهما في الدنيا (معروفا) هو سبيل الانابه الى الله وهو خير الحاكمين لان مرجع الطرفين الى الله ولا يمكن شطب الله والتصرف بعيدا عن دستوره

                  السلام عليكم


                  قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

                  قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

                  تعليق


                  • #10
                    رد: صدق الصدقات


                    بسم الله الرحمان الرحيم

                    فضيلة الحاج عبود الخالدي ، كان هدفي من طرح المثال اعلاه عن ( الاب ) الذي ياتي لبيته مخمورا ، هو للاقتراب اكثر الى فهم الفاصل الذي يفصل عدم طاعة الوالدين في معصية وبين المصاحبة بالمعروف ؟! لاني وجدت الكثير من العلماء بل معظمهم لا يرشحون للابناء قول فاصل في عدم ( طاعتهما ) ان جاهداك !! فالكثير من الاباء ومع الاسف وبسبب نزعتهم السلطوية لا يرضون الا بالطاعة ؟!! وقد يجاهدان الابن حتى لا يبقى للابن مساحة ( للمصاحبة بالمعروف ) ، فهناك من الاباء من يقتل ( ابنه) مثلا مئات المرات في ساحة ربوبية البيت مستغلا بذلك موقعه وسلطته في بيته !!

                    والاية صريحة القول وتقول ( لا تطعهما ) ، ومن يعادي الله في صفة الابن لان الابن اختار دوحة ايمان ، الا يحق لهذا الابن ايقاف هذا الاب عند حده ...؟ فارض الله واسعة ويكون من حق الابناء الاستقلال عن ءابائهم ، حتى تبقى مساحة عاقلة للمصاحبة بالمعروف بين الابناء وءابائهم ، ام نطلب من هذا الابن البقاء في بيت ( اب ) ياتي مخمورا ويفرض على الابناء طقوسه وطاعة تلك الطقوس ! فهذا ما لا تقبله الملة الابراهيمية ...فابراهيم كان معتزلا للسوء ، والاعتزال لا يكتمل ولا يستقيم الا اذا كان اعتزالا فكريا وفعلا ( ماديا) .

                    في هجرة اصحاب الرسول من قريش ، اتسمت بالفصل الفاصل والفرقان بين ( النسب ) والدم الواحد ، كانت هجرة مادية فصلت فيها ( الولاية الضالة) و ( الولاية لله ) .

                    نعم الابن قد يرث اباه ، والاب قد يرث ابنه ، ولكن هذه ( املاك مادية ) اودعها الله تعالى في ( ملك اليمين) وليس ملك الايمان .

                    السلام عليكم





                    sigpic

                    تعليق

                    الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 4 زوار)
                    يعمل...
                    X