التاء الطويلة والتاء القصيرة في فطرة علم القلم
من أجل تفعيل فطرة النطق في القلم
(الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) (العلق:4) ... (عَلَّمَ الأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (العلق:5)
تاء طويلة (ت) و تاء قصيرة (ة) والكلمة رسالة تحمل بيانها على متنها التاء حرف يدل على مقاصد العقل في ان الفعل في حاوية تحويه وتلك مقاصد كل البشر في حرف التاء
سقى ... ساقية ... الساقية حاوية فعل السقي
جر ... جرة ... الجرة حاوية فعل جر الماء
سن .. سنة ... السنة حاوية فعل السنن
سن .. سنت .. سنت حاوية فعل السنن
حين تكون حاوية الفعل تتصف بصفة قائمة ... تكون حاويته في تاء قصيرة (ة)
حين يكون الفعل قد استنفذ قيامته في حاويته... تكون حاويته تاء طويلة (ت)
تاءان لا تختلفان بالنطق (صوتا) والاختلاف يقع في نطق القلم
ذلك لان (الكلمة) رسالة يجب ان تحمل بيانها معها فيكون البيان في اللفظ لكي تبقى الكلمة رسالة تحمل بيانها على متنها
(فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلا سُنَّتَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً)(فاطر: من الآية43)
السنة هي (حاوية السنن) فعندما طلب الله من عباده النظر الى حاوية السنن القديمة وردت في لفظ مرسوم (سنت الذين خلو من قبل) فسنن الله في حاوياتها تكون قد استكملت فاعلياتها (اركانها) فجاءت في النص الشريف (سنت) وحين خوطب حملة القرءان ببيان حاوية سنن تمتك صفة القيام في فعلها وردت الكلمة رسما بالقلم (سنة)
(سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً) (الأحزاب:62)
النص القرءاني يؤكد تلك الصفة بوضوح بالغ
(قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الأَوَّلِينَ) (لأنفال:38)
(مضت سنت الاولين) كما يؤكد ذلك البيان التذكيري نص قرءاني اخر
(فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ) (غافر:85)
فكانت حاوية السنن (سنت الله التي قد خلت في عباده)
(فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ) (الملك:27)
زلفة .. حاوية فعل (الزلف) بفاعليتها القائمة الا انها انتجت السوء فـ (سيئت) وجوه الذين كفروا حيث استكمل السوء فاعليته فيهم فكانت بتاء طويلة ... بين تاء فعالة (قصيرة) في زلفة وتاء توقفت في (سيئت) حيث انهت الفاعلية حاويتها واكتملت بالسوء
(وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ) (التكوير:13)
(وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ) (قّ:31)
تلك ضابطة عقل فالذين سيدخلون الجنة سوف لن يدخلوها وهي (تحت الانشاء) بل هي (أنشأت) قبل ان يدخلها مستحقيها فتكون (ازلفت) بتاء طويلة لان الجنة قد (احتوت صفاتها) قبل استقبال مستحقيها .. اما التاء القصيرة في لفظ (الجنة) حيث تبقى حاوية (الجنة) قائمة في حق مستحقيها فتكون قيامة فاعلية الجنة في سكانها فكانت بتاء قصيرة اما الجنة التي (أزلفت) فهي تكون قد استكملت حاويتها الفعالة فكانت بتاء طويلة
(وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ) (التكوير:8)
(بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) (التكوير:9)
فعل الوأد يتفعل في قيامها عند سؤالها فكانت بالتاء القصيرة ... السؤال في اسباب مضت فتكون حاويته (سئلت) بتاء طويلة لان السؤال سيكون في اسباب احتوت فعلها وكانت الاسباب قد استكملت فعلها وقت القتل ومثلها فعل القتل الذي اكتملت فاعلية حاويته في زمنه فكانت بتاء طويلة
زكاة ... لفظ يدل على حاوية فعل التزكية وهي حاوية تقوم قيامة بتفعيلها حتى ولو قلنا (فلان دفع الزكاة) ولا نقول (فلان دفع الزكات) لان حاوية التزكية تستمر وان دفعت (الزكاة) ..!! ذلك لان فعل الزكاة يبقى قائما مستمرا بعد تنفيذ الزكاة
(الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) (البقرة:3)
الصلاة اصلها في الرسم القرءاني العثماني (صلوة) وبين التاء والواو اشارة حرف الالف وتقرأ (صلواة) الا ان القرءان في الطباعة الالكترونية اعتاد مبرمجوه على رسم الحروف بـ (الصلاة) وليس كما هو النسخ القرءاني الموروث ..!!
كل لفظ (صلوة) ورد بتاء قصيرة يدل على (حاوية صلة) قائمة او انها تقوم اما الرسم القرءاني الذي جاء بشكل (صلوات) فانه يدل على حاوية صلة استكملت فعلها
(حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) (البقرة:238)
الصلوات ... حاوية (الصلة) المستكملة لفعلها (اركان الصلاة) فكانت بتاء طويلة لان فعل الصلاة المستمر يستكمل في فاعلية حاوية الصلوات التي استكملت في سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام حيث حاوية (الصلوات) تم استكمالها في منسك ثبته النبي اما (الصلواة) التي نمارسها فهي حاوية قائمة فينا فكانت الاولى بتاء طويلة والثانية بتاء قصيرة
لا يوجد لفظ (زكات) في القرءان ذلك لانها لا تمتلك اركان مثل الصلاة بل تستكمل اركانها عند قيامها فجاءت في القرءان باكثر من 30 موقع بتاء قصيرة لان الزكاة تستكمل في حاويتها عند تنفيذها ولكل حالة في الزكاة مقومات تختلف من حال لحال ومن زمن لزمن ... علما ان الزكاة رسمت في القرءان نسخا عثمانيا (زكوة) وبين التاء والواو حرف الالف القصير مثلها مثل (الصلوة) في نفس النسخة الا ان العبث جاء في طباعة القرءان بالحاسبات الالكترونية المعاصرة مما يستوجب الانتباه الى ذلك التحريف برسم اللفظ لانه يؤثر ببيان اللفظ ويغير من ثوابته في ادوات البيان من خلال وظيفة الحرف عندما تم تحريفه ...
بين العقل والقرءان رابط فطري في لسان عربي مبين
تلك تذكرة تذكر من يمر هنا فهي ليست بيانات في علم يكتسب لان الذكرى لا تقوم الا بمشيئة الهية
(وَمَا يَذْكُرُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) (المدثر:56)
من تلك الضابطة التي تخضع لارادة إلهية بموجب نص قرءاني واضح وتبقى مهمة هذه السطور نافعة لمن شاء ان يتخذ في قرءان ربه سبيل معرفة البيان في لسان عربي مبين يمثل خامة الخطاب القرءاني بصفة (ص والقرءان ذي الذكر) و ( الر تلك ايات الكتاب وقرءان مبين)
(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذريات:55)
الحاج عبود الخالدي
تعليق