اذكروني اذكركم
من أجل ثقافة تربوية دينية
الذكرى بوابة العقل ... تلك راشدة بحث في قرءان يقرأ يمكن تطبيقها على مجمل نشاط الانسان العقلي فنجدها في النجار والخياط والحداد والطبيب والمهندس فان لم تقوم الذكرى بين يدي النجار والخياط فانه يفقد مهنيته وان لم تقوم الذكرى بين يدي الطبيب فانه يفقد مهنيته ومثله المهندس والصيدلي والمدير العام والوزير والفلاح الفطري فالذكرى بوابة العقل وهي التردد العقلي الذي بموجبه يتم تشغيل العقل فكان القرءان (ص والقرءان ذي الذكر)
(فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ) (البقرة:152)
ذلك هو الله سبحانه الذي احكم نظم خلقه ليذكره العبد ولا ينساه فان نسي العبد ربه انساه الله نفسه
(وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (الحشر:19)
ثقافة الدين تقوم على ذكر الله بشهادة ان لا اله الا هو والعقل الديني فعال في ذكر الله لفظا .... وهل اللفظ يجزي بقيام الذكرى ..؟؟ تلك هي ناصية فكرية ضاقت باهلها في زمن ينتشر فيه الآلهة في كل ركن من اركان النشاط البشري فلكل نشاط إله متأله له نظمه وقوانينه فتم نسيان الله في تلك الزحمة الالهية المتكاثرة فاصبح الله مذكورا في محراب صلاة او في لفظ تعبدي الا ان العقل ينسى الله في كل ناشطة متألهة وضعت نظمها والحقت الوهية تلك النظم في حيازتها مثل المنظومة الطبية والمنظومة الصناعية والمنظومة الادارية التي تمنح اداراتها صفة التأليه بشكل واضح وجلي فهذه وزارة الزراعة (إله الزرع) وهذه وزارة الصحة (إله العافية) وتلك وزارة الري (إله السقيا) وهنا وزارة المالية (إله الرزق) وغيرها كثير من الآلهة فالبرلمان هو إله النظم والقوانين ومجلس الوزراء هو إله الحكمة والحكم وتتعاظم ادوار الالهة في كل مفصل من مفاصل الانشطة البشرية في كل مكان .
اين الله من كل تلك النظم ..؟؟؟ انه منسي بشكل جماعي فاصبح النظام المخلوق في الواجهة في كل نشاط واختفت نظم الرحمان فلم يعد الرحمان إله الحكمة ولم يعد إله الرزق والسقيا والزرع فالنظم الحديثة استحكمت على الناس نظم قام بتأليهها المنظرون لها في (الدولة الحديثة) فتم اختزال النظم الالهية (نسيان) فكان الرد الالهي بان انساهم انفسهم فاصبحوا لا يرون الههم الحق الا في صومعة صلاة او عندما تكتنز الهموم في عقل صاحبها فينفجر الى ربه متمسكنا فنسمع قرءان الله وفيه كلام الله القائل
(وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) (الزمر:58)
سيطلب الغارق بالهموم عودة ليكون محسنا لنفسه ولغيره ولكن الله سبحانه يسمعه نتيجة ما كان فيه من نسيان لامر الله
(بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ) (الزمر:59)
في زحمة الناس واوج نشاطهم نراهم لديدن الباطل سماعون وعن الحق معرضون ويقول قائل يا ايها الناس ارجعوا الى ربكم وبراءة من مذاهبكم وبراءة من اوطانكم فالمذاهب الهة فكر والاوطان الهة وهي مسميات لم ينزل بها الله من سلطان ... فيقول الساخرون صمتا لما يسمعون فهم باقون على مذهبيتهم مستميتين لعبودية وطنهم فصمتهم سخرية وكلامهم سخرية فمن يذكر بايات الله كان ويكون مسخرة لهم لا يأبهون الى ذكرى تذكرهم فهم قد نسوا انفسهم فالله انساهم انفسهم فقطعوا الدين الى مذاهب وقطعوا الارض الى اوطان ويوم يذكرون الله يذ َكـّرَهم قبل ان يفوت الفوت فيكونوا في غضبة الهية مضاعفة لا عودة منها (بلى قد جاءتك اياتي فاستكبرت ...!!) .
وتلك ذكرى تنفع المؤمنين فيذكروا الله ليقوم الله بتذكيرهم فتسقط آلهة هذا الزمان
الحاج عبود الخالدي
تعليق