بين علوم الناس ومعارفهم وعلوم القرءان بعد الشمس عن الارض
من أجل بيان حقيقة العلم القرءاني في زمن الحاجة اليه
منذ عام 2006 خرجنا من صمت دام اكثر من ربع قرن لنبين للناس مباديء علوم الله المثلى المحمولة على المتن القرءاني الشريف الا اننا نلاحظ وباستمرار غربة البيان الذي ننشره بدليل النفور منه وعدم فاعلية النداء الذي ننادي به حتى اصبحت رغبتنا بالعودة للصمت رغبة اليائس من سريان سنة النداء الرسالي وكأن الله قد احكم حكمه بما بينه في القرءان
{وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي ءاذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرءانِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً }الإسراء46
وذلك الخطاب يرتبط ببيان قرءاني ءاخر (فيه ومنه) منهج حكيم
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }محمد24
الا ان الناس متمسكين بمعارفهم والعلوم التي تيسرت بين ايديهم من فئة علمية جعلت لكل ظاهرة في الخلق إله متأله فالفيزياء إله والكيمياء إله والبايولوجيا إله و ... و ... وكلها ءالهة وكأنها خلقت كيانها والله مشطوب بصفته الخالق او بصفته المدبر لكل تلك المظاهر العلمية
علوم الله المثلى المذخورة في القرءان حملت صفة (الامثال) ولتلك الامثال (تصريف) وحين يتم تصريف الامثال على مظاهر الخلق فان علوم الله تظهر جلية للعقل البشري (تتجلى) بنظام كينوني يدركه حامل العقل كيفما يكون واينما يكون فلا امريكية ولا فرنسية ولا افريقية او يابانية او اسيوية بل خلق الله مخلوقا يحمل العقل سماه ءادم ولا تبديل لخلق الله الا ان فارقة المسلمين فارقة قاسية لانهم يحملون القرءان وهو في مصحف يتقلب بين ثنايا امتعتهم الا انه لا يتقلب في متقلباتهم الفكرية فاصبحت علوم العصر ومعارف الانسان القائمة في عصر علمي هي الجذور التي تسقى بفكر كافر لتغذي الانسان حاجاته في يومياته وعلى مدار الساعة .... علوم الله المثلى بصفتها خارطة خلق منزلة من الله للبشرية جميعا لا تتعامل مع المظاهر بل مع (اصولها) وتلك الاصول مبنية على بنية (متوارية) تحتاج لكشف الغطاء عنها فهي (توراة) يكون القرءان دليلها ومفتاح كنزها العلمي سواء كانت ذات عنوان علمي محض او كانت ذات صفة عقائدية مثل الصلاة والصوم والحج وغيره فهي ممارسات عقائدية اسلامية يمارسها المسلمون الا ان (اصولها) مفقودة في معارف الملسمين فالمسلمين لا يعرفون كينونة الصلاة والحج والصوم والوضوء وغيرها من المناسك الا ان علوم الله المثلى تبرز كحاجة اسلامية في زمن العلم وعلى المسلمين ان يلجوا تلك العلوم لمعرفة اصول تلك المناسك مع نظم الخلق ومرابطها العلمية لغرض تحصين الاسلام من السخرية والاستهزاء ويزداد الذين ءامنوا ايمانا فلن ننسى كيف يوصف الاسلام في بلدان المتحضرين في خطابهم السياسي او خطابهم الثقافي ورغم ان هنلك فاصلا يفصل بين الممارسات العقائدية والممارسات المادية الحضارية الا ان علوم الله المثلى توحد تلك الممارسات تحت مظلة علمية واحدة فالصلاة المنسكية والوضوء ومناسك الحج والعمرة والذبح لا تنفصل عن الوعاء العلمي المادي الا ان المسلمين جعلوا من القرءان (موعظة) يتعظون بها كما كان الاسلاف في زمن يختلف بل هو مادة علمية في كل اركانه ونقرأ المثل الشريف التالي وفيه منقلب مادي مبين يمسك به غير المسلمين ...!!
{أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ }الغاشية17
فان رفعت الاقفال من على القلوب فان الدعوة القرءانية تدعو حملة القرءان الى معرفة الكيفية التي خلقت عليها الابل ...!! الا ان الناس ساهون عن قرءانهم ففي ارض الابل وموطنها (الحجاز) جعلوا من الجمال (الابل) وسيلة للمراهنات (قمار) يمارسونه مشهودا على الملأ في فضائياتهم التي تتزايد كل يوم ..!! المؤسسة الصحية الالمانية المعاصرة حين اكتشفت ان ركوب الابل يعالج ضغط الدم المرتفع دون معرفة الاسباب التي انشأت تلك الظاهرة انما يجعلون من مظاهر الخلق (إله متأله) فالابل عندهم (ظاهرة) في الخلق دون ان يتم ربطها بالخالق ومنظومته المترابطة ليعرفوا وينظروا الى الابل كيف (خلقت) بل هم يتعاملون معها كمخلوق ذو مواصفات ظهر من بعضها انها تشفي المصابين بارتفاع بضغط الدم ...
علوم الله المثلى حين تتعامل مع حشرة مثل النحل او النمل فانها لا تريد من الانسان ان يتعرف على (الحشرات الضارة) ليقتلها بالمبيدات او (الحشرات النافعة) ليصنع لها بيوت مثل خلايا النحل الانيقة بل الله يريد ان يمسك العقل البشري بوظيفة الحشرة في الخلق ليتعامل معها من خلال وظيفتها بصفتها منظومة خلق متعايشة مع الانسان ومثلها بقية المخلوقات فعلوم الله المثلى انما تبين للناس مرابط الخلق الاجمالية لان تلك المرابط الاجمالية هي (وعاء الخلق) الذي يعيش فيه الانسان وعلى الانسان (خصوصا المعاصر) ان يعي انه يعيش في (منظومة خلق) وعليه ان يمد عينيه الى افق تلك المنظومة قبل ان يستخدمها بغفلة السوء والافساد فتخنقه كارثة كالتي حصلت في قوم نوح وفي اقوام اخرى ورد مثلهم في القرءان وهي امثال لها (معامل تصريف) يتعامل مع مرابط الخلق الاجمالي وليس كما يراه الانسان في زمن ينتشر فيه فساد البيئة وفساد صحة الانسان في تردي طردي مع الممارسات الحضارية فكلما اوغل انسان اليوم في التطبيقات الحضارية كلما غرق في السوء اكثر واكثر ... على الانسان ان يفكر قبل ان يقتل الحشرات ان يعرف وظيفتها في الخلق وعليه ان يفكر قبل القضاء على المخلوقات وحيدة الخلية (تعقيم) ان يعرف وظيفة تلك المخلوقات في النظام الكوني فالقضاء على تلك المخلوقات بحجة وجود جراثيم ضارة فيها لا يمكن اعتمادها كمبرر لقتل مئات الملايين من الاصناف لتلك المخلوقات وحيدة الخليه التي يحمل كل صنف منها وظيفة خلق مؤكده وحتمية لان الله لا يلعب حين يخلق الخلق ويكون القتل الغافل الذي يقوم به الانسان المعاصر من اجل بضعة اصناف تعتبر ضارة ..!! وتلك هي علوم الله المثلى في القرءان فهي ليست لـــ (زيادة المعرفة) بل لتعيير تصرفات الانسان قبل ان يأتي يوما لا مرد منه وان كانت صحوة الناس جميعا امرا صعب المنال لان اكثر الناس قد خرجوا من رحمة الله الا ان مداخل رحمة الله مفتوحة للمستغفرين بجهدهم الفردي من اجل النجاة من يوم اسود
في علوم الله المثلى التي تم تصريف امثالها في القرءان جعل الله مظاهر الخلق ومرابطه (أمانة) في عنق الانسان وحين يحتاج الانسان تلك المرابط فانه (يستدين) تلك الظواهر بصفته الامين عليها وان لا يعبث بها حتى تعود الى (مجمل مرابط الخلق) كما كانت قبل ان يستدينها الانسان فتكون (دين عليه) فحين يكتشف الانسان تلك المبيدات الحشرية مثلا فعليه ان يستخدمها في صالح منظومة الخلق وليس في توجيه طعنة لمنظومة الخلق وظيفيا فيقضي على اصناف حشرية وهي ذات وظيفة في الخلق رغم انها قد تزعجه او يستخدم المطهرات والمنظفات بافراط مؤثر في موازين الخلق وبالتالي يكون الانسان نفسه هو الخاسر الاول (ظلموا انفسهم)
هنلك نوع من البشر يطلق عليهم اهل الكلام اسم (عباد الطبيعة) وهم لا يمثلون فئوية محددة الاقليم او القومية وليس لهم معابد او طقوس الا انهم منتشرون في الارض لا يتعاملون مع الاشياء الا حين تكون طبيعية من مصدر طبيعي وتلك الصفة وان ظهرت بشكل ملفت في بعض المجتمعات مثل اليابان والصين الا انها صفة عامة يحملها العقل البشري في كل بقاع الارض ونرى كيف يباع ثوب من القطن الخالص او ثوب من الصوف الخالص باضعاف اضعاف ثوب مثله او احسن منه الا انه من تركيبات بوليميرية غير طبيعية ... وفي كل بقاع الارض تباع الغلة المزروعة طبيعيا باسمدة عضوية طبيعية باضعاف سعر تلك الغلة الواردة من مزروعات تم التلاعب ببيئتها او باسمدتها الكيميائية ومثلها وفي كل بقاع الارض يرى حامل العقل ان دجاجة قروية (طبيعية) سعرها يكون اضعاف سعر دجاجة تمت تربيتها في حقول تربية عبث الانسان بمقدراتها من خلال الاضافات الصناعية لعليقة تلك الدواجن مع ما يصاحبها من محفزات انزيمية وهرمونية تؤتي بسوئها على طاعمها ... لعل الانسان يدرك ان حملات مركزة تقوم الان للبحث عن (الطب البديل) وهو الطب الذي يعيد الانسان الى مرابطه الطبيعية في الاستطباب بالعشب او بالممارسات الطبيعية بعيدا عن ضوضاء المدن وفساد اجوائها في مصحات خصصت للإستطباب الطبيعي
{وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ }الشعراء80
فالله سبحانه لا يمتلك مشفى او عيادة للشفاء وليس له صيدلية دوائية بل الله سبحانه له الملك وفي ملكه نظام مترابط مقدر لخدمة الانسان بصفته مخلوق ذو حاجة يحتاجها من تلك النظم فالعبث بها يعني العبث بصحة الانسان وسلوكه والعودة اليها يعني الاستغفار والتوبة
{وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ }هود52
فالمجرم حين يستدين من نظم الله مفصل من مفاصل الخلق لن يكون امين عليه بل يعبث به فتختل وظيفته ويصيب محيطه ومن اتصل به السوء والعدوان (عدوى) تنتشر كما انتشر فايروس انفلونزا الطيور في مدينة (نيوكايسل) البريطانية وانتشر ليصل الى اطراف شمال اسيا (الاناضول) وهلك قرابة 55 مليون شخص في عام 1916 رغم ان كثافة السكان كان قليلا وحراك الناس بين المدن في ذلك الزمن كان قليلا الا ان الهالكين كانوا 55 مليون شخص فكيف سنتصور مثل تلك القارعة في مثل هذا الزمن ذو الكثافة السكانية المتزايدة لعدة اضعاف كما تكاثرت نظم الاتصال بين المدن بشكل كبير جدا يسمح بالعدوى اكثر واكثر وبذلك يكون عند حامل العقل تصورا مروعا عن أي عدوى تشبه عدوى تلك المدينة التي سمي الفايروس باسمها (نيوكايسل) وهي اول مدينة تم فيها توزيع الكهرباء على شكل شبكة تشبه ما يجري اليوم من توزيع للطاقة الكهربائية ... انه العبث بنظم الخلق بلا امانه وبغفلة تامة بسبب متصل بسلوكية الانسان عندما يستخدم في زمن الحضارة المعاصرة نظم الخلق بشكل مختلف تماما عن الانسان الذي عاش قبل نهضة العلم المعاصر وهو لا يدري ان مرابط الخلق تحتاج الى معرفة كينونة مرابطها قبل تفكيكها بلا أمان ولا تأمين كما يحصل في زمننا هذا بشكل ينذر بكارثة كبرى لها رسائل واضحة مبينه في انتشار سوء صحي يصيب الانسان والبيئة بشكل اصبح معروفا على مستويات معرفية شعبية واسعة الا ان علوم الله المثلى الواردة في متون القرءان الكريم ببيانه تبين مساويء تفكيك مرابط الخلق وتضع الحلول الشافية لكل مرض والحلول الشافية لكل اشكالية بيئية فهي علوم لا تعيد الانسان الى موقد الحطب وعربات الخيول بل تقوم بتأمين الاستخدام لمرابط الخلق ونظمه وهي وان تشطب ممارسة حضارية من نوع ما انما تقيم ممارسة بديلة أمينة الاستخدام ومؤمنة الربط ونسمع القرءان وفيه مثل قابل للتصريف في زمننا
{قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً }الكهف94
{قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً }الكهف95
القوم كانوا يريدون (سد) يمنع عنهم السوء الا ان ما أوتي من كل شيء سببا (ذو القرنين) استبدل الرابط التأميني الذي كان مطلبا للامان من فساد يأجوج ومأجوج وكان البديل هو (الردم) بدلا من (السد) والردم هو (اعادة الشيء الى اصله) مثل ردم الحفرة حين تعاد فتسوى مع الارض فتعود الحفرة لاصلها بعد الردم مستوية مع الارض ..!! علوم الله المثلى سوف لن تكون عقبة في التطور العلمي بل تقوم بتأمين التطور العلمي من خلال تصحيح مسار الاستخدام لمفاصل الخلق ومرابطه وان استوجب استبدال المرابط فانها سوف تستبدلها باحسن منها واقوم سبيلا ولو تدبر حامل العقل وحامل القرءان ليتسائل (مثلا) ايهما اقوم ان نضع حول الحفرة سدا يمنع فساد الحفرة في الناس ام ان نعيد ردم الحفرة وتسويتها بالارض ونلغي فسادها في الناس من اصولها ..!!؟؟ انها علوم الله المثلى التي عزف الناس عنها واستغربوا بيانها ونفروا منه ولنا اسوة حسنة في سنة نبوية شريفة حملها المتن القرءاني الشريف
{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيَ وَءاتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ }هود28
الحاج عبود الخالدي
تعليق