تراكيب لا تقبل التركيب
عندما يرفض العقل تناقضات سياسية تمتلك مساحة سوء يدفع ثمنها الناس في بلد محدد او في مجموعة بلدان فان صرخة العقل لا بد ان تعلو فوق معدلات الهمس على استحياء لتتحول الى حبر مفترض فوق صفحات الكترونية تمر عليها عيون تتابع وتعقلها عقول لا تستطيع تركيب تراكيبها المتناقضة .
في عراقنا يتنافس قطبان (علماني و عقائدي) وكلاهما يرتمي في احضان امريكية على مرأى ومسمع من شعب العراق وامة العرب ... العقائديون بمختلف اطيافهم الداخلة في العملية التي تسمى سياسية يسيرون بخط متوازي مع المصلحة الامريكية ومثلهم العلمانيون الا ان التركيب الذي لا يقبل تركيبته ان يكون لفئوية عقائدية واسعة وعريضة تناغم مع ايران وما ادراكم ما ايران حين تكون العدو رقم واحد للأمن والسلام العالمي وليس المنطقة الاوسطية فقط ..!! فاذا كانت الرقابة الامريكية القريبة جدا من مراكز الحكم في العراق والتي تشرب من ماء واحد في منطقة خضراء تسمح بتلك التناغمية وتغض الطرف عنها فاين مصلحة امريكا في وفاق العقائديين مع ايران وهل الامريكان يقبلون بلسعات ايرانية من خلال حلفائهم العقائديين ..!! وهل العلمانيون الذين يجعلون من الوجود الامريكي خيمة لهم على نقيض من الموقف الامريكي الذي يبارك للعقائديين رسوماتهم السياسية ..!! تراكيب لا تقبل التركيب ونحن نرى مسرحية القطب الواحد في محاربة ارهاب الامن الايراني كما كانت حرب امريكا على اسلحة الدمار الشامل ...!! والمسرح يقترب من صدامية ايرانية وتتطابق الادوار ... ولا ندري من هو المغفل الكبير في هذه اللعبة التي يمكن ان تتكرر خلال عقد واحد من الزمن فاسلحة الدمار الشامل لا تزال في ذاكرة العولمة المعاصرة التي اعادت البشرية الى القرون الوسطى لتكون الجيوش الغازية هي المتحكمة بمصير الملايين الواسعة من البشر ...
لو كان العلمانيون اعداء للقطب الامريكي .. لتراكبت تراكيبهم ..!! لو كان العقائديون ضد حليفهم ايران لتراكبت تراكيبهم ... !!! الا ان المركب الذي يركبه الناس هنا هو مركب متهرء وسط موج هائج والكل يدعو الله .. والله يقول
(هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (يونس:23)
اللهم اكتب لقومنا ما كتبت لقوم يونس عليه السلام
الحاج عبود الخالدي
تعليق