تويت
أذل موجود وأعز مفقود ..!!
من اجل تشخيص محنة الغفلة عند الامم
أذل موجود وأعز مفقود ..!! ذلك ما نقل من مأثور كلام العرب والمسلمين منسوبا الى (الهمداني الشعبي) الذي عاش في فترة بدايات الحكم الاموي وحين نستحضره اليوم في هذا المعهد انما نذكر امتنا بوجوب تعيير الممارسات الحضارية مستخدمين كل اداة متاحة تذكرنا بكارثة غفلة (جلل) تمر على جيلنا واجيال من يلتحق بنا بعدنا
{أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ }الأنبياء30
رابط الماء والحياة رابط تكويني لا بديل له وهو الماء الذي قال فيه رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام (لا تبذر بالماء وان كنت على نهرا جاريا) الا ان الحضارة الحديثة اسرفت كثيرا في الماء من خلال (اذلاله) في شبكة الاسالة المنتشرة في المدن وغالبا ما تكون خدمة (وطنية مجانية) او (خدمة وطنية مدعومة) فخدمات الاسالة في عموم الارض تعتبر من (عطاء الوطن لمواطنيه) بحيث اصبح الماء ذليلا بين يدي الناس بعدما كان بعيدا لا يمكن حيازته الا بـ (قربة) تقرب الماء من طالبية او بـ (جرة) تجر الماء من غوره
الانباء المتواترة عن تصريحات مسؤولين في دول الفراعنة المنتشرة في الارض تعلن عن زمن قريب ءاتي يحمل صفة (شحة الماء) فيكون عزيزا بعد ذل وتنذر تلك الترويجات ان القرن الحادي والعشرين سيكون (قرن حروب المياه) ولا يزال الناس في سكرة ذل الماء يبذرونه حتى تظن ان اكثرهم هم اخوان الشياطين الذين تعمدوا تقريب الماء حتى يسرف به ويبذر في غير حاجته
{إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً }الإسراء27
حين يكون الماء (عزيزا مفقود) تسيل الدماء من اجله (حروب المياه) وحين تكون عيون الامة معصوبة بعصبة حضارية الا انها تنهار كلمح البصر كما انهارت في بيروت في سبعينات القرن الماضي وكما انهارت في العراق في 2003 وكما تنهار اليوم في سوريا ودول الربيع فان سماكة عصبة العيون ستزيد من انهار الدم بدلا من انهار الماء فذلك العراق الذي يتباهى برافديه اصبح رافداه يخضعان لقسمة ضيزى بين ثلاث دول تستحوذ على وفير ماؤهما .... وذلك نيل مصر الذي كان المصريون يقدمون له عروس النيل لكي لا يطغى فيضانا فاصبح اليوم اسير مؤتمرات تبحث عن قسمة مائه بين متشبث بما ينبع في ارضه ومستجدي لاستحقاق مائي اوفر
الامة اليوم لا تحتاج الى حكيم يحكمها بل تحتاج الى ثقافة يأمها الناس تدفع الحيف عن ايام قريبة مأتية في رحم الزمن القريب تنذر بشؤوم مستطير فانهار الدم حين تكون بديلا عن انهار الماء فان رفع غطاء الغفلة يقوم حين تقوم ثقافة الحق في حيازة الماء وان تنتزع صفة الاخاء من شياطين الارض الذين فعلوا فعلتهم البعيدة الهدف في اذلال الماء بنظم الاسالة وبثمن رمزي بخس ليتصدع الانسان في رابطه الاعظم مع الحياة (ماء) وقد صدق من قال في الماء انه أذل موجود واعز مفقود
نظم اسالة الماء في المدن ممارسة راقية اذا حسن استخدامها وحين يكون فيها تبذير غير مسؤول فان قارعة ستصيب الناس بما صنعوا
قفوا انكم مسؤولون عن هدر مستحقات جيل لاحق فهم ابنائكم
السلام عليكم