رقيق الرق راق لرقيكم
من أجل درء التهم عن الاسلام
من أجل درء التهم عن الاسلام
نؤكد لمتابعنا الفاضل ان العنوان هو مناورة استفزازية الصفة فهو في ركن من اركانه يبين اللسان العربي المبين ويجمع بين الفاظ لا تجتمع مقاصدها الا في اللسان العربي المبين وتفترق مقاصدها في تاريخ اللفظ العربي وفي هذه المحاولة التذكيرية نحاول درء التهم التي وجهت الى الاسلام بقبوله نظام الرق الذي يدحضه الميثاق الراقي لحقوق الانسان الذي بني على غفلة الجماهير المتحضرة وغياب اللسان الاسلامي الذي يتوجب عليه ان يدافع عن تلك التهم باعتبارات ان الرق هو خرق لمبدأ الاسلام الاول حين تكون الولاية لله وحين يكون الله المعبود الاول والاخير ولا عبودية لغيره فكيف كان الرق جزءا من المنظومة الاسلامية ..!! ولكن بدء القول سيكون ان لفظ (الرقيق والرقة) هو من لفظ (رق) وهي في علم الحرف القرءاني (فاعلية ربط وسيلة متنحية) فالرقيق هو ذلك الذي فقد وسيلته (متنحية) فاستبدلها بفاعلية رابطه في (الرق) فهي في الاسلام علاج لكل من فقد وسيلته فاصبح بلا وسيله فيكون مع مالكه في رابط لوسيلة تنحت عنه كما يحصل في عملية التبني للايتام في زمننا المعاصر فعملية تبني اليتيم لا تعني المأكل والملبس او السكن خصوصا اذا حصل التبني من دار للايتام وفيه اليتيم يحصل على الغذاء والملبس والسكن والتعليم الا ان وسيلته المتنحية (رقيق) هي في فقدانه للغطاء الاسري الذي يحتاجه الصغير بشكل كبير .
تلك هي بادئة قول في نظام الرقيق الذي جعلوه طعنة في الاسلام بل هو رحمة وحق فالله سبحانه (خبير بعباده) ويعلم ما لا نعلم وحين نعلم تغفو عقولنا على قول بشري يرى حكمة فوق حكمة الحكيم ..!! في الكوارث والحروب والويلات تتشرذم التجمعات البشرية وتنهار السقوف وتنتهك الحرمات وينقطع الغذاء ويفتقد الامان ويبقى فتات من تلك التجمعات لا ملجأ لها فيكونون (رقيقين) من (رقة) ما هم فيه فتزدحم اسواق النخاسين في البلدان الغنية البعيدة عن موطن الدمار والتشرذم فيقوم الرقيق نتيجة حاجة مجتمعية ويبدأ بها تجار ربحيون ينفقون المال على اولئك المتشرذمين فيجمعونهم برضا الرقيق نفسه من رقته في جوع وعطش وامان وتنطلق قوافلهم نحو الاوطان الغنية التي تشتري اولئك المتشرذمين واول شيء يمنحه السيد المشتري لمن اشتراه هو الغطاء الامني الاسري فاصبح مصانا بصيانة سيده في المجتمع الذي هو فيه اضافة الى المأكل والملبس وغيرها من حاجات الانسان في زمنه ..!! سادة يظلمون عبيدهم ... تلك هي نقطة الاختناق في العبودية وهي نفسها عندما يكون رب العائلة ظالما لعياله فذلك لا يعني تجريد الناس من ولايتهم على عيالهم بحجة لتحيا الانسانية الشفافة فليس كل الاسياد ظلمة يظلمون عبيدهم وليس كل ارباب الاسر يظلمون عيالهم ومثل ما يمنح الاب البنوة لابنه فيكون الابن ملزما بها ولا يحق له استبدال ابوة ابيه فمثله العبد الذي انتسب لسيده فلا يمكن له انتزاع سيادة سيده لانها (رابط فاعلية ربط وسيلة متنحية عنه) ... انها العبودية التي قيل فيها ما قيل بقساوة على نظم الدين وكأن الدين الاسلامي يصادق على العبودية لغير الله في غفوة فكر مضافة حيث عبادة الله هي عبادة عقلانية لها مناسك مادية وعبودية الرق هي عبادة مادية لها مرابط عقل في الملكية لاغير وهي مطابقة لرابطة التبني (رابط عقلاني) فالذي يتبنى اليتيم لن يكون ابا تكوينيا له (نسبا) بل عملية التبني ربطت برابط عقلاني مع الابوة مثلها عبودية العبد فهي عبودية مادية (عبودية عمل) وهي لا تزال قائمة باكمل وجهها في زماننا فالعامل انما يخضع لرب العمل برابط عبودية مادية اثناء وقت العمل ولا يحق للعامل ان يتنصل من عبوديته لرب العمل وتوجيهاته
الناس يتصورون ان عبودية الرق هي موطن للظلم وقهر الانسان للانسان الا ان واقع الحال الذي يرويه لنا اهلنا الذين عاصروا عصر الرقيق في ايامه الاخيرة كانوا ينقلون لنا وصفا راقيا لا نجده اليوم في كثير من العوائل المتناحرة خلف جدران منازلها ..!! يحدثنا جدنا عن عائلة مملوكة لسيد عاصره فحين اعتقها السيد رفضت العائلة ذلك العتق وبقيت لصيقة بسيدها لانها تحتاج منه غطاء معنوي هي فاقدة له وهي بحاجة اليه حتى جاءت الدولة الحديثة وذاب نظام الرق مختفيا في النظم الرسمية في وثيقة الجنسية الوطنية (البديل الكاذب) وهو ميثاق رق معاصر يدعي الرقي ..!!
الدولة الحديثة التي تم بناء منظومتها وفق نظرية (جان جاك روسو) وما تبنته حركة الفرسان الاحرار التي صاغت معالم العصر الحديث على انقاض النظرية الدينية كان عليها واجب منهجي هو تحطيم نظم الدين لبناء الهيكلية التي تخدم فئوية خفية تعتبر عناصرها امراء الارض (الارض مملكة الماسون) وبالتالي لا يحق للعبودية ان تكون لغيرهم فاصبحوا بموجب عبودية المواطنين للوطن اسيادا حين تكون الاوطان كلها اغصان لشجرة ماسونية واحدة فاصبح الشعار الكاذب عنوان منهجية تطبيع العقول على نصرة الوطن (السيد الجديد) ومحق عبودية الرق فكانت ديباجة حقوق الانسان التي تمتلك برواز ماسي براق راقي واحشاء متفسخة ..!! ما من احد خدم وطنه خدمة عسكرية الزامية الا وذاق عبودية الذل من سيد ظالم هو عملاق لا يرى الا في عقول الظالمين لبني جلدتهم (المصلحة الوطنية العليا ..!!) .. وما من شخص ذاق السجن السياسي لمعارضته كاهن إله الوطن الا ورأى السيد الجديد كيف يظلم عبيده المواطنين وكيف يدفع جلاوزته ليذيقوا المواطن المعارض شتى اصناف العذاب المبتكر حتى صنعت تقنيات متطورة للتعذيب تحت راية إله الوطن ..!! والمصلحة الوطنية ..!! العليا ..!! انها اسوأ عبودية لاسوأ سيد مفترض فهو لا وجود تكويني له فالوطن هو ارض وماء ونبات واذا به يتحول الى غول متسلط على تجمعات البشر ويسومهم سوء العذاب الا من هو ساجد لكهنة ذلك السيد الوطني ..!! وعلى المواطن (العبد) ان يدفع ثمن عبوديته لسيده الوطن عبر نظام (راقي ..!!) اسمه ضريبة الدخل وضريبة العقار وضريبة التركات وضريبة الاستيراد ومكوس على صناعات اخرى ...!! تحت شعار المصلحة الوطنية يدفع المواطن من قوت عياله ومن لا يدفع فان السجن مصيره وتذوب كل شفافية إله الوطن وتتصدع نظرية مصلحة الوطن بسجن مواطنيه ..!! وترى كثيرا من وعاظ السلاطين من يمنح فكر الدولة الإله حيويته الفكرية برقي كاذب ومعالجات جارحة تجرح الاسلام فحين يتم تكييف الدفع الضرائبي بصفته مطابقا لـ (الخراج) في النظام الاسلامي يتناسى عمدا وعاظ السلاطين ان الخراج هو ما يخرجه المسلم من ماله طوعا لبيت مال المسلمين وليس لدفع رواتب اجهزة مخابراتية تحمي السلطان وجلاوزته ..!! انه الفكر الراقي الذي به تم طعن الاسلام طعنات متلاحقة في قبوله نظام الرق الذي يرقى على ما نراه من عبودية مؤكدة
فاي طعنة موجهة لمنظومة الاسلام في العبودية واجهزة مخابرات الانظمة في كل بقاع الارض يمارسون صنوف التعذيب ببني جلدتهم بشكل يندى له جبين الاخلاق ونسمع عن مظالم لم نسمعها في زمن الرق ولكن عقول الناس كانت غير مسورة باسوارها الفطرية فقبلت الدولة الحديثة كمنقذ للبشرية من العبودية بكافة اشكالها سواء كانت من خلال ولاة وسلاطين الجور او من خلال ظلم الاكثرية العرقية او العقائدية للاقليات ولكن الظلم المستشري في كيان الدولة الحديثة في كل مكان انما هو صورة كالحة لضياع حقوق الانسان ولعل سجن غوانتينامو كان مثلا بالغ الضخامة في تمزيق وثيقة حقوق الانسان التي ضيعتها المجتمعات الراقية وقبلت بها المجتمعات التي ترتبط بعبودية متعولمة من خلال رابط وطني غير مرئي لان عصبة الرقي قد وضعت على عيون اهل الحضارة الراقية فاصبح الرقي فيما يطبل له اصحاب النوايا الخفية ...
عولمة العبودية سيكون واضحا في عبودية ايام زمان حين كان الاسياد يفرضون على عبيدهم ان يعلمون صغارهم لغة الاسياد ولو تم تدوير ذلك الناظور في زماننا المعاصر فلسوف نجد ان امة الاسلام تمارس ضدها نفس المنهجية حين تضطر لتعليم صغارها لغة الاسياد وهم نفسهم (صنـّاع العلم) في الزمن المعاصر ... الاحتكارية العلمية ... والسلطوية المتعولمة خلف حكومات الاوطان هما صنوان لا يفترقان ولهما يخضع المسلم في ديار الاسلام او في ديار غير الاسلام فاصبحت العبودية شاملة كتبت حروفها على ورق شديد اللمعان فعميت الابصار
نحن هنا لا نهاجم منظومة محددة الاسم بل نهاجم منظومة عبودية العصر التي من منابرها قامت هتافات تطعن الاسلام في نظام الرقيق
تلك تذكرة فكرية لمن شاء ذكر وما يتذكرون الا ان يشاء الله هو اهل التقوى واهل المغفرة
الحاج عبود الخالدي
تعليق