أدوات الخادم الزمني في سـِفر الزمن
من أجل بيان ءاية الزمن من ذكرى قرءانية
وان بقي عنصر الزمن عصي على العلم والعلماء في كل ازمانه الا ان مجهولية عنصر الزمن تتصف بصفات غاية في التعقيد فالزمن كالعقل لا يقوم بالتعريف عن كينونته كما هي كينونة عناصر المادة او نظم الفيزياء او الكيمياء او البايولوجيا فالزمن يمتلك جدار غير قابل للاختراق وبالتالي فان مناورات العقل البشري العلمية والفلسفية لفهم الزمن انحسرت في ربطه بـ (السرعة) حيث اضطر علماء المادة المعاصرين ان يجعلوا من السرعة كماشة لعنصر الزمن الا ان مساحة الزمن في السرعة تبقى عصية على عقل الادميين لذلك كانت نظرية انشتاين مسماة باسم (النظرية النسبية) وقد نقل عن انشتاين مثلا قال فيه ما معناه ان سرعة كرة منضدة في قطار متحرك هي سرعة نسبية يمكن ان يحسبها فيزيائي في القطار نفسه الا ان شخصا ءاخر يقف على سكة القطار فانه سوف يضيف سرعة القطار الى سرعة كرة المنضدة ومثله من يحسب دوران الارض حول نفسها وهو في الشمس وكان خلاصة القول ان السرعة المرصودة في حركة أي جسم هي سرعة نسبية لا يمكن تثبيتها لان الكون بمجمله متحرك وبالتالي فان رابط الزمن مع السرعة يصبح رابطا غير موفق ولا يمكن ان يكون دستورا علميا جاهزا للتطبيق بشكل مطلق
عندما تم ربط الزمن بحركة مادية (السرعة) انما كان ذلك الربط منحسرا في تسجيل ظاهرة حركية اراد بها علماء الفيزياء ان يكون للزمن اثرا مرئيا ظاهرا يمكن ان يوضع على طاولة مختبرية قابلة للتفعيل على شكل قانون حركي ورغم انهم نجحوا في فرض ذلك الرابط في الوسط العلمي الا انهم لم يكونوا قادرين على التحكم بذلك المربط الا في ظاهرة تكوينية وهي (السعي) أي (الحركة المنتجة) من خلال سعي الانسان نفسه او حركة الاجسام وفق خليط بين (المسافة والزمن) او أي حراك بالزمن وبما ان (المسافة) لن تكون من (جنس الزمن) فان الخليط الفيزيائي بين الزمن والمسافة خليطان غير متجانسان وتلك الراشدة يمكن ان تظهر ايضا في السرع الدوارة التي لا ترتبط بشكل مباشر بالمسافة بل بعدد الدورات فيقال هذا المحرك مثلا يدور في الدقيقة 1500 دورة فالدورة الفيزيائية جنس مختلف عن عنصر الزمن الا ان العلماء اقاموا (فرض) في رؤيتهم للسرعة المستقيمة او المنحنية او الذبذبية او الدوارة بفرض زمني كما في تقسيمات درجات الحرارة او تقسيمات وحدات المقاييس الاخرى فهي ليست من بناء علمي بل من بناء افتراضي متفق عليه لاغراض توحيد الرؤى سواء كانت الرؤى في المختبر او في انشطة الناس وحين استقر الناس على معايير السرعة كأداة زمنية تكاثرت المواصفات التي تضع للسرعة (فائقية) في الاختيار او (غلبة) في الاختيار مما ادى الى ان ينشط الانسان اكثر واكثر لـ يزيد من حركة ءالياته (حراكه) فالاسرع هو الافضل (الغالب) والاسرع هو الاكثر غلبة في رغبات الناس في كل شيء (فائق) وهي رغبات يمكن منحها عنوان فكري في (تقريب الساعة) أي ان السعي في حاوية السعي الساعة يتم تقريب عنصر الزمن المفترض فيها فالسعي بين مدينتين مثلا يعتبر ثابت مطلق لان المسافة بين المدينتين ثابتة لا تتغير الا ان السعي بينهما يختلف بين من يسعى على قدميه او يركب حيوان او سيارة او طائرة او صاروخ حيث تكون السرعة هو حراك على ثابت زمني يتم تقريبه عبر زيادة السرعة فيقترب الهدف وهو هدف (السعي) فتكون صفة (اقتراب الساعة) ..... الحراك الكوني احتوى عنصر الزمن بشكل ثابت ولم يستطع العلماء تغيير ثوابته او تقريب ساعته فقد عجز حشد العلماء الذين سعوا لتعجيل المادة وصولا الى عبور سرعة الضوء في مختبر سويسرا الذي اعلنت نتائجة الفاشلة قبل سنتين تقريبا ... كما عجز العلماء بشكل مطلق لـ تسريع حظانة بيضة طير لتفقس قبل استكمال حاوية سعيها التكوينية ومثلها عجزوا عن تسريع حمل شاة او تسريع طفولة انسان او وقف الشيخوخة التي ترتبط بعنصر الزمن ربطا تكوينيا غير معروف لدى المؤسسة الصحية المعاصرة
من تلك التثويرات الفكرية الفطرية التي يمكن ان يدركها كل حامل عقل فان مراصد البحث في هذه السطور ستنصب على (ادوات الخادم الزمني) التي تمتلك مرابط تكوينية مبتعدين عن ادوات الزمن التي يتحكم الانسان المعاصر بحراكها (السعي) في الساعة ولا ننسى ان الساعة لفظ يدل على عنصر الزمن في واحة علوم الله المثلى بما يختلف عن المدرسة التقليدية التي قيل فيها ان (الساعة تعني) يوم القيامة او يوم الحساب الا ان اللسان العربي المبين الملزم لقاريء القرءان وحامله يؤكد ان لفظ (الساعة) يعني (حاوية السعي) وعندما يتم تقريب مساحة السعي الزمنية فهو يعني (اقتراب الساعة) وحين ينتهي السعي لنشاط معين يعني (قيام الساعة) وتبدأ غلة النشاط التي تؤتي اكلها ثوابا كان او عقابا
في القرءان مثل مصروف يقيم لدينا ذكرى فالامثال القرءانية لها (معامل تصريف تذكيري) وبموجب نص قرءاني
{وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً }الفرقان50
ومن خلال تذكرة القرءان يمكن ان تقوم مقومات هي اقوم من غيرها لاي شان من شؤون العباد لان القرءان يهدي للتي هي اقوم ... المثل المصروف في القرءان والذي يمتلك معامل تصريف عقلاني مع قدرة الانسان على السفر عبر الزمن جاء في مثل سليمان
{قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا ءاتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رءاهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ }النمل40
النص الشريف يبين عملية نقل فيزيائي لعرش الملكة عبر ومضة زمن لا يمكن حسابها (قبل ان يرتد الطرف) وذلك يعني في ترجمة عقلانية لعلوم اليوم ان عملية النقل تمت باسرع من الضوء وذلك هو ارتداد الطرف (الابصار بالاشياء) فهو يعني سرعة الضوء الذي يرتد عن الاشياء التي يسقط عليها ... تلك القدرة على النقل عبر مساحة زمن خارج نظم الفيزياء جائت من شخص موصوف بانه (عنده علم من الكتاب) وذلك الوصف يعني ان ذلك الشخص يمتلك علة تشغيلية تخص ما كتبه الله في الخلق أي (الكتاب) الذي كتبه الله في الخليقة ولفظ علم يعني (مشغل علة الشيء) وهو يختلف عن (معرفة الشيء) بل يعني (مشغل علته) فالذي (عنده) مشغل علة الكتاب الخاص بالنقل عبر الزمن أي بعبور عنصر الزمن هو القادر على ان ينقل جسم مادي بشكل فائق التصور يقع خارج نظم الفيزياء ... اذن هنلك (ادوات) مكنونة في ما كتبه الله سبحانه في الخليقة يمكن استخدامه لغرض السفر عبر الزمن وتلك الادوات تحتاج الى (مشغل علة) يقع في حيازة مخلوق بشري متميز بما عنده من مشغل علة الكتاب .
من تلك الراشدة الفكرية المتحصلة من خلال عملية (تفكر) في المثل القرءاني الشريف نستطيع ان نجزم ونرسخ ان ادوات الخادم الزمني يجب ان ترتبط بـ (علة تشغيلية) مرتبطة مع عنصر الزمن وتلك العلة التشغيلية لا بد ان تكون حصرا من مكنونات كتاب الخلق ولن تكون من مشغلات علة مصطنعة يصنعها بشر ما مثل صناعة جهاز فائق السرعة وقد يتجاوز الصانع على سنن الخلق عندما يستثمر مرابط الخلق في غير مرابطها التكوينية فيكون (حائزا) لعلة تشغيلية خارج سنن الخلق ... اذن الخروج على سنن الخلق (الشيطنة) تقوم بتفعيل مرابط ارتدادية ترتد على فاعلها فالصراط المستقيم محمي بموجب منظومة ملائكية (ابليس) القاعد على الصراط والذي لم يسجد للادميين فيكون الخروج على مرابط الزمن التكوينية سببا في تدهور (الغاية) التي يهدف اليها الناشط
اذا قام قاموس علمي متخصص بادوات الخادم الزمني فان الباحث عن (سـِفر) الزمن يستطيع ان يربط ذلك القاموس او بعضا منه بغايات انسانية يحتاجها الانسان عموما والانسان المعاصر خصوصا والذي يعيش في (عصر السرعة) بحسب ما يطلق عليه بين الاوساط الثقافية ومن المؤكد ان ذلك القاموس المقترح لا يزال في عالم غائب عن مراصد الناس وان الخوض فيه لا يعني انه سوف يستقطب علماء يمتلكون (غاية) يمكن ان تكون نافعة للفرد او الجماعة فرغبات الناس غاية لا تتوحد الا ان منهج البحث عن ادوات الخادم الزمني لغرض السفر عبر الزمن يمكن سطر مبادئها لتكون غاية اولى للباحث عن عنصر الزمن
الخادم الزمني في بلازما الخلق المرئي
في المثل السليماني الشريف يتضح بشكل مبين ان الاثارة التحفيزية ليتذكر الانسان ان ذلك المثل حمل مفتاح فكري لـ عنصر الزمن ففي الاية اعلاه كانت الاثارة التذكيرية في (قبل ان يرتد اليك طرفك) وهو وصف دقيق لعنصر زمني وفي الاية التي سبقتها كانت الاثارة التذكيرية (قبل ان تقوم من مقامك) وهو وصف دقيق لعنصر الزمن
{قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا ءاتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ }النمل39
ففي الاية 39 من سورة النمل كان الوصف يصف حالة (سعي) وهو (مقام سليمان) وله مساحة زمن فلكي (قبل ان تقوم من مقامك) اما الاية 40 فانها شطبت صفة (السعي) عندما تم وصف عملية النقل للعرش (قبل ان يرتد اليك طرفك) وذلك يعني ان الموصوف بـ من (عنده علم من الكتاب) اخرج عرش الملكة من عنصر الزمن الذي نعرفه الى نوع ءاخر من الزمن ثم اعاد العرش الى زمن الفلك (فَلَمَّا رءاهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ) فاين كان العرش في مساره عبر مسافة نقله ..!!؟
مراشدنا الباحثة في علوم الله المثلى حين فرقت بين زمن الفلك وزمن الموت جعلت بين الزمنين عنصر زمني مختلف عن زمن الحياة ومختلف عن زمن الموت وقد تمت تبصرة تلك الصفة في نص شريف هو
{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }البقرة234
وتلك هي عدة المتوفي عنها زوجها وتساوي حوالي (128 يوم فلكي) تبقى فيه رابطة الزوجية قائمة ماديا ولا تنقطع فلا تتزوج الا حين يحدث (اجل) وذلك الاجل لم يؤتى تعسفا من الله بل لرابط تكويني يخص (كتاب الله) وذلك الرابط واضح وضوح الشمس انه (رابط زمني) وعلته لا تخص احتمال حمل المرأة المتوفي عنها زوجها ذلك لان الحكم يشمل اليائس التي لا تلد او التي انقطع عنها زوجها في سفر او غيره وهي خالية من أي احتمال للحمل ... وقد حمل القرءان خصوصية اختص بها الرسول محمد عليه افضل الصلاة والسلام ان لا زواج لزوجاته بعده طول حياتهن
{ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً }الأحزاب53
وذلك يعني ان رابط الزوجية بين الرسول عليه افضل الصلاة والسلام وازواجه تبقى مستمرة حتى يتوفاهن الله وبما يختلف عن بقية المؤمنين كما نقرأ النص التالي
{وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ }البقرة154
فكيف يكونوا (احياء) ونحن (لا نشعر) ..؟ اذن هنلك كتاب للخلق هو اوسع من ما تعارفنا عليه من نظم فعالة مرئية في الخلق ولا يزال الانسان يكتشف في كل جيل نظما فعالة في ما كتبه الله في الخلق لم يكن يعرفها ولعلنا حين هجرنا القرءان عصبت عيوننا عن نظم الخلق المكنونة في ما كتبه الله في الخليقة لان القرءان موصوف بوصف عظيم (انه لقرءان كريم * في كتاب مكنون ـ الواقعة) الا اننا لا نعرف و (لا نعلم) عن حيثيات مهمة من الكتاب ومنها عنصر الزمن الذي يشهد على ثقل هذه السطور ...
هنلك عنصر زمني مختلف عن عنصر الزمن الذي نعيش فيه وهو عنصر زمني يتوسط بين زمن الحياة وزمن الموت وذلك الزمن له موصوفات وافية في القرءان الا ان مقامها خارج هذا المقام
في ذلك النوع من الزمن تقوم (ادوات) تستطيع ان تعبر سقف زمننا الفلكي الذي نسعى فيه ومن يمتلك علم الكتاب (مشغل علة الكتاب) يكون قادرا على حيازة تلك الادوات التي تمكنه من السفر عبر الزمن الفلكي الذي نسعى في ساعته ...
وان كان ذلك الرشاد غريبا على متابعينا الكرام الا ان الغربة ستكون اقل ضبابية عندما يكون الباحث قادرا على ربط بعض الظواهر الخارقة لعنصر الزمن الذي نعرفه في مظاهر كثيرة ومتكاثرة مثل التخاطر (التلباث) الذي تنتقل بموجبه المعلومة من عقل لعقل ءاخر عبر مسافات طويلة جدا دون تسجيل مساحة زمنية لذلك النقل وهنلك الكثير من الظواهر يمكن ان يحوزها الباحث ليحصل على بيانات لـ (عنصر زمن مختلف عن عنصر زمن الفلك) ولعل اكثر ظاهرة يمكن ان تحرك العقل البشري في عنصر الزمن هو حين يدرك العقل عدم امكانية فناء الزمن (اعدامه) والسبب يكمن في ان زمننا الفلكي (زمن السعي) لا يمكن ان يعدم لانه مرتبط بعنصر زمني ءاخر غائب عن شعورنا الا انه موجود فلا يسمح بفناء الزمن بين ايدينا ..!!
اذن الوصول الى (ادوات الخادم الزمني للسفر عبر الزمن) لا يحتاج الى سعي علمي او سعي مختبري بل يحتاج الى (بطاقة دخول) الى مكنون الكتاب في الخلق ومن يكون (عنده علم من الكتاب) يكون قادرا على حيازة ادوات السفر عبر الزمن على ان يكون القرءان دستورا بحثيا بفكر مستقل بعيد عن المتراكمات الفكرية المحمولة على بساط المدرسة التقليدية
الحاج عبود الخالدي
تعليق