الفرق بين القتل والصلب والقطع و البتر
الموضوع:
الفرق بين القتل والصلب و القطع والبتر
لقد علم بدراسة الآيات الله الحكيم أن لكل كلمة في القرآن معنى خاص بها ..والحال نجده في الموضوع المطروح .فالقتل ليس هو الصلب والصلب ليس القطع و القطع ليس هو البتر ...........
ولمعرفة المعنى الحقيقي لكل كلمة نبين سياقها في الآيات الموجودة فيها .......
ننطلق في الآية الجامعة للكلمات :
قال تعالى (إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
هنا الآية تتحدث عن أربع طرق في محاربة الفساد والفساد هو كل عمل يكون فيه إعتداء حقيقي على المسلم وهذه الأعمال مخالفة للمنظومة الكونية و الفطرية ...والتعايش الإجتماعي ..........
وقد ذكرت الآية قطاع الطرق ....ويكون جزائهم قتل إن عاندوا على القتال .أو صلب ويكون بعد أسرهم و علم بعد ذلك أن أحدهم قتل أو أكثرمن ذلك .......فيطبق عليه حق القصاص وهو الصلب والصلب هو قطع الرأس ... وكما ذكرى في قصة يوسف قوله (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ)
* والقصاص هو من الإقتصاص وهو القص بالمثل ..ويكون في الجراح ...البدنية ...قوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
ومثال في القصاص إن جرح يدا تجرح يده ..فقع عينا تفقع عينه يقتل يقتل ويكون الإحسان في الإقتصاص مثلا قاتل يصلب بضربة واحدة بسيف وعكسه عدم الرحمة وهو الذبح الذي عبر عنه في القرآن بأنه عمل الكافر كقوله (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ)
و في الجروح يستعمل الإحسان والرحمة مثلا في بتر الرجل ...يستعمل المخدر المعلوم في وقتها بأنه يفقد الإشعار بالألم ...ومن ذلك الضرب السريع يالسيف لبتر الرجل ........
- وفي القصاص حكم كثيرة ... منها ردع الظالم على الإعتداء ....ويدخل فيها العفو من المظلوم أو وليه ..إن رأى في ذلك مصلحة .وتوبة من ظالم .
وفي القصاص حياة للعباد ...قال تعالى (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
و الثالث قطع اليدين و الأرجل ..كون الذي خرج قاطعا لطريق مترجلا برجليه ويديه ..ناويا الظلم من سرقة و الإعتداء بالقتل ....ويكون جزائه القطع الأخيرتين وكفهما على الإعتداء ...والقطع ليس البتر وإنما هو الإبعاد عن موقع الجرم ..وليس كما يفهمه أهل الملل ...
ليكون القطع ليس ...جرح اليد ...وهذا خطأ كبير من الدراسة ...
بل القطع هو تسكين حركة المقطوع وتعطيل عملها ...و يتضح المعنى الحقيقي للقطع في الآيات الدالة على ذلك :
-(الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)
* فالقطع هنا دال على عكس الوصل شرعه الله سواء كان وصل أهل أو قطع وصل لسنة أو وصل لدين سواء كان حسيا أو معنويا .........و تم الإقتطاع ..........
-(إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ)
فالبراءة هنا إستوجبت القطع فتكون فريقين فريق في الجنة وفريق في النار ........
(وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَماً مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)
* التقطيع هنا واضح في صورة أمم ...صالحة وطالحة
(وَلاَ يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِياً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)
قطع الوادي ليس شقه ولكن مرور إالى ضفة الأخرى
(فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَراً إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ)
تقطيع النسوة لأيديهن واضح أنه للأكل بعدما كان لهن متكأ من الأكل ...وإلا كان بتر الأيدي ضرب من الخيال مخالف للعادة في تميز النساء في الظفر بالرجل ...وما يفعل بإمرأة مقطعة الأيدي ويؤكده قوله
(وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ)
* قطعن أيديهن أي أضربن عن الطعام شغفا في الرجل.... والعادة كما يحصل في قصص العشاق في عصرنا .......
(فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ)
قطع من الليل كينونة على أنهم أصبح جزء من ذلك الليل الذي يسري .....بإسرائهم.......
(أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ)
تقطعون السبيل أي لا تتركون القافلة تمر إلى حالها
(مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ)
* قطع الأمعاء ليس تمزيقا لها ...لكن الظاهر علميا أن الأمعاء تقوم بعملية الإمتصاص للغذاء ...وتقطيعها أي أنها لا تجد ماتروي به الظمأ ...فيزيد ظمأها ويزيد التأكيد بقوله (لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ)
مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ
القطع هنا إيقاف نضج الثمار ..في مرحلة و هو لين ..ويكون إما بعدم السقي أوغيرها ...والله هو المنزل الغيث وينبت الزرع ........
من الآيات الكريمات يتبين أن القطع ليس بتر وليس صلب .....بل له بعد آخر خفي في نفسه أكبر من أن يكون ظاهر كالصلب...........
ومنه كان قطع المذكور في الآيتين
التاليتين :
-(وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
(إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
هو قطع عن مهام السرقة بجعله تحت المرقابة ...كحال أخ يوسف (قَالُواْ جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ)...أي يوقف عن السرقة حتى يسترجع المسروق و يعلم توبة السارق ....وكذلك بالنسبة لقطاع الطرق يوقف الفاعل بسجنه ويكون كبت لجراحتي اليد والرجل .....وهذا لإعادة تأهيل المفسدين لتحلي بأخلاق الدين والدمج في هذا المجتمع ....و إن تعذر ذلك تم النفي من ذلك المكان ...إلى العيش بعيد عن ذلك المجتمع ......ولله في أمره وتشريعه شؤون ..........
أما البتر ذكرى في قوله تعالى (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)
ومن سياق الآية يتبين أنه هو الصغار والذل و الإنشقاق من حزب الله إلى حزب الشيطان .........
* الخلاصة :
لقد توهم المتأسلمون من الأعراب الهاجرين لكتاب الله إلى أحاديث الكفرية المتقولة عن النبي أن الإسلام دين عنف ...يجعل الفرد الضال ...سواء كان سارقا أو قاطعا الطريق...رجل لا فائدة منه ولا أمل له في الحياة بفقدان أعضائه ...التي راحت نظرا لفهم خاطئ لمعاني كلمات القرآن ....فلم يفرقوا بين الصلب والقسمة و الشق والقطع..والبتر .وكان نتاج ذلك فساد وضياع لقيمة الإنسان ..المكرم المخلوق في أحسن تقويم من أجل أن يقوم بوظائفه على أكمل وأحسن وجه ...ولهذا كان الإسناد على قاعدة أساسية وهي لا تعارض مع آيات الله فالذي خلق الإنسان في أحسن تقويم لا يأمر أبدا بتشويه ما خلق سواء كان بتر الأيدي والرجلين أو ختانا ...أو تغييرا لخلق الله من ثقب للأذان ...كل هذا من أجل أن يحيا الإنسان بفطرة سليمة ..في هذا المجتمع....بدون عقد وعيوب جسدية ........تجعله كائن يائس منعزل .....
- وكذلك نجد أن الأعمال إجرامية التي إستند عليها من يجعل نفسه وكيلا لله على الناس ...وغيرهم كثير جعلوا الإسلام مصدر إرهاب ورعب ...فإنتقل الشباب من الإسلام إلا الإلحاد والتنصر...وقد قال الله في ذكر أساس الدين وإرسال النبي قوله (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) فالرحمة هاذه إتضحت جليا لكل من أعاد تدبر كتاب الله .......وهي مخالفة لكل شريعة شيطانية كجريمة الرجم مثلا التي ذكر بأنها عمل الكافر في قوله (قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ)
إذن نقول أن الدين الذي يدين به من يجعل نفسه وكيلا عن الله في عقوبة المخالفين مثل بعض المذاهب والطوائف الاسلامية التي تجعل من الامر بالمعروف سوطا مسلطا على الناس انما هو دين نزعة العدوان على الناس بلا شك ....
ملاحظة :
ذكرى الله في فروق بين عمل الكافر والمؤمن في ترتيب الجزاء فكان عمل المؤمن كتالي :
(إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
هنا نجد الترتيب إما قتل في ساحة الحرب أو صلب جزاء الإعتداء بالقتل بالقصاص صلبا بقطع رأسه ..أو تقطع الأيدي و الأرجل عن العمل تلك الأعمال بسجن إلى أن يعلم توبته و إقتناعه التام بعدم الإفساد ...و تفقيه في الدين وهذا مانسميه بإعادة التربية .....
* والعكس نجده في عمل الكافر تقطع الأيدي والأرجل في السجن من أجل الصلب قوله
(قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى )
وهذا الترتيب الذي جاء به الدين فيه من الرحمة والحكمة مالا يعلمها الكثير من الناس .......
لهذا نؤكد على أهمية تدبر القرآن ...و نشر تعاليم الدين السمحة ...أمر مهم ....حتى نرى خلافة الحق في الأرض ...كما يريدها الله ورسوله
الكتاب : عاشق القرآن
الموضوع:
الفرق بين القتل والصلب و القطع والبتر
لقد علم بدراسة الآيات الله الحكيم أن لكل كلمة في القرآن معنى خاص بها ..والحال نجده في الموضوع المطروح .فالقتل ليس هو الصلب والصلب ليس القطع و القطع ليس هو البتر ...........
ولمعرفة المعنى الحقيقي لكل كلمة نبين سياقها في الآيات الموجودة فيها .......
ننطلق في الآية الجامعة للكلمات :
قال تعالى (إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
هنا الآية تتحدث عن أربع طرق في محاربة الفساد والفساد هو كل عمل يكون فيه إعتداء حقيقي على المسلم وهذه الأعمال مخالفة للمنظومة الكونية و الفطرية ...والتعايش الإجتماعي ..........
وقد ذكرت الآية قطاع الطرق ....ويكون جزائهم قتل إن عاندوا على القتال .أو صلب ويكون بعد أسرهم و علم بعد ذلك أن أحدهم قتل أو أكثرمن ذلك .......فيطبق عليه حق القصاص وهو الصلب والصلب هو قطع الرأس ... وكما ذكرى في قصة يوسف قوله (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ)
* والقصاص هو من الإقتصاص وهو القص بالمثل ..ويكون في الجراح ...البدنية ...قوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
ومثال في القصاص إن جرح يدا تجرح يده ..فقع عينا تفقع عينه يقتل يقتل ويكون الإحسان في الإقتصاص مثلا قاتل يصلب بضربة واحدة بسيف وعكسه عدم الرحمة وهو الذبح الذي عبر عنه في القرآن بأنه عمل الكافر كقوله (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ)
و في الجروح يستعمل الإحسان والرحمة مثلا في بتر الرجل ...يستعمل المخدر المعلوم في وقتها بأنه يفقد الإشعار بالألم ...ومن ذلك الضرب السريع يالسيف لبتر الرجل ........
- وفي القصاص حكم كثيرة ... منها ردع الظالم على الإعتداء ....ويدخل فيها العفو من المظلوم أو وليه ..إن رأى في ذلك مصلحة .وتوبة من ظالم .
وفي القصاص حياة للعباد ...قال تعالى (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
و الثالث قطع اليدين و الأرجل ..كون الذي خرج قاطعا لطريق مترجلا برجليه ويديه ..ناويا الظلم من سرقة و الإعتداء بالقتل ....ويكون جزائه القطع الأخيرتين وكفهما على الإعتداء ...والقطع ليس البتر وإنما هو الإبعاد عن موقع الجرم ..وليس كما يفهمه أهل الملل ...
ليكون القطع ليس ...جرح اليد ...وهذا خطأ كبير من الدراسة ...
بل القطع هو تسكين حركة المقطوع وتعطيل عملها ...و يتضح المعنى الحقيقي للقطع في الآيات الدالة على ذلك :
-(الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)
* فالقطع هنا دال على عكس الوصل شرعه الله سواء كان وصل أهل أو قطع وصل لسنة أو وصل لدين سواء كان حسيا أو معنويا .........و تم الإقتطاع ..........
-(إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ)
فالبراءة هنا إستوجبت القطع فتكون فريقين فريق في الجنة وفريق في النار ........
(وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَماً مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)
* التقطيع هنا واضح في صورة أمم ...صالحة وطالحة
(وَلاَ يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِياً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)
قطع الوادي ليس شقه ولكن مرور إالى ضفة الأخرى
(فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَراً إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ)
تقطيع النسوة لأيديهن واضح أنه للأكل بعدما كان لهن متكأ من الأكل ...وإلا كان بتر الأيدي ضرب من الخيال مخالف للعادة في تميز النساء في الظفر بالرجل ...وما يفعل بإمرأة مقطعة الأيدي ويؤكده قوله
(وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ)
* قطعن أيديهن أي أضربن عن الطعام شغفا في الرجل.... والعادة كما يحصل في قصص العشاق في عصرنا .......
(فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ)
قطع من الليل كينونة على أنهم أصبح جزء من ذلك الليل الذي يسري .....بإسرائهم.......
(أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ)
تقطعون السبيل أي لا تتركون القافلة تمر إلى حالها
(مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ)
* قطع الأمعاء ليس تمزيقا لها ...لكن الظاهر علميا أن الأمعاء تقوم بعملية الإمتصاص للغذاء ...وتقطيعها أي أنها لا تجد ماتروي به الظمأ ...فيزيد ظمأها ويزيد التأكيد بقوله (لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ)
مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ
القطع هنا إيقاف نضج الثمار ..في مرحلة و هو لين ..ويكون إما بعدم السقي أوغيرها ...والله هو المنزل الغيث وينبت الزرع ........
من الآيات الكريمات يتبين أن القطع ليس بتر وليس صلب .....بل له بعد آخر خفي في نفسه أكبر من أن يكون ظاهر كالصلب...........
ومنه كان قطع المذكور في الآيتين
التاليتين :
-(وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
(إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
هو قطع عن مهام السرقة بجعله تحت المرقابة ...كحال أخ يوسف (قَالُواْ جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ)...أي يوقف عن السرقة حتى يسترجع المسروق و يعلم توبة السارق ....وكذلك بالنسبة لقطاع الطرق يوقف الفاعل بسجنه ويكون كبت لجراحتي اليد والرجل .....وهذا لإعادة تأهيل المفسدين لتحلي بأخلاق الدين والدمج في هذا المجتمع ....و إن تعذر ذلك تم النفي من ذلك المكان ...إلى العيش بعيد عن ذلك المجتمع ......ولله في أمره وتشريعه شؤون ..........
أما البتر ذكرى في قوله تعالى (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)
ومن سياق الآية يتبين أنه هو الصغار والذل و الإنشقاق من حزب الله إلى حزب الشيطان .........
* الخلاصة :
لقد توهم المتأسلمون من الأعراب الهاجرين لكتاب الله إلى أحاديث الكفرية المتقولة عن النبي أن الإسلام دين عنف ...يجعل الفرد الضال ...سواء كان سارقا أو قاطعا الطريق...رجل لا فائدة منه ولا أمل له في الحياة بفقدان أعضائه ...التي راحت نظرا لفهم خاطئ لمعاني كلمات القرآن ....فلم يفرقوا بين الصلب والقسمة و الشق والقطع..والبتر .وكان نتاج ذلك فساد وضياع لقيمة الإنسان ..المكرم المخلوق في أحسن تقويم من أجل أن يقوم بوظائفه على أكمل وأحسن وجه ...ولهذا كان الإسناد على قاعدة أساسية وهي لا تعارض مع آيات الله فالذي خلق الإنسان في أحسن تقويم لا يأمر أبدا بتشويه ما خلق سواء كان بتر الأيدي والرجلين أو ختانا ...أو تغييرا لخلق الله من ثقب للأذان ...كل هذا من أجل أن يحيا الإنسان بفطرة سليمة ..في هذا المجتمع....بدون عقد وعيوب جسدية ........تجعله كائن يائس منعزل .....
- وكذلك نجد أن الأعمال إجرامية التي إستند عليها من يجعل نفسه وكيلا لله على الناس ...وغيرهم كثير جعلوا الإسلام مصدر إرهاب ورعب ...فإنتقل الشباب من الإسلام إلا الإلحاد والتنصر...وقد قال الله في ذكر أساس الدين وإرسال النبي قوله (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) فالرحمة هاذه إتضحت جليا لكل من أعاد تدبر كتاب الله .......وهي مخالفة لكل شريعة شيطانية كجريمة الرجم مثلا التي ذكر بأنها عمل الكافر في قوله (قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ)
إذن نقول أن الدين الذي يدين به من يجعل نفسه وكيلا عن الله في عقوبة المخالفين مثل بعض المذاهب والطوائف الاسلامية التي تجعل من الامر بالمعروف سوطا مسلطا على الناس انما هو دين نزعة العدوان على الناس بلا شك ....
ملاحظة :
ذكرى الله في فروق بين عمل الكافر والمؤمن في ترتيب الجزاء فكان عمل المؤمن كتالي :
(إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
هنا نجد الترتيب إما قتل في ساحة الحرب أو صلب جزاء الإعتداء بالقتل بالقصاص صلبا بقطع رأسه ..أو تقطع الأيدي و الأرجل عن العمل تلك الأعمال بسجن إلى أن يعلم توبته و إقتناعه التام بعدم الإفساد ...و تفقيه في الدين وهذا مانسميه بإعادة التربية .....
* والعكس نجده في عمل الكافر تقطع الأيدي والأرجل في السجن من أجل الصلب قوله
(قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى )
وهذا الترتيب الذي جاء به الدين فيه من الرحمة والحكمة مالا يعلمها الكثير من الناس .......
لهذا نؤكد على أهمية تدبر القرآن ...و نشر تعاليم الدين السمحة ...أمر مهم ....حتى نرى خلافة الحق في الأرض ...كما يريدها الله ورسوله
الكتاب : عاشق القرآن
تعليق