تحية واحترام
في جامع المصلين تعارفا وتبادلا الدعاء والمعروف وفي كل يوم يتدانيان معروفا على سجادة المسجد حتى باتا يعرفان بعضهما كما يعرفان نفسيهما وفي ذات يوم شكى احدهما لصديقه ثقل الليل عليه بسهاده وظلمته وان النوم يفارقه حتى مقتربات الصباح فتبسم صاحبه وقال ان ما يصيبك كان يصيبني ووجدت الحل في حارة زجاجية يرى الناس بعضهم فيها وهم يمرحون ويقضون ظلمة الليل في نور هم يصنعوه فيكحل العيون وتلك الحارة زجاجها من رخام يجعلنا نرى الناس اما الناس فحين ينظرون الى حارتنا فيشاهدون الرخام وعليه صورنا الواعدة فيظنون انهم يروننا ونحن نمثلهم فهم ليسوا بقادرين على ان يبصروا ما في حارتنا ابدا فعجب صاحبه من ذلك الوصف وتحرق شوقا لتلك الحارة الزجاجية ذات الرخام السحري فطلب منه ان يصطحبه اليها ليريه ما يشفي عنه ضيق صدره فاعتذر منه قائلا ان بوابة تلك الحارة تستقبل من يريدها ولها سدنة وشروط لا استطيع ان اشفع لك بها الا اني سارسم لك خارطة الوصل اليها فتقبل صاحبه ذلك العرض وعلى خارطة الوصول سار في زقازيق الناس فوجدها قد خلت من الناس وكأنهم استحبو ظلمة الليل في بيوتهم وما ان وصل الى بوابة الحارة الزجاجية حتى بدأ يرى بعضا من المصلين الذين كانوا يشاركونه سجادة الصلاة فاطمأن باله وكلما اقترب من البوابة الرخامية كلما تزايد عدد المصلين الذين كانوا في مجمع صلاته كل يوم حتى اذا اعترضه احد سدنتها صارخا بوجهه انت لست من رواد هذه الحارة فاجاب ان نعم وجئت اليكم لاكون مع المصلين في حارتهم الزجاجية فاجاب السادن مرحبا بك ان رضيت بشرطنا فقال اطرح شرطك وسوف ارى فيه ما ارى فقال السادن ان في داخل هذه الحارة بشر مثلك اكثرهم مصلين الا ان لا صلاة في الليل فلك ان تصلي في النهار وتاتي الى هنا في ظلمة ولا صلاة هنا وعليك ان تعي هذا الشرط وتنفذه فقال ان ذلك ليس بشرط فاين الشرط اذن فقال لي الشرط ان لا تخلط بين نهارك وهذا الليل فنور النهار لك والظلام له نور تخصصي لك ولمن معك فهل قبلت قال نعم فقال فادخل في حارة الزجاج انك من المتنورين فدخل فوجد ما لم يحلم ان يراه فالاموال كثيرة والكراسي وثيرة والنساء مع الرجال في عجينة ثقافية لم يعهد مثلها من قبل فذاب في ليلهم حتى ثمل وقبيل فجر نور النهار انساب الى منزله وزقازيق المدينة لا تزال خاوية وحين جاء وقت عمله خرج من منزله فشاهد الزقازيق قد ملئت باهلها فعرف كلام صاحبه المصلي حين قال ان رخام تلك الحارة يجعل اهلها يرون الناس وحين يريدون ان ينظروا اليها سيجدون انفسهم في صورنا ويظنون انهم يرون اهل الحارة وكأنهم اهليهم فعرف سحر ذلك الرخام السحري وحين كان في مجمع الصلاة وجد كثيرا منهم في صف الصلاة يسلمون على بعضهم ليس بالايدي او باللسان بل سلامهم خاص يصدر من العيون لان العيون تعرف بعضها في حارتهم الزجاجية فكان لصلاة النهار عند ذلك المصلي حرصا يتزايد كلما زاد من ولعه بحارة الزجاج ذلك لانه عرف سحر الرخام فالناس يرونه في المصلين وفي الليل تتحول صلاته مشروطة بشرط حارة الزجاج واستمر على حاله شوطا من الزمن فتكاثر رواد الحارة حتى صارت مكتضة بروادها رجالا ونساءا فعجب من الامر فسأل سادنها عن سبب تلك الكثرة قال ان الذين يقبلون بشرطنا يتكاثرون هذه الايام لان الانتخابات باتت قريبة
احترامي
في جامع المصلين تعارفا وتبادلا الدعاء والمعروف وفي كل يوم يتدانيان معروفا على سجادة المسجد حتى باتا يعرفان بعضهما كما يعرفان نفسيهما وفي ذات يوم شكى احدهما لصديقه ثقل الليل عليه بسهاده وظلمته وان النوم يفارقه حتى مقتربات الصباح فتبسم صاحبه وقال ان ما يصيبك كان يصيبني ووجدت الحل في حارة زجاجية يرى الناس بعضهم فيها وهم يمرحون ويقضون ظلمة الليل في نور هم يصنعوه فيكحل العيون وتلك الحارة زجاجها من رخام يجعلنا نرى الناس اما الناس فحين ينظرون الى حارتنا فيشاهدون الرخام وعليه صورنا الواعدة فيظنون انهم يروننا ونحن نمثلهم فهم ليسوا بقادرين على ان يبصروا ما في حارتنا ابدا فعجب صاحبه من ذلك الوصف وتحرق شوقا لتلك الحارة الزجاجية ذات الرخام السحري فطلب منه ان يصطحبه اليها ليريه ما يشفي عنه ضيق صدره فاعتذر منه قائلا ان بوابة تلك الحارة تستقبل من يريدها ولها سدنة وشروط لا استطيع ان اشفع لك بها الا اني سارسم لك خارطة الوصل اليها فتقبل صاحبه ذلك العرض وعلى خارطة الوصول سار في زقازيق الناس فوجدها قد خلت من الناس وكأنهم استحبو ظلمة الليل في بيوتهم وما ان وصل الى بوابة الحارة الزجاجية حتى بدأ يرى بعضا من المصلين الذين كانوا يشاركونه سجادة الصلاة فاطمأن باله وكلما اقترب من البوابة الرخامية كلما تزايد عدد المصلين الذين كانوا في مجمع صلاته كل يوم حتى اذا اعترضه احد سدنتها صارخا بوجهه انت لست من رواد هذه الحارة فاجاب ان نعم وجئت اليكم لاكون مع المصلين في حارتهم الزجاجية فاجاب السادن مرحبا بك ان رضيت بشرطنا فقال اطرح شرطك وسوف ارى فيه ما ارى فقال السادن ان في داخل هذه الحارة بشر مثلك اكثرهم مصلين الا ان لا صلاة في الليل فلك ان تصلي في النهار وتاتي الى هنا في ظلمة ولا صلاة هنا وعليك ان تعي هذا الشرط وتنفذه فقال ان ذلك ليس بشرط فاين الشرط اذن فقال لي الشرط ان لا تخلط بين نهارك وهذا الليل فنور النهار لك والظلام له نور تخصصي لك ولمن معك فهل قبلت قال نعم فقال فادخل في حارة الزجاج انك من المتنورين فدخل فوجد ما لم يحلم ان يراه فالاموال كثيرة والكراسي وثيرة والنساء مع الرجال في عجينة ثقافية لم يعهد مثلها من قبل فذاب في ليلهم حتى ثمل وقبيل فجر نور النهار انساب الى منزله وزقازيق المدينة لا تزال خاوية وحين جاء وقت عمله خرج من منزله فشاهد الزقازيق قد ملئت باهلها فعرف كلام صاحبه المصلي حين قال ان رخام تلك الحارة يجعل اهلها يرون الناس وحين يريدون ان ينظروا اليها سيجدون انفسهم في صورنا ويظنون انهم يرون اهل الحارة وكأنهم اهليهم فعرف سحر ذلك الرخام السحري وحين كان في مجمع الصلاة وجد كثيرا منهم في صف الصلاة يسلمون على بعضهم ليس بالايدي او باللسان بل سلامهم خاص يصدر من العيون لان العيون تعرف بعضها في حارتهم الزجاجية فكان لصلاة النهار عند ذلك المصلي حرصا يتزايد كلما زاد من ولعه بحارة الزجاج ذلك لانه عرف سحر الرخام فالناس يرونه في المصلين وفي الليل تتحول صلاته مشروطة بشرط حارة الزجاج واستمر على حاله شوطا من الزمن فتكاثر رواد الحارة حتى صارت مكتضة بروادها رجالا ونساءا فعجب من الامر فسأل سادنها عن سبب تلك الكثرة قال ان الذين يقبلون بشرطنا يتكاثرون هذه الايام لان الانتخابات باتت قريبة
احترامي
تعليق