رسل الله !! هل جميعهم بشر ؟؟
من اجل قيام ثقافة اسلامية مع نظم الخلق السارية في زمن الحاجة لـ (الرسل)
{اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ }الحج75
الخطاب الديني التقليدي حصر الصفة الرسالية في (الرسول) من صنف بشري فقط واولئك الرسل عاشوا في زمن ماضي يصل تاريخهم الى بضعة ءالاف من السنين مثل (نوح وابراهيم وموسى وهرون وعيسى وشعيب و ذا النون وغيرهم ) فالرسل في الخطاب الديني هم المسمين باسمائهم في القرءان الا ان نص الاية 75 من سورة الحج اعلاه يبين ان هنلك رسل (من الملائكة) وان هنلك (رسل من الناس) وهنا تقوم تذكرة علمية مركزية نحتاجها في يومنا المعاصر بشكل فعال وكبير تخص بيان رسل سارية رسالتهم بشكل مستمر منهم ولن تكون تاريخا مؤرخا بل هي رسائل حية من رسل الهية تصاحب حياة الناس في زمن المرسل اليهم ولا يمكن القبول بان الرسل هم المسمين باسمائهم في القرءان (حصرا) ذلك لان النص واضح ومبين بعربيته فـ (اللَّهُ يَصْطَفِي) ولم يأتي النص ان (الله إصطفى) وبين الوصفين فرق عربي مبين جدا وقد اكد القرءان ان ما تم قصه في القرءان بخصوص الرسل لم يكن حصريا
{وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً }النساء164
{الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }فاطر1
ومن تلك النصوص الشريفة ومثلها كثير تذكرة عقلية تفيد ان الرسل الالهية لا تنحسر بالصنف البشري المسماة اسمائهم في القرءان والدليل العقلاني الفائق هو في ان الخطاب الديني لا يعرف شيئا عن الرسل الملائكية ولا يمتلك الارشيف الاسلامي أي قاموس معرفي للملائكة وكل ما قيل عن مسميات ملائكية في جبرائيل وميكائيل وهاروت وماروت وما قيل عن ملائكة قوم لوط ما هي الى اقاصيص تاريخية سردية لا تسجل أي حضور فعال في زمن معاصر ولا تمنح العنصر البشري اليوم أي بيانات رسالية واضحة ومبينة فهي اقاويل لا تتفعل خارج سطورها ولا تمتلك حراكا فكريا منتجا او أي تطبيقات لـ يوميات الناس
رسلا من الملائكة ورسلا من الناس :
اذا عرفنا ان الناس هم (الناسين) فكيف يكون الناسين عنصرا رساليا وكيف تقرأ رسالة من شخوص مصابة بالنسيان ونامل من متابعنا الفاضل ان يراجع الادراجات المهمة التالية :
تخصص لفظ الخطاب في القرءان ـ 1 ـ (الناس)
من هو النبي ومن هو الرسول في الخطاب الديني
القرءان والناس
الملائكة في التكوين
الملائكة والجسيم الرابع
تساؤل : هل الملائكة مخلوقة من ( النور ) أو من ( النار ) ؟
فاذا عرفنا من تلك المواضيع المنشورة ان الملائكة هي (مكائن الله) في الخلق وان الناس هم (الناسين) في مقاصد الله الشريفة فان تصريف المادة الدينية والبيان القرءاني يمنح العقل البشري تبصرة عقلانية مفادها ان (مرض السرطان) هو رسالة حملتها مكائن الله (الملائكة) في جسد انسان (ناسي) نسى الكثير من نظم الخلق فقام فيه السرطان فلو كان مسلما سليم الفعل ويستخدم اداة فعل سليمة فلن يكون السرطان فيه !!! ... ذلك ينطبق على كل الامراض فهي رسائل الهية موجهة للانسان الذي لم يمرض بعد وعليه ان يفكر (كيف لا يمرض) فـ (يتقي الله) فيكون (قويا بنظم الله) وليس بنظم حضارية مفتعلة ... رسالة الله (بالغة) تقوم بـ (تبليغ) العقل البشري ان الله يرسل رسائل متكاملة الـ (حجة) ومكتملة البيان (حجة بالغة) اي ان هنلك خطرا يستوجب خشيته والخشية يجب ان تبنى في نظم الهية وليس في مؤسسة صحية طبية عجزت عن اصلاح ما افسدته حضارة اليوم فالسرطان مع حزمة كبيرة من الامراض لا تزال مستعصية على قدرات تلك المؤسسة لان لبناتها بنيت خارج نظم الله من خلال العلاج غير العضوي فغالبية الادوية هي مواد غير بروتينية (غير عضوية) بل هي مركبات كيميائية ما انزل الله بها من سلطان
{فَلَمَّا جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون }غافر83
رسل الله في هذا الزمن لا حصر لها ومكائن الله (الملائكة) لا تفتأ ترسل رسائل تبشيرية وانذارية وهي تبلغ العقل البشري بشكل دائم الا ان البشر اليوم (فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ) فالجدار مثلا او اي بناية تقام بموجب نظم فيزيائية خلقها الله فان اخطأ البناء في بنائه بحيث خرج عن نظم الفيزياء في إإتلاف القوى ونظم الربط الفيزيائي فان الجدار او البناية يتصدعان وتظهر رسائل الله في ميل البناية او ظهور فطور فيها وكذلك الجدار وتلك الفطور او (الميل) انما هي رسائل انذارية قامت بها مكائن الله في نظم الفيزياء والتي هي خلق الهي فـ الفيزياء اي كان وصفها فهي من (خلق الهي) تنذر اهل البناية بالشر والسوء وفي نفس الوقت توجد بنايات (صالحة) قائمة على نظم فيزيائية صحيحة تقوم بتبشير العقل البشري انها (خير دائم) ... كل شيء في الخلق يرسل رسائل مستمرة تنذر الناس وتبشرهم والناس المصابين بالسوء والشر او بالخير فالبلاغ الرسالي ينذر ويبشر فـ تلك الصفات هي رسائل مزدوجة الوظيفة (مبشرة ومنذرة) فالجسد الصحيح (مبشر) والجسد المريض (منذر) مثله مثل البناية الصحيحة والبناية المائلة (بشير ونذير)
الاضطرابات البيئية القائمة اليوم في زمننا ما هي الا رسائل انذارية كبيرة وخطيرة تنذر العنصر البشري على الارض اليوم ان هنلك كارثة كبيرة سوف تحيق بهم وقد احست الحكومات وعلى رأسها الحكومة الام التي تتحكم ببقية الحكومات وشعوب الارض ولكن اعلانها عن احاسيسها ما هي الا مناورة لا يراد منها خير للعباد بل يريدون ان يتهالك الناس بما يمارسون من افعال لغرض تقليل العنصر البشري على الارض فليموت من يموت لكي يقل اعداد البشر لانهم يخافون على انفسهم ولا يهمهم ان يموت الناس اجمعين ولن ننسى نظرية (كارل مالتوس) التي تم احيائها الان فالمتقاعدون يجب قتلهم لانهم يستهلكون ولا ينتجون والشعوب غير المنتجة ما هي الا شعوب متقاعدة يتم اعدادها للموت ..!! ان الناس (ناسين) ان صداقة البيئة واجب على كل عنصر بشري يعيش في بيئته فهوليس واجب حكومي ذلك لان السوء يصيب الناس الناسين لـ واجبهم فباءوا بغضب بيئي خطير
البيئة في باءوا بغضب إلهي
حسب مراشدنا في علوم الله المثلى المستحلبة من القرءان والمنشورة اثاراتها التذكيرية في هذا المعهد تؤكد ان اكثر فعالية للرسل الالهية تفعل فعلها اليوم في هذا الزمن ففي كل ظاهرة سوء تظهر رسالة تبلغ العقل البشري بالخطر منذرة ومبشرة حتى في ابسط الممارسات الحضارية مثل الركوب في سيارات مفرطة السرعة او في الرضاعة الصناعية من حليب مجفف وما يسببه من سوء في النشيء الجديد ومثل تلك الرسائل فيض لا يحصى ولا يعد وقد انتشر بين الناس انتشارا سريعا في موجات الاتصالات العصرية والاعلام المنتشر ومن تلك الرسائل المحمولة من فعل ملائكي (مكائن الله) يقوم الناس بنشر الرسائل تلك رغم انهم لا يعرفون انها رسائل ملائكية فالماكنة في المصنع (مثلا) حين تنحرف عن مسار مصممها انما تنتج نتاجا خارج المواصفة فهو يضر ولا ينفع كما هو معروف عند الصناعيين وبما ان انتشار تلك الرسائل يتم تحميله على وسائل الاتصال المعاصرة فان عصرنا الحضاري يحمل صفة (تمامية الحجة) على الناس الناسين بسبب كثرة الرسل الالهية من (الملائكة والناس) فاخبار التدهور المناخي تعلن اول باول وتحمل في متونها صورا كارثية تنتشر بين الناس في كل ارجاء الارض
اذن من المؤسف ان المسلمين قد اقفلوا سجل الرسل الالهية وهم بحاجة لـ اولئك الرسل في الانذار المبكر وفي نفس الوقت قيام البشارة للخير عند الاعتماد على النظم الالهية حصرا دون النظم التي قامت قيموتها من غير الله فكل رسل الله انما تحمل وظيفة مزدوجة كما قلنا الا ان الثقافة الاسلامية اقفلت ذلك الملف وجعلته ماضي سردي الا انه غير فعال في زمننا ذلك لان (البشارة والانذار) تختلف موضوعيا مع كل جيل فجيل اليوم يمتلك حاجة للانذار المبكر اكبر نوعا واكبر موضوعا عن اجيال السابقين بسبب الممارسات الحضارية التي غرق الناس بها قبل ان تقوم نظم الحق بتعييرها تعييرا صالحا صلاحا يقينيا مرتبطا بنظم التكوين ... منذ عشرات السنين ونحن نسمع انهم اكتشفوا علاجا للسرطان او للسكري او لغيرها من الامراض الا ان نسب المرضى تتزايد مع تزايد ملحوظ في شراسة تلك الامراض .... المسلمون لا يعرفون الشيطان وهو عدو مبين للانسان بموجب النصوص القرءانية والسبب ان (الشيطان) صفة لم تكن فعالة في الزمن القديم بشكل واسع وانحسرت صفات الشيطنة بالسارق وشارب الخمر والزاني والكاذب و .. و .. ) وهي صفات يمكن عدها انها تصرفات خارجة عن نظم الله الا ان صفة الشيطان هي (الخروج على سنن الخلق) تشكل بيانا مطلقا يسود حضارة الانسان باستخدامه المفرط لـ المكننة وركوب مركب السرعة المفرطة في كل شيء فانسان الامس لم يكن قادرا على الخروج عن سنن الخلق بشكل واسع اما اليوم فالخروج على سنن خلق الله وصل حدا حجميا يحمل خطورة فائقة قد تسبب في تكرار واقعة نوح واذكروا اذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح
{أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }الأعراف69
بيان خطير في علوم القرءان
المسلمون لم يسلموا من سوء الحضارة وبالتالي فهم بحاجة الى ثقافة اسلامية متخصصة في حرج شديد لكي يكونوا مخلصين لله فينالوا رحمة الله
{فَأَمَّا الَّذِينَ ءامَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً }النساء175
المعتصمين بالله يحتاجون الى ادوات عصمة معاصرة فلن تكون نظم الاعتصام بالله هي نفسها التي مورست قبل الحضارة ولا تنفع صلاة خاشعة ولا دعاء عريض ولا اكرام اللحية واهانة الشارب فأما الذين قاموا بتأمين دنياهم بقيمومة ممارسات حضارية فهم كانوا ويكونون بعيدين عن الله لو اقاموا الصلاة طول الليل والنهار وصاموا طول عمرهم ... رحمة الله لها مداخل الهية الجعل ولن تكون مداخل رحمة الله عشوائية او انتقائية كما يفعل الناس اليوم ذلك لان صراط الله المستقيم لم يكن خصيصا لاهل الزمن السابق في صوم وصلاة وزكاة وحج وغيرها بل صراط الله المستقيم يتسع كلما اتسع الانسان بنشاطه فالشيطان للانسان عدو مبين بالامس القديم واليوم الجديد الا ان الشيطنة اليوم صارت حضارة ملزمة ولها ثقافة والناس لها عابدون فلا يستطيع انسان اليوم ان يسافر على ركوبة من خيل او ابل بل لا بد ان يستخدم سيارة سريعة و (السيارة للانسان عدون مبين) لانها تقتل ركابها وفيها عدوان مبين على راكبيها الا انها وسيلة معبودة في زمن الحضارة وان التخلص من ركوب السيارة يحتاج الى ادوات تنفيذية لا يمكن حيازتها بسهولة ذلك لان عبادة الله انحسرت في الممارسات التقليدية في صوم وصلاة وغيرها من ما هو معروف من الشأن العبادي الا ان عبادة الله في صراطه المستقيم تشمل شربة ماء معاصر تم تعقيمه بالمواد الكيمياوية او بتسليط اشعة فوق بنفسجية عليه وهي ادوات قاتلة تقتل البكتيريا فورا الا انها تقتل الانسان ببطيء لان الانسان اقوى بكثير من مخلوق وحيد الخلية الا ان جسد الانسان هو بحر من الخلايا ... وكذلك فان عبادة الله قد تكمن في لقمة اكل وثوب ومسكن فمن يبتلع قرصا دوائيا انما عبد الشيطان وخرج عن الصراط ذلك لان مضاعفات الادوية المعاصرة والمكننة المفرطة والحشر في المدن الكبيرة هي مخالفات حرجة وخروج على الصراط المستقيم
{بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ }التوبة1
{فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَأَنَّ اللّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ }التوبة2
مثل قرءاني شريف فيه يقوم قانون الهي دائم ولا يختص باهل الزمن الماضي فلكل مثل (تصريف) في نظم الخلق حيث تقوم الحاجة لفهم المثل الشريف (عقلانيته) ومنه نفهم بلسان عربي مبين ان (السياحة) اربعة اشهر لا تعني شهور زمنية ولا تعني العدد 4 بل هي (ربيع مشهور) وهو من لسان عربي مبين فالحشر في المدن هو لوحده خروج على سنن الخلق ففي المدينة تفتقد السكينة ويموت اهلها بامراض عصرهم !!! وحوادث السيارات والحوادث الصناعية والموت بالاسلحة المتطورة و .. و .. و ... والله ما خلق الانسان ليقتل فنظم الله فيها حياة هانئة الا ان الهناء صار حلما في تطبيقات حضارية تقتل المتحضرين
وتلك تذكرة ولن تكون رأيا صحفيا او صناعة فكرية
{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }الذاريات55
{وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ }المدثر56
الحاج عبود الخالدي
تعليق