إندثار الهوية في المجتمع الاسلامي
من اجل رديء صدع الهوية الاسلامية
حين تقول الجماهير قولا موحدا ومتناغما فانه تعبير صادق عن هوية ذلك المجتمع فيما يقول وان كانت تلك الصفة يمكن ادراكها بالفطرة العقلية الا ان استخدامها كمجهر فكري يكشف حقيقة ما ءال اليه المجتمع الاسلامي في كثير من اقاليم المسلمين ولعلنا سوف لن نبذل جهدا كبيرا في اعداد الادوات الفكرية التي تصلح لتكون مجهرا يرينا حقيقة الحال ففي الاقاليم الاسلامية تتكاثر المقولات عن مسميات الاحداث باسماء يوم انطلاقها ولعل تلك الصفة تصلح لنسمي مسميات بموضوعية احداثها فذلك (عام الفيل) وبعده ( عام الهجرة الشريفة) وبعده (يوم بدر) وجاء في القرءان تسميات سميت بتاريخ حدثها موضوعيا اما تسمية الاحداث بتاريخها فتلك ما لم يكن لها اثرا في تاريخ المجتمع الاسلامي
{لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ }التوبة25
{وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }التوبة3
{وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ }آل عمران166
وكثيرة هي النصوص الشريفة التي تصف الاحداث بمسمياتها الموضوعية حتى وان كانت موصوفة بمواقيتها مثل يوم او عام او غيرها الا ان الاسم الذي خصص للحدث كان موضوعيا محضا ومن المؤكد ان ذلك يمثل منهجا دستوريا حين يكون ثابته ثابت قرءانيا وليس من جهوية رسمية او عرفية اجتماعية وحين يكون العرف المجتمعي مخالفا لسنة الله في ثوابت خلقه تكون الصفة غير حميدة يقينا واهم اثر للثبات كان ويكون في القرءان ذلك لان القرءان ثابت الهي باعتراف كل المسلمين فتكون مسميات الشيطان المعاصرة وان تعارف عليها الناس مخالفة للنهج الرباني الذي صدر بيانه في قرءانه ونسمع مسميات عصرنا :
ثورة اكتوبر
ثورة يناير
انتفاضة ابريل
ثورة تموز
ثورة 8 شباط
اتفاق حزيران
و
و
.
.
مثل تلك المسميات لاحداث تجري في المجتمع الاسلامي لا بد ان تكون قد صدرت من مصدرية خفية على الناس تسعى لطمس الهوية الاسلامية في ميادين فكرية تمر على الناس بلا تمحيص ودون ان يكون للقرءان ثقافة في المجتمع المسلم المعاصر وبالتالي فان المسلمين متورطون في منهجية تنزع عنهم كل ثوب اسلامي في مجمل انشطتهم لتحافظ فقط وبشكل مبرمج من قبل فئة فاسدة على ثوب الارهاب محشورا في صفة جهادية اسلامية دموية يراد منها ترسيخ صفة الاسلام العداونية اما مسارب الثقافات الاجتماعية الاخرى فقد صودرت من اهلها برضاهم وصار الاسلام غريبا في كل تصرفات المسلمين
تلك تذكرة فمن شاء ذكر ومن شاء هجر
{أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }العنكبوت51
الحاج عبود الخالدي
تعليق