تساؤل عن المعجزة والتشريع
وردنا على البريد الخاص تساؤل كريم من متابع فاضل وقد وجدنا فيه اثارة كريمة لتقوم تذكرة قرءانية كريمة وفيما يلي نص الرسالة
السلام عليكم سيدي الحاج عبود الخالدي ورحمة الله وبركاته.... سيدي الكريم دائما نسمع في الخطاب الديني بمعجزات الرسل على انها فعل خارق للعاده يحصل على يد الرسول تأييدا لنبوته مثل احياء الموتى لعيسى وعصا موسى وناقة صالح وغيرها الكثير ويقولون ان معجزة سيدنا محمد هي القرءان ...! فما صحة هذا القول وهل هنلك معجزات تخص الرسل فقط ؟؟
اود ان اسأل عن سيدنا محمد فيما يخص الوحي والتشريع فهل كل مايقوله وحي من عند الله هل يشرع الرسول من عنده ...
وعليكم السلام ورحمة الله
شكرا لكم ولدنا المتفضل علينا بهذه التذكرة الايمانية عسى ان يوفقنا ربنا واياكم لها ويجعلنا في مشيئته من الذاكرين
كل نبي وكل رسول يمتلك ءايات بينات والا كيف يكون نبيا او رسولا الا ان الخطاب الديني اسماها (معجزة) وكأن العقل البشري عاجز عن ادراك مشغل علتها ولو كان العقل البشري عاجز (بشكل مطلق) عن بيان (مشغل علتها) فهي سوف لن تكون ءاية رسالية ذلك لان الله سبحانه لا يكلف الانسان (فكرا او تطبيقا) ما لا يمكن ادراك علته التشغيلية الا في امرين هما الذات الالهية الشريفة وكينونة عنصر الزمن والروح فعلى سبيل المثال كان الناس لا يفقهون مشغل علة مناسك الحج وقالوا فيها انها احكام (تعبدية) لا يعلمها الا الله الا ان تلك الصفة ليست (مطلقة) بل هي (صفة نسبية) فالمسلمون الاولون لم يكونوا يمتلكون قاعدة بيانات علمية كما هي بيانات العلم اليوم فتصوروا ان نص (من دخله كان ءامن) تعني الامان الذي كانوا يعرفونه من العدوان بين الناس الا ان علوم اليوم حين اتسعت بياناتها تم التعرف على (فقدان الامن) بين الناس من خلال العصف الموجي الجسيمي للمادة المشتتة من خلال الحراك الكوني (قديما) مع ما يضاف اليه من حراك صناعي (حديث) فيكون (مشغل علة الامن) عند دخول البيت الحرام ان تلك الجسميات الضارة سرعان ما يؤرشف ضررها في البيت العتيق وبما ان الصلاة تقيم صلة بين (القبلة) والمصلي فان الحاج يكون قد قام بتأمين الضرر من تلك الجسيمات الضارة بتشغيل علة دخوله البيت الحرام وقيامه بارشفة الضرر في مرابطه التكوينية في (القبلة) فيحصل على قبول تكويني فيما يعالجه الجسد البشري لتأمين الضرر من تلك الجسيمات المادية الضارة ... فالمعجزة التي كان اسمها معجزة (عجز العقل عن ادراكها) صارت اليوم ممكنة الفهم لذلك فان الخطاب الديني يوقع كثير من الناس في (ورطة فكرية) حين ياتي بمسميات دينية كان لها ضرورة في الماضي وعلينا اليوم ان نقيم ضرورة تخص زماننا الا وهي (علوم المناسك الشريفة) لغرض رفع الاسلام فوق الشبهات القذرة التي بدأ اهل الحضارة يصفونه
{رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ ءايَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ }البقرة129
{كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ ءايَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ }البقرة151
{لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ ءايَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ }آل عمران164
ونصوص كثيرة في القرءان تثبت ان الرسل يحملون بيان ءايات الله فهي ءايات وليست معجزات كما قيل فيها فان عجز السابقون عنها فاسموها معجزات فهو اجحاف بصفة (البيان المبين) الذي اتصفت به ءايات الله البينات
{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }البقرة213
اما (معجزة القرءان) فهو ايضا (مبين) فكيف يكون معجز على العقل اما اذا اريد بلفظ (المعجزة) على انها دلالة رسالية او دلالة نبوية فان (الاية) التي يأتي بها الرسول او النبي هي (الدلالة) على رسالته من خلال تفعيل الاية و (تطبيقها) وحين يظهر الخير من تطبيقها فهي دلالة على ان الاية رسالية بحق فهي اذن ليست معجزة بل (دلائل رسالية) ودلائل نبوية شريفة
لا يمتلك النبي او الرسول حق تشريع شرعي ملزم للناس حتى في سنته فالرسول انما هو (مبلغ) فهو لا ينشيء البند الشرعي بل يبلغ به ويبينه على قدر يكفي اهل زمانه (بلسان قومه) ان يفقهوا الحكم الشرعي وما لا يفقهوه من احكام شرعية يتعاملون معها تعامل (طاعة الله والرسول) حتى ياتي يوم بيانها العلمي اما بيانها التطبيقي فهو يظهر من الخير والنعمة التي تحل في حاجة المسلم الذي يطبق تلك الايات فيكون البيان (بيان نتيجة) اما (بيان مشغل العلة) فهو اختصاص طائفة تتفقه في الدين لتنذر قومها ان رجع القوم اليها
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرءانُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ }المائدة101
{قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ }المائدة102
وهنا تبرز صفة (العجز النسبي) وهو (عجز البيان العلمي) الا ان (بيان النتيجة) متاح لهم فهو ليس (العجز المطلق) في (الاعجاز) فهي وان كانت في زمن ما معجزة (علمية) على العقل البشري الا انها لن تبقى معجزة علم بل ءايات اتى بها الانبياء والرسل يمكن الوصول الى مشغل علتها وهو هو مشروعنا الفكري لبيان (علوم الله المثلى) ورغم بداياته الصعبة الا انه يثبت يوما بعد ءاخر ان القرءان (مبين) وان (ءايات الله بينات) قام الرسل بابلاغها للناس ولم يكتشفوها او صنعوها
{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى }النجم3
{إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى }النجم4
{عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى }النجم 5
السلام عليكم
تعليق