تساؤل عن صلاة التراويح
وردنا على البريد الخاص تساؤل كريم من متابع فاضل وقد وجدنا فيه اثارة كريمة لتقوم تذكرة قرءانية كريمة وفيما يلي نص التساؤل
تذكر كتب التفسير ان الرسول كان يصلي بالناس صلاة التراويح في رمضان ولكنه توقف عن ذلك خشية ان تكتب ( تفرض ) عليهم ..
صلاة التراويح حملت شيئا من الاختلاف الفقهي وهو نتيجة حتمية للاختلاف الروائي فمنهم من قال ان الصلاة جماعة لا تقام الا في الواجبات الشرعية مثل الصلوات الخمس الا انهم اجازوا صلاة العيد جماعة وهي صلاة مستحبة او قيام صلاة الاستسقاء وهي مستحبة ايضا ورغم الاختلاف الفقهي حولها الا ان هنلك مركزية فقهية في كون صلاة التراويح هي صلاة مستحبة وليست واجبة .
ثقافة الصلاة بين المسلمين تحولت من (منسك حاجة يومية) الى (ممارسة تعبدية ولائيه) اي ان فقه الصلاة بين الناس هو طاعة عبد لامر الخالق ورغم ان تلك الافكار صحيحة ومؤكدة الا ان عبورا قد حصل على ميقات الصلاة المنسكية فالصلاة المنسكية مرتبطة بالشمس ربطا تكوينيا بموجب نصوص قرءانية الا ان الصلاة الموضوعية (ممارسة الصلة بنظم الخلق اجمالا) فكل نظم الخلق تحتاج الى صلة عند الحاجة اليها ومنها الصلاة المنسكية ومنها ما هو مشهور من خمس مواقيت للصلاة المنكسية ومنها ما هو خارج تلك المواقيت وهي الصلوات التي تسمى (صلوات النوافل) وهي اما ان تكون في ميقات محدد مثل صلاة سنة الليل وصلاة التراويح ومواقيتها ليلية وصلاة الاستسقاء وميقاتها نهارية وهنلك صلوات كثيرة غير محددة الميقات مثل صلاة الحاجة او صلاة الاستخارة او صلاة الاستشفاء او صلاة الشكر وكلها صلوات بغير ميعاد وهنلك صلوات تقيم ميقاتها بوقتها الخاص بها مثل صلاة العيد وصلاة الطواف عند الحج وصلاة الميت وصلاة الايات عند الزلازل والعواصف وصلاة الخسوف وصلاة الكسوف وكلها صلوات مرتبطة بحدث نشأتها وفي مذاهب المسلمين ولكل مذهب حزمة من الصلوات لها مسميات مختلفة بين مذهب ومذهب الا انها جميعا مبنية على ثقافة (الولاية لله) فيما يطلب العبد من ربه او ما ينيب العبد من امره الى ربه على نظم تثقيفية دينية جعلت من الصلاة المنسكية بوابة للدخول الى رحمة الله وهي وان كانت عبادة حسنة تحمل في مكنونها مادة ايمانية في عقل العبد الا ان الصلاة المنسكية الموقوته في القرءان مرتبطة بالشمس لانها تجعل للفحشاء والمنكر من الحراك الفلكي نهاية حسنة في الجسد (تنهى عن الفحشاء والمنكر)
{اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ }العنكبوت45
وهنا تذكرة من النص الشريف اعلاه تفيد ان (ذكر الله اكبر) فان كانت الصلوات خارج مواقيتها تتصف بصفة انها (كبيرة) الا ان ذكر الله اكبر فاي موصول يحتاج الى وصلة في ما خلق الله من نظم فان ذكر الله في تلك الصلة يكون اكبر من الصلة نفسها فان اراد العبد ان ياكل (مثلا) فهو يحتاج الى (وصلة) توصله للطعام الذي خلقه الله وليس الاها غيره وتلك (الوصلة) فيها (صلاة) فليأكل الانسان فيما (اتصل به من غذاء) الا ان ذكر الله في تلك الممارسة هو اكبر من الممارسة نفسها فاذا كان الطعام مثلا من لحم لم يتم ذبحه فان تلك الصلة بالطعام ستكون فاسدة
في علوم الله المثلى تقوم ثقافة الصلاة على انها (ولاية لله) في كل ممارسات الانسان وليس حصرا في الصلاة المنسكية المرتبطة بالشمس فالصلوات الخمس وصلوات النوافل انما هي شكل محدود من اشكال الصلاة
الشمس والصلاة
السلام عليكم
تعليق