بعض اسرار مادة "الطين "
ما زلت أتذكر حين كانت الاسرة تُنبت بعض البذور في بعض الأواني الفخارية بطريقة عجيبة : بدون ماء وبدون تربة ؟ فكنت أتعجب من صنيعهم وانا صغيرة !!! وكنت أتساءل دوما كيف يمكن لتلك البذور ان تَنبت وتزدهر في إناء فخاري وبدون تربة ؟ ولا ماء جاري ؟ ..كيف كانت تصنع أمي ..سأحكي لكم القصة :
ليس كل البذور كانت صالحة لإنجاح هذه العملية بل فقط بعض البذور التي كان بإمكانها أن تبقى ملتصقة على الأسطح الداخلية للوعاء الفخاري المخصص للتجربة وكان يستعمل طبعا وعاء فخاري أصيل ..كانت البذور الخاصة التي تستعمل هي بذور عشبة " الحَرف " وهي عشبة معروفة هنا في المغرب تحت هذا الاسم ولها قدرة عجيبة على النمو السريع وعلى الالتصاق بجدران السطح الفخاري ..فكانت امي ترش ذلك الوعاء المختار بكمية من الماء حتى تَتبلل مادته بشكل كافي او تتركه مغطوس داخل وعاء مائي بعض الوقت حتى يتسرب الماء الى جدرانه الطينية بشكل كافي ، ثم يأخذ بكمية قليل من بذور العشبة المذكورة عشبة " الحرف " وترش داخل ذلك الوعاء المبلل بالماء وسرعان ما تلتصق تلك البذور بجدران ذلك الوعاء ، وتمكث فيه ولا يمضي وقت طويل الا وتجدها قد أينعت واخضرت وفاضت أغصانها خارج الوعاء دون العودة لاستعمال أي تربة أو ماء ؟ ..فكانت مادة الفخار المبللة كافية لوحدها للقيام بكل الخدمة دون كسل وبنجاح تام ..؟
بقيت تلك التجربة التي كنا نتمتع بمشهادتها عالقة في ذهني ..اذ كانت مادة الطين والاواني الفخارية محببة الي بشكل عام .
- كان هناك مقال مختصر" لبحث علمي " كنت قد قرأته قديما منذ أكثر من عشر سنوات وكنت اعتبره من المقالات العلمية التي تخرس الآلسنة حولها ولا يعاد افشاء أي معلومات اضافية عنها وعن ما توصل اليه البحث بشانها ..ولكن ماكنت وجدته كان كافيا لفهم بعض الجوانب الخفية لهذه المادة الساحرة ؟..
ومع الاسف كنت قد أضعت أرشيف ذلك المقال ضمن بعض الكتب الأثرية ، الا ان عثرت عليه اليوم ..لهذا وجدت نفسي في يوم كثير الحظ ، فأنقل لكم مقتطفا منه مع نسخة اصلية " بالمرفق "
يتبع ..
تعليق