تساؤل عن هشاشة العظام بعد الموت !!
ورد بريدنا الالكتروني تساؤل كريم من متابع فاضل عن مسؤولية المكلف عن بدنه وما هو ذنبه حين يكون ابواه قد تسببا في تصدع بنيته الجسدية وفيما يلي نص الرسالة :
سلام عليكم سيدي الحاج عبود الخالدي ورحمة الله وبركاته..
ان اكثر مااشغلني بالايام السابقة هو جوابية كريمه لكم في احدى صفحات المعهد في غاية الاهميه وهذا مقتبس منها..
"يتصورون ان التمتع باجساد صحية هي مهمة دنيوية فهم يراقبون صحة الجسد وهم احياء وحين يموت احدهم بمرض السرطان يقولون عنه لقد (ارتاح من المرض) وذلك هو جهل شديد بنظم الخلق فالجسد المريض حين يكون في وعاء الموت يعذب صاحبه عذابا اشد من عذابه في الدنيا ومن ومات وهو قد زق كثيرا من المشروبات الغازية ولم يظهر عنده اعراض هشاشة العظام لا يعني انه فاز فوزا صحيا بل ان وعاء الموت سيكون قاسيا عليه وان (عظامه) التي يجمعها الله في وعاء الموت ستكون عظاما هشة تلعن من اساء اليها وتعذبه (عذابا نكرا) فهو عذاب غير معروف في الدنيا (نكرة) بل هو من خصوصيات العذاب بعد الموت ".
فأنا مثلا اعاني كثيرا من الامراض النفسية والجسديه وسيكون وعاء الموت قاسيا علي !!؟ ولكن ماذنبي اذا كانت هذه الامراض وراثيه وعلماء الوراثه يقولون ان اي خلل ( مرض ) وراثي لايمكن تعديله؟؟ أليس الله هو احكم الحاكمين واعدل العادلين !؟ هل يؤاخذني ربي بجرم غيري ؟
الماسونيون ومن يحارب الله ورسوله ياكلون طعاما صحيا ويشربون ماء نقي . هل يكونون افضل حالا منا نحن المسلمون بعد الموت لان اجسادهم سليمه..؟
-------
سيدي الكريم : هل ترفدونا بمزيد من الايضاح عن جمع عظام الانسان .! هل هي العظام التي في القبور وعاش الانسان حياته بها؟
والسلام عليكم
نص الجواب :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله ولدنا الاغر محيا الصالحين المصلحين
ما تركه الاباء من اثر سيء في اجساد ابنائهم يحتاج الى الاصلاح والاصلاح يتصدى له دائما صاحب الجسد المتصدع وبين ايدينا الان تجربة ميدانية تؤشر مؤشرات حسنة
قمنا بحيازة مجموعة من الدجاج البياض الاحمر نوع (لوهمان) وهو نوع منتشر في كل بقاع الارض .. انه دجاج تم التلاعب بجيناته الوراثية لعدة مرات وهنلك مظاهر لذلك التلاعب في بعض الجينات تظهر بين يدي الباحث او المربي فهو
1 ـ مستمر الانتاج فالدجاجة تبيض يوميا تقريبا ولمدة سنة ونصف متواصلة بعد ان يكون عمر الصوص 6 أشهر يبدأ الانتاج
2 ـ البيوض الملقحة غير صالحة للتفقيس لان الجهة المنتجة لجيل الامهات اوقفت الجين المسؤول عن التكاثر لاغراض احتكارات استثمارية فالجنين يهلك داخل البيضة الملقحة في مرحلة من مراحل تكوينه
3 ـ لون قشرة البيض مائل للحمرة المشوبة باللون البني وذات لوط واحد تقريبا وحجم متقارب ووزن متقارب
بدأت التجربة بتقديم عليقة طبيعية لتلك الطيور دون ان يضاف اليها أي محسنات هرمونية او أي انزيمات اخرى وتمت مراقبة المظاهر الثلاث اعلاه فاتضح ما يلي من متغيرات
1 ـ انتاج البيض اصبح متقطع وليس مستمر وهي صفة الدجاج البلدي
2ـ اختلاف ظهر في الوان قشرة البيض وبعض الانتاج تحول لون القشرة الى اللون الابيض تقريبا مع اختلاف وتفاوت واضح في حجم البيض ووزنه كما في الدجاج البلدي
3 ـ وهو الاهم حيث بدأ تفقيس بيض تلك الدواجن واصبح البيض الملقح صالح للتفقيس وسجل لغاية اليوم نجاحا ملحوظا ولا تزال تلك الظاهرة تحت رقابة ومتابعة شديدة
الذي حصل ان المأكل الطاهر لفترة زمنية كافية كان سببا في تنحية الجينات المرقعة وراثيا فتحولت تلك الجينات الى جينات نائمة وهي حالة يعرفها ذوي الاختصاص وعادت الجينات التي تم التلاعب بها الى بنائها التكويني تدريجيا ونأمل ان تكون العودة تامة .. لا تزال تجاربنا مستمرة على المواشي بمختلف اصنافها وعلى الخيل والبغال والحمير وعلى بعض اصناف النباتات الشجرية المعمرة
التجربة بنيت على امرين (الاول) ان الحسنات يذهبن السيئات فالمأكل الحسن بدأ يطرد المستقرات السيئة في الجينات
(الثاني) وهو من علوم الله المثلى حصرا ان (الرعد) يسهم في اعادة بناء أي ثلمة حصلت في تكوينة المخلوقات وهو من ذكرى قرءانية ان (الرعد يسبح بحمده) ولتلك الذكرى قاعدة بيانات واسعة ومهمة جدا في زمننا فالرعد يحدث مرابط تكوينية بيئية ذات مؤثرات عميقة تؤدي الى اعادة تأهيل البنية المتصدعة لجيل المخلوقات ...
اما الانسان فهو يمتلك وسيلة مضافة على الامرين السابقين فالصيام يقيم منهج تأهيل البنية الخلقية لكل مخلوق يصوم شهرا من اثني عشر شهر في السنة
نظرة في كتاب الصيام مع علوم الله المثلى
إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ
الذين يتناولون الاطعمة السليمة (الطبيعية) من غير المسلمين لا يستوون مع المسلم الذي يتناول الاطعمة الطبيعية ذلك لان نشاط العبد يقع في عالمين (عالم عقلاني + عالم مادي) في رحمين (رحم عقلاني + رحم مادي) فان (سلامة الرحم المادي) في (سلامة العالم المادي) غير تامة فذوي الاجساد السليمة من غير المسلمين مسؤولون عن عالمهم العقلاني المخالف لامر الله لان الله لا يقبل غير الاسلام دينا وفي الاسلام سلامة (العقل + التصرفات المادية)
عظام الانسان التي نعرفها نحن هي ما يسمى بـ (الهيكل العظمي) وهو تصور صحيح الا ان (العظام) عموما لا تعني تلك المادة الصلبة حصرا بل العظام هي من لفظ (عظم) وهو كل شيء في الخلق مستكمل لوظيفته فهو (عظم) ومنه لفظ (عظيم) فالملك العظيم هو الملك المستكمل لوسيلته فـ لفظ (عظم) في علم الحرف يعني (مشغل نتاج نافذ) أي ان (النتيجة) لافعال الانسان تكون (نافذة) في كيانه بدون سوء او بسوء فتكون (العظمة) فهنلك قائد عظيم مثلا الا انه قد يكون سيء او قد يكون ذا صفات حميدة الا انه عظيم ومنها (الهيكل العظمي) فهو اما ان يكون سليما او متصدعا الا انه ليس كل شيء يخص (العظام) خصوصا عند الموت .... فالسارق مثلا له (عظم) حين يموت فالسرقة ما هي الا (نتاج) تم بـ (مشغل) قام السارق بتشغيله فاصبح (نافذا) فيه فحين يحشر في الموت تكون السرقة واحدا من عظامه التي يجمعها الله ... فمن شرب المشروبات الغازية واصيب بهشاشة في هيكله العظمي سوف يحشر بعظام هشة تعذبه في وعاء الموت اكثر ما كانت تعذبه في وعاء الحياة لان الله يقول
{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }الروم41
فالفساد الظاهر (هشاشة العظام) مثلا فيه (مذاق) لـ (بعض الذي عملوا) وليس (كل الذي عملوا) لان (اليوم الاخر) سيكون الحساب والعقاب تاما وليس مذاق بعض منه فقط
سلام عليك
تعليق