رؤى اليقين بين الوطن والدين
بيان الجدل الازلي بين رواد الحق ودهاقنة الباطل
الحق دائما له رواد يرتادونه وحين يمسكون بالحقيقة فانهم يحاولون تبليغ الاخرين بها وتلك فطرة عقل فطر عليها الانسان فعلى سبيل المثال حين يرتاد احد من الناس شارعا مفتوحا وحين يصل الى ءاخره سيراه مقفلا فيعود ادراجه من حيث اتى وحين يصادف ءاخرين مثله سيصلون الى نهاية الشارع المقفلة فانه بفطرته (الانسانية) يحاول ان يوصل اليهم رسالة تبليغية تعلن الحقيقة لانه ارتاد الحق قبل الاخرين وتلك السنة الفطرية التي فطرها الله في العقل البشري قد تكون ميزة تميز الانسان عن بقية المخلوقات التي خلقها الله لان (رائد الحقيقة) سوف لن يضره ان يذهب الغافل الى نهاية الطريق ليراه مغلقا فيعود وفي نفس الوقت سوف لن يستفيد من ارتاد الحقيقة شيئا حين يبلغ الاخرين (حقيقة) ما ادركه من اغلاق الشارع فرائد الحق وهو الحامل للحقيقة يمتلك دافعا فطريا فطره الله فيه ان يقوم بتبليغ الاخرين بـ حقيقة الحق الذي ادركه ولا يريد اجرا من الاخرين وان قام بتبليغ احد من الناس ولم يأبه ذلك الشخص ببلاغ حامل الحقيقة فان الاخير سوف لن يضار بصدود الغافل عن الحقيقة ونجد في القرءان دستورية تلك الصفة
{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيَ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ }هود28
{وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَمَا أَنَاْ بِطَارِدِ الَّذِينَ ءامَنُواْ إِنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَلَـكِنِّيَ أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ }هود29
ففي مثلنا البسيط المساق اعلاه يكون السائرين في ذلك الشارع المغلق في نهايته هم (قوما يجهلون) فهو لا يعني الجهل من الجاهلية كلها بل يعني جهل الحقيقة رغم بساطتها عندما تكون نهاية الشارع مغلقة
من اجل ذلك قام هذا المعهد وتكاثرت بياناته لانها كانت تمثل (سبيل الهي مغلق) في كثير من الممارسات الحضارية التي اتصفت بزخرف مداخلها واتصفت بسوء نهاياتها ... عندما تكون الوطنية والوطن من مستحدثات الحضارة الحديثة (مثلا) لرؤى اليقين في الدين حيث تظهر الحقيقة بالحق ان الوطن يقيم شركة مع الله او ان يكون الوطن والوطنية ندا لله فاصبح كل من يقول الشهادتين مثله مثل ذلك الشخص الذي يسير في شارع مغلق عند نهايته ذلك لان (دين الوطن) وقوم (الوطنية) انما هو شرك منظومة وطنية مفتعلة من قبل بشر اسمهم (الوطنيون) فيقيمون (اسماء سميتموها انتم واباؤكم) ليشركونها مع منظومة الله التكوينية (الولاية لله والوطن) (الله , الوطن) (حب الوطن من الايمان) (الشعب مصدر السلطات) فصار واجبا على من ارتاد الحقيقة ان يعلن الحق لان اكثر الناس يجهلون حقيقة الوطن والوطنية وتصوروا انها سبيل مفتوح يلتقي مع سبل الله وما عرفوا ان الاوطان هي انداد الله
نرصد دين الوطن والوطنية من خلال الشارع المفترض الذي سلكناه بيقين مطلق في اقليمنا الوطني فرأينا كيف كانت نهايته مغلقة والناس قد يجهلون تلك الحقيقة خصوصا من يؤمن ان لا إله الا الله ويشهد على ذلك ففي العراق
1 ـ الملك فيصل بن الشريف حسين
اسس الوطن المسمى (عراق) والمصادق على حدوده من قبل اتفاقية سايكس بيكو في 1916 أي قبل بضعة سنين من مملكة فيصل وقيام دولة العراق المعاصرة من اصل ثلاث ولايات عثمانية هي ولاية البصرة , بغداد , الموصل .. كان لذلك الملك فريق من الوطنيين وحزمة من الاحزاب الوطنية وقد صفق له كثير من الوطنيين وامتدحه كثير من الشعراء والتف حوله الكثير من وعاظ السلاطين
2 ـ الملك غازي بن الملك فيصل ادعى الوطنية للعراق واقام مملكة وطنية وكان معه فريق وطني يتغنى باسم العراق وكان امتدادا لحكم والده وذاع صيته بوطنيته الفائقة الا انه قتل في ظروف غامضة وتبين ان شارع الوطنية مغلق وتحول منصب الملك الى وصاية على العرش
3 ـ الوصي على العرش (عبد الاله بن الشريف زيد بن الشريف حسين) .. اقام الحكم الوطني في وطن العراق وكان يدعي الوطنية ومعه لفيف من الوطنيين وحزمة من الاحزاب الذين كانوا يتاجرون بشعب اسمه شعب العراق وانتهى حكم الوصاية في عام 1956 بعد بلوغ الملك الشرعي سن البلوغ (القانوني)
4 ـ الملك فيصل بن غازي بن فيصل وهو شاب حكم الوطن باسم الوطنية لوطن اسمه العراق وسط تراث ملكي غير عتيد واحزاب وطنية كانت تدعي خدمة الوطن واهل الوطن وشعب يرقص للملك الشاب الا ان ذلك الشعب قام بسحب جثتي الملك والوصي في شوارع بغداد في اقسى وصف وطني لسبيل مغلق
5 ـ ثورة 14 تموز (الجمهورية الاولى) التي قادها حزمة من ضباط الجيش على رأسهم اللواء عبد الكريم قاسم الذي اعلن وطنيته التي تلعن الملكية واحزابها ومن التف وءأتلف مع الحكم الملكي بصفته ضابطا من الاحرار الذين يسعون الى خدمة الوطن واهل الوطن وكان ذلك عام 1958 وهنا اتضح بوضوح ان طريق الوطن (الملكي) كان ذا نهاية مأساوية مغلقة فالوطنيون الجمهوريون الاحرار لعنوا الوطنيين الملكيين وسجنوهم وحوكموا محاكمات ساخرة وصدرت قرارات الاعدام (باسم الشعب)
6 ـ ثورة الرابع عشر من رمضان عام 1963 (الجمهورية الثانية) والتي جائت بحكم الاخوين (عبد السلام عارف) و (عبد الرحمن عارف) والتف حولهما حزب جماهيري من القوميين العرب وكانوا خداما للوطن واعلنوا نهاية الحكم الديكتاتوري القاسمي وظهر للوطن (طريق مغلق) ثاني جعل الوطنين في الجمهورية الاولى في السجون وبدأ القضاء يحكم اولئك الوطنيون احكاما وكأنهم مجرمين وما كان القضاء ليحكم الا (باسم الشعب) وما ان انقلب قادة الثورة على الائتلاف الحزبي بين البعثيين والقوميين فتم زج الوطنيين البعثيين في السجون وفاز القوميون بالفخر الوطني
7 ـ ثورة السابع عشر من تموز (الجمهورية الثالثة) والتي سميت في حينها بـ (الثورة البيضاء) الا ان طول عمرها اظهرت دموية سال فيها الكثير من دماء العراقيين وتم لعن الفئة الوطنية القومية العربية ليحل محلها حزب تحت اسم (البعث العربي) يرفع شعارات وطنية هزت اركان المتدينين بدين الوطن وانسلخ حشد كثير من محبي الوطن الذي جعلوه مولاهم ومولى كل عراقي فمن كان يشرب الخمر فـ (يخون الله والاسلام) لا يحاسبه احد من الوطنيين الذين يحكمون الوطن اما من كان (يخون الوطن) حتى ولو بكلمة فان المشانق كانت منصوبة ومرصوفة للموت شنقا بقرارات قضائية (باسم الشعب) حيث ظهر للوطن طريق مغلق ءاخر على مرأى ومسمع جيل واحد فقط لا غير
8 ـ ديمقراطية الغزو الامريكي للعراق عام 2003 افرزت افرازات كان لها برنامج مسبق ادى الى انهيار دوله اسمها دولة العراق حيث كان من خطة الاحتلال ان يفقد العراقيون دولتهم ويتمزق وطنهم وتنهار (ولاية الوطن) بشكل خطير يعلن الوجه القبيح لدين الوطن في طريق كان مغلق بكل الاتجاهات ... كان من المنطقي ان يستقر الجيش الامريكي والحلفاء في مراكز القوى (معسكرات النظام المنهار) والتي كانت محصنة تحصينا كبيرا الا ان الجيش المحتل ترك تلك المعسكرات بترسانة اكداس السلاح الذي هيء للنهب حيث تنخاى الوطنيون العراقيون للاستحواذ على السلاح ليقتلوا بعضهم في حين تجوب جيوش الاحتلال شوارع المدن والقصبات ... لقد ضاع جيل من الوطنيين حكم العراق لـ 35 سنه حيث كان شارع الوطن طويل الزمن الا ان في ءاخره كان الطريق مغلق بـ هوة سحيقة وانهار كل شيء وحوكم رمز النظام وصدر بحقه حكم بالاعدام (باسم الشعب)
في موجز بسيط عن اقليم يشهد اهله ان لا اله الا الله اصيب الوطنيون اصابات مباشرة لانهم (يجهلون) ان (طريق الوطن مغلق) وان دين الوطنية دين شيطاني والشيطان يتبرأ عن مواليه حين يقوم الحساب فما نفع الوطنيين مولاهم الوطن وما كان الوطن نصيرا لهم فكل الذين قتلوا شر قتلة في سبيل الوطن قتلوا (باسم الشعب) وهو صنم الوطنية
{وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }إبراهيم22
ذلك هو الوطن واولئك هم الوطنيون فهم انما يسيرون في (سبيل) هو خارج (سبل الله) ذلك لان الوطن ندا لله فهو يصدر قوانين تخالف ما امر به الله ومن يخالف امر الله من (الشعب) فلا جناح عليه فاوامر الله في الوطن (اختيارية) اما اوامر الوطن فهي (اجبارية) فمن يخالفها يحكم عليه قضائيا (باسم الشعب) و (من اجل الشعب) فالشعب رعية والوطن الراعي فهو ند لله في كل امر حتى الولاية فالوطن مولى المواطنين حتى وان كان يعيش خارج الوطن او انه ولد خارج الوطن الا ان ولاية الوطن نافذة فيه من خلال (جنسية ابيه) فهي ولاية رقيق فابن المملوك مملوك كما هو اباه وابن الزنا هو ابن الوطن ففي الوطن مراكز خاصة (تتبنى) اللقطاء ..!! لانهم ابناء الوطن ففي الوطن الامريكي بلغ تعداد المواطنين غير الشرعيين حدا قيل فيه انه يسجل تصاعدا مطردا سيكون فيه الامريكيون من ولادات غير شرعية هم الاغلبية !!!
{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }الذاريات55
الحاج عبود الخالدي
تعليق