عندما يكون القرءان أعجمياً ..!! فما هي العجمة ..؟؟
اتفق المفسرون ان (العجمة) هي في لسان غير لسان العرب فكل من حمل لسانا غير عربيا فهو (اعجمي) ... اكثر اهل اللغة وعدد من مؤرخي اللغة العربية قالوا ان لفظ (أعجمي) هو لفظ قرءاني ولم يكن اللفظ او احد تخريجاته متداولا بين العرب قبل نزول القرءان الا ان بعضا من مؤرخي اللغة قالوا ان العرب قبل الاسلام كانوا يسمون الناقة التي لا تلد بـ (ناقة عجماء) وقيل ان العرب بعد الاسلام كانوا يسمون (نواة التمر) بـ (عجم التمر)
ورغم ان اقاويل العرب في لفظ (عجم) انه يعني اللسان غير العربي الا ان الصيغة شملت (العرق) وليس اللسان وحده فكل امة غير عربية العرق تسمى امة (العجم) وان كان شخص ما يحمل لسانا عربيا ويعيش بين العرب الا ان تسميته باسم (عجمي) تسمية شائعة لمن ينتمي الى عرق غير عربي
المسلمون جميعا وبكل فقهائهم يؤكدون عدم جواز ترجمة القرءان الى لغة اخرى ولا يحق لشخص ما لسانه غير عربي ان يقرأ القرءان بلسانه سواء في الصلاة او في غير الصلاة الا ان كل الامم ترجمت القرءان الى لغتها ففي تركيا تمت ترجمة القرءان بعد سقوط السلطنة العثمانية مباشرة وفي ايران اليوم تمت ترجمة القرءان كما حصل ذلك في مجمل دول العالم ورغم ان ما قيل عن تلك الترجمات انها (ترجمة المعنى) الا ان حقيقة الامر ان القرءان صار (أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ) وحتى العرب فان قرءانهم (عجم) لانه حمل على قراءات متعددة رغم انه قرءان واحد الا انه قرء على السنة متعددة فهو قد صار بوصفه العام قرءان أعجمي رغم عربيته المبينة
مع تأكيدنا ان تلك المراشد الفكرية خطيرة على عقول مسلمي اليوم الا ان لتلك المراشد حاجة مسلمي اليوم لقرءانهم اكثر من أي جيل اسلامي مضى كما ان لتلك المراشد ادوات فكرية مستحلبة من الفكر التاريخي الذي يتكيء عليه المسلمون في مجمل مذاهبهم
1 ـ القائلين ان لفظ (عجم) هو لفظ قرءاني حصريا ولم يكن في لسان العرب انما يؤكدون ان تصريف اللفظ (عجم) الى العروق او الالسنة غير العربية ما هو الا رأي يقال فهو في الوصف القرءاني (أأعجمي وعربي) وهذا خليط لا يتجانس حين يكون بتلك الصفة فكيف يكون (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُوا هُدًى وَشِفَاء) فكيف يكون (هدى) وهو اعجمي وعربي ..!!
2 ـ للقائلين ان العرب كانوا يسمون الناقة التي لا تلد (عجماء) دليل على ان العرب القدامى ادركوا ان (العجمة في القرءان) تعني عدم التوالد الفكري ليقوم البيان من القرءان فاذا كان القرءان اعجمي فهو (لا يلد) أي انه سيكون (قرءان عقيم البيان) والله يقول (وقرءان مبين) وهو للذين ءامنوا هدى وشفاء
3 ـ للذين قالوا ان نواة التمر هي (عجم) فهو دليل يعني ان تلك النواة صارت (هجين) ذلك لان شجرة النخيل شجرة منفصلة التكوين في بنيتها الذكورية والانثوية فتلك نخلة (ذكر) تنتج حبوب الطلع (حبوب اللقاح) فقط ولا تنتج التمر وتلك نخلة (انثى) تحمل التمر ولا تنتج حبوب اللقاح واذا عرفنا ان النخيل اصناف كثيرة ذات عروق اصيلة مسماة باسمائها من قبل زراعها وتلك العروق قد قيل فيها انها تزيد على الف نوع عرقي وقيل ان تلك الاعراق قد تزيد على ألفي نوع عرقي والمعروف عن النخيل ان حبوب اللقاح لا يشترط لها ان تكون من نفس فصيلة النخلة فاي حبة لقاح من أي صنف يمكن ان تلقح أي صنف من اصناف الامهات وبالتالي فان نواة التمر (عجم) لانها فقدت اصولها العرقية وزراع النخيل يعرفون تلك الحقائق منذ القدم فاسموا نواة التمر (عجم التمر) وبيان تلك المراشد ظاهر مبين فحين يتم انبات النواة سوف لن تكون كأمها النخلة ومن فصيلتها ولن تكون ايضا من فصيلة نخلة الطلع الذكورية اما حبة الطلع التي لقحت النخلة الاصيلة فهي لن تكون معروفة بل (منكرة) لان الرياح قد تنقلها فلا يعرف زارعها عرق مصدر لقاحها وبذلك فان نواة التمر (عجم) لانها فاقدة لاصولها
تلك الادوات الفكرية الثلاث التي استحلبت من تاريخ لسان العرب تقيم رشادا فكريا مفاده ان الاعاجم لا يعني انهم ذوي اللسان غير العربي او ان عروقهم غير عربية بل ان العجمة تعني (العقم) سواء في الفهم او في الاصول وبالتالي حين نسمع كلاما لمتكلم غير عربي فان (فهم السامع يصاب بالعقم) ومثله مثل غير العربي حين يسمع العربي فان الفهم عند السامع يصاب بالعقم فتكون اللغة العربية التي يسمعها هي عجم بالنسبة له والعربي حين يسمعه فهو لسان عجم ايضا
العجمة تقوم حين يكون اللفظ قد استعصى على الفهم وبما ان الفاظ القرءان عصية الفهم على عرب اليوم فان عرب اليوم (عجم) بوصف القرءان ومثله ذوي اللسان غير العربي الا ان تلك الاشكالية الكبيرة لوظيفة القرءان عند حملته قد وضع الله لها نظاما ثابتا في (خلق العقل) حين يكون القرءان للذين ءامنوا (هدى) ذلك لان اللفظ القرءاني مرتبط بالعقل السادس (موسى) ويدركه العقل المفطور من قبل خالقه صيغة (الهدى) حين يقرأ القرءان وان كان غير عربي اللسان وكذلك مثله عربي اللسان الذي لا يعرف شيئا عن خامة الخطاب القرءاني (لسان عربي مبين) لان الله تكفل بيانه في عقل الادميين من حملة القرءان
{إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرءانَهُ }القيامة17
{فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ }القيامة18
{ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ }القيامة19
فـ بيانه على الله وذلك يعني ان هنلك نظاما في خلق العقل يقيم مقومات البيان القرءاني في العقل البشري فتكون النتيجة (هدى) للذين ءامنوا وذلك النظام المفطور في خلق العقل البشري حين يقرأ القرءان (يهدي للتي هي اقوم) وان كان القاريء لا يفهم مقاصد الالفاظ او انه يفهمها بشكل خاطيء الا انه من المؤمنين بالقرءان ومنزل القرءان الا ان ذوي اللسان العجمي سواء كانوا عربا او غيرهم من المؤمنين سوف لن يدركوا تفاصيل مقومات قيامة البيان بل يتحصلون على النتيجة دون التفاصيل الا ان ذلك لا يعني ان بوابة فهم المقومات في العقل مقفلة والقرءان يذكرنا ان على (متقلباتنا الفكرية) اقفال وعلينا ان نرفع تلك الاقفال
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }محمد24
الاداة الفكرية الرابعة سوف نطرحها على طاولة علوم الله المثلى فلفظ (عجم) في علم الحرف القرءاني يعني (مشغل نتاج فاعلية احتواء) وهو واضح مبين في مقاصد الناس (لسانهم) فالالفاظ التي يستخدمها الناس انما تقوم بعملية (تشغيل) فهي مشغل (لانتاج فاعلية احتواء) وعلى الطرف الاخر وهم (سلسلة السامعين) ان يدرك كل واحد منهم نتاج الفاعلية ذلك فحين نقول (اسد) مثلا فان هنلك مشغل فكري سرى بين الناس و (انتج) فاعليته في مفاهيم الناس لمحتوى (احتواء) الفهم في حيوان اسمه (اسد) وذلك ليس بـ (لسان عربي مبين) بل هو (عجل) ولفظ عجل في علم الحرف القرءاني تعني (نقل نتاج فاعلية الاحتواء) فمفاهيم العرب الاوائل (انتقلت) الى الاجيال اللاحقة عبر (ناقل) سرى بين الناس واجيالهم فصار الاسد في مثلنا المساق اعلاه حيوان اسمه (اسد) فهو (عجم منقول) فصار (عجل معبود) وتم تأليف القواميس اللغوية والـ (معاجم) ومن الواضح ان قواميس اللغة سميت (معجم) ولا ندري كيف سميت معجم والعجمة تكون غير عربية النشيء كما قالوا ..!! اما لفظ (اسد) في اللسان العربي المبين ليس عجم وليس عجل منقول لمحتوى محدد المقاصد فهو بناء لفظي مرتبط بمنظومة خلق النطق محمول على (عربة) تحمل المقاصد وهو معنى العربية كما روجنا له في منشورات هذا المعهد فلفظ (اسد) في علم الحرف (اللسان العربي المبين) مبني بناءا فطريا (سد .. اسد .. سيد .. مسد .. سود .. اسود .. يسد .. يسدي .. سدى .. سديد .. سدود .. و .. و .. و ) فاللسان العربي هو مقاصد محمولة على عربة تتحرك واللسان يحركها (لا تحرك به لسانك) لان الله قد حرك الفاظ تلك العربية في القرءان ليدركها ارشيف العقل التكويني فتهديه للتي هي اقوم ... تلك الراشدة لن تكون غريبة اذا وجدنا لها اثرا في الماديات ففي علوم الانسجة يعرف العلماء ان النسيج الحي او الخلية الحية تحمل ارشيف غيرها من المخلوقات كالنبات والحيوان والجراثيم والفايروسات وان جسد المخلوق يحمل ارشيف انسجة مخلوقات اخرى ويتضح ذلك جليا عند الحيوانات الطفيلية التي تتطفل على غيرها وتكون حاملة لبرنامج مضيفها البايولوجي اضافة لارشيفها البايولوجي الخاص بها وتلك (سنة خلق مرئية) ومنها ندرك سنن الخلق في منظومة خلق العقل وبما ان (خلق النطق) هو جزء من منظومة خلق العقل فان القرءان بالفاظه يتعامل مع ارشيف عقلي قد اودع الله فيه برنامج البيان القرءاني (ثم علينا بيانه)
اذا استطاع حامل العقل الحامل للقرءان ان يخرج من (المكابرة التاريخية) و (المكابرة المذهبية) واستطاع ان يخرج نفسه من الاحتقان الديني سيجد ببساطة شديدة ان (كـ هـ ي ع ص) وامثالها عصية على العقل وسيجد كيف يتخبط المفسرون في تفسير مثل اصحاب الكهف وناقة صالح ويأجوج ومأجوج وكل امثلة القرءان يتعاملون معها وكأنها قصة تاريخية ولا يستطيعون ان يجدوا لها تطبيقا معاصرا (مفصليا) او (علميا) ويبقى حامل القرءان يقر في عقله ما قاله المفسرون دون ان يكون لعقله مساحة كافية ليفهم القرءان ومن تلك الموصوفات جميعا ومثلها بمئات او الاف المرات يكون القرءان (أعجمي وعربي) لانهم يسمعون النداء من مكون بعيد (وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ) فحين جعلوا من امثال القرءان (سرد بعيد المكان) فهو اذن (مكون بعيد) وذلك الرشاد جيء به من ترخيص الهي في تدبر القرءان والتبصرة فيه لانه للذين يعقلون
ما كانت تلك السطور هجومية الصفة على واقع اسلامي راسخ مع القرءان بل لان جيلنا والاجيال اللاحقة بحاجة ماسة الى القرءان بسبب زحمة التطبيقات الحضارية وسوئها الذي بدأ يعلن رسالة الهية تحذيرية انذارية فاليوم ( 8 ـ 5 ـ 2014 ) اعلن رئيس امريكا ان امريكا والامم المتمدنة يجب ان تسرع في معالجة التغيرات المناخية وان لم يحصل ذلك فان امريكا سوف تواجه مصاعب كبيرة واقتصاد صعب ومن حيثيات قوله ما معناه (ان التغير المناخي لن يكون اليوم حالة متوقعة بل اصبح حقيقة واقع قائم)
اذا كان الامريكيون غير مسلمين ولا يملكون قرءانا مثل المسلمين فاين المسلمين من قرءانهم وهو اعجمي وعربي ولا يفهمونه ولا يدركون بيانه وهم بحاجة اليه اكثر من أي جيل سابق من اجيال المسلمين وقد يكون اكثر حاجة لاجيال ءاتية قد لا يطول بها الامد
تلك تذكرة من قرءان وواقع حال في ما كتبه الله في خلقه وخليقته والذكرى لا تقوم الا حين يشاء الله
{وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ }المدثر56
الا ان الذكرى تنفع المؤمنين
{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }الذاريات55
الحاج عبود الخالدي
من أجل بيان العجمة في لسان العرب
{وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرءاناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ ءايَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي ءاذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ }فصلت44
اتفق المفسرون ان (العجمة) هي في لسان غير لسان العرب فكل من حمل لسانا غير عربيا فهو (اعجمي) ... اكثر اهل اللغة وعدد من مؤرخي اللغة العربية قالوا ان لفظ (أعجمي) هو لفظ قرءاني ولم يكن اللفظ او احد تخريجاته متداولا بين العرب قبل نزول القرءان الا ان بعضا من مؤرخي اللغة قالوا ان العرب قبل الاسلام كانوا يسمون الناقة التي لا تلد بـ (ناقة عجماء) وقيل ان العرب بعد الاسلام كانوا يسمون (نواة التمر) بـ (عجم التمر)
ورغم ان اقاويل العرب في لفظ (عجم) انه يعني اللسان غير العربي الا ان الصيغة شملت (العرق) وليس اللسان وحده فكل امة غير عربية العرق تسمى امة (العجم) وان كان شخص ما يحمل لسانا عربيا ويعيش بين العرب الا ان تسميته باسم (عجمي) تسمية شائعة لمن ينتمي الى عرق غير عربي
المسلمون جميعا وبكل فقهائهم يؤكدون عدم جواز ترجمة القرءان الى لغة اخرى ولا يحق لشخص ما لسانه غير عربي ان يقرأ القرءان بلسانه سواء في الصلاة او في غير الصلاة الا ان كل الامم ترجمت القرءان الى لغتها ففي تركيا تمت ترجمة القرءان بعد سقوط السلطنة العثمانية مباشرة وفي ايران اليوم تمت ترجمة القرءان كما حصل ذلك في مجمل دول العالم ورغم ان ما قيل عن تلك الترجمات انها (ترجمة المعنى) الا ان حقيقة الامر ان القرءان صار (أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ) وحتى العرب فان قرءانهم (عجم) لانه حمل على قراءات متعددة رغم انه قرءان واحد الا انه قرء على السنة متعددة فهو قد صار بوصفه العام قرءان أعجمي رغم عربيته المبينة
مع تأكيدنا ان تلك المراشد الفكرية خطيرة على عقول مسلمي اليوم الا ان لتلك المراشد حاجة مسلمي اليوم لقرءانهم اكثر من أي جيل اسلامي مضى كما ان لتلك المراشد ادوات فكرية مستحلبة من الفكر التاريخي الذي يتكيء عليه المسلمون في مجمل مذاهبهم
1 ـ القائلين ان لفظ (عجم) هو لفظ قرءاني حصريا ولم يكن في لسان العرب انما يؤكدون ان تصريف اللفظ (عجم) الى العروق او الالسنة غير العربية ما هو الا رأي يقال فهو في الوصف القرءاني (أأعجمي وعربي) وهذا خليط لا يتجانس حين يكون بتلك الصفة فكيف يكون (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُوا هُدًى وَشِفَاء) فكيف يكون (هدى) وهو اعجمي وعربي ..!!
2 ـ للقائلين ان العرب كانوا يسمون الناقة التي لا تلد (عجماء) دليل على ان العرب القدامى ادركوا ان (العجمة في القرءان) تعني عدم التوالد الفكري ليقوم البيان من القرءان فاذا كان القرءان اعجمي فهو (لا يلد) أي انه سيكون (قرءان عقيم البيان) والله يقول (وقرءان مبين) وهو للذين ءامنوا هدى وشفاء
3 ـ للذين قالوا ان نواة التمر هي (عجم) فهو دليل يعني ان تلك النواة صارت (هجين) ذلك لان شجرة النخيل شجرة منفصلة التكوين في بنيتها الذكورية والانثوية فتلك نخلة (ذكر) تنتج حبوب الطلع (حبوب اللقاح) فقط ولا تنتج التمر وتلك نخلة (انثى) تحمل التمر ولا تنتج حبوب اللقاح واذا عرفنا ان النخيل اصناف كثيرة ذات عروق اصيلة مسماة باسمائها من قبل زراعها وتلك العروق قد قيل فيها انها تزيد على الف نوع عرقي وقيل ان تلك الاعراق قد تزيد على ألفي نوع عرقي والمعروف عن النخيل ان حبوب اللقاح لا يشترط لها ان تكون من نفس فصيلة النخلة فاي حبة لقاح من أي صنف يمكن ان تلقح أي صنف من اصناف الامهات وبالتالي فان نواة التمر (عجم) لانها فقدت اصولها العرقية وزراع النخيل يعرفون تلك الحقائق منذ القدم فاسموا نواة التمر (عجم التمر) وبيان تلك المراشد ظاهر مبين فحين يتم انبات النواة سوف لن تكون كأمها النخلة ومن فصيلتها ولن تكون ايضا من فصيلة نخلة الطلع الذكورية اما حبة الطلع التي لقحت النخلة الاصيلة فهي لن تكون معروفة بل (منكرة) لان الرياح قد تنقلها فلا يعرف زارعها عرق مصدر لقاحها وبذلك فان نواة التمر (عجم) لانها فاقدة لاصولها
تلك الادوات الفكرية الثلاث التي استحلبت من تاريخ لسان العرب تقيم رشادا فكريا مفاده ان الاعاجم لا يعني انهم ذوي اللسان غير العربي او ان عروقهم غير عربية بل ان العجمة تعني (العقم) سواء في الفهم او في الاصول وبالتالي حين نسمع كلاما لمتكلم غير عربي فان (فهم السامع يصاب بالعقم) ومثله مثل غير العربي حين يسمع العربي فان الفهم عند السامع يصاب بالعقم فتكون اللغة العربية التي يسمعها هي عجم بالنسبة له والعربي حين يسمعه فهو لسان عجم ايضا
العجمة تقوم حين يكون اللفظ قد استعصى على الفهم وبما ان الفاظ القرءان عصية الفهم على عرب اليوم فان عرب اليوم (عجم) بوصف القرءان ومثله ذوي اللسان غير العربي الا ان تلك الاشكالية الكبيرة لوظيفة القرءان عند حملته قد وضع الله لها نظاما ثابتا في (خلق العقل) حين يكون القرءان للذين ءامنوا (هدى) ذلك لان اللفظ القرءاني مرتبط بالعقل السادس (موسى) ويدركه العقل المفطور من قبل خالقه صيغة (الهدى) حين يقرأ القرءان وان كان غير عربي اللسان وكذلك مثله عربي اللسان الذي لا يعرف شيئا عن خامة الخطاب القرءاني (لسان عربي مبين) لان الله تكفل بيانه في عقل الادميين من حملة القرءان
{إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرءانَهُ }القيامة17
{فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ }القيامة18
{ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ }القيامة19
فـ بيانه على الله وذلك يعني ان هنلك نظاما في خلق العقل يقيم مقومات البيان القرءاني في العقل البشري فتكون النتيجة (هدى) للذين ءامنوا وذلك النظام المفطور في خلق العقل البشري حين يقرأ القرءان (يهدي للتي هي اقوم) وان كان القاريء لا يفهم مقاصد الالفاظ او انه يفهمها بشكل خاطيء الا انه من المؤمنين بالقرءان ومنزل القرءان الا ان ذوي اللسان العجمي سواء كانوا عربا او غيرهم من المؤمنين سوف لن يدركوا تفاصيل مقومات قيامة البيان بل يتحصلون على النتيجة دون التفاصيل الا ان ذلك لا يعني ان بوابة فهم المقومات في العقل مقفلة والقرءان يذكرنا ان على (متقلباتنا الفكرية) اقفال وعلينا ان نرفع تلك الاقفال
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }محمد24
الاداة الفكرية الرابعة سوف نطرحها على طاولة علوم الله المثلى فلفظ (عجم) في علم الحرف القرءاني يعني (مشغل نتاج فاعلية احتواء) وهو واضح مبين في مقاصد الناس (لسانهم) فالالفاظ التي يستخدمها الناس انما تقوم بعملية (تشغيل) فهي مشغل (لانتاج فاعلية احتواء) وعلى الطرف الاخر وهم (سلسلة السامعين) ان يدرك كل واحد منهم نتاج الفاعلية ذلك فحين نقول (اسد) مثلا فان هنلك مشغل فكري سرى بين الناس و (انتج) فاعليته في مفاهيم الناس لمحتوى (احتواء) الفهم في حيوان اسمه (اسد) وذلك ليس بـ (لسان عربي مبين) بل هو (عجل) ولفظ عجل في علم الحرف القرءاني تعني (نقل نتاج فاعلية الاحتواء) فمفاهيم العرب الاوائل (انتقلت) الى الاجيال اللاحقة عبر (ناقل) سرى بين الناس واجيالهم فصار الاسد في مثلنا المساق اعلاه حيوان اسمه (اسد) فهو (عجم منقول) فصار (عجل معبود) وتم تأليف القواميس اللغوية والـ (معاجم) ومن الواضح ان قواميس اللغة سميت (معجم) ولا ندري كيف سميت معجم والعجمة تكون غير عربية النشيء كما قالوا ..!! اما لفظ (اسد) في اللسان العربي المبين ليس عجم وليس عجل منقول لمحتوى محدد المقاصد فهو بناء لفظي مرتبط بمنظومة خلق النطق محمول على (عربة) تحمل المقاصد وهو معنى العربية كما روجنا له في منشورات هذا المعهد فلفظ (اسد) في علم الحرف (اللسان العربي المبين) مبني بناءا فطريا (سد .. اسد .. سيد .. مسد .. سود .. اسود .. يسد .. يسدي .. سدى .. سديد .. سدود .. و .. و .. و ) فاللسان العربي هو مقاصد محمولة على عربة تتحرك واللسان يحركها (لا تحرك به لسانك) لان الله قد حرك الفاظ تلك العربية في القرءان ليدركها ارشيف العقل التكويني فتهديه للتي هي اقوم ... تلك الراشدة لن تكون غريبة اذا وجدنا لها اثرا في الماديات ففي علوم الانسجة يعرف العلماء ان النسيج الحي او الخلية الحية تحمل ارشيف غيرها من المخلوقات كالنبات والحيوان والجراثيم والفايروسات وان جسد المخلوق يحمل ارشيف انسجة مخلوقات اخرى ويتضح ذلك جليا عند الحيوانات الطفيلية التي تتطفل على غيرها وتكون حاملة لبرنامج مضيفها البايولوجي اضافة لارشيفها البايولوجي الخاص بها وتلك (سنة خلق مرئية) ومنها ندرك سنن الخلق في منظومة خلق العقل وبما ان (خلق النطق) هو جزء من منظومة خلق العقل فان القرءان بالفاظه يتعامل مع ارشيف عقلي قد اودع الله فيه برنامج البيان القرءاني (ثم علينا بيانه)
اذا استطاع حامل العقل الحامل للقرءان ان يخرج من (المكابرة التاريخية) و (المكابرة المذهبية) واستطاع ان يخرج نفسه من الاحتقان الديني سيجد ببساطة شديدة ان (كـ هـ ي ع ص) وامثالها عصية على العقل وسيجد كيف يتخبط المفسرون في تفسير مثل اصحاب الكهف وناقة صالح ويأجوج ومأجوج وكل امثلة القرءان يتعاملون معها وكأنها قصة تاريخية ولا يستطيعون ان يجدوا لها تطبيقا معاصرا (مفصليا) او (علميا) ويبقى حامل القرءان يقر في عقله ما قاله المفسرون دون ان يكون لعقله مساحة كافية ليفهم القرءان ومن تلك الموصوفات جميعا ومثلها بمئات او الاف المرات يكون القرءان (أعجمي وعربي) لانهم يسمعون النداء من مكون بعيد (وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ) فحين جعلوا من امثال القرءان (سرد بعيد المكان) فهو اذن (مكون بعيد) وذلك الرشاد جيء به من ترخيص الهي في تدبر القرءان والتبصرة فيه لانه للذين يعقلون
ما كانت تلك السطور هجومية الصفة على واقع اسلامي راسخ مع القرءان بل لان جيلنا والاجيال اللاحقة بحاجة ماسة الى القرءان بسبب زحمة التطبيقات الحضارية وسوئها الذي بدأ يعلن رسالة الهية تحذيرية انذارية فاليوم ( 8 ـ 5 ـ 2014 ) اعلن رئيس امريكا ان امريكا والامم المتمدنة يجب ان تسرع في معالجة التغيرات المناخية وان لم يحصل ذلك فان امريكا سوف تواجه مصاعب كبيرة واقتصاد صعب ومن حيثيات قوله ما معناه (ان التغير المناخي لن يكون اليوم حالة متوقعة بل اصبح حقيقة واقع قائم)
اذا كان الامريكيون غير مسلمين ولا يملكون قرءانا مثل المسلمين فاين المسلمين من قرءانهم وهو اعجمي وعربي ولا يفهمونه ولا يدركون بيانه وهم بحاجة اليه اكثر من أي جيل سابق من اجيال المسلمين وقد يكون اكثر حاجة لاجيال ءاتية قد لا يطول بها الامد
تلك تذكرة من قرءان وواقع حال في ما كتبه الله في خلقه وخليقته والذكرى لا تقوم الا حين يشاء الله
{وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ }المدثر56
الا ان الذكرى تنفع المؤمنين
{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }الذاريات55
الحاج عبود الخالدي
تعليق