الطب البديل بين القرءان والاعشاب
من اجل بيان التطبيقات القرءانية في زمن الحاجة اليها
المسلمون يعرفون ان لهم قرءان فيه شفاء الا انهم لا يمتلكون منهجية راسخة في طب القرءان عدا الممارسات الخاصة بـ (الرقيا القرءانية) وهي ممارسات فردية محدودة تثبت بين يدي قلة من الناس وهم من حملة القرءان الذين يؤمنون بالرقيا من حيث النتيجة لا من حيث المنهج فهم لا يعرفون المنهجية التي يتم من خلالها الشفاء بل يتحصل الشفاء بين ايديهم وهي في كينونتها نوع من انواع (الشفاعة) تجري باذن الله ... جاء ذكرى الشفاء في القرءان في ءايات قرءانية متعددة
1 ـ {ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }النحل69
2 ـ {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً }الإسراء82
3 ـ {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْءاناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ ءايَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي ءاذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ }فصلت44
4 ـ {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ }الشعراء80
وهنلك مثل قرءاني كريم في ايوب جاءت فيه ذكرى ضمن الرابط التالي
محيط نزعات المرض في خارطة بيان قرءاني
وجاء في القرءان وصفا للطب والتطبيب تحت لفظ (طيبات) وبموجب عربية اللسان العربي المبين فان (الطيبات) هي حاوية (للطب) بل هي ادوات الطب القرءاني ومنها الاعشاب الا ان مجمل الاغذية الخاصة بالبشر والتي خلقها الله سبحانه من خلق عضوي صالح للغذاء الانساني انما هو خلق له وظيفة استطبابية سواء كانت للشفاء من مرض او كانت للوقاية من مرض اضافة للوظيفة التكوينية التي فطرها الله في الاغذية التي خلقها وقدرها تقديرا حكيما والناس يعرفون تلك الصفات وكل مجتمع يمتلك قاموسا معرفيا عن فوائد ما خلق الله من اغذية وما هي الا طيبات (تطبب) الناس فالحمضيات مثلا هو غذاء منتشر في الارض يمتلك الناس لها بنودا معرفية موروثة وكثيرة تصف كل صنف منها بصفة طبية محددة فهذا (مثلا) مدرر وهذا ينفع اضطراب المعدة وذاك ينفع في خفض الضغط وحين نستدرك ما يقوله الناس في البقوليات فالناس يعرفون وظائفها الطبية ايضا فهذا النوع ينفع في وفرة انتاج الغدد وذلك النوع ينفع في تخفيف الامساك الذي يصيب الامعاء وءاخر ينفع في منح الاوتار الصوتية قوة مضافة وهكذا يعرف الناس وظائف كل مادة غذائية وفعلها في الطب سواء كان لمرض او لوقاية من مرض ما وجاء العلم ليضيف الى تلك المعرفة مسميات تركيبية ومادية يحتاجها الجسد ففي السمك مثلا يتوفر اليود والزئبق وفي الموز كبريت وفي غيره كذا ومثل تلك البيانات ان تم تفعيلها في ثقافة غذائية رصينة مع ما يصاحبها من ثقافة معرفية علمية فان الامراض (العصرية) يمكن ان يسيطر عليها حامل القرءان الباحث عن (تقوية) جسده فيكون من الـ (متقين) فيحصل على غلة يجني ثمرتها في جسد صحيح (صحي) بما يفرد امة الاسلام عن بقية الامم المتهالكة بامراضها لان القرءان دستور قال فيه المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام (ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا) والناس يتصورون ان الدين هو مجرد عبادة جوامع الا ان اجساد كثير منهم متصدعة بامراض العصر وهو يعني (خسران الصحة) وهو خسران يتحصل حين يضل الانسان في الكيفية التي تجعل جسده سليما حتى ميقات متقدم من الشيخوخة ... ننصح بمراجعة تذكرة الطيبات في الرابط التالي :
الطب والطيبات ..!!
ونرى بوضوح مجتمعي مبين ان كثيرا من المداومين على صلواتهم واعمالهم الخيرة يصابون بامراض قاسية (فاحشة في الجسد) الا ان الثقافة الدينية تقول في شأنهم ان الله يمتحنهم وكأن الله لا يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور ..!! ولعل الاية 3 من سورة المائدة تبين ان كمال الدين ورضوان الله المشروط بدين الاسلام عندما يكون المسلم ممتنعا عن محرمات المأكل
{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }المائدة3
مجلس مناقشة محرمات المأكل
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ }البقرة172
وقد ورد ذكر (طيبات) في القرءان قرابة 20 مرة وجاءت الفاظ القرءان من جذر (طب) قرابة 40 مرة وفي كل مورد وردت به تلك الالفاظ تقوم تذكرة قرءانية متصلة اتصالا بالطب يحتاج الى (اقامة صلوات) لـ (تنهى عن الفحشاء والمنكر) الا انها ليست صلوات منسكية كالتي نعرفها بل تعني الاتصال بنظم الله النقية في المأكل والمشرب والملبس والمسكن ليتخلص الانسان من امراض العصر وهي صلوات تقيم صلة بما امر الله به في الاكل والشرب والملبس والمسكن والامتناع عن أي نشاط او ممارسة جيء بها من غير الله بل جيء بها من جهوية كافرة لا تمتلك قرءانا منزل من الله وعندها ينتصر المسلمون بقرءانهم على ان لا يركن الى الذين يحاربون القرءان سرا وعلانية (فلا تخشوهم واخشون) أي ان لا يتخذ المسلم ركنا من اركان نشاطهم في المأكل والملبس والمشرب والمسكن وعلى المسلم ان يقتل ثقافتهم الغذائية وثقافتهم الطبية وغيرها من الثقافات التي تعتبر ركن من اركانهم (واقتلوهم حيث ثقفتموهم)
المأكل المعاصر متصدع جدا بسبب التدخلات الهندسية الوراثية التي مورست في اكثر من 90% من اصناف الغلة الغذائية المنتشرة في الارض وتم فيها تغيير خلق الله فاصبح (رزق الله) مأتيا من دون الله نتيجة العبث بجذوره الجينية فاصبح سببا في المرض فاندثرت (طيبات ما رزقناكم) وصارت (غير طيبة) فهي لا تقي الطاعم ولا تطبب مرضه والناس يعرفون تلك الحقيقة من خلال ترجمتهم الفطرية لصفة (الطيب) فيتصورونها (المذاق المستساغ) وهو يعني (القبول العقلاني) لمذاق الطعام او الاكل فاذا علمنا ان (حاسة الذوق) هي عبارة عن مختبر فطري يمتلكه كل انسان فان (مذاق الغلة المعدلة وراثيا) معروف بين الناس انه (غير تام الاستساغة) كما هي الغلة النقية فالثمرة المعدلة وراثيا غير طيبة المذاق كما هي الثمرة النقية من العبث الجيني .... من تلك الخانقة الغذائية صارت الاعشاب هي المصدر الأمين من (طيبات الرزق) لان الاعشاب من المحاصيل التي لم تطالها نظم التغييرات الجينية ذلك لان اكثرها من نبات بري ينبت طبيعيا بماء طهور (مطر) وسماد طبيعي وهنلك اعشاب تزرع في الحقول ولم تطالها الايدي الاثمة التي تعبث باصولها الجينية لانها لا تستهوي المستثمرين فالكميات التي تنتجها النباتات العشبية كميات قليلة اذا ما قيست بانواع الغلة الاخرى فهي اذن مواد عضوية لم تعبث بها ممارسات الفساد الحضاري فاصبحت طيبات امينة
الطب البديل يحمل في مضمونه التنفيذي مركزية تطبيقية وهي (الامتناع عن الادوية) فالذين يمارسون (الطب البديل) يستبدلون المنظومة الطبية المعاصرة بغيرها فالطب البديل يعني (الخروج من المؤسسة الصحية المعاصرة) أي (عدم الركوع لها) أي (عدم السجود) لمضامينها وممارساتها وهذا المضمون هو الذي يشفي المريض وما كانت الاعشاب الا عوامل مساعدة لان المرض يأتي من خارج الجسد وليس من الجسد نفسه
محيط نزعات المرض في خارطة بيان قرءاني
الطب البديل يتضمن حزمة كبيرة من (متغيرات الطعام) حين يغير الشخص مأكله بموجب انشطة الطب البديل وحين تكون الاطعمة غير مدنسة بالفساد الحضاري فان الاستشفاء سيكون اكثر فاعلية وبالتالي فان منظومة الاسلام بحاجة ماسة اليوم الى تفعيل دستورها القرءاني لغرض الفوز بالنصر الاسلامي
{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }الصف9
الذين يشركون انظمة مصطنعة مع نظم الله هم اولئك الذين يمارسون التعديل الوراثي وهو فعل شيطاني (وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِينا ـ النساء) ولعل حامل العقل قادرا على ان يدرك ان التعديل الوراثي هو (تخريب) نظم الهية لغرض استثماري ربحي حيث يسعى العابثين بالجينات الى زيادة الحجم او زيادة الغلة
{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ }التكاثر1
فالتعديل الوراثي ما هو الا (إله للتكاثر) ونعد متابعينا الكرام بافراد ادراج خاص لهذه الذكرى القرءانية وعلى من يريد ان يتمسك بصحته الجسدية التي فطرها الله في جسده وربطها بمنظومة خلق نقية الاصول والجذور فعليه ان يعي ويدرك انما يصيبه مس شيطاني حين يتناول غلة معدلة وراثيا ..!!
لو استطاع المسلمون ان يستبدلوا الطب الحديث بطب رسالي يتم تدبره من القرءان فان الفوز سيكون لمن سلم جسده من تصرفاته الشخصية في مأكله الشخصي وتصرفاته الخاصة به فيكون جسد المسلم (سليم) في اسلام محمول ضمن رسالة الله
وتلك ذكرى عسى ان تنفع المؤمنين
الحاج عبود الخالدي
تعليق