هل لـ الحجامة تذكرة قرءانية ؟؟
ورد المعهد عبر نافذة الحوار في موضوع منشور تحت الرابط التالي الطب البديل بين القرءان والاعشاب
تساؤل كريم في ما يلي نصه
السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خيرا
جاء في موضوعكم الكريم ما هو نصه (الطب البديل هو عبارة عن مجموعة كبيرة من الممارسات سواء منها ما هو قديم مثل الاستشفاء بالاعشاب او استخدام الابر الصينية او الحجامة) فالحجامة اصبحت مشهورة في ايامنا وهنلك اجهزة بسيطة تباع في الصيدليات ولا بد انها مجازة من قبل وزارة الصحة ويمكن ان يستخدمها الانسان في المنزل علما ان في الحجامة عملية (اخراج الدم) من جسم الشخص الذي يعمل الحجامة والجدير بالذكر اننا سمعنا ان الحجامة انتقلت الى الصين وهي الان تمارس بكثرة عندهم
نتسائل هل ان الحجامة هي سنة نبوية شريفة ؟ فاخراج الدم عمدا من الجسم فيه حرمة فهل الحجامة استثناء من تلك الحرمة ؟؟ وهل للحجامة جذور قرانية ففي القران تصريف لكل مثل
اثابكم الله على ما تنشرون
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم نعثر في القرءان (لغاية اليوم) على تذكرة يمكن ان نربطها بموضوع الحجامة رغم ان بحثنا في القرءان بدأ عام 1979 اي ما يقارب 35 سنه ولا زلنا نسعى لادراك اي تذكرة قرءانية تخص الحجامة
حرمة اخراج الدم عمدا من الجسد هي حرمة فطرية تدعمها كثير من الاحكام الشرعية الواردة عبر الفقه الروائي مثل حرمة القيء العمد وكراهة البصاق في غير محله وجاء في القرءان
{وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }المائدة45
فاذا قام العبد بجرح غيره اي (اخرج منه الدم) فعليه القصاص فكيف بالذي يجرح نفسه واذا اردنا ان نمعن بالفطرة عمقا فنجد مثلا ان الشركات الرصينة التي تمتلك ورشا للتصليح لما بعد البيع لتغطي منتجاتها بضمان محدد الاجل فانها تشترط على المستفيد ان لا يفتح اي مفصل من مفاصل الجهاز المضمون
قيل في الحجامة انها ممارسة لاخراج الدم الفاسد من الجسد ومثل هذا التخريج الفكري عليه اعتراضات شديدة فالدم الفاسد سيكون قاتلا قبل ان يحتجم الشخص ذلك لان الدم مادة منتشرة في الجسد فان حملت الفساد فان الجسد باكمله يفسد كما ان البيانات الفسلجية المعاصرة اثبتت ان عضو (الطحال) يقوم بتنقية الدم من الكريات الحمراء بعد ان تكمل وظيفتها العمرية
الحجامة هي ممارسة قديمة وقال المؤرخون ان هنلك دلائل على ممارستها في العهد الفرعوني المصري وقالوا انها ممارسات اغريقية نقلت الى العرب القدامى كما انها من الممارسات الطبية القديمة في الصين الا ان مؤرخي الاسلام قالوا انها (طب نبوي) ونقلوا عن الرسول عليه افضل الصلاة والسلام احاديث كثيرة يوصي بها بالحجامة واشهر تلك الاحاديث ما روي في البخاري (خير ما تداويتم به الحجامة والفصد) وجاء في الروايات ايضا ما معناه ان الملائكة كانت توصي الرسول اثناء معراجه في كل سماء بالحجامة وكأن الرسول الالهي ينفذ وصايا الملائكة ..!!!
المتمسكون بممارسة الحجامة يعلنون بشكل مستمر انها نفعتهم كثيرا الا ان صفاتهم لا تمتلك قاسما مشتركا يمكن ادراك مرابطه لوضعه في مستقل عقلي ثابت فذلك يقول انها نفعته في الروماتزم وءاخر يقول انها نفعته في الربو وغيره يقول نفعته في امراض القلب حتى سمعنا انها تنفع لقاموس الامراض جميعا ومن ذلك يتضح ان ممارسة الحجامة لا تمنح ذوي الحاجة لها اي منهج للاستشفاء يمكن اعتباره مسرب تطبيقي واضح الا ان ممارستها اصبح ذا وسعة وقبول مجتمعي كبير ولم نسمع باي اضرار جانبية ظهرت منها وتبقى الحجامة رغم وضوح نظرتها المادية الا انها لغز يحتاج الى مزيد البحث والاستقصاء
شاكرين لك اثارتكم
سلام عليكم
تعليق